بعد إهدار أكثر من "140" مليون ريال أوقاف إب يطالب بتغيير مهندس مشروع ترميم الجامع الكبير

2008-10-25 03:52:08

تقرير/عبدالوارث النجري

منذ ما يزيد على خمسة أعوام بدأ العمل في مشروع ترميم الجامع الكبير بمدينة إب، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عصر الخلافة الإسلامية، ويقال أن الجامع يسمى بالمسجد العمري نسبة إلى تاريخ بنائه في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

التقرير الصادر عن مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة إب والذي تضمن نشاط المكتب خلال الربع الثالث من هذا العام 2008م أرجع أسباب تأخر إنجاز أعمال الترميم في الجامع الكبير بجبلة والجامع الكبير بإب لسبب ضعف الإشراف الفني وعدم تواجد المهندس المشرف من قبل الهيئة العامة للآثار في الموقع رغم البلاغات والمحاضر والمذكرات وتشكيل اللجنة للمتابعة برئاسة وكيل المحافظة للشؤون الفنية، وطالب أوقاف إب في تقريره تفعيل دور اللجنة المكلفة من المحافظة برئاسة وكيل المحافظة للشؤون الفنية، وكذا إلزام الآثار بضرورة تواجد المهندس وتحديد برنامج زمني للمتبقي من أعمال وإنجازه أو تغيير المهندس المشرف.

لكن الحديث عن أعمال الترميمات ومشروع الترميم في الجامع الكبير بمدينة إب ذو شجون ومر في الكثير من المنعطفات من شد وجذب بين العديد من الجهات ذات العلاقة، فالمشروع الذي يدار بتكليف من مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد السابق/ عبدالحميد الأشول للمقاول غسان حمران وبموافقة وتعميد قيادة محلي إب يكتنفه الكثير من الغموض حول تفاصيل ذلك العقد أو التكليف وما هي الشروط التي تضمنها وبحسب مصادر موثوقة فإن ذلك العقد أو التكليف لم يحدد فيه سقف معين لتكلفة المشروع وكذا عدم تحديد سقف زمني لمرحلة التنفيذ، فهو أي المشروع شيك مفتوح وعمل مفتوح بيد المقاول والجهة المشرفة فنياً على التنفيذ وهي الهيئة العامة للآثار، وفي نهاية عهد المدير الأشول، تم توقيف المشروع من قبل وزير الأوقاف والإرشاد السابق الأستاذ/ حمود عباد مع العلم أن الأوقاف جهة تمويل والآثار جهة إشراف، وعندما فتح وكيل نيابة الأموال العامة بمحافظة إب ملف الفساد في مكتب أوقاف إب عام 2005م كان لمشروع ترميم جامع إب نصيباً من التحقيقِ، لكن الملف أغلق عقب تغيير وكيل النيابة ورئيسها، كذلك عندما كلفت قيادة محلي إب الوكيل المساعد الأستاذ/ فؤاد يحيى منصور للقيام بأعمال مدير عام عام مكتب الأوقاف كان هو الآخر غير راض عن استمرار تنفيذ المشروع بتلك الطريقة وحسب ذلك العقد، لكن تدخل مسؤول كبير في محلي إب ساهم للعودة باستكمال تنفيذ المشروع بالطريقة السابقة وحسب العقد المبرم مع المقاول، واستمر التنفيذ خلال الأعوام 2006م/2007م/2008م تخلله بعض التوقيف من قبل مكتب الأوقاف والمدير العام الحالي/ عبداللطيف المعلمي الذي اشترط إشراك مهندسين من مكتب الأوقاف، لكن القضية لم تنته، ففي منتصف هذا العام حصل خلاف حاد بين مقاول المشروع/ غسان حمران ومدير عام مكتب الأوقاف/ عبداللطيف المعلمي أسباب الخلاف كانت غامضة لكن أحد أعضاء الهيئة الإدارية للمجلس المحلي كشف في أحد اجتماعات المجلس للمحافظ الحجري أن مقاول المشروع يشكو من تعرضه لممارسات ابتزاز من قبل قيادة مكتب الأوقاف خاصة عند التوقيع على صرف المستحقات الأمر الذي دفع المحافظ لتشكيل لجنة برئاسة الوكيل للشؤون الفنية الشيخ/ عقيل حزام فاضل لحل الخلاف واستكمال تنفيذ المشروع، ما تم صرفه من أموال أوقاف إب تحت مسمى ترميم الجامع الكبير بإب إلى الآن وبحسب تصريحات قيادة مكتب الأوقاف يتجاوز ال "140" مليون ريال، لكن الأمر والأدهى من ذلك ما هي تلك الأعمال التي يلمسها الزائر للجامع الكبير بإب التي نفذت خلال الخمس السنوات الماضية وكلفت ذلك المبلغ الخيالي غير وضع طبقة من "القضاض" "والمسؤولية على المهندس المشرف إن كانت قضاضاً أم لا!!، على القباب في سطح الجامع وجدرانه الخارجية بالإضافة إلى إزالة المصندقات تلك الأخشاب المعمولة بشكل هندسي الموجودة في سقف وجوانب صرح الجامع رغم أنها تاريخية واستبدالها بأخشاب حديثة مع مراعاة التقليد في وضع تلك الأخشاب وشكلها بالأخشاب السابقة، أيضاً يلاحظ الزائر للجامع وبعد مرور خمسة أعوام من البدء في تنفيذ أعمال الترميمات أن منارة الجامع الكبير الشهيرة لا تزال آيلة للسقوط ولم يشملها إلى الآن مشروع الترميم، مع أنها تعد المنارة الوحيدة التي يمكن رؤيتها في مدينة إب القديمة من منطقة السحول وتعد أهم علامات ومميزات مدينة إب القديمة، أما الأعمال التي تمت في سطح أو سقف الجامع بهدف الحفاظ على المصندقات، فقد تم جرف الأتربة من فوق تلك المصندقات ورفع البناء من جوانبها ومن ثم السقف بحيث أوجد هناك فراغ بين مصندقات سقف الجامع التاريخية والسقف المستحدث حتى أن تلك الأخشاب والمصندقات صارت مهددة بالسقوط والتآكل أكثر مما كانت عليه. . أبناء إب الذين سألناهم وبعض المصلين في الجامع ما هو الجديد الذي لمسوه في أعمال ترميم الجامع ردوا بالقول: "لا جديد سوى مادة النورة والجص وإغلاق الجامع أكثر من مرة في وجه المصلين باسم الترميمات. . صرخة مدوية يستغيث بها الجامع الكبير بمدينة إب عله يُسمع بها القاضيين/ أحمد عبدالله الحجري وحمود عبدالحميد الهتار، فهل يغيثانه وينقذانه مما هو فيه حتى لا تكون أموال الوقف ملاذاً للطامعين والعابثين؟!

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد