العمل الخيري في اليمن بين محدودية الأداء والغياب

2012-08-04 03:36:06 كتب/ماجد البكالي


حسب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، فأن عدد الجمعيات والمؤسسات المرخص لها تحت مسمى الخيرية,أو التنموية,والاجتماعية يفوق 5500جمعية ومؤسسة تدعي جميعها في برامجها ونُظم تأسيسها أنها تخدم المجتمع وتعمل على تخفيف الفقر والبطالة...غير أن أداء الغالبية العظمى من ذلك العدد ينطق بأنها ليست سوى هياكل تحول بين ما يقدمه الخيرون ورجال الأعمال من الداخل أو الخارج, ومؤسسات حكومية..وبين الفقراء والمحتاجين والذين يصلهم فقط مالا يتجاوز10%مما يقدم للجمعيات من دعم ومعونات وتبرعات..فحتى في مواسم ذروة عمل هذه الجمعيات ترى أن إجمالي ما تقدمه من معونات لفقراء ليس سوى جزء ضئيل، بل ربما ما تبرع به فاعل خير واحد...فما الأسباب التي جعلت غالبية الجمعيات الخيرية عبارة عن أسماء بلا نفع؟..وما تأثيرات هذا الواقع على الفقر كظاهرة اجتماعية سلبية؟ولماذا تتسع رقعة الفقر وعدد حالاته كلما زاد عدد الجمعيات التي تدعي الخيرية ومكافحة الفقر؟.
عن الأسباب التي جعلت غالبية الجمعيات العاملة في مجال الخيرية والتنموية،محدودة الأداء بل شبه منعدم، فهي أسباب عدة يأتي في مقدمتها تداخل السياسة مع العمل الخيري..
ويرى مراقبون أن أكبر حزبين سياسيين ينضوي فيهما غالبية رجال المال والأعمال لكل منهما جمعية تحمل أسمه,فجمعية الإصلاح تتبع تجمع الإصلاح ومؤسسة الصالح تتبع المؤتمر الشعبي العام وكل ملزم بتقديم تبرعه أو صدقته عبر الجمعية التي تحمل أسم انتمائه السياسي,وحتى عطائهما يتركز في محيطهما السياسي, وأن حاول القائمون عليهما إنكار تلك التبعية والأداء فهو محض تلاعب يتكاذب وما يلمسه الناس في الواقع.. ويعد هذا السبب الأبرز الذي يؤثر سلباً ويحول دون وصول الصدقات والمعونات إلى باقي الجمعيات لاسيما أن كلا الحزبين سالفي الذكر هما من يمسك بغالبية أن لم يكن كل المناصب الإدارية والوظيفية في القطاعين العام والخاص.
أما السبب الأخر فهو إدارات الجمعيات..ومقاصد تلك الجمعيات وأهدافها الحقيقية من وراء النشاط الذي تزاوله، فبعض الجمعيات ترى في أن عملها يجب أن يكون وفق أهدافها النظرية,بينما جمعيات أخرى ترى في أن أبرز واجب لها هو تغطية المقاصد الحقيقية لعملها سواء كانت مقاصد أشخاص أن كانت جمعية شخصية مثل جمعيات تتبع أعضاء مجلس نواب,تعمل فقط في نطاقها الجغرافي لكسب الدعم والدعاية بشكل مستمر للعضو والترويج له للبقاء في مقعده في الدورات الانتخابية القادمة,وأخرى تعمل على تسخير عملها الخيري وفق رؤى السياسيين وبما يخدم أهداف سياسية معينة عملاً بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة،وذلك ما تتبعه الجمعيات التي تحمل مسميات سياسية.,و...
مبررات
ويبرر القائمون على العمل الخيري ضعف أدائهم في العمل الخيري خلال العامين الأخيرين بالأوضاع التي مرت بها اليمن خلال العام الماضي أوضاع غير عادية تأثر منها الجميع وما زالت آثارها باقية حتى هذا العام، بما فيهم التُجار ورجال الأعمال، حيث أُغلقت كثير من المشاريع التجارية والاستثمارات.
ويفيد فارس الصلوي أمين عام جمعية أنهار الخير الاجتماعية الخيرية بأن هذه الفئة هي المصدر الرئيس الداعم والممول للعمل الخيري والجمعيات الخيرية؛ وبالتالي فإن التدني أو الغياب للعمل الخيري لعدد كبير من الجمعيات خلال العام الماضي وحتى هذا العام له أسبابه وليس متعمداً.
وأشار الصلوي إلى أن دائرة الفقر شهدت اتساعاً وتضاعفت أعداد الأسر الفقيرة..غير أن ذلك لا يعني توقف الجمعيات عن دورها المجتمعي وواجبها الديني والوطني المتمثل في السعي للتخفيف من الفقر الذي يعانيه المجتمع.
تساؤلات
وأياً كانت الأسباب فالعمل الخيري في اليمن تثار تجاهه والجمعيات القائمة عليه عدد من التساؤلات أبرزها:مدى صحة ودقة ما تحصل عليه الجمعيات من دعم ومعونات من مختلف الجهات؟ونسبة ما تساهم به الجمعيات الخيرية وتقدمه للمجتمع بشكل مشاريع من إجمالي ما حصلت عليه؟طبيعة إيجارات مباني الجمعيات,ولماذا لا يتم حل مشكلة المقرات للجمعيات؟وطبيعة مرتبات ونفقات العاملين بهذه الجمعيات وعدد الموظفين فيها؟وهل يتطابق ذلك مع واقعها,ومهامها وجهود العاملين فيها، لاسيما أن ما شهده العمل الخيري منذ مطلع شهر رمضان وما قدمته بعض الجمعيات الخليجية من معونات للفقراء في اليمن لوحظ فيه حرص تلك الجمعيات على الإشراف على توزيع ما تقدمه عبر مندوبيها وتوثيق ذلك بالصور، علاوة على أن البعض حرص على النقل المباشر عبر قنوات فضائية,وهو أسلوب جديد يرى كثيرون أنه يعكس عدم الثقة بين الجمعيات الخيرية العربية والجمعيات المحلية ولذلك دلالاته، غير أن هذا الأسلوب وأن كان فيه تأكد من مدى وصول الخير لمستحقيه,غير أن فيه حرج على الفقراء والمحتاجين الذين تضطرهم بعض الجمعيات لتقديم تصريحات لقنوات فضائية,وشكر وتبجيل بما يتنافى وشروط عمل الخير الذي أن أنفقت يمينك لا تعلم شمالك ما أنفقته اليمين.؟؟                
عناوين
•   من بين أكثر من 5000جمعية ومؤسسة..عشرات الجمعيات هي من تعمل وبعطاءات متفاوتة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد