أزمة السياحة في اليمن الحلقة الأولي.. السياحة وأنواعها ومتطلبات عامة

2008-10-26 03:20:31

شكري عبدالغني الزعيتري

عزيزي القارئ سنتناول تحت عنوان أزمة السياحة في اليمن وعلى مدى ثلاث حلقات ومتتابعة للجانب السياحي في اليمن إذ ستتضمن هذه الحلقة وهي الأولي السياحة من منظور عام تعريفها. . وأنواعها. . ومتطلبات كل نوع من منظور عام وأثرها على اقتصاديات الدول والاقتصاد العالمي. . . وفي الحلقة الثانية بالعدد القادم سنتناول معوقات الحراك السياحي في اليمن. . . وفي الحلقة الثالثة سنتناول متطلبات الحراك السياحي في اليمن. . .

ورأيت عزيزي القارئ لكي نبدأ معك لابد من التطرق لتعريف السياحة والسائح إذ أنه تعرف السياحة بأنها : نشاط السفر بهدف الترفيه والحصول على خدمات أخرى متعلقة بالنشاط السياحي. ويعرف السائح بأنه ذلك الشخص الذي يقوم بالانتقال لغرض السياحة لمسافة ثمانين كيلومترا على الأقل من منزله. وذلك حسب تعريف منظمة السياحة العالمية (التابعة لهيئة الأمم المتحدة). والسياحة هي صناعة لا تنضب ولا تندثر بل تنمو عاما بعد عام رغم كل الأحداث المؤسفة التي قد تمر بها. . فالسياحة هي صناعة مرتبطة بالرغبة الإنسانية في المعرفة وتخطي الحدود. . والسياحة من المنطلق الجغرافي نوعان : فالنوع الأول وتسمى السياحة الدولية : وهو النشاط السياحي الذي يتم تبادله ما بين الدول والسفر من حدود دولة لأخرى. - والنوع الآخر وتسمى السياحة الداخلية : وهو النشاط السياحي الذي يتم من مواطني الدولة لمدنها المختلفة التي يوجد بها جذب سياحي أو معالم سياحية تستحق الزيارة أي أن السياحة الداخلية هي صناعة تكون داخل حدود الدولة ولا تخرج عن نطاقها. والسياحة حسب أهداف وحاجات السياح تنقسم إلى أنواع عدة فمنها السياحة الدينية والسياحة العلاجية والسياحة الاستشفائيه والسياحة الاجتماعية وسياحة السيارات والدراجات وسياحة المعارض والسياحة العلمية وسياحة السباقات والمهرجانات وسياحة السفاري والمغامرات والسياحة الرياضية وسياحة التجوال وسياحة التسوق والسياحة الترفيهية والسياحة الثقافية والسياحة الشاطئية وسياحة الغوص. . . وكل نوع سياحة له متطلبات وحاجات لابد من توافرها في البلد المزار حسب هدف السائح له ويحتاج إليها فمثلا السياحة الدينية وهي السياحة التي تهتم بالجانب الروحي للإنسان وتتطلب توافر الأماكن المقدسة والسياحة العلاجية وهي السياحة التي تهتم بالجانب الطبي العلاجي للإنسان ويهدف من خلالها السائح الحصول على إمتاع الجسد بالصحة وبالشفاء من أمراض وتتطلب تواجد المراكز والمستشفيات الخدمية وبما فيها من تجهيزات طبية وكوادر بشرية لديها الكفاءة وتساهم في علاج الأفراد الذين يلجئون إليها وأيضا السياحة الاستشفائية وهي السياحة التي تهتم بالجانب العلاجي الطبيعي للإنسان ويهدف من خلالها السائح الحصول على إمتاع النفس والجسد بالاستشفاء من العلل وتتطلب تواجد الينابيع المعدنية والكبريتية والرمال والشمس والمناخات الجوية وكل الخدمات المطلوب للعلاج الطبيعي وايضا السياحة الاجتماعية وتسمي سياحة الإجازات وهي التي تهتم بسياحة مجموعات من الأفراد قد يكونون متقاربين في الأعمار وتكون سياحتهم جماعية إلى مكان ما أو بلدا ما وتكون بشكل أفواج سياحية جماعية وتكون غالبا نابعة من موطن واحد أو جهة عمل واحدة لأفرادها وتتطلب هذا النوع من السياحة توافر المخيمات الشبابية أو المعسكرات الشبابية أو بيوت الشباب أو فنادق من درجة ثلاث نجوم ويتميز هذا النوع بميزات منها انخفاض سعر وتكلفة السياحة وتسمح لذوي الدخل المحدود للقيام بالسياحة وتبادل خبرات وثقافة الأفراد المشاركين. . . وكثيرا ما ينتشر هذا النوع من السياحة هذه الأيام وأيضا من أنواع السياحة سياحة السيارات والدراجات تندرج سياحة السيارات والدراجات تحت الأنماط السياحية الجديدة حيث تخضع لظروف ومتطلبات معينة غير موجودة إلا في عدد قليل من الدول مثل الطرق السريعة التي تربط بين الدول وبعضها البعض، ومدى توافر محطات الخدمة والصيانة ومراكز النجدة والإسعاف والاستراحات على هذه الطرق. وهذه السياحة منتشرة في دول أوروبا إذ ينطلق السائح بسياحة يعبر فيها عدة دول متجاورة ومرتبطة مع بعضها برا بطرق إسفلتية واسعة وأيضا سياحة المعارض وهى سياحة تشمل جميع أنواع المعارض وأنشطتها المختلفة مثل المعارض الصناعية والتجارية والفنية التشكيلية ومعارض الكتاب. فمن خلالها يستطيع الزائرون التعرف على آخر الإنجازات التكنولوجية والعلمية للبلدان المختلفة والتي تعتبر من عوامل الجذب السياحي وتنشيطه. وقد ارتبط هذا النوع من السياحة بالتطور الصناعي الكبير الذي حدث في مختلف بلدان العالم ارتبط هذا النوع بالتطورات الكبيرة في العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية بين معظم دول العالم ونجدها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسياحة المعارض. ويعتمد النهوض السياحي في هذا القطاع على توافر عوامل عدة مثل اعتدال المناخ، توافر المرافق ووسائل الاتصالات، وجود الفنادق، القاعات المجهزة لعقد الاجتماعات، المطارات الدولية، موقع المدينة كمنتجع سياحي يوفر مناخاً ملائماً لمثل هذه المؤتمرات. وأيضا السياحة العلمية أو السياحة البحثية وهى التي تشمل دراسات البيئة النباتية والحيوانية وأيضا سياحة السباقات والمهرجانات وتنطبق على سباقات السيارات والدراجات والمهرجانات السينمائية. . بالإضافة إلى سباقات الهجن كما يرتبط بها كرنفالات واسعة للأزياء والفنون الشعبية وسياحة السفاري والمغامرات وهى تلك السياحة التي تتم عبر الصحارى وتتنوع أنواعها وأهدافها فبعضها يتجه إلى السلاسل الجبلية ومغامرة تسلقها، والبعض الآخر يتجه إلى زيارة الوديان وعيون الماء، وآخرها تلك التي تكون من أجل الصيد البرى في المناطق المسموح فيها بالصيد وأيضا السياحة الرياضية وهو السفر من مكان لآخر داخل الدولة أو خارجها من أجل المشاركة في بعض الدورات والبطولات أو من أجل الاستمتاع بالأنشطة الرياضية المختلفة والاستمتاع بمشاهدتها و سياحة التجوال وهى من أنواع السياحة المستحدثة وتتمثل في القيام بجولات منظمة سيراً على الأقدام إلى مناطق نائية تشتهر بجمال مناظرها الطبيعية وتكون الإقامة في مخيمات في البر والتعايش مع الطبيعة و سياحة التسوق:وهى سياحة حديثة أيضاً تكون بغرض التسوق وشراء منتجات بلد ما تسرى عليها التخفيضات من أجل الجذب السياحي مثل مهرجان السياحة والتسوق بدبي من كل عام وأيضا السياحة الترفيهية وهي من أقدم الأنماط السياحية وأكثرها انتشاراً، وقد صلت نسبة السياحة الدولية إلى 80%. تعتبر دول حوض البحر الأبيض المتوسط من أكثر المناطق اجتذاباً لحركة السياحة الترفيهية لما تتمتع به من مقومات كثيرة كاعتدال المناخ بالإضافة إلى الشواطئ الخلابة والتي تفرعت منها الأنواع الأخرى كالسياحة الرياضية والعلاجية. . . وغيرها. وتكون السياحة الترفيهية بغرض الاستمتاع والترفيه عن النفس وليس لغرض آخر ويتم ممارسة الأنواع الأخرى من السياحة معها ويطلق عليها هنا الهوايات مثل صيد السمك والغوص تحت الماء والذهاب إلى المناطق الصحراوية والجبلية والزراعية. وأيضا السياحة الثقافية (السياحة الأثرية والتاريخية) : يهتم بهذا النوع من السياحة شريحة معينة من السائحين على مستويات مختلفة من الثقافة والتعليم حيث يتم التركيز على زيارة الدول التي تتمتع بمقومات تاريخية وحضارية كثيرة. ويمثل هذا النوع نسبة 10% من حركة السياحة العالمية. ونجد هذا النوع من السياحة متمثل في الاستمتاع بالحضارات القديمة وأيضا السياحة الشاطئية: تنتشر هذه السياحة في البلدان التي تتوافر لها مناطق ساحلية جذابة وبها شواطئ رملية ناعمة ومياه صافية خالية من الصخور وأيضا سياحة الغوص:وهى سياحة لها علاقة مباشرة بالسياحة الشاطئية في المناطق الساحلية، ويشترط قيام مثل هذا النوع من السياحة توافر كنوز رائعة بهذه المناطق الساحلية وتوافر مقومات الغوص بها مثل: الشعب المرجانية، الأسماك الملونة، المياه الدافئة طوال العام، يابس ساحر، خلجان ينابيع، حيوانات وطيور ونباتات برية نادرة. . . إذ وتعتبر كافة البلدان السياحة احد روافد اقتصادها الوطني لا تقل أهمية عن الإنتاج الزراعي أو الإنتاج الصناعي في بلد ما. . من حيث كونها مصدر هام من مصادر تغذية متجددة للدخل القومي للبلد. . ولهذا نرى كثيراً من البلدان تذهب نحو بذل الإمكانيات المالية وتسخير العلوم والكوادر لصناعة الميزات السياحية عن غيرها من البلدان الأخرى بغرض جذب السياح من الأجانب للسفر إليها لأغراض السياحية ونرى بلدان تخصص سنوياً في موازناتها العامة مبالغ كبيرة من مليارات الدولارات. . لتطوير وتحديث الخدمات السياحية لديها لماذا ؟ لأن المردود المالي والمعنوي من وراء تنشيط السياحة وتوافد السياح من مختلف جنسيات العالم وباختلاف أعمارهم وتباين ثقافتهم وتنوع مهنهم. . فيعود للبلد المستقبل بفوائد جما فمثلاً الفوائد الاقتصادية :

(1) رفد الاقتصاد الوطني للبلد المستقبل بزيادة دخله القومي ويكون دخلاً متجددا سنوياً.

(2) إيجاد فرص عمل لأبناء البلد المستقبل مما يسهم في تقليص نسب البطالة.

أما من حيث الفوائد الأخرى فمنها ما يلي :

(1)- التعرف على ثقافات وعلوم الآخرين وبلدانهم

(2)- تكوين سمعة طيبة عن البلد المستقبل والذي تتناقله مختلف الجنسيات من السياح الوافدين للسياحة إلى البلد المستقبل وإلى شعوب بلدانهم في البلدان المصدرة للسياح والذي يمتد إلى أشخاص من الصفوة في مجتمعات السياح مثل (أ) - ذوي رؤوس الأموال : فتتكون السمعة السيرة الطيبة التي قد تشجعهم للانتقال والاستثمار في البلد المستقبل خارج بلده. (ب)- ذوي السلطة والحكم:تنشأ السمعة السيرة الطيبة التي قد تشجع بلد السائحين لمصدر للسياح بإنشاء علاقات تعاون متبادل مع البلد المستقبل للسياح

(3)- الإسهام في حرص البلدان المصدرة للسياح في تعزيز الأمن لدى البلد المستقبل للسياح حرصاً على جالياتها. وفوائد أخرى. . . فالسياحة لها أهميتها الاقتصادية وتتضح لنا من الأرقام التي رصدها وأعلنها المجلس العالمي للسفر والسياحة و لما يلي : ففي عام 2000م، على سبيل المثال، كانت الأرقام التي رصدها المجلس كالتالي(1) أن عدد الزيارات السياحية الدولية وصل إلى 698 مليون زيارة. (2) أن الإنفاق السياحي الدولي بلغ 500 مليار دولار أمريكي. (3) أن قطاع السياحة وظَّف نحو 192 مليون شخص على مستوى العالم، كان منهم 72 مليون في صناعة السياحة نفسها، والباقي في الصناعات المساندة والمكملة لها. (4) أن عائدات قطاع السياحة شكلت حوالي ثلث قيمة قطاعات الخدمات في التجارة الخارجية. (5) أن قطاع السياحة شكل تقريباً 13% من الناتج الإجمالي العالمي مما يجعله أكبر صناعة في العالم. (6) أن التوقعات المستقبلية لعام 2010م تشير إلى أن الإنفاق السياحي الدولي سيصل إلى حوالي 3،9 تريليون دولار أمريكي، وأن الاستثمارات في قطاع السياحة قد تصل إلى ما قيمته 4،1 تريليون دولار أمريكي.

نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني

Shukri_alzoatree @yahoo. com

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد