فيما مكتب هادي يحذر من أن تأجيل الانتخابات ستعود باليمن إلى المربع الأول..

الشرجبي: تصريحات القربي تكشف عن دوائر خفية لتسيير بعض الوزارات وان الاضطرابات مفتعلة

2012-01-18 04:48:25 أخبار اليوم/ خاص


شكك الدكتور/ أبوبكر القِربي - وزير الخارجية اليمني- في إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد، وعزا ذلك إلى غياب الأمن، وأشار في حديثه لـ«العربية» إلى أن استمرار الاضطرابات الأمنية في اليمن ربما يجعل من الصعب إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في موعدها المقرر في 21 فبراير/شباط 2012.
وفي هذا الصدد علق أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور/ عادل الشرجبي على تصريحات القربي، معتبراً ذلك يؤكد أن هناك دوائر خفية لتسيير بعض الوزارات وبعض مؤسسات الدولة خارج المسار الطبيعي لها.
وأشار في تصريح لـ"أخبار اليوم" إلى أن الحكومة لازالت منقسمة إلى نصفين.
وقال: إذا كانت مسألة الانتخابات مرتبطة حالياً، ووفقاً للمبادرة الخليجية ولطبيعة الوضع السياسي الراهن بنائب الرئيس ورئيس الوزراء، إذ هما الوحيدان المخولان بالبت في هكذا قضايا.
وأشار إلى أن تصريحات وزير الخارجية لم تكن بناءً على قرارا اتخذته الحكومة أو بالتشاور مع نائب رئيس الجمهورية، معتبراً ذلك بأنه بناءً على قرار أتخذ في دوائر خارج الدوائر الحكومية والرسمية.
ويرى الشرجبي أن تصريح القربي يأتي بناءً على ما أتخذ في إطار اللجنة التي شكلها رئيس الجمهورية بما سميت بـ"لجنة إدارة الأزمة"، مشيراً إلى أنها لجنة للانقلاب على المبادرة الخليجية.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية تصريح القربي بشأن تأجيل الانتخابات بأنه يواكب رغبة لدى بقايا النظام من أجل الانقلاب على المبادرة الخليجية، حيث تأتي تصريحات القربي كتمهيد لهذا الانقلاب – حسب تعبيره، لافتاً إلى أن ما تشهده البلاد هي اضطرابات مصطنعة ومفتعلة من قبل النظام ولا يمكن لها أن تؤدي إلى إعاقة الانتخابات حتى وأن أعيقت العملية في بعض المناطق والدوائر، لا ينبغي أن يكون ذلك مبرراً لتأجيلها، كون الانتخابات في الأساس هي توافقية وليست تنافسية، مشيراً إلى أن كلام القربي يمكن أن يقال إذا ما كانت الانتخابات تنافسية تقوم على مرشحين متعددين، فيما الانتخابات الرئاسية المبكرة ليست سوى لأجل إعطاء الرئيس الجديد شرعية من خلال المجتمع، لأنه في حال لم يتم انتخابه وتم التوافق عليه بين القوى السياسية فقط دون انتخابات شعبية يمكن أن يجد نظام صالح فرصة للتراجع عن المبادرة الخليجية بشكل عام، ويقول – أي نظام صالح- إن الرئيس الجديد مغتصب للسلطة.
وأشار إلى أن ما يتم افتعاله من اضطرابات ليست حجة للتهرب من استحقاقات المبادرة وآليتها التنفيذية وبالذات البند المتعلق بالانتخابات الرئاسية المبكرة.
وأوضح بأن ما يؤكد أن الاضطرابات التي تشهدها البلاد مفتعلة، هي تلك التصريحات التي أدلى بها شقيق طارق الذهب وعدد من مشائخ مديرية رداع بشكل خاص، ومشائخ محافظة البيضاء بشكل عام بأن هذه التطورات التي حدثت في رداع وسقوط المدينة بأيدي القاعدة هي تطورات مفتعلة من قبل النظام وكذلك ما يحدث في محافظة أبين وعاصمتها زنجبار أمر مفتعل، حيث أشار عدد من السكان إلى أن ما يسمى بـ"أنصار الشريعة" لا يتجاوزون المائة فرد وكان يمكن للجيش المرابط هناك والوحدات العسكرية التي يرأسها قائد المنطقة الجنوبية إذا ما أعطيت لها أوامر حقيقية صريحة لمقاومة أنصار الشريعة، يمكن لها أن تقضي عليهم، منوهاً إلى أن عدم حسم المعركة في أبين سببه وجود تواطؤ، مؤكداً أن كل الاضطرابات والتوترات المتعلقة بالحالة الأمنية مفتعلة وأريد بها أن تكون بداية للانقلاب على المبادرة الخليجية، وأن تصريح القربي تمهيد لذلك – حد قول الدكتور الشرجبي.
وقال الدكتور/ الشرجبي في ختام تصريحه للصحيفة إن على حكومة الوفاق الوطني أن تقوم بتوضيح هذه الوقائع للوسطاء الدوليين وتبين لهم بأن النظام ما زال يتلاعب ويتهرب من تطبيق المبادرة الخليجية بشكل عام، ولاسيما فيما يتعلق بالانتخابات، مذكراً برفض رئيس كتلة المؤتمر الشعبي العام البرلمانية ورفض رئيس البرلمان مسألة تزكية عبدربه منصور هادي للانتخابات الرئاسية المبكرة القادمة، معتبراً ذلك نوعاً من التهرب لهذا الاستحقاق، ليأتي تصريح وزير الخارجية ليعزز التوجه لإفشال الانتخابات وإفشال المبادرة الخليجية.
وطالب في هذا السياق نائب الرئيس ورئيس الوزراء التوضيح للوسطاء الخليجيين حول تلاعب النظام وسيره نحو اتجاه آخر غير اتجاه المبادرة، وأن على دول الجوار الإقليمي والمجتمع الدولي تحمل مسوؤلياتهم بوقف النظام عن هذا التلاعب والضغط عليه باتجاه تنفيذ المبادرة، حيث عليهم أن يتحملوا أدوارهم – حسب تعبيره.
وحث قوى الثورة أن تكون متيقظة لمراوغة النظام المستمرة وبأسلوب جديد بعد توقيعه المبادرة.
من جهته حذر المسؤول الإعلامي في مكتب نائب الرئيس، عبدربه منصور من أن تأجيل الانتخابات قد تنذر بما ليس في الحسبان.
وعلق على تصريحات وزير الخارجية أبوبكر القربي لقناة العربية التي شكك فيها بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد، لوجود الاضطرابات، بأن تلك التصريحات لم تكن لازمة في الوقت الراهن.
قال يحيى العراسي - المسؤول الإعلامي في مكتب نائب الرئيس- إن تصريحات القربي "غير ضرورية" في الظروف الحالية.
وأكد العراسي - في اتصال مع CNN- أن الانتخابات "ضرورية لكل اليمن،" أن هادي "ليس لديه أي خطة تتعلق بتأجيل حصولها بصرف النظر عن الظروف، محذراً بالقول: "إذا تأجلت الانتخابات فسيعود اليمن مجدداً إلى المربع الأول، وقد يحدث ما ليس بالحسبان".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد