بعد تطهير لودر وما جاورها من قبضة الجماعات المسلحة:

ترقب وانتظار لاستكمال التطهير والانتصار.. والجيش يستعد لاقتحام زنجبار وجعار؟!

2012-05-26 03:11:49 قراءة: نائف زين


تسارع الأحداث في أبين والانتصارات المتحققة في مديرية لودر ومودية والوضيع من قبل قوات الجيش واللجان الشعبية والمجاميع القبلية وإعلان هذه المديريات الثلاث كمديريات تم تطهيرها من الجماعات المسلحة بشكل كامل.. يفتح الباب أمامنا لتقديم قراءة حول هذه الأحداث والانتصارات واستقراء القادم مع أنباء وأحاديث تشير وتؤكد على أن هذا التطهير لن يقف أمام هذه المديريات فقط بل سيستمر لتطهير مختلف مديريات ومناطق أبين، لاسيما خنفر جعار وزنجبار الواقعتين تحت قبضة الجماعات المسلحة منذ ما يزيد عن عام..

هدف واحد
إن جئنا لنقرأ آخر تطورات المواجهات المسلحة في أبين سنجد أن هناك توحداً في صفوف قوات الجيش نحو هدف واحد وهو تطهير أبين ومناطق أبين من القاعدة.
ولعل هذا التوحد وتوحيد الهدف لم يكن موجوداً طوال أسابيع وأشهر خلت وهو ما أوجد فيما مضى نوعاً من الجمود والضبابية فيما يتعلق بتطهير أبين ومناطق أبين من قبضة الجماعات المسلحة.. بل ونستطيع القول إن حالة الانقسام التي كانت موجودة سابقاً في صفوف القوات العسكرية المرابطة في أبين قد رجح بشكل كبير كفة جماعة "أنصار الشريعة"، التي استطاعت قبل أسابيع أن تنفذ عمليات نوعية ضد الجيش.. ولعل الكثيرين ما يزالون يتذكرون عمليتي دوفس والحرور والخسائر الكبيرة التي لحقت بالجيش وبالتالي تعززت قوة جماعة "أنصار الشريعة" مع العتاد العسكري والذخائر التي غنموها من هاتين العمليتين اللتين مثلتا ضربة موجعة ومؤلمة للقوات المسلحة.
 هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن العمليتين ساهمتا وبشكل كبير على أعطاء جماعة أنصار الشريعة دفعة معنوية قوية فيما أدت هاتان العمليتان إلى تدني المعنوية القتالية لدى الجيش وهذا ما يتفق عليه الجميع؟!

حسم المواجهات في لودر وما جاورها؟!
اليوم تغيرت كثيراً مجريات الأحداث وتطورت الأوضاع ميدانياً، فالمواجهات المسلحة الدائرة منذ أسابيع في لودر تم حسمها خلال الايام الماضيين بشكل كامل وأصبحت مناطق وقرى مديريات لودر ومودية والوضيع تحت قبضة الجيش واللجان الشعبية.
 ولعل هذا يشير بشكل كبير ورئيسي إلى توحد القوات العسكرية وإنهاء حالة الانقسام التي عصفت بهذه القوات ما أدى إلى تأخر الحسم أسابيع طويلة..
وإن كان من قراءة وتحليل لهذا الجانب فنستطيع القول إن هذه الخطوة.. خطوة هامة واسترايتيجية تحسب للأخ الرئيس/ عبدربه منصور هادي ـ رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة ـ الذي استطاع أن يقطع شوطاً كبيراً فيما يتعلق بمحاربة القاعدة وتطهير أبين واليمن بشكل عام من خطر هذا التنظيم الإرهابي.
ولعل الكثيرين يرون أن الأيام الماضية تؤكد صحة هذا مع ضراوة المواجهات المسلحة التي شهدتها مديريات لودر ومودية والوضيع حتى تم التطهير الكامل لهذه المديريات وبالذات يوم الخميس الماضي الموافق 17/5/2012م، وهو التاريخ الذي نستطيع أن نقول عنه بأنه تاريخ تطهير لودر وما جاورها من قبضة الجماعات المسلحة مع الخسائر الكبيرة التي لحقت بهذه الجماعات ومقتل عدد كبير من قياداتها والسيطرة الكاملة للجيش واللجان الشعبية في لودر على جبل يسوف وغيره من المواقع والمناطق الأخرى؟!

الجماعات المسلحة استفادت من انقسام الجيش
هناك من لم يفهم إلى الآن كيف استطاعت هذه الجماعات المسلحة أن تخوض مواجهات مسلحة ضارية بل وتحقق نتائج وتبسط نفوذها بشكل شبه كامل على مناطق ومديريات كخنفر وجعار وزنجبار بل وهناك من طرح أسئلة؟ والتساؤلات تكمن ببساطة في أن الموضوع ليس موضوع مواجهات مسلحة بين جماعة ما تسمى أنصار الشريعة والجيش بل إن السر كان يكمن في انقسام قوات الجيش المرابطة في أبين وأن انقسام الولاءات في هذه القوات ساهم بشكل كبير في قوة هذه الجماعات وزيادة سيطرتها وتوسيع نفوذها.
وفي واقع معقد ومتداخل كالواقع اليمني وبتركيبته الاجتماعية عرف عنها تداخل أوراقها السياسية والعسكرية والدينية، أصبحت أبين ساحة للمواجهات المسلحة وتصفية لحسابات وصراع الجنرالات والقيادات العسكرية المنقسمة بين مؤيد للثورة وما بين مؤيد للرئيس السابق.. كل هذا كان طوال أشهر سبقت انتخاب الرئيس هادي أما بعد الانتخابات الرئاسية التي توجت الرئيس هادي رئيساً شرعياً منتخباً لليمن وبإجماع ودعم محلي وإقليمي ودولي فقد بدأ الرئيس هادي بخطوات هامة وجادة وحقيقية لمحاربة الإرهاب.
وفي ظل المشهد الخطير الجاثم على أبين وخطورة ما يراد به من هذا المشهد من استمرارية البؤرة الملتهبة التي من شأنها أن تفجر الوضع عسكرياً من جهة ومن جهة أخرى فهم وإدراك الرئيس هادي للمغامرات غير المحسوبة التي تحاول أن تجعل من أبين مكاناً لتفريخ الجماعات الإرهابية ومنطلقاً لنشر الفوضى والانفلاتات إلى المناطق والمحافظات المجاورة..
ولم يتأخر هادي كثيراً فأصدر عدداً من القرارات الرئاسية الهامة وتم تغيير عدد من القيادات الأمنية والعسكرية وتغيير محافظ أبين/ الزوعري وكل هذه القرارات لاقت الاستحسان والتطلع إلى إنهاء مغامرات "صالح" وموالييه وكل من له حسابات أياً كانت هذه الحسابات؟!

نتائج كبيرة تم تحقيقها؟!
النظر والتطلع وقراءة ما يحصل في لودر والوضيع ومودية والنتائج الكبيرة التي حققها الجيش واللجان على جماعات القاعدة تعني ببساطة توحد القوة العسكرية بمختلف تكويناتها بعد أن استطاع الرئيس هادي أن ينهي حالة الانقسام في المؤسسة الأمنية والعسكرية والأيام القليلة الماضية التي تم الإعلان فيها عن تطهر مديريات أبين (لودر، الوضيع، مودية) من الجماعات تعني ببساطة أن المؤسسة الأمنية والعسكرية واللجان الشعبية والمجاميع القبلية أصبحت متماسكة وموحدة وتخضع لقيادة واحدة وموحدة، وهذا ما أدى إلى إعلان وزارة الدفاع بأن هذه المديريات آمنة ومطهرة من الجماعات المسلحة فهل وقف هذا الأمر على هذه المديريات فقط، وما النتائج والخطوات القادمة والمنتظرة، خصوصاً في الأيام القادمة؟!

استكمال تطهير مناطق أبين؟!
تطهير هذه المديريات لا يعني بأي حال من الأحوال انتهاء المواجهات المسلحة وخطر هذه الجماعات، فهناك مديريتان رئيسيتان تحت قبضة الجماعات المسلحة "أنصار الشريعة".
ولعل زحف وتقدم قوات من الجيش وسيطرتها على منطقة الحرور الاسترايتيجية والواقعة ضمن الإطار الجغرافي لمديرية خنفر جعار يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن موضوع الاقتحام لمدينة جعار ـ كبرى وأهم مدن أبين والمعقل الرئيسي للقاعدة ـ مسألة وقت.
 ولعلنا هنا نشير إلى مواجهات مسلحة عنيفة خاضها اللواء 135 التابع للفرقة وقوات عسكرية أخرى في هذه المنطقة "الحرور" واستطاعت القوات العسكرية أن تلحق خسائر كبيرة في صفوف جماعات أنصار الشريعة خلال الأيام الماضية ما دفع ببقايا جماعات "أنصار الشريعة" للانسحاب من الحرور إلى جعار وعدد من المناطق المجاورة لجعار..
 وبقراءة لهذه التطورات الميدانية ومن واقع ما نعرفه عن مناطق خنفر جعار، إضافة إلى زحف قوات الجيش وسيطرتها على مناطق الحرور والجبلين وجبل الأحبوش وغيرها من المناطق.. نستطيع التأكيد أن الخناق بدأ يضيق بشكل كبير جداً على هذه الجماعات مع جهود قبلية شعبية وجهود كبيرة تبذل في مناطق (باتيس والحصن المجاورة) لجعار، وذلك بهدف مواجهة العناصر المتسللة إلى هذه المناطق.
 مصادر موثوقة أفادت بتوافد مجاميع قبلية من يافع ومن آل فضل إلى منطقة باتيس "شمال جعار" وذلك بهدف مساعدة قوات الجيش المتقدمة من الحرور "غرب جعار" ومواجهة الجماعات المسلحة التي تحاول التوغل إلى باتيس وما جاورها.
وبهذه التطورات والصورة القائمة تظل مدينة جعار وشقرة المسرح القادم للمواجهات المسلحة التي تلوح في الأفق مع احتمال وفرضية أن تلجأ عناصر "أنصار الشريعة" إلى القتال باستماتة على اعتبار أن جعار هي المعقل الرئيسي لهم وهي منطقة إستراتيجية، مهمة وأعتقد بأن الخسائر ستكون كبيرة بين الطرفين، خصوصاً مع المساحة الجغرافية الكبيرة لهذه المدينة "جعار" ومع الأنباء والأخبار التي تفيد بسقوط عدد من القيادات البارزة لأنصار الشريعة أثناء القصف الجوي والبري الذي طال جعار وما جاورها خلال الأيام القليلة الماضية، حيث يفيد عدد من المحللين العسكريين والمراقبين أن موضوع اقتحام مدينة جعار لن تكون مهمة سهلة أمام قوات الجيش المتقدم من جهة الغرب "الحرور" وهنا وجبت الإشارة إلى أن الآلاف من أبناء هذه المدينة قد نزحوا عنها خلال الأسابيع والأشهر الماضية ولم يتبق في المدينة سوى جزء بسيط من سكانها، أفادت آخر الأنباء بنزوح الجزء الأكبر منهم خلال الأيام الماضية وأما الجزء الآخر فظل داخل المدينة نتيجة للظروف المادية الصعبة التي لم تمكنه من الخروج من جعار.
وأمام هذا المشهد ووجود أعداد من المدنيين داخل المدينة نناشد المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى سرعة التدخل بما يحفظ أمن وسلامة هؤلاء المدنيين خصوصاً مع سقوط عدد منهم قتلى وجرحى خلال الأيام الماضية خلال قصف جوي نفذه الطيران الحربي؟!

جعار.. المدينة المتألمة؟!
أبلغ وأدق ما يمكن قوله عن جعار هو أنها مدينة منكوبة ومتألمة، فهذه المدينة عانت خلال السنوات القليلة الماضية جملة من الظروف والأحداث والمنعطفات المؤلمة.
ففي العامين 2007م و2008م عاشت هذه المدينة انفلاتات أمنية ومواجهات مسلحة ومسلسلاً طويلاً من الأحداث الصعبة والقاسية، ربما يكون مطلع العام 2009م قد حمل لهذه المدينة ومديرية خنفر جعار نوعاً من الهدوء والاستقرار مع تعيين الأخ الأستاذ/ أحمد غالب الرهوي مديراً عاماً للمديرية والذي جاء على مديرية عبارة عن أنقاض وبنية تحتية مدمرة.. وللأمانة فإنه قد استطاع خلال فترة عامين تقريباً أن يعيد للمدنية والمديرية الهدوء وإعادة العمل في المرافق العامة.. الخ.
كل هذا قمنا بتناوله سابقاً في صحيفة "أخبار اليوم".. وهذا الحال لم يدم أكثر من عامين، حيث عادت بعد ذلك مسلسلات التفجيرات والانفلاتات الأمنية ونشاط الجماعات المسلحة في المدينة وما جاورها.. بل وتمت محاولتان لاغتيال الرهوي في رمضان 2010م ومحاولة ثالثة استهدفت الرهوي في 27/1/2011م، أصيب على إثر هذه المحاولة ابنه وبنته إصابات بالغة ولم يصب مدير عام المديرية بأي أذى؟! وربما يعرف الكثيرون سيناريوهات ما حصل بعد ذلك، حيث تمت السيطرة الكاملة لهذه الجماعات المسلحة على المدينة وما جاورها بعد أشهر قليلة من ذلك التاريخ مروراً بسيطرة هذه الجماعات المسلحة على زنجبار في تاريخ 27/5/2011م، وكل هذه التطورات والأحداث تم استعراضها أولاً بأول في صحيفة "أخبار اليوم" وغيرها من الصحف والمواقع الأخرى؟!
ومنذ سيطرة الجماعات المسلحة على جعار وما جاورها والسيطرة على المرافق العامة والإدارات الحكومية تحولت جعار مثلما يرى كثير من المراقبين إلى معقل رئيسي ومهم لهذه الجماعات المسلحة.
 ولعل تطهير هذه المدينة وما جاورها من قبضة هذه الجماعات سيمثل نصراً كبيراً جداً بكل المقاييس؟!.
إضاءات من قلب الأحداث؟!
ومع الأحداث المتسارعة والمستجدات الأخيرة في الأيام القليلة الماضية سجلت مناطق جعار وباتيس والحصن وما جاورها عمليات نزوح كبيرة إلى محافظة عدن والمناطق والمديريات الجبلية في يافع.. والمأساة تتعاظم مع الطرق الطويلة التي يتم اللجوء إليها، خصوصاً إلى عدن ومناطق أخرى مع انقطاع الخط العام زنجبار ـ عدن وانقطاع طريق الحرور بسبب القوات العسكرية المتواجدة هناك فلجأت كثير من الأسر النازحة إلى اللجوء إلى طرق أخرى كالطرية، وكذلك سرار ـ العسكرية ـ عدن"؟!.
عناوين
-   انقسام الولاءات بين قوات الجيش في الفترة السابقة ساهم بشكل كبير في قوة جماعات أنصار الشريعة وزيادة سيطرتها وتوسيع نفوذها في أبين
-   تغيرت كثيراً مجريات الأحداث ميدانياً، فالمواجهات في لودر تم حسمها بشكل كامل وأصبحت مناطق وقرى مديريات لودر ومودية والوضيع تحت قبضة الجيش واللجان الشعبية
-   

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد