أيهن أقرب لطفلها.. ربة البيت أم الأم العاملة؟!

2012-08-30 23:04:09 استطلاع / أحلام المقالح


إحداهن تعمل داخل المنزل لراحة أسرتها والأخرى تعمل خارجه لتُعيل أسرتها والاثنتان ( أمهات لأطفال ) ومن الصعب مجرد المقارنة بين أم وأم إلا من ناحية أيهما أقرب لطفلها وهذا محور استطلاعنا في هذا العدد فإلى ما جاء في حصيلة حوارنا مع بعض الشخصيات المعروفة والغير معروفة من الجنسين.
(إجماع ذكوري)
المفاجأة كانت في إجماع الذكور الذين التقيناهم في أن ربة البيت أقرب لطفلها فعلى حد قول حمزة الجنيد (موظف وأب لطفلين) إن المرأة العاملة فكرياً متجددة ونجاحها في العمل يعطيها حيوية وثقة أما ربة البيت أكثر خصوصية وأسرية، اهتماماتها محدودة، لذا فخصوصيتها تجعلها اقرب لطفلها وزوجها في حين أن المرأة العاملة (على حسب رأيه الخاص ) هي الأقرب لروح الرجل وعقله لو كان الرجل شخصية طموحة اجتماعية ومثقفة ..
أما لو كان الرجل مضغوطاً ويحتاج من يخفف عنه فربة البيت أقرب له وطبعاً لكل قاعدة شواذ، وتظل وجهة نظر.
الأستاذ/ محمد صادق العديني – صحفي- يوجز وجهة نظره المجمع عليها من بني جنسه فيقول: ربة البيت نظراً لتواجدها شبه الدائم إلى جانب أطفالها.
ويؤكد كلامه الوالد أحمد ياسين - متقاعد- فيتحدث: أعتقد أن ربة البيت أقرب لطفلها وحتى قلب الرجل من المرأة العاملة لأن ربة البيت كل وقتها لزوجها وأولادها وبيتها وطبيعي أن يتعلق بها طفلها بها كثيراً، وهذا يختلف عن حال المرأة العاملة والتي لعملها نصيب حساب الزوج والأولاد والبيت وبالتالي طفلها لن يكون قريباً بحجم قرب طفل ربة البيت، خاصة إن تُرك مع امرأة أخرى تهتم به كالمُربية أو أم الزوج أو أم الزوجة، فتكون أقرب من أمه إليه وعلى الرغم من ذلك، فالمجتمع يحتاج للمرأة العاملة على أن تعمل جهداً للتوفيق بين واجبات عملها وبيتها.
(تعصب أنثوي)
تتشابه الآراء وتتقارب وجهات النظر الذكورية، فتصب في اتجاه واحد في حين آراء الجنس الآخر والمعنيات في الأمر يختلف كثيراً ويتنوّع بين مؤيد ومعارض للآراء الذكورية مع وجود تعصب واضح كلٍ على حسب تصنيفها فعلى سبيل المثال أم وجدان (ربة بيت) توافق الذكور رأيهم وتشدد على أن ربة البيت هي الأنجح أسرياً وأقرب لأطفالها وزوجها دون نقاش ويمكن ملاحظة هذا في سلوك الأطفال الذين تجدهم أكثر تهذيباً ومتفوقين بدراستهم ويحبون المنزل الذي يجدون فيه من يهتم فيهم.

تقاطعها الحديث عائشة سعيد – مُدرسة- وتقول: أخالفك الرأي يا أم وجدان فالمرأة لا تُقاس المسافة بينها وبين أطفالها بطبيعة وظيفتها فهناك من ربات البيوت من هن أبعد من أطفالهن من امرأة تقضي ما لا يزيد عن 5 ساعات خارج منزلها للعمل كما أن هناك من العاملات من هن أقرب لأطفالهن من امرأة تقضي يومها كاملاً في المنزل ولكل قاعدة شواذ، حينما نقيس هذه المسافة لابد من استحضار طريقة تصرف الأم مع طفلها ومنهج تفكيرها بما يخص تربيته، فبعض الساعات الدافئة برفقة الأطفال أفضل بكثير من يوم جاف وبارد بأكمله!.
وهكذا أغلب الآراء التي صادفتنا من الجنس الناعم تنم عن تعصب أنثوي وظيفي، فجميع ربات البيوت أجمعن على أنهن الأقرب في حين أن العاملات أكدن على قربهن بالرغم من نقص الساعات التي تجمعهن بأطفالهن.
أيهما أنجح أسرياً المرأة العاملة أم ربة البيت؟!
كل هذه الآراء كشفت عن سؤال أعمق خاصة عند ربط البعض قرب الطفل من أمه وقربها لقلب الزوج يتلخص بـأيهما أنجح أسرياً المرأة العاملة أم ربة البيت؟!
ولعل هذه الآراء تسلط الضوء على إجابات متنوعة ومن فئات مختلفة:
فرهام السيد – جامعية- تقول: المرأة العاملة أفضل بكثير بس بشرط ما ينعكس عملها خارج المنزل سلباً على حياتها الأسرية، طبعاً خروج المرأة للعمل وتعاملها مع الناس من مختلف الشرائح وعدم حصرها بالمنزل وشؤون المنزل والأسرة فقط يجعل شخصيتها منفتحة وتزداد لديها خبرة التعامل مع الناس بينما ربة المنزل قد تمتلك تلك الصفات، لكنها تبقى ضمن إطار محدود لا يتعدى العلاقة بين الأقارب أو بعض المعارف والأصدقاء ..
يعني الموضوع فيه الكثير من النقاط التي تستحق الوقوف عندها بتأني، لكن بحب اختم بالقول :عمل المرأة خارج المنزل له ايجابياته وسلبياته، كما بقاءها ربة منزل له سلبياته وايجابياته
أما نوال العلفي - ربة بيت- فتختلف وجهة نظرها عن سابقتها رهام فتقول: قال تعالى "وقرن في بيوتكن..." إلى آخر الآية، ولم أجد أجمل من كلمة "وقرن" بما لها من مدلول الوقار والسترة والحماية لبقاء المرأة في بيتها، لتقوم بما خلقت المرأة لأجله وهو أنسة زوجها وتربية أبنائها وتوفير الجو والمناخ المناسبين لتنشئة الأطفال وتخريجهم رجالاً عظاماً، يستفيد منهم الجميع والمجتمع، لذلك وجود المرأة في بيتها ليس مشروطا بجهلها أو بعلمها لأن الأساس هو التزامها في بيتها لتنشئة محيطها الخاص الصالح لاحتواء الصغار لكي ينعموا بجو دافئ وظل وافر من عطاء الأم الذي لا ينتهي لينشأ لنا جيلاً قوياً، عالماً عارفاً، مفيداً كان أساسه تلك الأم التي جعل الله سبحانه علمها ومعرفتها متأصلة ومتجذرة في غريزتها وهي .. غريزة الأمومة.
لذلك لا تحتاج المرأة للتعليم ولا يمكن وصف أي إمرأة في العالم بأنها جاهلة لأن الله جعل علمها غريزيا وعطاؤها فطريا وحنانها سيل لا ينضب .
وكلنا يذكر قصة سيدنا آدم عليه السلام حين زادت وحشته وضاقت عليه جنة الله بما رحبت فخلق الله من ضلعه حواء فكانت أنسه وحبه وسكنه.
ولا ننسى قول الله تعالى "هو الذي خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها"، فكانت المرأة هي السكنى وهي السكن ولا يكون للساكن راحة البال إلا في بيته وسكنه وكلنا يعرف بأن السكن والبيت لا يذهب ولا يتغير وإلا لما كان لنا راحة البال.
أما بخصوص تبدل الأحوال والأزمان والظروف وغير ذلك من الكلام، فهو لا يمنع أبدا بقاء المرأة في بيتها والتزامها بدورها الأساسي وإن كانت المرأة قادرة على أن تكون عاملة بما يحفظ حق بيتها وأسرتها فلا بأس في ذلك، ولكن ضمن شروط لا تسيء للمرأة ولا تجعل منها نداً في العمل للرجل وإلا اختلفت موازين الأسرة والمجتمع وباتت المرأة رجلاً وبات الرجل إمرأة وبالتالي يظلم الإثنان وهو للأسف حاصل في أيامنا ..
لا اعتراض في ديننا على عمل المرأة لأنه وبالأصل المرأة عاملة في بيتها ومربية وليس عمل المرأة هو فقط خروجها للعمل خارج المنزل، فلا يوجد أبداً في حياتنا إمرأة غير عاملة.. قد يكون هناك رجل غير عامل، ولكن المرأة كما قلنا فإن عملها غريزي فطري يقوم عليه أكبر مسئولية في الدنيا وهي تأسيس المجتمعات .
 (رأي شخصي)
نختتم رحلتنا المفيدة برأي شخصي حول مدى نجاح المرأة أسرياً بغض النظر عن مكانتها الاجتماعية.
طريقة نجاح المرأة أسرياً لا يتوقف على كونها عاملة أو غير عاملة، بل يتوقف على عدة أمور لنتناول بعضها على سبيل المثال"
- طريقة تصرف وتفكير هذه المرأة.
- طريقة تربيتها من قبل الأهل.
- خبرتها في الحياة.
كل هذه الأمور تؤثر سلباً أو إيجاباً، ولكن برأيي أن المرأة الغير عاملة هي أقرب لسد الاحتياجات الأسرية (لا نقول إنها أنجح) وهذا أمر طبيعي لتوفرها في المنزل أكتر من العاملة وغياب المرأة العاملة عن المنزل سيُسبب بعض الخلل الأسري لأن المرأة العاملة على أسوأ تقدير ستغيب نصف اليوم عن المنزل وهذا سيحتم عليها التقصير الأسري، ولكن بنفس الوقت تكون قد أنجزت أكثر من تقصيرها وهو سد الاحتياجات المادية إن كان الرجل مقصراً في سد كل الاحتياجات المادية (يعني بصراحة هي مش خالصة على كل الحالات)، فالله يكون بعون الجميع...

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد