أنت تسأل والشعراوي يجيب

2012-04-20 03:58:53 أخبار اليوم / متابعات


أسئلة وأجوبة مختارة من كتاب الداعية الكبير محمد متولي الشعراوي (أنت تسأل والإسلام يجيب)..

س: قال تعالى" ويشف صدور قوم مؤمنين"وقال تعالى"وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين".. كيف يعالج القرآن ,و يشفي أمراضاً بشرية , وأدران المجتمعات بمنهجه السديد
القويم؟

جـ: إنك في كثير من الأحيان تقاوم منهج الله, لأنه يحد من حركتك في الحياة , التي تعتقد أنك لو تمتعت بالحركة فيها حسب هواك وما تريده لفسد العالم كله.. والمنهج في الإسلام موحى به من الله سبحانه و تعالى, وهو محفوظ من الله , أي أن الحق سبحانه وتعالى هو الذي يحفظه, والقرآن معجزة و منهج الإعجاز فيه أنه ليس للبشر فيه مكان, فهو كلام الله المحفوظ من الله سبحانه وتعالى , إلى يوم القيامة, و الإعجاز فيه أنه يعطي عطاء لكل جيل, يختلف عن الجيل الذي قبله, والإعجاز فيه أنه صالح لكل زمان ومكان و الإعجاز فيه أنه يداوى أمراض المجتمعات أينما كانت , و أنه كلام الله يحمل العلاج لكل الداءات ... معنى هذا أن مجرد القول بهذا الكلام يفسر لنا معجزة كبيرة في القرآن الكريم, فالرسالات جاءت, وقد نزلت لتعالج داءات المجتمع , كل رسالة نزلت إلى قوم تعالج الداءات , أو الانحرافات الموجودة فيه .

س: ما هو ثواب التبرع بالدم، وهل من حق المتبرع أن ينال جزاءً على ذلك؟ وهل الحصول على الجائزة يلغي ثواب التبرع ؟

جـ: إن مجرد التبرع بالدم ولو أخذ عليه أجراً يوجب الثواب، لأن هذا العمل قد يساعد في إنقاذ حياة إنسان خصوصاً بعد أن أمكن الطب الحديث الاستفادة بالدم الموجود ولو بعد فترة .. ما دام القدر الذي يتبرع به المتبرع لا يضعفه، ولا يؤذي صحته، ودليل ذلك أنه من الممكن أن يجرح إنساناً عفواً، وينزف كمية كبيرة من الدم قد تزيد عن الكمية التي تؤخذ منه عند التبرع وعندما يتوقف الجرح لا يؤثر الدم المفقود على حياته ولو على عموم صحته إذا كان أصلاً ذا صحة وعافية، بل وأكثر من ذلك فإن الدم يتجدد، ويستعيد الجسم الدم المفقود.. وبذلك فما دامت كمية الدم الذي يتبرع بها الإنسان من دمه لا تؤثر على صحته، وكان ذلك تحت إشراف ورعاية طبية، فإن مجرد القيام بهذا العمل ولو بأجر يكون عليه الثواب، وإن أراد المتبرع التنازل عن أجره فيكون له بذلك ثوابان .. ثواب التبرع بالدم، وثواب التبرع بالأجر والله تعالى أعلم.
س: هل تشريح جثث الموتى حلال أم حرام؟
(جـ): التشريح نوعان: إما للوصول إلى نتائج علمية، أو تشريح لمعرفة سبب الوفاة فيما إذا وجد شك جنائي وبالنسبة للأمر الأخير، فإنه يعين القضاء على مسائل كثيرة لمصلحة المجني عليه، بمعرفة قاتله، ولمصلحة المجتمع أيضاً، وليس القصد هذا تمثيلاً بجثة الميت.
وكذلك الأمر بالنسبة للبحث العلمي، فإن التشريح يفيد البشرية بالتعرف على جثة الإنسان، وما يمكن أن يتعرض له من أمراض قد تودي بحياته، فيكون التشريح حينئذ بقصد تعليمي يهدف إلى فائدة الإنسان .. وفى مثل هذه الحالات تكون الجثة غير معروفة، فلا يكون القصد أيضاً التمثيل بها.
ولكن الذي يسوء هنا هو امتهان الجثة بعد أن تؤدي الغرض منها، فلا يكون لها حرمة، أو أن تنبش القبور للإتيان بالجثث وسرقتها، وهذا بالطبع حرام قطعاً.
ويجب أن نعرف أن أجزاء الميت محترمة ، ولها حرمة، بل إنه إذا بتر جزء من جسم الإنسان وهو حي، فإنه يدفن كما يدفن الميت تماماً، فإن للإنسان كرامة حياً وميتاً، وقد بلغ من كرامته أنه قيل: كل إهاب ( جلد ) دبغ فإنه يطهر بالدباغة، إلا الخنزير لنجاسته، والإنسان لكرامته.
فإذا كان ولا بد أن نشرح، فالتشريح يكون باحترام وأدب، وأن يعيد كل شيء إلى أصوله، بعد أن يتم الهدف من تشريحه، فيدفن الدفن الطبيعي، ويحافظ على كرامته ، أما كما نرى من إهانة الجثث بعد أن ينالوا غرضهم منها فهو ما لا يقره أحد.

س: ما هي نظرية دارون التي أقامت وأقعدت العلماء فترة من الزمن؟ وهل هذه حقيقة علمية أم نظرية؟
(جـ): إنها نظرية.. ولكن غير الفاهمين استقبلها على أنها حقيقة ومن هنا نشأ الخطأ وإذا كان التابعون لدارون أولاً هم الذين فندوا نظريته ثانياً لماذا نتعب نحن أنفسنا في هذا الموضوع تعباً أقل ما يوصف به أننا نجعل دارون في كفة أخرى؟ وحسبنا من هذا البحث ذلك الضلال.
والرد البسيط النظري أن نقول لمن يفتن بهذه النظرية : أين العوامل التي أثرت في القرد الأول ليصبح إنساناً، لماذا تركت بقية إخوته القرود على قرديتهم؟ ولماذا لم نلحظ قرداً لآخر يصبه هذا الدور من الارتقاء حتى يصير إلى إنسان؟ وهب أننا سلسلنا الإنسان عن قرد فالقرد عن ماذا؟ وماذا عن ماذا؟.
إذن لابد أن يوجد شيء عن شيء، وسنصل إلى الشيء الأول عن أي شيء؟ والأجناس الأخرى من الحيوان ألها أصل تعود إليه بحيث تجمعها سلسلة واحدة؟ والنباتات وهى الكائن الحي الأدنى – ألها سلسلة أيضاً؟ بحيث نستطيع أن ننظمها في سلك بحيث ننتهي إلى أوليتها؟ ارتقت في حلقات .. فإن كان ذلك فلماذا لا نرى حلقة من حلقات الحيوان أو حلقة من حلقات النبات ترتقي أمام أعيننا إلى النوع الآخر.. وقديماً قيل مثل هذا الكلام، ولكن بغير هذا الفهم على أن آخر شيء في النبات أول شيء في الحيوان وهو الإحساس .. ولكن يظل النبات نباتاً والحيوان حيواناً.
فكذلك الحيوانات قد ترتقي في بعض خصائصها، فتأخذ شيء من خواص الإنسان، وهى القدرة على التقليد، ولكن تظل حيوانات، فلا ترتقي إلى إنسان والدليل على ذلك أننا مثلاً حين نعلم القرد أي عمل، فقد يستطيع أن يفعله فعلاً مبدئياً، ولمن لا يستطيع هو أن يعمله لجنسه, بل يظل قرداً كما هو..ووقوف حلقات الأشياء في دوائرها يدل على أنها حركات قادرة وليست متنقلة.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد