تؤكد الدكتورة نبيلة السعدي أخصائية التواصل بالمركز المصري للاستشارات الأسرية والزوجية أن الخلافات الزوجية أمام الأبناء تحول دون تكوين صداقة حقيقة بينهم، لعدم وجود لغة التواصل بينهما التي تقضى عليها هذه الخلافات، كما أن عدم الحنو على الأبناء وخصوصاً الفتيات في سن المراهقة يجعل منهن أفراد جاذبة للحياة خارج المنزل ويبحثن عن صداقات تعوض هذا النقص.
وعن طبيعة علاقة الأم بابنتها خلال مرحلة المراهقة تقول: يجب أن يكون هناك تقارب بينهما وتبادل للرأي والمشورة فتقدم الأم لابنتها الخبرات التي تساعدها أن تصبح أما في المستقبل، ويجب على الأم أن تتعرف على صديقات ابنتها وأسرهن مع إعطاء الفتاة قدراً من الحرية في الاختيار، وإذا حدث خلاف بينهم على الأم أن تتناقش معها بود وتقنعها بأسلوب منطقي وتشركها معها في الأعمال المنزلية وتشاركها في هوايتها.
وتضيف ينتج عن حالة عدم التوافق النفسي مع الفتاة المراهقة بعض الآثار السلبية والتي تتمثل في البحث عن أم بديلة وقد لا تحسن الفتاة اختيارها، وقد تصاب بإحباط يؤدى إلى الاكتئاب نتيجة للحرمان العاطفي، وهناك احتمال للانحراف الأخلاقي ويصبح لديها دوافع عدوانية تجاه نفسها والآخرين، إضافة إلى إصابة الفتاة ببعض الأمراض النفسية.
لذلك على الوالدين وخاصة الأم أن تعرف ما يصاحب هذه المرحلة من اندفاع في السلوك والتصرف في محاولة لإثبات الذات من خلال المظهر والتقليد والمحاكاة، وبالتالي قد يحدث نوعا من التباعد والحوار غير السوي بين الأم وابنتها.
وتنصح نبيلة الأمهات ببعض النصائح حتى تقترب من ابنتها، وتقول على الأم أن توجها ابنتها إلى الاتجاه السوي بطريقة المناقشة، امتصاص الغضب الذي قد يحدث بدون أذى نفسي، تشجيع طاقات الفتاة وإمكاناتها ومساعدتها على تحقيق ذاتها من خلال الإبداع والثقافة والدوافع الإنسانية الطيبة ومنحها الآمان النفسي والاجتماعي إضافة إلى ضرورة أن تشعر الأم وتعي وتدرك بخطورة هذه المرحلة التي ينبغي توجيه قدرات الفتيات فيها نحو أشياء مفيدة لاستخراج القدرات الكامنة داخل الفتاة في ظل تقارب نفسي واجتماعي وصحي.