العشر الأواخر لرمضان.. استنفار لاستقبال العيد

2012-08-13 00:40:09 كتب/ماجد البكالي


منذ بدء العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك..عشر العتق من النار..العشر التي تأتي ليلة القدر ضِمن لياليها..عشر يكون الفائز فيها من صام نهارها وقام ليلها,وحافظ على الاعتكاف في المساجد ـ كما ورد في القرآن الكريم,والسنة النبوية ـ..لكن هذه العشر وبإمعان النظر في واقعنا في اليمن..تجدها عشر استنفار ونفير.. عشر أشبه بحالة طوارئ، طوارئ متطلبات عيد الفطر المبارك..عشر تمر لدى الغالبية منا في الإعداد والتجهيز لمتطلبات العيد ليشغلنا ذلك عن عبادات عشر العتق من النار وفضلها..في هذا التقرير نسليط الضوء على مؤشرات من واقع اليمنيين خلال العشر الأواخر من رمضان,وكيف يستقبلون عيد الفطر المبارك,وأسعار السلع.

سوق
مع أول يوم من أيام العشر الأواخر من رمضان تشهد السوق الاستهلاكية انتعاشاً غير معهود في كل أيام السنة, حيث تتسع ساحة السوق التجارية ببسطات للسلع المختلفة والمطلوبة خلال العيد..سواء بسطات:الملابس بأنواعها, أو بسطات الجعالات العيدية,والعاب العيد,والعطورات,حتى أصحاب المحلات التجارية والسوبر ماركت لم يقتنعوا بمحلاتهم ودفعهم جشع الربح إلى عمل بسطات جعالة العيد أو ملابس أمام محالهم التجارية وأن كانت تقدم نفس السلع؟..ترى ذلك هو حال كل الشوارع والزقاقات ربما في كل المدن اليمنية وأن كانت أمانة العاصمة تحتل المرتبة الأولى بالتأكيد..تلك الأعمال والأنشطة التي يزداد زخمها في العشر الأواخر من رمضان وأضحت عادة وسلوكاً اجتماعياً,دأب عليه اليمنيون كل عام..
وبلا شك فإن العاملين في هذا النشاط عشرات الآلاف غالبيتهم ينتظرون هذه الفرصة الموسمية..وعدد منهم أخذ في التنامي من عام لآخر وهُم أصحاب المحلات التجارية, دفعهم الجشع والحسد لمزاحمة البسطاء الذين ينتظرون هذه الفرصة.. اتساع مساحة سوق السلع خلال العشر الأواخر من رمضان لم يأتي من فراغ بل من زيادة طلب وإقبال غير مسبوق من المواطنين على شراء متطلبات العيد.. ونتيجة لكثرة الإقبال خلال هذه الأيام تلاحظ ساعات الحركة الفعلية والنشطة في الشوارع والأسواق اليمنية ترتفع أيضاً منذ20رمضان متجاوزة الثانية عشر مساءً حتى وقت السحور قبل صلاة الفجر..كل هذا الوقت وجميع الأسواق مكتظة بالمشترين,أو الزائرين للسوق للاطلاع,وشواذ المستغلين للسرقة في ظروف الزحام الشديد..
توافد ونزوح
وخلال العشرة الأيام الأخيرة من شهر رمضان تلاحظ بجلاء توافد أعداد كبيرة من المجتمع الريفي القريب من المدن الرئيسية لشراء متطلبات العيد,وإقبال غير معهود فيما عدا هذه الأيام ـ يتسبب ذلك في اختناقات مرورية في كل شارع وحي بل وفي حوادث مرورية يروح ضحيتها عشرات ممن يريدون الفرح بالعيد,وكثير من الخسائر المادية ـ في ذات الوقت تلاحظ حركة نزوح من المُدن الرئيسية إلى الأرياف,حتى ممن هم مقيمون طوال أيام العام في المُدن في غُربة داخلية,أو مقيمين ومالكين فعليين في المُدن.. يبدأ هذا النزوح منذ منتصف رمضان للعائلات والأُسر،وتكون ذروتها من 20إلى27رمضان,لتبدأ به رحلة نزوح الموظفين,والتُجار, وأصحاب الأنشطة المختلفة حتى صباح أول أيام العيد..حملة نزوح ملفتة للانتباه يتضح حجمها في أول يوم من أيام العيد ـ لمن يمكث في المُدن ـ وحتى بعد أسبوعين من ذلك اليوم.
حالة النزوح من المُدن إلى الريف اليمني تبدوا أبهى ما يستقبل به اليمنيون أعيادهم الدينية تحديداً,والخطوة الأساس من خطوات استقبال العيد..ويرجع ذلك لأسباب عدة أبرزها:حُب اليمنيين للريف اليمني وتعلقهم به لهوائه النقي وجوه العذب,وما تربطهم به من صلات حيث تكمن جذور الغالبية وأقاربهم وأرحامهم في الريف..علاوة على أن 70%من سُكان اليمن وهم الغالبية حتى قبل سنوات يتركزون في الريف بعضهم اضطرته ظروف المعيشة للهجرة الداخلية لمزاولة نشاط ما في أحد المُدن,والبعض بحُكم وظيفته..غير أن مناسبة كعيد الفطر الغاية منه زيارة الأقارب وصلة الرحم فكل يتجه لتحقيق تلك الغاية متكبداً معاناة السفر والتكاليف الباهظة..علاوة على أن إجازة العيد تمثل للكثيرين فرصة لتغيير جو وأخذ قسط من الراحة والسياحة وأُسرهم.
ديون
ومن الأمور الهامة لاستقبال العيد لدى عدد كبير قد يفوق 50%من أرباب الأُسر اليمنية..حيث أن كثرة المتطلبات التي يحتاجها العيد من كساء,وجعالة عيد,وعسب عيد,وسفر,وذبيحة العيد,و...يقابلها محدودية دخل,وأسعار مرتفعة,وعدد كبير من أفراد الأُسرة والأقارب,واقع لا يطيق تحمله بشكل طبيعي حتى الموظفين ذوي المرتبات المرتفعة في بعض المؤسسات,ويضطر الغالبية من المجتمع بمختلف مستوياتهم,وأعمالهم إلى تحمل مديونية حتمية في سبيل تلبية المتطلبات سالفة الذكر ولو نسبياً..لتكن تلك الديون لدى عدد كبير منهم منغص لعيشه في الأشهر التي تلي رمضان وسبباً لشرودهم الذهني أثناء أيام العيد..بسببه لا يذوقون حتى فرحة العيد مكتملة.
أسعار
أما أسعار السلع التي تمثل متطلبات للعيد من:كساء,وجعالة العيد تحديداً..وبالاطلاع على أسعارها الحالية,ومقارنتها بأسعارها للعام الماضي فقط ـ مع أن العام الماضي بظروفه الاستثنائية ـ نجد ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار السلع الرئيسية لجعالة العيد كالزبيب,واللوز,والفستُق,و..وحتى باقي السلع ارتفاع يصل إلى20%على العام الماضي..والمؤسف أيضاً أن أكثر من90%من كم السلع المعروضة والمباعة مما كانت تشتهر به اليمن وتحديداً ـ الزبيب,اللوز,الفستُق,وما يُطلق عليه:سِن العجوز،و..ـ هي منتج خارجي(صيني,أو إيراني,أو..),فيما المنتج اليمني شبه منقرض,..وبالعودة إلى ارتفاع سعر السلع الاستهلاكية التي يحتاجها اليمنيون للعيد فلم يقتصر ارتفاع الأسعار على ما أسلفنا ذكره:فالملابس أيضاً تشهد ارتفاعاً يفوق الــ20%فيما ملابس الأطفال قد تكون النسبة أكثر..وهذا استغلال فاحش من قِبل التُجار في ظل غياب,وعدم فعالية الرقابة من قِبل وزارة الصناعة والتجارة,وعدم حماية الحكومة للمستهلك.      
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد