المنصورة بعدن.. 15 شهراً من الخوف والمعاناة

2012-06-21 02:36:58 استطلاع- ابتهال الصالحي


منذ أكثر من عام وطريق المنصورة الرئيسي بعدن مقطوع وخلال الأيام الماضية استبشر سكان مديرية المنصورة بفتح الشارع ليعاد إليها شريانها المقطوع، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً يومين فقط حتى قطع الشارع مرة أخرى مع عودة الفوضى وأعمال الشغب في ساحة المنصورة، ما أدى إلى سقوط قتيل وجرح ستة جنود.
انفلات
في أحاديث سكان المنصورة تجد الكثير من الألم والمعاناة، فلا احد هنا مسؤول عن التدهور والانفلات الأمني وانتشار الفوضى في كل الاتجاهات، فربما مرور عام وأكثر ولد لدى الناس شعوراً بالإحباط، حتى اليومين الماضيين مازال الشارع رهينة الفتح لساعات تقابلها ساعات مماثلة من الغلق وبين فينة وأخرى تزداد وتيرة أصوات الرصاص التي أصبحت شيئاً طبيعياً في وضع غير طبيعي.
زحمة خانقة
يقول نصر عبده وهو سائق تاكسي انه منذ ان أغلق الشارع الرئيسي وكل الشوارع الفرعية تعاني من زحمة خانقة ..حيث تتوجه كل السيارات والباصات إلى الشوارع الفرعية للدخول أو الخروج من المنصورة وان هذا أدى إلى مخاطر كبيرة على المواطنين والأطفال، حيث تزداد حوادث الدهس لهم وخاصة في هذه الأيام مع بدء الإجازة الصيفية.
وأضاف: نحن كسائقين لسيارات الأجرة، فقد تضررنا أيضاً وذلك أننا أصبحنا نأخذ وقتاً أطول في الوصول إلى المكان المطلوب وذلك من خلال سلوك طرق فرعية والالتفاف من هنا وهناك حتى نصل إلى الموقع الذي يحدده الراكب .. يعني ضياع وقت وتكلفة اكبر !!
ويشاركه أسامة حيدرة الرأي ويقول انه منذ إغلاق الشارع العام وتخصيص فرزة المنصورة ساحة للاعتصام اضطررنا نحن سائقو باصات الأجرة إلى اللف في الشوارع الفرعية للبحث عن الركاب وفي أوقات كثيرة لا يكتمل عدد الركاب وهذا كلفنا خسائر كبيرة، فالعمل لم يعد كما كان في السابق كما تعرضنا لضرر كبير انعكس علينا وعلى أسرنا.
خوف
 وتتساءل أم أمير متى سيفتح الشارع وتعود الحياة كما كانت.. وأضافت: أيش عاد باقي، الثورة أسقطت النظام والناس قد رفعوا وأصحاب المنصورة عادهم قاطعين الطريق.
وتشير أم أمير إلى أن ابنها أمير في الصف الأول الابتدائي في مدرسة قريبة من الشارع العام وانه في ظل التوقيت الجديد التي سلكتها إدارة التربية والتعليم في محافظة عدن " نظام الثلاث فترات " تضطر إلى إن تذهب بابنها كل يوم إلى المدرسة بسبب إن الوقت يكون مبكراً " حوالي السابعة صباحا" وتقول :لا اشعر بالأمان من ذهابه لوحدة، خاصة إن الطريق في هذا التوقيت يكون شبه خالي عدا من المجانين والمتشردين المفترشين الطريق إما للنوم أو التخزين ..إضافة إلى بعض الكلاب الضالة !!
عجز السلطة
يقول المواطنون ان المشكلة الأكبر في المنصورة هو إن السلطة عجزت عن التوصل إلى حل لفتح الشارع خلال العام الماضي و تعدى الأمر ذلك إلى عدم قدرتها على ممارسة سلطة الدولة في المديرية، إلى درجة أن رجل الأمن لا يستطيع الوصول إلى أطراف المديرية للقبض على الخارجين عن القانون.
يقول احد المواطنين انك إذا وصلت إلى قسم الشرطة لتقديم شكوى يقوم رجال الأمن هناك بإحالتك إلى الساحة وكأن جميع سلطات الدولة قد اختزلت في الساحة.
ويقول عدد من المواطنين أن سيارة الكهرباء لا تتجرأ على الدخول إلى بعض الشوارع لإصلاح الأعطال خوفاً من تعرض السيارة أو فريق المهندسين للاعتداء في ظل غياب الأمن، مشيرين إلى أنهم ينامون كل يوم على أصوات الأعيرة النارية من كل الاتجاهات، وأنهم يصحون في الصباح على الإيقاع ذاته وانه رغم اعتيادهم على ذلك من التكرار اليومي صباح مساء إلا أن الفزع أصبح لا يفارقهم إذا ما تم إطلاق النار بكثافة في وقت متأخر من الليل وهذا ما يحدث عند الأطفال بالذات، إضافة إلى رعب الرصاص الراجع الذي لا تعلم من أين سيحط عليك مثل القضاء المستعجل.
إهمال
المنصورة أصبحت مدينة يملؤها العبث من إهمال السلطة المحلية خلال أكثر من عام بعد استقالات جماعية، فالكل بقي خلال عام في موقع المتفرج دون موقف من كل ما حدث، فأكوام القمامة تتراكم لأسابيع حتى يضطر الأهالي إلى إحراقها مع كل ما تسببه من تصاعد أبخرة خانقة في الشوارع والحواري الداخلية ، كما تبدو صورة التمدد العشوائي في كل شبر يمكن ان يقام عليه حوش أو غرفة.
سلاح
وأنا اعبر شوارع وأزقة داخلية في المنصورة وضعت يدي على قلبي، فهنا السلاح يحمله المراهقون و الوجوه الغريبة، وخلال تجوالي في المديرية رأيت شاباً ثلاثينياً يحمل آلي كلاشنكوف وهو يمازح طفلة في الثالثة من العمر به.
 فما زالت المنصورة رهن الغلق والفتح، كما لو أن أمراء حرب يديرونها ويقودون سكانها إلى معاناة مستمرة، عدت وأنا احمل هموماً لمديرية قدمت أول شهداء الثورة في فبراير العام الماضي ويبقى الحال في المنصورة لايسر أحداً.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد