التقصير في التعليم الجامعي .. اتهام يدور بين الطالب والدكتور

2008-10-30 03:26:37

استطلاع/ فاطمة صلاح

في استطلاع أجرته "أخبار اليوم". .

كما هو معروف أن كل الناس يقولون إنه من المفترض أن تبدأ السنة الجديدة بنشاط وفاعلية أكبر إلا أن هذا لا يتوافق مع طلاب وطالبات الجامعة، فيتفاجئون أن هذه القاعدة لا تنطبق على الجامعة ولا أحد يعرف من هم الذين يساعدون على نشر هذا الكسل في بداية العام من كل سنة ولا أحد يشعر به كما يشعرون به طلاب وطالبات مستوى أول في كل كليات الجامعة لأنهم ملوا الانتظار بعد تخرجهم من المدرسة، وعند دخولهم الجامعة بنشاط وبشوق كبيرين يتفاجأ الطالب أو الطالبة بواقع قلة النشاط وعدم التدريس الجاد أو ما يسمى بالمفهوم العام "لعب" ولا أحد يعرف إن كان الإهمال من الطلاب أو من هيئة التدريس أو أن الأمر أصبح روتينياً، وأصبح من ضمن العادات والتقاليد لدى هيئة التدريس.

وفي هذا السياق زارت "أخبار اليوم" الجامعة وجمعت آراء الطلاب حول موضوع النشاط في بداية العام الدراسي حيث وجدت أن أكثر الطلاب يتفقون على أنه لا بد أن يكون هناك حد لهذا "العبث"، مطالبين بأن يكون بداية العام أكثر نشاط وفاعلية لأنه لو بدأ الطلاب عامهم بكسل سينتهي بنفس النتيجة.

الأسطر القادمة هي حصيلة هذا الاستطلاع ونضعها بين يدي رئاسة الجامعة والقائمين عليها لتجاوز أي إشكالات، فإلى التفاصيل.

 

ظننت ظناً فخاب ظني

في البدا التقينا نجيب العنوة طالب كلية الإعلام يقول في البداية مندهشاً: كنت أتوقع أن تكون الدراسة جادة من أول يوم ولكني تفاجئت بالواقع الحقيقي الذي كان عكس ما أتوقع تماماً فاصطدمت بالواقع "180" درجة.

ويضيف العنوة واصفاً الوضع بالكلية: إنه كان بمثابة استراحة أو أخذ قيلولة في منتزه الكلية وليس يوماً دراسياً لعدم تواجد جدول الدراسة ولا وقت المحاضرات أو وقت الحضور والانصراف أو حتى مكان الدراسة "القاعات"، مبيناً أنه لا يعرف ما هي المواضيع التي سيتم دراستها حتى الآن، مطالباً مسؤولي الجامعة أن يضعوا حداً لهذه المشكلة والتي ستشكل مشاكل أخرى في نهاية العام، أي نهاية المستقبل، متمنياً أن تستجيب الجامعة لمطالبه لتجاوزه وزملائه هذه الأزمة التي عكست نظرة الطلاب وشوقهم للدارسة إلى ملل ومماطلة وعدم الرغبة في الدراسة.

"لا نظام رغم مرور أسبوعين"

بعد ذلك التقينا بالطالبة/ إيمان البردوني وهي أيضاً طالبة بكلية الإعلام وهي تصف بداية العام الدراسي بأنه سيئ جداً خاصة بعد مرور أسبوعين من الدراسة إلا أن الوضع لا يطاق، وتقول إيمان بلسانها: إن أول يوم دراسي كان يوم فرحة بالنسبة لي، فعند وصولي ودخولي قاعة المحاضرة اكتشفت أني أرغب في النوم لعدم التدريس الجاد وعرفت أن الكلية لا تنتظم في بداية العام حتى مرور أسبوعين في الدراسة، ولا أدري إن كانت السنة كلها لعب أم أن الأمر سينتهي بعد حين، وما أريد أن أعرفه هو متى سينتهي هذا الأمر؟ مؤكدة أن هذا سيشكل عائقاً لدى الطلاب والطالبات في نهاية العام، مثمنة تعاون الدكاترة في حل هذه المشكلة وأن يأخذوا الأمور بكل جدية لينعكس ذلك على تطوير وعي الطلاب ورفع معنوياتهم حتى يستمر النشاط إلى آخر السنة، وهكذا في كل سنة حتى يكونوا عوناً في تفوق الطلاب باستمرار دائم حتى يتخرجوا، مضيفة أن الدراسة في المدرسة كانت أفضل بكثير.

عندي أمل أن يكون العام جيد

أما عيسى عبدالله طالب في كلية التجارة فيقول: "إن أول يوم دراسي جميل جداً حيث أنه يبقى في الذاكرة مدى الحياة، ولكن وضع الدكاترة في إجراءات التدريس ليس نشطاً نوعاً ما، ولكن نجد بعض المحاضرات غير منظمة وبعضها الآخر منظم وحضور الطلاب كان بشكل كبير يحمل في طياته كل الشوق والنشاط والتفاعل إلا أن ذلك كله ينتهي في أول يوم من الدراسة، آملاً أن يكون هذا العام محطة تغيير في حياة الطلاب.

أول يوم دراسة كان عادي

الطالبة حنان عمر طالبة في كلية التجارة تقول في البدء: إن أول يوم كان عادياً جداً ليس كما كنت أتوقع بحيث أن طالب الثانوية له مكان مرموق ووضعه أفضل بكثير من وضعنا.

وتضيف حنان: أتمنى أن ينظروا لنا الدكاترة نظرة طالب جامعي وليس نظرة لطالب ابتدائي جديد.

وتختتم قائلة: أتمنى أن تناقش هذه القضية وتحل في أسرع وقت ممكن لأن الوضع أصبح لا يطاق.

ولا كرسي فاضي

أما الطالب ياسر علي "كلية الشريعة والقانون" يقول: لأني تأخرت في اليوم الأول قليلاً تفاجئت عند دخولي القاعة بأني لم أجد كرسياً لأجلس عليه بسبب ازدحام الطلاب وكثرتهم فاستغربت لهذا الحدث كيف يحضر الطلاب في اليوم الأول بهذا النشاط والتفاعل الكبير مع العلم أن الدكاترة لم يحضروا، وكل ذلك الحشد والترقب المهول حضر لكي يستمع إلى محاضرة في مادة "الدردشة" ومادة "لعب" ولا أدري إن كانتا هاتان المادتان هما المنهج حتى آخر العام أم أن الأمر سيتغير متمنياً أن يكون طاقم الدكاترة أكثر جدية وأكثر نشاط لكي يرفع من معنويات الطلاب.

القاعات فاضية!!!

اعتقد أن أول يوم دراسي سيبدأ بعد مرور شهرين أو أكثر، هكذا قال الطالب علي الجرادي وأضاف: نرى القاعات فاضية رغم تواجد الطلاب فيها إلا أن الدكاترة ليسوا متواجدين إلا في المحاضرة الأولى ونغادر الجامعة في تمام التاسعة مع العلم أن الدكتور يحضر بعد مرور نصف ساعة على الأقل من وقت المحاضرة، ويأمل الجرادي أن تكون هيئة التدريس جادة وتهيئ نفسها للعمل الجاد قبل انتهاء نصف العام الدراسي.

طالعين نازلين دون دراسة

أما الطالب محمد الحمادي طالب بكلية الإعلام فيقول: عندما حضرت في أول يوم للدراسة حضرت ونفسيتي منفتحة ومتعطشة لليوم الأول للدارسة ولنها سرعان ما انسدت عن الدراسة تماماً ولا أدري إن كنت سأستمر هكذا في عدم الرغبة للدراسة طوال العام أم أنه سيكون مجرد سكون أو مرحلة أو فترة نقاهة خاصة ونحن منذ أسبوعين نحضر إلى الكلية ونعود منها دون دراسة أو نظام مع العلم أن المدرسة أرحم من حيث الانضباط والتدريس، متسائلاً "أين أيام الدراسة ونظامها؟".

الدكاترة يتجاهلون الطلاب

الطالبة/ منى عبدالله طالبة بكلية الإعلام "مستوى أول" تقول في البدء: "أول يوم كان يوماً عادي جداً وسيئ جداً بحيث أنه لم يكن أسوأ منه يوم.

وتضيف منى مستغربة تجاهل الدكاترة أن الدكاترة يسألون عن أسماءنا لبدء البروفا قبل التدريس حتى نتمكن من الشعور بالارتياح النفسي قبل البدء في الدراسة وتقبل المعلومة، واستدركت قولها "بل يدخل الدكتور القاعة ليطرح الأسئلة مباشرة ليس لكي نجاوب عليها بل لكي يعلق علينا ويستهتر بنا ويحرجنا أمام الطلاب سيما ونحن جدد حتى أن هذا الأمر بعث إلى نفسي شعوراً غريباً أشعر به لأول مرة وهو أني أخاف من أن أجيب على الأسئلة التي يطرحها الدكتور حتى لو كنت أعرف الإجابة لأتجنب الإحراج أمام زملائي وزميلاتي، لأن الدكتور لا يتردد في التعليق عندما تكون الإجابة خاطئة، ففي هذه اللحظة أفضل أن أكون ساكتة على أن أجيب على سؤاله حتى لو كنت متأكدة من الجواب.

الخطأ ليس عيباً بل محطة أولى لمعرفة الصواب والذي يخطئ ويعرف الصح مستحيل ينساه، فلماذا يعامل الدكتور طلابه بهذه المعاملة ويحرجهم ويحطم معنوياتهم؟ أم أنه لا يعرف أن هذا التعامل سيعكس على مستوى الطالب بنتيجة غير مقبولة في مستقبله وحتى نهاية السنوات الأربع، ولا أحد يعلم إن كان هذا الطالب أو الطالبة ستخرج بنفع آخر هذه السنوات أم أنه سيحضر البكالوريوس في كل سنة؟ هذا الكلام لم يأت على لسان "منى" ولكن هذا ما فهمناه منها فهل تضع عمادة كلية الإعلام حلاً لهذه التعليقات سيما وأنها باتت تأثر سلباً على نفسية الطلاب الجدد خاصة في أول يوم دراسي؟ هل هكذا هم يفعلون؟

فمنى تتمنى أن تبدأ يومها الدراسي بنقاهة لكي تبدأ بعد ذلك تركزيها بدون تعقيد، وتتمنى أن يسود الود بين الطلاب والدكاترة لتكون علاقة أب وابن لأن ذلك ينعكس على مستواها الدراسي وكذلك مستوى زملائها، فهل ستدوم التعليقات على الإجابات الخاطئة من قبل هيئة التدريس، أم أن العلاقة ستكون ودية كأب حنون لابنه الصغير؟ هذا ما تتمناه الطالبة منى وزملاؤها.

التقصير من الدكاترة

الطالب رماح الجبري "كلية الإعلام" يقول: لم أشعر بمرور أول يوم دراسي، ولكي لا أنكر أن هناك تقصير من قبل الطلاب ولكن التقصير الأكبر يمارسه طاقم الدكاترة.

وأضاف الجبري أن يأتي الدكاترة باكراً هذا واجبهم حتى وإن كان في القاعة طالب واحد فواجبهم أن يدرسوه.

وختم قوله متمنياً توجيه رسالة للدكاترة قائلاً: أحب أن أوجه رسالة إلى الدكاترة بأن يقفوا بمسؤولية وينظروا للطلاب بعين الأمانة، وأن يمارسوا الواجب الذي كلفوه به.

جديد كلية الإعلام

الدكتور/ محمد عبدالجبار سلام عميد كلية الإعلام كان له رأي في استطلاعنا هذا فبدأ قائلاً: في هذا العام كل شيء جميل بالنسبة لكلية الإعلام حيث أننا قمنا بامتحان قبول لأول مرة لأننا عادة كنا ننتظر حتى تستكمل الكليات امتحانات القبول لتأتينا بقايا الكليات، ولكن هذه المرة الطلاب أتوا إلى الكلية برغبتهم لأنهم تركوا كل الكليات وامتحنوا امتحان قبول، ومن خلال الامتحان اكتشفنا المواهب والإمكانيات الموجودة الممنوحة للطلاب القادمين إلينا، وما يميز هذا العام أننا قبلنا "90" طالباً موازي فقط بدل من "280" كما في الأعوام السابقة وبمعدل "70" وما فوق، وأيضاً لدينا برنامج ثقافي وعلمي طوال العام، وقد شكلنا لجنة من مختلف المتخصصين برئاسية نائب عميد الكلية وهذا يمكنا من اكتشاف مواهب الطلاب الثقافية والعلمية وتميزهم.

وهذا العام إضافة جديدة وأتمنى من الطلبة أن يتفاعلوا مع الكلية وثورة التقنية التكنولوجيا الاتصالية والإعلام وهي مهمة جداً في حياة الشعوب والإعلام.

وعن موضوعنا قال: أتمنى أن يكون الطلاب متفاعلين ونشطاء ومستمرين في نشاطهم، ناصحاً بترك الكسل واللعب والانتباه لدروسهم والاهتمام بمستقبلهم.

بيئة لا تحترم العلم

الدكتور/ علي البريهي مدرس "الخبر ومصادره" بكلية الإعلام يقول: أنا لا أرى في العام الدراسي الجديد ملامح إيجابية وربما هذا العام أسوأ من الأعوام الأخرى السابقة وأتوقع أزمة اقتصادية خانقة وطلاب لا يتعلمون المسؤولية، ونحن نقوم بجهد غير طبيعي في بيئة لا تحترم العلم ولا تقدر الطالب وهذا ليس بيأس وإحباط ولكن هذا الواقع لأن البيئة غير متألقة ولا متجانسة وهذا يخيم علينا جميعاً، وأنا أريد مساحة من الحرية للعمل الطلابي الإيجابي لأن الجانب النفسي معكر لدينا جميعاً سواء طلاب أو دكاترة، وأتمنى لكل الطلاب التوفيق والنجاح في إنجاز مهامهم وعبور هذه المشكلة.

على الطالب أن يتوكل على الله

أما الأستاذة عايدة الصلوي أستاذة الإعلام فقد عبرت عن رأيها قائلة: "الطالب يبدأ عامه الدراسي الجديد بكل تفاعل ونشاط وتوكل على الله تعالى حتى يقضي عامه بكل جد واجتهاد، وأن على الطلاب السعي إلى الهدف الذي أتوا إلى الكلية لأجله، لأن الطالب بدون هدف لا شيء ولا معنى لحياته، وأتمنى أن يبدأ العام الجديد بوجوه بششة يسودها التعاون بدون أنانية وخلافات.

معجب وحيد

الطالب الحارث محمد الثور طالب بكلية الإعلام جاء على لسانه ما هو مخالف لكل زملائه، فهو يرى أن العام الدراسي في أوله جيد وهو معجب بالتغير الذي شاهده والتحول الذي انتقل إليه من الدراسة في المدرسة إلى الدراسة في الجامعة وبالتحديد في كلية الإعلام ولم يخف إعجابه بمنظر الكلية والذي طالما تكلمت الصحف عنها وطلابها بتغير مبناها القديم واصفاً إياها أنها تراث وتاريخ جميل، وعن موضوعنا قال الحارث مخالفاً آراء زملائه: العام الدراسي جيد فقد أعجبني هذا العام من حيث أسلوب الحوار مع الدكاترة والتعبير عن الرأي بحرية ففقد كان باب النقاش مفتوحاً عكس ما هو في المدرسة.

وأضاف داعياً الطلاب: أوجه رسالة إلى الطلاب أن يهتموا بالدراسة بعيداً عن أي انتقادات.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد