انتشرت خلال العشر السنوات الأخيرة ظاهرة الغش في امتحانات الثانوية العامة في اليمن، إلا أنها تسجل هذا العام حضوراً كبيراً منذ الأيام الأولى للاختبارات في 23 يونيو الجاري توزعت بين انتحال شخصية واقتحامات مراكز امتحانية وتجمهرات مواطنين حول المراكز الامتحانية، وهو الأمر الذي أعاق العملية الامتحانية في عديد محافظات، حيث تقول إحصائية لوزارة التربية والتعليم - حصلت الصحيفة على نسخة منها- إنه حتى كتابة هذا التقرير تم نقل 44 مركزاً امتحانياً إلى خارج مديرياتهم بسبب انتشار ظاهرة الغش والتجمهرات أمام المراكز وإطلاق نار وفوضى، احتلت تعز النصيب الأكبر بين تلك المراكز بـ30 مركزاً تم نقله، تليها صنعاء بـ6 مراكز وحجة بـ4 ومركز واحد لكل من شبوة والضالع.
وقال مصدر في مكتب وزير التربية والتعليم إن إجراءات نقل المراكز جاءت كخطوات عملية للحد من انتشار ظاهرة الغش، مؤكداً أن هناك توجهاً من قيادة الوزارة للحد من الظاهرة وإشراك جميع الجهات المعنية بما فيهم المواطنون أيضاً بتوعيتهم بخطورة هذه الظاهرة وأثرها على مستقبل أبناءهم، مشيراً إلى أن هناك إجراءات عقابية أقرتها الوزارة ضد من يثبت تورطه في الغش وتسهيل ممارسته في قاعات الاختبارات سواء من الملاحظين أو رؤساء لجان أو أي شخص يثبت تورطه، فإنها لن تتهاون في محاسبتهم ومعاقبتهم وإحالتهم إلى التحقيق.
وأوضح المصدر التربوي أنه أكثر ما يواجهونه من مشاكل الآن أثناء سير الامتحانات هو تجمهر المواطنين أمام المراكز الامتحانية بشكل كبير.
واستغرب الأستاذ/ عبدالكريم حمود - مدير مكتب تربية تعز- مما يحدث في تعز الآن من انتشار ظاهرة الغش وتجمهر المواطنين حول المراكز بهدف تسهيل مهمة الغش.. وقال إن ذلك يؤثر كثيراً على نفسية الكثير من الطلاب المتفوقين، ما يجعلهم لا يستطيعون الاستمرار بشكل جيد.
وأوضح حمود أنه خلال الفترة الطويلة في عمله كتربوي لم يحدث أن كانت تعز فيما هي عليه اليوم، خصوصاً في الجانب التعليمي والغش وانتحال شخصيات طلاب، مشيراً إلى ضبط 6 حالات انتحال شخصية حتى يوم أمس فقط.
وقال حمود إنه كان لابد أن نتعامل مع هذه الظاهرة كواقع يجب أن نقف حياله بشكل جماعي، فتم تشكيل لجنة فرعية مكونة من 18 عضواً لمناقشة كل القضايا واتخاذ قرارات حيالها.. مشيراً إلى أن اللجنة الفرعية للامتحانات التي يرأسها اتخذت في اجتماعها مساء أمس الأربعاء قرار نقل 21 مركزاً امتحانياً للشهادة الثانوية العامة من مواقعهم الحالية إلى مواقع أخرى جديدة، بعد أن أثبتت التقارير المرفوعة من رؤساء تلك المراكز والمشرفين ومدراء التربية بالمديريات استحالة بقاء تلك المراكز في مواقعها جراء تعرضها لأعمال فوضى واقتحام والغش بالقوة وإطلاق رصاص وفي أحيان أخرى اعتداءات على رؤساء المراكز والملاحظين والمراقبين وارتفاع منسوب الاختلالات من قبل المواطنين.
وأكد أن اللجنة لن تتواني في نقل المزيد من المراكز إذا استمرت التجمهرات حولها، وأنها وجهت إنذاراً أخيراً لما يقارب 40 مركزاً امتحانياً مهددة بنقلهم إذا استمرت أعمال التجمهر ومضايقة اللجان الامتحانية، موضحاً أن ما تقوم به اللجنة من إجراءات يندرج ضمن المعالجات المطلوبة لمكافحة الغش في الامتحانات، مشيراً إلى أنه في أول يوم امتحانات تم نقل 9 مراكز امتحانية.
وأفاد حمود أن اللجنة خاطبت الجهات المعنية بملاحقة المتسببين بأعمال فوضى في المراكز والاعتداء عليها بقوة السلاح، بغية إحالتهم إلى القضاء وتوجيه بالخصم للتربويين المقصرين في المهام المناطة بهم في تنفيذ العملية الامتحانية.
وأوضح أن قرارات نقل 30 مركزاً ضمن مديريات تعز حتى يوم أمس كانت قرارات اضطرارية حتى لا يتم اتخاذ قرار الحرمان بتوقيع محضر غش جماعي للطلاب، لأنه سيتم ظلم الطلاب المتفوقين.
وقال حمود إنه للأسف مرت البلاد بحالة من التساهل والتهاون واتخاذ إجراءات ساعدت على تمادي الآخرين في طلب وتدخل كثير من الشخصيات الاجتماعية وأعضاء مجلس نواب.. فالأمر أصبح أشبه بـ"لوبي" للغش.. لجان منظمة لإرسال الإجابات للطلاب إلى قاعات الامتحان.
وكشف المسؤول الأول للتعليم في تعز عن اتخاذ إجراءات احترازية في الأسبوع القادم للحد من احتمالية استمرار من خلال تدوير المهام بين رؤساء المراكز واللجان وذلك للحد من احتمال تواطؤ بين رؤساء المراكز والطلاب او المواطنين.

عصابة تمارس الغش في مدارس إب ورئيس اللجنة الامتحانية يتهم الأمن ونافذين بالإساءة للعملية التعليمية
محمود الحمزي
حاولت عصابة مدعومة بنافذين صباح أمس من اقتحام مركز امتحاني لطلاب الثانوية العامة وسط مدينة إب وقد اشتكى رئيس اللجنة الإمتحانية الأستاذ/ أمين الشفق من تلك العصابة وأعمالها المخلة بالعملية الإمتحانية.
 وقال في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" إن عصابة حاولت اقتحام مدرسة الشهيد الصباحي يوم الثلاثاء في ثاني اختبار للثانوية بغرض نشر وتوزيع الأوراق التي فيها الإجابة على أسئلة الامتحان، ومن خلف الشبابيك الممتدة على الشارع تلقي بعض مراقبي اللجان التهديد بالويل والثبور عند خروجهم إذا لم يسمحوا بالغش والسماح بإدخال الغش عبر الشبابيك.
وأضاف: لقد طلب مني بعض المراقبين إعفائهم خوفاً على حياتهم، وتلفظ بعض أفراد العصابة بألفاظ بذيئة وغير لائقة بحق المراقبين ورئيس اللجنة الإمتحانية واتهم الجهات الأمنية بالتقصير وإدخال الغش عبر البوابات الرسمية.. معتبراً بأن ما يلاقيه في العملية الإمتحانية وعملية ضبط اللجان أمراً صعباً في ظل تواجد العصابة وتقصير الأمن بقوله لقد كان يوماً من أصعب أيام حياتي ولقد مورس عليّ ضغط شديد من الداخل بوجود بعض المتنفذين والمسؤولين وبعض المراقبين أنفسهم ورجال الأمن ومن خارج المدرسة عن طريق تلك العصابة التي تمارس عملها، كما عملت في ثلاث مدارس أخرى في المدينة نتيجة تقارب المراكز الإمتحانية.
وأضاف أن تلك العصابة قامت بإغلاق الباب الرئيسي للمدرسة.. مطالبة برسوم من كل طالب حق الغش ومع كل ذلك لم يتدخل الأمن ولم يحرك ساكناً.
///////
حرمان أكثر من 200 طالب وطالبة في الثانوية العامة من دخول امتحان مادة الرياضيات
أخبار اليوم/ خاص
تعرضت لجنة الامتحانات للشهادة الثانوية بمركز الرشيد الامتحاني بمديرية جبل حبشي ـ محافظة تعز لإطلاق النار من قبل مسلحين يوم أمس الأول وتهديدها بالقتل إذا أصرت على مواصلة السير إلى المركز الامتحاني، ما أضطرها للعودة إلى مكتب التربية وحرمان ما يزيد عن 200 طالب وطالبة من دخول الامتحان في مادة الرياضيات.
بدورهم حمل بعض أولياء الأمور أبنائهم وبناتهم في سيارات خاصة برفقة مدير التربية في المديرية إلى أمام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة للمطالبة بالسماح لهم بدخول الامتحان، لكنهم لم يجدوا أحداً من المسؤولين في مكتب التربية واللجنة الفرعية للامتحانات بسبب ما قيل لهم انشغال الجميع في النزول الميداني لمتابعة سير العملية الامتحانية.
هذا وقد ظهرت علامات الغضب والاستياء على وجوه الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم والذين نفوا أي صلة لهم بالمسلحين.. متهمين رئيس اللجنة بتعمد حرمانهم من الامتحان ورفضه مقترح أولياء الأمور نقل المركز الامتحاني إلى مدرسة أخرى ضمن المدارس الثلاث التي يتكون منها المركز - حسب قولهم.
من جانبه أشار مساعد رئيس المركز الامتحاني إلى أن الاعتداء جاء على خلفية رفض اللجنة السماح للطلاب بالغش في مادة التربية الإسلامية وكذا امتناعها عن أخذ أي مبالغ مالية مقابل ذلك كما هو متعارف عليه.

نجل وكيل محافظة تعز يقتحم مركزاً امتحانياً ويعتدي بالضرب على رئيسة المركز
عبدالعليم الحاج
أقرت اللجنة الفرعية للامتحانات بمكتب تربية تعز نقل 21 مركزاً امتحانياً في مختلف مديريات المحافظة في ثاني امتحان الشهادة الثانوية، حيث كانت قد اتخذت إجراءً مماثلاً في نقل 9 مراكز امتحانية في اليوم الأول للعملية الامتحانية بسبب الفوضى واقتحامها من قبل مسلحين وأولياء أمور ورجال أمن وشخصيات نافذة بغرض الغش تحت تهديد السلاح.
وفي مديرية المظفر اقتحم نجل وكيل محافظة تعز مركز السلام الامتحاني وأطلق النار داخله واعتدى على رئيسة المركز بالضرب، مما أثار الخوف والهلع في نفوس الطالبات.
من جانبه قال عضو اللجنة الفرعية للامتحانات ومدير التوجيه التربوي الأستاذ/ فؤاد حسان: إن امتحانات هذا العام تشهد فشلاً أمنياً في حماية المراكز الامتحانية وإن أفراد الحماية الأمنية هم الذين يقومون بخطف الأسئلة وإخراجها والمتاجرة بها.
وأضاف حسان في تصريح لـ"أخبار اليوم": امتحانات هذا العام تشهد الكثير من الإختلالات منها الاعتداء على اللجان وتمزيق الدفاتر وإطلاق النار داخل المراكز الامتحانية وخطف الأسئلة وتسريبها إلى خارج اللجان، مشيراً إلى أن عملية المناقلة بين المراكز جاءت مراعاة لظروف الطلاب العامة بدلاً من قرارات حرمانهم باعتبارها أخف ضرراً والوسيلة المتاحة في مثل هذه الظروف حد قوله.
لافتاً إلى أن اللجنة اتخذت قراراً بإعادة امتحان طلاب وطالبات مركز الرشيد الامتحاني بمديرية جبل حبشي في مادة الرياضيات عقب انتهاء عملية الامتحانات بسبب تعرض رئيس المركز لإطلاق النار من قبل مسلحين قبل وصوله إلى المركز وعودته إلى مكتب التربية دون امتحان الطلاب واستبداله بشخص آخر. 
تجدر الإشارة إلى أن عدد المتقدمين لإمتحانات الشهادة الثانوية في محافظة تعز يبلغ 34 ألف طالب وطالبة، فيما يبلغ عدد طلاب المرحلة الأساسية 55 ألفاً تقريباً.