رائدة العمل الخيري في اليمن الأستاذة: رقية الحجري رئيسة مجلس إدارة مؤسسة الرحمة للتنمية، لـ"أخبار الأسرة"..

الأيتام أبناؤنا وسنسأل عنهم لذا نعمل لإنشاء مشروع استثماري وقفي لليتيمات..

2012-04-20 03:51:56 حارتها: غادة العبسي


أم لأكثر من ألف طفل فقدوا آباءهم وأمهاتهم، ووجدوا في حضنها مأوى أمن لطفولتهم المنكسرة على أعتاب لا ترحم، كلما اقتربت منهم أكثر كلما شعرت بعظمة هذه المرأة التي لن توفيها كل كلمات الشكر والامتنان حقها، تجدك تنحني إجلالاً ليس فقط لجهودها بل لإنسانيتها التي تعكس صورة نقية وصادقة عن ماهية روح الإسلام الحقيقي.
ليست ممن تتحدث كثيراً عن مشاريع وهمية كما تفعل الكثير من المنظمات والمؤسسات الغثائية الموجودة على الساحة، والتي تسترزق وتبني القصور وتبدل السيارات وتفتح الأرصدة باسم الأطفال، تتاجر بأوجاعهم وهمومهم بدموعهم وانكساراتهم، بل هي تفعل قبل أن تقول, تحدثك عن إنجازاتها نظرات الأيتام, لبسهم, طريقة عيشهم، وجوههم النظرة ولعبهم وضحكاتهم التي تملأ جوانب سكنهم الذي يؤون إليه، تاركين كل المعاناة التي يحملها غيرهم من الأطفال خلف ظهورهم..

ولادة..
* لماذا دار الرحمة؟
ـ الفكرة جاءت لحل مشكلة مجتمعية فالله سبحانه وتعالى أوصى باليتيم في عشرات الآيات القرآنية لأنها توصية تستحق الاهتمام من المجتمع، جاءت الفكرة من خلال معاناة اليتم ذكر أو أنثى، فاليتيمة في مجتمعنا يكتب عليها الحبس بين أربعة جدران لاحق لها اتخاذ القرارات ولا في التعليم ولا في المعاملة الحسنة، وتكون بمثابة خادمة في المنزل لا أقل ولا أكثر وتهضم حقوقهن إلا من رحم الله، لذلك أنشأنا هذه المؤسسة من أجل أن تعطى اليتيمة حقها بالكامل كما نعطي أبناءنا حقوقهم غير منقوصة.
* في بداية المشروع كيف تقبلت الأسر نقل تربية اليتيمة إلى مؤسسة خارج إطارها؟
ـ بالطبع لم تتقبل الأسر هذا، وهذا هو حال أي مشروع في بدايته يحتاج إلى مزيد من الصبر، فمجتمعنا تعود أن تحتضن اليتيمة في ظل أسرة، ولكن ليس من أجل أن تعامل كابنة بل كـ "خادمة"، ممكن تتشرد, ممكن تنام في الرصيف, ممكن تمد يدها للمارة عند الإشارة وفي الجولات ممكن تنخرط في قضايا أخلاقية خطيرة، ولم يكن المجتمع يرفض هذا، ولكن حين افتتحنا المشروع كان المجتمع جداً متخوف أن تلحق اليتيمة بالدار، خوفاً من أن يلام وينتقد؛ لأنها كانت في تلك الفترة ظاهرة جديدة، الآن صار المجتمع متعود على ذلك ولا يعارض الفكرة بل صارت جدا طبيعية.
كيف تخلق هذا التقبل من المجتمع؟
لأننا نحمل مسئولية الفتاة تماماً كما نحمل مسئولية أبنائنا في المنازل، بما تحمل المسئولية من حجم كبير، القضية ليست سهلة هي صعبة جدا ولكن نسأل الله أن يجعلنا أهلا لحملها.
طفولة أمنة..
* الفئة المستهدفة؟
ـ اليتيم ومن في حكم اليتيم، من في حكم اليتيم من يكون الأب مفقوداً أو محكوماً عليه بالإعدام أو مجنوناً ولا بد أن تكون الوثائق رسمية وتثبت ذلك، الأب هو ولي أمر واليتيم شرعًا هو يتيم الأب.
* الطفل الذي فقد أمه ويعيش في وضع سيء مع والده هل يمكن أن يلحق بالدار؟.
ـ هذا سيجعلنا نفتح المجال لبعض الآباء أن يتخلوا عن مسئولياتهم، ولكننا بصدد فتح مشروع من أجل هذه الحالات، ونحن الآن نعامل في الشئون الاجتماعية من أجل فتح هذا المشروع.
* المشردون؟
ـ نحن الآن بصدد فتح مشروع لهم يسمى مشروع الطفولة الآمنة، و هؤلاء الأطفال هم الذين تخلوا عنهم إباؤهم وأمهاتهم ويضيعون في الشوارع، ونريد أن يكون هذا المشروع بنفس النموذج الذي يقوم عليه مشروع مؤسسة الرحمة.
* كثير هم الأطفال المشردون في الشوارع ألن تجدوا صعوبة في ذلك؟
ـ لا.. لن نجد صعوبة لسبب بسيط, أن شروطنا مشددة جداً في هذا الموضوع، لا نقبل أي طفل إذا الجهات الرسمية عجزت أنها تتابع مثل هذا الأب، ولن نسمح للأب أن يتواصل مع طفله لأننا سنفتح مجال، نحن نستهدف الأطفال الذين فقدوا فعلاً من يعولهم، كالأب المتخلي تماماً والذي ليس له أي بصمة في حياة ابنه أو حياة ابنته كطفولة آمنة، بحيث أننا نبعده عن هذا المحيط المتخلي ونوفر له من يرعاه ومن يحميه ويربيه بطريقة صحيحة، فليس اليتيم من فقد أباه بل من تخلى عنه أبواه، هذه مشكلة كبيرة وبالمقابل نحن شروطنا مشددة, لا يمكن أن نأخذ الطفل ونربيه ونسمح للأب أن يزوره، نحن سنفتتح المشروع وسنتعامل مع جهات رسمية، مشروع طفولة آمنة هو من أجل أن نتبنى تلك الطفولة الضائعة ونحقق له الطفولة التي سرقها منه أبوه، وفي ظل زيارة هذا الرجل الذي هو متخلٍ, لا يمكن أن أقبل أن أكون شراكة معه بحيث أقوم بواجبه وهو يتخلى، وموضوع التخلي له شروطه وله إجراءاته.
* اللقطة..
ـ اللقطة هل يدخل في حكم اليتيم إلى الدار؟
نادراً ما يدخل اللقطة إلى الدار، وقد وضعنا ستة منهم في أحضان الأسر، و نتمنى أن لا يكونوا موجودين ولكننا لن نرفض لقيطاً جاء إلينا.
* لمن ينسب اللقيط حين يأتي إلى الدار؟
ـ تقوم بهذه الإجراءات الشئون الاجتماعية وحسب لائحتها وحسب معرفتهم للموضوع يمنح الطفل اللقطة شهادة ميلاد ويسمى من قبلهم.
* في المستقبل هل يعرف اللقطة هذا التاريخ؟
ـ لا.. نحن نضعه عند الأسرة على أساس أنه يتيم أب وأم، وإن خرج من المؤسسة يومًا ما لا يعرف أنه لقيط.
الأم البديلة..
* كيفيه اختيار الكادر؟
ـ كنا نعاني من هذا الأمر معاناة شديدة، إلى أن دربنا من بناتنا اللواتي تربين في الدار، فصار منهن أمهات ومنهن مشرفات, منهن إداريات، لكن في البداية كنا نقبل أي شخص لديه رغبة، فليس من السهولة أن نجد في مجتمعنا شخصاً ممكن يقيم معنا، ويفرغ حياته من أجل تربية بناتنا وأولادنا، فنحن نعتبر أنفسنا تحت خدمة هؤلاء الأيتام ذكوراً وإناثاً، فليس من الممكن أن يتبنى الكل هذا الأمر بهذا التفرغ الذي نحن نحلم به من حيث الإقامة والتربية وما فيها من صعوبات ومتاعب ليس هو بالأمر الهين، ولكن نحن خلال مسيرتنا كنا نقبل أي شخص لديه الرغبة، ويظل معنا من هو أهل لهذه المسئولية ومن ليس كذلك, كنا نظل في صراع معهم ثم لا يثبتون ويذهبون.
إنهم أبناؤنا..
* التحديات التي تواجهكم؟
ـ عدم وجود دعم ثابت يعد أكبر تحدٍ، نظرة المجتمع للمشروع, فالمجتمع حين يرى اليتيم في صورة متميزة, نظيفاً ومرتباً ويتعلم تعليماً جيداً، يعتقد أن هذا المشروع غير محتاج لدعم، لا يعرف أن هذا المستوى الذي يجب أن يعيش فيه اليتيم هو الأولى بالدعم من الرث والمستوى المتدني، كثيرون لا يضعون في الحسبان أنه كلما كان المستوى أعلى كانت النفقات أكثر، أي متبرع لا يحسب ما هي مخرجات التبرع, هم يعطون للمشاريع المتدنية دون أن ينظروا للمخرجات، عليهم أن ينظروا لمخرجاتنا، ما يزال وعي المجتمع في هذا جداً متدني, الأفضل أن أعطي ثم أنظر مخرجاتي، وعي المجتمع ليس بهذه الصورة، هناك صعوبة أخرى تتمثل في صعوبة توفر كادر وظيفي أستطيع أن أتوسع من خلاله في المشروع، لدينا الآن كادر يغطي جوانب الموجود، ولكن صعوبة توفر كادر من اجل التوسع وفتح فروع في المحافظات أستطيع من خلاله أن أغطي وأفتح مشاريع لكي نستوعب الكم الهائل, خاصة بعد الأحداث الأخيرة نواجه صعوبة لعدم توفر الكادر, نستطيع الاعتماد عليه. هناك صعوبة ثالثة في عدم فهم المجتمع للعمل التطوعي هذه نقطة معاناة كبيرة، حتى أن تطوع شخص يتطوع دون الالتزام ففهم المجتمع للعمل فهم قاصر أنه عمل مزاجي منقطع غير ثابت عمل ليس له انجازات، على عكس العالم الغربي الذي اثبت فيه العمل التطوعي جدارة أكثر من العمل المدعوم من الجهات الحكومية، حيث أثبتت منافسة قوية جدا في ظهورها وإبراز مشاريعها النموذجية.
* كيف تواجهون هذه التحديات والصعوبات؟
ـ بالنسبة لعدم وجود دعم ثابت نحن الآن نجمع من أجل إنشاء مشروع استثماري وقفي، ونتمنى من الجميع أن يعيد مبدأ الوقف في حياة الأمة؛ لأن دولة الإسلام ما أنشأت إلا من خلال الوقف، كيف نعيد دور الوقف في بناء الأمة وكيف نستطيع أن نستثمر الأموال بصورة مثالية بحيث لا تنقطع في يوم ما؟.
 نحن نجمع ولكن الجمع مايزال ضئيلاً جداً ليس بتلك الصورة التي نطمح إليها، ولكننا لن نستسلم ولن نتوقف، وسنحاول أن نأهل العاملات بقدر ما نستطيع حيث كلما كانت مخرجاتنا أكثر من بناتنا كلما استطعتما أن نتوسع، بالنسبة للوعي في مجال العمل التطوعي نحاول بقدر المستطاع أن نوعي ونفعل هذا المجال، ونحن على وشك إنشاء إدارة للعمل التطوعي يديرها أحد المتطوعين، وسنفتح الأبواب من أجل ذلك ونحبذ أن تكون هناك عناصر نشيطة وفعالة مستشعرة أهمية هذا الموضوع.
مشروع لليتيمات..
* هل نستطيع القول انه إلى الآن لا يوجد مشروع خاص بالمؤسسة يدر عليها ربح ثابت؟
ـ لا.. إلى الآن لا يوجد حتى المشاريع الصغيرة المتمثلة في عمل الكعك والخياطة, هي صغيرة جدًا ولا يمكن ذكرها كعائد أو نستطيع أن نقول إنها تدر دخلاً وعائداً.
أيتام الرحمة..
* بدأ المشروع على أساس أنه لليتيمات كيف تم إدراج الأيتام من الذكور؟
ـ فتحتنا سكناً للأيتام من أجل اليتيمات؛ لأن اليتيمة كانت نفسيتها تدمر حين ترى أخاها مرمياً في الشارع ولا يجد رعاية ، فلا نقبل هنا يتيماً لا توجد معه أخت.
أيتام رضع..
* كيف تتعاملون مع الأيتام الرضع؟
ـ نحاول أن نوزع في كل شقة طفل رضيع؛ لأن الرضيع يحتاج إلى عناية خاصة ونختار الأكفأ من الأمهات، ومن حق الأم الحقيقية أن تزور طفلها، وإذا رغبت في استعادة طفلها فلا يوجد مانع, المهم أن نتحقق أن الطفل سيكون بأمان ولن يواجه أي مشكلة.
* هل حدث أن استعادت أسرة أحد أطفالها؟
 ـ كان لدينا طفلة من صعدة انتهت الأسرة تماماً في أحد الحروب، أسعفت الأم إلى المستشفى العسكري، ولكنها توفت بعد أن ولدتها وتسلمنا نحن الطفلة عن طريق المباحث، وحين بلغت ثمانية أشهر عرف خال الطفلة في صعدة أن أخته أنجبت طفلة قبل وفاتها فجاء ليأخذها، وأرجعناها لأسرتها عن طريق المباحث أيضاً، حين يكون ولي الأمر من الأسرة فلا توجد إجراءات مشددة، عكس حين نضع الطفل في أسرة أخرى يكون هناك إجراءات مشددة.
