حياة النازحين واللاجئين في عدسة الاسباني "آراندا"

2012-07-02 02:26:20 مهيب زوى


أن نكتب عن معاناة النازحين بسبب الحروب في صعدة وأبين أو اللاجئين الصوماليين القادمين إلى اليمن بسبب الصراعات في بلدهم لننقل آلامهم ومعاناتهم فذلك أمر ممكن.. لكن أن نعكس حقيقة ما يدور في أعماقهم من معاناة وتجسيده بقوة، فذلك فقط ما استطاعت فعله عدسة المصور الاسباني/ صموئيل آراندا ـ الحائز على جائزة الصورة الصحفية العالمية "وورلد برس فوتو" لعام 2011 عن صورة امرأة ترتدي النقاب تحمل بين ذراعيها جريحاً من أقاربها في المستشفى الميداني لساحة التغيير بصنعاء أثناء الثورة الشعبية ونشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، في 15 أكتوبر 2011ـ.

صورة للاجئات يصنعن الخبر - عدسة اراندا


  • مهيب زوى
مساء السبت الماضي في السفارة الأسبانية بصنعاء: وجوه شاحبة، أجساد نحيلة ومنهكة قذفها الموج بعيداً إلى الشواطئ اليمنية, العديد منها فارق الحياة، ونساء يقاومن الجوع وأطفال لا ترى منهم سوى ضلوعاً بارزة، لكن ابتسامات خفيفة مازالت تملأ وجوههم رغم المعاناة..
 كل هذه كانت عناوين عريضة لأكثر من ثلاثين صورة فوتوغرافية جسدتها عدسة"آراندا" لتشكل معرضاً إنسانياً على جدران السفارة.. ركز بشكل خاص على الحالات الضعيفة المتمثلة باليمنيين الذين نزحوا مِن بيوتِهم في الشمال والجنوب بسبب النزاعات المسلحة, فضلاً عن اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين الفارين من القرن الأفريقي أملاً في إيجاد مأوى في اليمن.

مهمة العدسة
منذ 14 عاماً مضت عشق صموئيل - والذي يحب أن ينادونه أيضا بـ "سام" – الكاميرا واضعاً لعدسته مهمة إنسانية لتجسيد معاناة الناس, فعمل في تغطية الهجرات لعدة سنوات، وقام بتوثيق هجرة الأفريقيين مِن غرب وشمال أفريقيا بالإضافة إلى اللاجئين الأفغان، كما وثق أيضاً العديد من المآسي أثناء الحرب في غزة بفلسطين.
يقول صموئيل: "كان عِندي دائماً نوع من الارتباط الخاص مع الناسِ الذين أجبروا على مغادرة ْ أراضيهم و بيوتهم بحثاً عن مستقبل آمن, فقد تربيت في أسرة فقيرة، واضطر أبواي إلى الهجرة من جنوب الأندلس إلى كاتلونيا إبان عصر الفرانكو".. ويبدي "سام" حبه للإسم الإسلامي لبلده "الأندلس" بدلاً من "أسبانيا" كما يحب أن يردده مبتسماً باعتزاز.

وخلال الفترة الماضية فاقمت النزاعات المسلحة وانعدم الأمن وتدهور الوضع الاقتصادي في اليمن من معاناة الكثير من اللاجئين الذين كانوا معتمدين على أنفسهم في الكسب، حيث أصبحوا حالياً يواجهون صعوبةً في إيجاد فرص عمل مدرة للدخل، فيما تمثل معالجة قضايا النزوح الداخلي في البلاد عنصراً رئيسياً في تعزيز الاستقرار في البلاد، ليبقى تحقيق أي قرار ناجع َو دائم لهذه النزاعات مرهوناً بمعالجة محنة النازحين داخلياً في اليمن.. وهو ما بدا أن آراندا مؤمناً به, معتبراً معرض صوره هذه إحدى وسائل المساندة الإنسانية تجاه النازحين واللاجئين.
يقول آراندا:"قبل وصولي إلى اليمن العام الماضي لم أكن أَعرف مدى صعوبة أوضاع اللاجئين والنازحين داخلياً فيها، ولهذا أردت توثيق حياتهم من أجل رفع مستوى الوعي حول مدى حاجة هؤلاء الناس إلى مساعدتنا".
وأوضح:" لقد كانت مهمة صعبة لأنني حيالها استشعرت معاناة ونزوح هؤلاء الناس بسبب الصراعات والحروب التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل وهو ما يجعلك تحس أنهم ضحايا صراعات، ولذلك فهذه الصور التي التقطها لا تعكس مسألة الحرفية بقدر ما تعكس طبيعة حياة هؤلاء الناس التي استشعرتها على حالها كما يعيشها النازحون واللاجئون".

ويقول زيد العلايا ـ وهو المسؤول الإعلامي للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بصنعاء والذي رافق صديقه المصور الشاب خلال رحلته التي استغرقت شهراً لتوثيق معاناة النازحين واللاجئين في مخيمات المزرق وخرز والبساتين ـ يقول:" إن سام يعاني كثيراً وهو يلتقط الصورة فهو لا يلتقطها فقط، بل يضفي عليها روحه وإحساسه العميق بتلك المعاناة لتلتقط عدسته ليس الوجوه وحسب ولكن مايدور في العمق من معاناة، وهو ما يجعل صور سام أكثر تعبيراً وتأثيراً".
"سام إنسان جميل" قال زيد بإعجاب.

مساندة اليمن
ومن جهته قال السيد/ نافيد حسن، ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ـ والذي افتتح المعرض ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن السفير ميكليه سيرفونه - إن هذا المعرض امتداد للأنشطة المتعلقة باليوم العالمي للاجئين بهدف لفت انتباه العالم إلى الأوضاع التي يعانيها اللاجئون والنازحون في اليمن.
وأضاف: "يوجد في اليمن حوالي مليون نازح ولاجئ، والحكومة اليمنية تبنت سياسة (كرينة) في استقبال اللاجئين رغم الظروف التي يعيشها، وهذا المعرض يمثل محاولة لرفع وعي الناس داخلياً والمجتمع الدولي لما يعانيه هؤلاء وحاجتهم للمساندة".
وأشار إلى أن اليمن تحتاج إلى الدعم المستمر من دول الجوار والمجتمع الدولي خلال هذه المرحلة الانتقالية الحرجة التي تمر بها، من أجل ضمان السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة، وكذا تلبية احتياجات أولئك الأشخاص الأكثر احتياجاً.
"لا يجب أن نترك اليمن وحيدة تواجه أوضاعها ويجب على المجتمع الدولي أن يدعمها" قال نافيد بصدق.
zawapress@gmail.com
.
طفلة من اللاجئين في اليمن- اراندا



المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد