تكتسب العملية التربوية والتعليمية أهميتها وتضمن تحقيق أهدافها المختلفة متى ما سارت بشكل صحيح يركز على كل احتياجات هذه العملية كمنظومة متكاملة لا تغفل جانباً من الجوانب، ولعل الملاحظ أن العملية التربوية والتعليمية في اليمن عانت معاناة كبيرة في معظم مدارسها أن لم نقل كلها من غياب الأنشطة المدرسية والمعارض العلمية والأدبية والفعاليات اللاصفية، مما أدى وثلما يؤكد عدد من المختصين في هذا المجال على وجود سلبيات كبيرة طالت العملية التربوية والتعليمية.
أهمية الأنشطة المدرسية:
من الأسباب المهمة والرئيسية التي دفعتنا إلى هذا التناول والطرح هو إقامة واحد من أروع وأكبر المعارض العلمية والأدبية، ليس على مستوى يافع فحسب، بل على مستوى أبين ولا نبالغ إن قلنا على مستوى اليمن، فما تم تقدمه كان متميزاً في ثانوية يافع سرار في المعرض العلمي والأدبي الذي تم افتتاحه يوم السبت 9/6/2012م، والذي يستمر لعدة أيام.. ولتسليط الضوء على هذا المعرض وأهمية إقامة المعارض العلمية والأدبية والأنشطة المدرسية وكرسالة نوجهها لوزارة التربية والتعليم.. قامت "أخبار اليوم" بإجراء هذا الاستطلاع، فإلى الحصيلة:

جزء لا يتجزأ من العملية التربوية والتعليمية:
الأخ الأستاذ/ عبدالرقيب الشنبكي – مدير ثانوية سرار يافع- تحدث قائلاً: إن جئنا للتطرق إلى موضوع المعارض والأنشطة المدرسية، فأستطيع القول بأنها أهملت بشكل كارثي منذ عام 1990م ولا توجد للمدارس إمكانيات مادية ولا تقام إلا نادراً/ والمعارض العلمية والأنشطة اللاصفية المرافقية هي جزء لا يتجزأ من العملية التربوية والتعليمية، فيها يتم إيصال المجرد إلى الملموس وبها تصل المعلومات إلى الطلاب، بحيث يكسبهم معرفة علمية سلمية ويشجع الباحث عن الحقيقة العلمية إلى الوصول لها بطريقة سليمة، طبعاً هذا المعرض أقيم في ظل ظروف صعبة ودون إمكانيات مادية وبرغم الإمكانيات الشحيحة، إلا أننا استطعنا إقامة معرض علمي وأدبي نال إعجاب الجميع، إضافة إلى أنه تم إظهار إمكانيات لطلاب في كل المجالات وشمل المعرض أقسام "التاريخ والآثار والفيزياء والكيمياء والأحياء واللغة الانجليزية والفنون التشكيلية"، كما أن هذه المعارض والأنشطة المدرسية لها دور كبير في تفجير طاقات الطلاب وإظهار مواهبهم وإبعادهم عن الأفكار الهدامة والمؤثرات السلبية الخارجية التي تنتشر في المجتمع، وباسم إدارة الثانوية نتقدم بالشكر إلى صحيفة "أخبار اليوم" على تغطيتها هذه ونشكر كل من حضر هذا المعرض ونخص الأخ الدكتور/ فضل أمطلي – مدير عام مكتب التربية والتعليم بأبين- الذي افتتح هذا المعرض وأعطانا دافعاً قوياً ومعنوية كبيرة، آملين دعم جهودنا وما تم تقديمه وآملين كذلك من وزارة التربية والتعليم دعم الأنشطة المدرسية ومثل هذه المعارض بما يخدم العملية التربوية والتعليمية.
رسالة إلى وزارة التربية والتعليم:
الطالب/ محمد عبدالحكيم صالح ثابت – سنة ثالثة علمي- مشارك في المعرض تحدث قائلاً: إن جئنا لنرى الاهتمام والدعم والرعاية للأنشطة المدرسية، فهو بكل تأكيد دعم غائب أو شبه غائب وهذا يؤثر على التحصيل العلمي والعملية التعليمية برمتها، معرضنا هذا رسالة إلى وزارة التربية والتعليم وإلى إدارة التربية والتعليم أبين وإن كانت هناك من معارض أو أنشطة تقام هنا أو هناك فبكل تأكيد هي بجهود ذاتية.. أقمنا معرضنا هذا بتكاتف الطلاب والمعلمين وبدعم ضعيف جداً، شاكراً لكل من حضره وأسهم في إنجاحه ونشكر حضور الأخ الدكتور/ فضل أمطلي – مدير عام التربية بأبين- مؤكدين عزمنا على استمرارية حماسنا ونشاطنا.
وسيلة لإيصال المجرد إلى الملموس:
الأستاذ/ زياد صالح – مدرس لغة انجليزية- تحدث قائلاً: فكرة إقامة هذا المعرض أتت لإعادة إحياء هذه الأنشطة التي للأسف الشديد تكاد تكون انتهت ونتمنى أن تعاد للمدارس، آملين من الجهات الحكومية الدعم السخي وتذليل الصعوبات ومثل هذه الأنشطة والمعارض تعتبر وسيلة حضارية وطريقة مهمة لتوصيل الأهداف وتثبيت المعلومات وإيصال المجرد إلى الملموس ليصل النشاط أو التجربة إلى أذهان الطلاب وبكل تأكيد نجاح أي معرض علمي أو أدبي يعتمد على تكاتف المعلمين جميعاً مع الطلاب ودعم الجهات المختصة.. في هذا المعرض ورغم شحة الإمكانيات كانت العزيمة أقوى من المعوقات وقد استطعنا بالتعاون والتكاتف أن نحول الفكرة إلى واقع ونشكر كل من أسهم في إنجاح المعرض من معلمين وطلاب ومواطنين وقد وجدنا الدعم المعنوي من كثير من المواطنين والزملاء المعلمين في المدارس الأخرى، مما جعلنا فخورين وطلابنا بما تم تقديمه.
للأنشطة دور كبير على العملية التربوية والتعليمية:
الطالب/ محمد فضل محمد علي – طالب سنة ثانية علمي- مشارك في المعرض تحدث قائلاً: لا يمكن إهمال أو إغفال دور الأنشطة المدرسية والمعارض العلمية على العملية التربوية والتعليمية وأن جئنا لنقارن بين مدرسة تقيم مثل هذه الأنشطة والمعارض وأخرى لا تقيمها فسنجد الفرق كبيراً وشاسعاً في كل الجوانب.. ونشكر صحيفة "أخبار اليوم" الغراء على هذا الطرح الإعلامي والزيارة لمعرضنا هذا الذي استفدنا منه واستفاد منه الطلاب، ورغم الظروف الصعبة والمعاشة إلا أن هذا المعرض استطاع أن يرى النور، آملين الاهتمام بهذا الجانب لأهميته.
إعادة النبض للأنشطة المدرسية:
الأخ/ محمود أحمد عوض – مدير الأنشطة المدرسية في مكتب التربية أبين- والمشارك في فعاليات المعرض قال: دون مبالغة أقول بأن المعرض المقام، حمل إبداعاً وتميزاً منقطع النظير ولم نكن نتصور أن يظهر بما ظهر به، تحس من خلال المعرض بحقيقة إبداع وتميز الطالب اليمني وقدراته وطاقاته المختلفة، نأمل ونتطلع من وزارة التربية والتعليم وضع الأسس والتوجهات الهادفة إلى إعادة النبض للأنشطة المدرسية واللاصفية.. وبكل تأكيد واحد من أهم وأبرز والأسباب هو ما طال العملية التربوية والتعليمية من تردي وأوضاع مؤلمة وإهمال الأنشطة المدرسية وإن كانت هناك من أنشطة موجودة فهي قليلة جداً، بل نقول نادرة، فكيف بالله عليك تتطور العملية التربوية والتعليمية والطالب يعاني من كبت وإهمال فيما يتعلق بإظهار طاقاته المختلفة.
تنمية قدرات الطلاب وتطوير مهاراتهم:
الأخ الأستاذ/ مختار صائل – مدرس مادة الكيمياء- والمبدع في مجال التشريح والأحياء في المعرض تحدث قائلاً: لهذه المعارض أهمية كبيرة في تنمية قدرات الطلاب وتطوير مهاراتهم وكذلك تساعدهم على الابتكار والتحليل والتطبيق العملي لما يتم تعلمه نظرياً، كون هذه الأنشطة والتجارب العملية هي الترجمة والترسيخ لما يتم في الجانب النظري، ونحن هنا ننتهزها فرصة لمناشدة وزارة التربية والتعليم لإعادة النظر في هذه الجوانب لأهميتها الكبيرة، ونتطلع من إدارة التربية والتعليم بأبين والجهات الأخرى الدعم المعنوي والمادي للاستمرار في هذه المعارض، ومعرضنا هذا هو نتاج أسابيع وأشهر من العمل وأيام بجهود ذاتية رغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها أبين واليمن بشكل عام.. وهناك جملة من الصعوبات واجهناها منها: نقص الموارد المالية التي تمكننا من شراء عدد من الأدوات والمداد التي نحتاجها في التجارب العلمية والأنشطة الأخرى، إضافة إلى ضيق الوقت والربط بين فترة الدراسة وإقامة المعرض وكذا بعد المعلمين والطلاب عن الثانوية وتحمل عناء الحضور بشكل مستمر ويومي إلى الثانوية لتجهيز المعرض.. وفي الختام نشكر "أخبار اليوم" على حضور مندوبها ومراسلها لتغطية فعاليات المعرض، وننقل خالص الشكر لمن ساهم في إنجاح معرضنا هذا ونخص مدير عام التربية بأبين ومدير التربية بسرار يافع، وكذا للمدير العام السابق للمديرية والمدير العام الحالي ولكل من كان له دور في هذا المعرض.
أهمية المعارض للطلاب:
الأخ الأستاذ/ بسام محمد عبده – مدرس رياضيات/فيزياء- تحدث قائلاً: إن جئنا للمعارض العلمية والأدبية فهي ولا شك لها أهمية كبيرة جداً على كل المستويات بالنسبة للطلاب، ففيها اكتساب مهارات ومعارف ومعلومات وفيها مساعدة للطلاب على تطبيق التجارب ولها تأثير كبير جداً في تحفيز الطلاب على التحصيل العلمي ومواصلة التعليم والابتكار واكتشاف المواهب، إضافة إلى الألفة والتعاون بين الطلاب والمعلمين وتغيير وجهة نظر المواطنين بالنسبة للمدارس التي تقام فيها المعارض وجانب منهم نتطرق إليه وهو إظهار الموروث الثقافي والتاريخي والمعماري ليافع "سرو حمير" وغير ذلك من الأهداف الإيجابية الأخرى، ونأمل من وزارة التربية الاهتمام بما تم طرحه وتناوله.
رسالة علمية وثقافية:
الأخ الأستاذ/ مطيع منصور محمد – مدرس مادة التاريخ- أشاد بالمعرض وأهمية إقامة المعارض وانعكاس ذلك على مستوى الطلاب في الجوانب العلمية والأدبية واكتشاف مواهبهم وإبداعاتهم في مختلف الجوانب، مثمناً اهتمام إدارة التربية بأبين وحضورهم المعرض.
ومن جانبه قال الأخ/ خالد حسين – مواطن- إن اليمن بلد عظيم وغني وزاخر بموروث مناطقي في الجوانب التاريخية والتراثية والسياحية والثقافية ويأتي هذا المعرض لإظهار موروث يافع كمنطقة يمنية اشتهرت منذ القدم ثقافياً وتراثياً وفنياً وسياحياً وقد حمل المعرض رسالة علمية وأدبية وثقافية وتراثية، مثمناً ومقدراً أولئك الطلاب المبدعين والمعلمين المثابرين والإدارة المدرسية الفاعلة على كل ما تم تقديمه، داعياً إلى التفاعل مع مثل هذه الأنشطة والتوجهات وتقديم الدعم اللازم لها.