التبني..
* التبني هل يمكن لأي أسرة لا تنجب أطفالاً أن تتبنى طفلاً من أطفال المؤسسة؟
ـ لا..لأن اليتيم يدخل هنا بإجراءات رسمية ويكون أمانة في أحضان المؤسسة، ولكن إذا كان الطفل لقيطاً يمكن أن تتبناه مثل هذه الأسر ويخضعون لشروط مشددة حفاظاً على سلامة الطفل.
أيتام شارع تعز..
* دمج دار رعاية الأيتام الموجود في شارع تعز مع أيتام المؤسسة إلى أين وصل هذا المشروع؟
ـ كان هناك مشروع ودرسنا نحن كهيئة إدارية، ووافقت المؤسسة على تبني الجانب الإداري بالكامل ونوقش المشروع في مجلس الشورى ولكننا لم نعط رداً ماذا بعد، المشروع كان قائماً على أساس أن ندير دار الرعاية كما ندير مشروعنا، ونحن وافقنا بعد صراع إداري واسع, حيث الكل كان معترضاً، ولكننا في الأخير وافقنا من مبدأ أن اليتيم أمانة عرضت علينا ونحن تخلينا عنها، حيث أن اليتم أمانة المجتمع كله مسئول عنها، ومن هذا المنطلق والله وإلا فنحن لم يسبق أن فكرنا أن ندير دار الأيتام في شارع تعز، بسبب الصعوبة والمأساة الموجودة فيه، إذا أن أبنائنا الذي نتبناهم من الصفر نجد صعوبة ومتاعب فكيف بأولئك الأطفال، ونحن وافقنا حتى لا نسأل ونحاسب يوم القيامة أننا تخلينا عنهم، ولكنهم لم يردوا لنا جواباً ونحن عملنا خطة ودراسة وقدمناها لهم.
سن المراهقة..
* الصعوبات التي تواجهونها مع الأيتام حين يصلون إلى سن المراهقة؟
 الصعوبات التي تواجه أي أب وأم في البيت تواجهنا هنا وبمستوى أكبر، فالأيتام ليسوا على طباع واحدة, نجد منهم المتمرد ونجد العنيد والمشاغب والانطوائي ونجد الذي يملك موهبة ولا تقدر تعطى حقها من الوقت أو من المتخصصين في هذا المجال، حيث أننا لا نجد أيادٍ تمتد إلينا بحيث أنا سأتبنى جانب الموهوبين في الشعر وأنا سأتبنى جانب المتميز في الرسم، عندنا مواهب كثيرة ولكن لا يوجد آيادٍ تمتد إلينا بحيث تشجع، الحمل عندنا جدًا ثقيل، فإذا كان على مستوى الأسرة يجد الوالدين صعوبة في التعامل مع الطفل والاثنين، ولكن "نسدد ونقارب" ونبذل أقصى الجهود, نحل المشاكل التعليمية والتربوية و الأخلاقية و التأهيلية مشاكل النظافة مشاكل السلوك، و كيف نخرج الفتاة من انطوائها كيف تكون عقوباتنا ايجابية وليست سلبية, لا نترك مجالاً من خلال المناقشات وإشراك الطاقم الإداري معنا والفتيات أيضاً من خلال الحوارات الدائمة معهن.
الأيتام والمجتمع.
* كيف يتم دمج أيتام المؤسسة مع المجتمع؟
ـ الأيتام يدرسون في أرقى المدارس الخاصة مع أطفال المجتمع، الأيتام يحضرون دورات مع أطفال المجتمع، كل صور الدمج موجودة عندنا تماماً كالأسرة، في كل جمعة الدار تستقبل الأسر لزيارة أبنائها يتناولون طعام الغداء مع اليتيم ويقضون اليوم كاملاً معه وتتحول الدار إلى ما يشبه حديقة السبعين، رغم أن هذا متعب لنا ولكننا نتحمل من أجل سعادة الأيتام وإدخال البهجة في نفسه، ومعنا كذلك اليوم المفتوح والذي حددناه بثاني ثلاثاء من كل شهر تزور زملاء اليتيمات ومعلماتهن الدار ويقضون يوماً كاملاً مع بعضهن يتناولن أيضاً طعام الغداء معاً وكذلك في الدورات التدريبية.
خروج اليتيمات للتسوق ماهي الآلية؟
هذه محدودة جدا عندنا، بسبب الكم الهائل والمخاطر التي يمكن حدوثها إذا سمحنا لهن بالخروج في مجموعات كبيرة، ولكن في حال تمتلك الفتيات مبالغ ويرغب في التسوق ننظم خروجهن على مجموعات مع المشرفة حفاظاً على سلامتهن، كذلك الأمر في رمضان يحصلن على مبالغ فيخرجن للتسوق قبل العيد وشراء ما يحتجنه.
مصاريف مدرسية..
* مصروفات المدرسة ماذا عنها؟
ـ نعطي كل يتيمة مبلغ 100 ريال كل يوم بحيث أنها لا تشعر بالحرمان حين تجد زميلاتها يصرفن، ونعالج مشكلة السرقة التي قد تحدث ومشكلة إشباع النفس، وهذه الـ 100 ريال تكلفنا شهرياً مليون ومائتي ريال، ويمكن قياس بقية التكاليف، هناك فتيات يوفرن هذا المصروف لشراء أمور ما وأخريات يصرفنها، وهذا أمر راجع إلى كل فتاة وطريقة تفكيرها، وأحيانا قد تحصل الفتاة على جائزة بسبب موضوع معين تقوم بتوفيرها، عندنا الأول في التميز يكون لديه مبلغ "200 الف" هذه الجائزة مدعومة من العيسي، نفتح لهم حساب في البنك.
عرايس المؤسسة..
* هل تم تزويج بعض من بنات المؤسسة؟
ـ بالتأكيد.. إلى الآن تم تزويج أربع عشرة فتاة، طبعا نسأل عن المتقدم إن كان صاحب خلق ودين ولديه القدرة على فتح بيت ولديه مؤهل ووظيفة، يقوم بدفع المهر هذا المهر نشتري به ذهب للعروس، ونتكفل بالكسوة وبقية تكاليف العرس.
* في حال حدثت مشاكل لهذه الفتاة مع زوجها كيف تعالجون ذلك؟
 ـ نتعامل مع الفتاة كاسرتها تماماً، يحق لها الرجوع إلى المؤسسة متى رغبت في زيارتنا، في حال سفر زوجها وبالطبع تقوم بمساعدتنا في تدريب أخواتها، وتشترك في المتابعة والتوجيه خلال المدة التي تبقى فيها في المؤسسة، وفي حال حدثت لها مشكلة مع زوجها نتبناها تماماً مثل أي أسرة تتبنى مشالك بناتها مع أزواجهن، نشد على الزوج ولا نسكت عن أي خلل ولا نتساهل أمام أي تصرف يتصرفه مع بنتنا.
الولاء..
* نستطيع القول إن هناك ولاء من بنات المؤسسة للمؤسسة؟
هي طبعا لا تشعر بهذا إلا بعد الزواج أو نستطيع القول إنها تشعر به أكثر بعد الزواج، ربما وهي متواجدة معنا لا تشعر بهذا بسبب المتابعة, نفس الأمر التي تشعر به البنات في بيوت أبائهن.
أيتام في الجامعات..
* إلى متى تظل الأم البديلة مع الأولاد؟
ـ إلى أن يكبروا، لدينا الآن شقتان استقلوا وبدأوا في مساعدتنا في تحمل مسئولية إخوتهم الأصغر منهم، وكلما كبروا يكون هناك مجموعة مميزة مؤهلة نستطيع الاعتماد عليهم.
* ماذا عن الأولاد؟
يوجد لدينا أولاد ألآن في الجامعات هناك واحد في كلية الهندسة، وآخر ترك الدار بعد تخرجه من الثانوية والتحق بالكلية العليا للقرآن الكريم والتحق بالسكن الداخلي، يستطيع زيارتنا متى أراد ولا ينقطع عني أبدًا، ثلاثة من أبناء المؤسسة سيلتحقون الآن بكلية الشرطة سنحاول أن نسجلهم.

* رسالة؟
ـ نوجهها إلى من يتعاملون مع مثل هذه المشاريع، أن يعطوها حقها وأن يؤمنوا بأنها ملك الجميع وأن يكونوا معنا يداً بيد، وأن يؤمنوا بأنها شراكة مجتمعية و لا يمكن أن ننهض بالمشروع وحدنا، ولا يمكن أن نستسلم للظروف التي قد تخضعنا أحيانا كتدني المستوى بسبب الظروف المادية أو عدم اشتراك الآخرين معنا للارتقاء بالجوانب التدريبية والتأهيلة، ونتمنى أن يعيننا الله لحمل هذه الأمانة.



المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد