خريجو الثانوية العامة لا يعرفون ماذا يريدون

2012-09-07 00:06:09 أخبار الأسرة/ سارة فاروق


تجارة، هندسة، طب، إعلام، آداب... إلخ، تلك هي أسماء كليات الجامعات اليمنية التي تدور حولها ألا آمال وطموحات طلاب الثانوية العامة، بعد طول انتظار لنقطة حسم الأمر بإعلان وزارة التربية للنتائج، فكانت 82.45% هي نسبة النجاح للمتقدمين لاختبارات الثانوية العامة للعام الدراسي الماضي 2011-2012م وهي نسبة جيدة بالنسبة للأوضاع التي عاشتها اليمن منذ مطلع 2011م، وظهرت انفعالات الطلاب وتباينت فور معرفتهم بنتائجهم برسالةSMS ، فمنهم من فرح كثيراً لحصوله على معدل عالي، ومنهم من حزن لحصوله على معدل أقل من حلمه، ومنهم من بكى وتأثر لحصوله على معدل متوسط.
ورغم التباين والاختلاف في نسب المعدلات التي حصلوا عليها إلا أن القاسم المشترك لدى كل هؤلاء والذي يكادون أن يتوحدوا فيه كثيراً هو: عدم معرفة ماذا يريدون من تلك المعدلات العالية والمتوسطة.



بدت الطالبة (هالة) في حالة جيدة وشعور تام بالرضا، فقد حصلت على نسبة 80%، لكنها لا تدري ماذا تفعل.
تقول هالة: إنها مازلت تفكر بالكلية التي ستلتحق بها وأنها لا تزال غير مقتنعة بخيارات الأسرة التي تريدها أن تلتحق بكلية التجارة.
وينظر الكثير من الشباب إلى انخفاض المعدل الذي حصلوا عليه باعتباره إهانة ويجعله عرضة للسخرية في العائلة، ويظل هاجس المعدل العالي يراودهم دون أن يبذلوا جهوداً لذلك، فقد بدا (ماهر) مستاءً جداً لحصوله على معدل 65%، معلناً قراره بإعادة السنة مرة أخرى للحصول على معدل أكبر.
ولا يدري (ماهر) ما الذي يريده من ذلك المعدل الذي سيبحث عنه في رحلة دراسية قادمة كما لا يستطيع تحديد خيارته.
أشتي أتزوج
وبدا (محفوظ) الذي حصل على 75% متفائلاً جداً ويقول: الآن أستطيع أن أذهب إلى أبي وأنا رافع رأسي، موضحاً أنه كان كثيراً ما يتعرض للإهانة بسبب إهماله لدراسته وعدم الاهتمام بالمذاكرة، وكان كل من في المنزل يراهن على فشله.
لا يفكر محفوظ بالالتحاق بأي كلية لاستكمال تعليمه الجامعي، لكنه يفكر كثيراً بالزواج.. (الآن أستطيع القول لأبي أشتي أتزوج).
حرمان
فيما العديد من الفتيات خصوصاً من في الأرياف تقف رغبات الأسرة أمام إكمال تعليمهن الجامعي، فقد تم تحديد أجلهن إلى إكمال الثانوية فقط، رغم أن العديد منهن حصلن على معدلات عالية.
فهذه (سميرة) التي حصلت على معدل 91% تبدو حزينة جداً لأن أسرتها لن تسمح لها أن تكمل تعليمها الجامعي وتحقيق أمنيتها أن تلتحق بكلية الطب وتصبح طبيبة.
فيما انتظرت عائلة (مها) التي حصلت 83% بفارغ الصبر موعد إعلان النتائج لتبدأ في تجهيزها والاستعداد لزفافها الشهر القادم.
تقول (مها) إنها تريد أن تكمل تعليمها الجامعي، إلا أن الأسرة مصرة على تزويجها.
غيرة
ويظهر العديد من الشباب الغيرة من تفوق البنات وحصولهن على معدلات عالية، إذ يقول (محمد) أنه كثيراً ما توكل إليه المهام المنزلية وأخرى خارج المنزل وأن أسرته لم تكن تضع حساباً لمذاكرته وتفوقه.. هكذا يبرر محمد حصوله على نسبة 73%، بادية عليه ملامح الغيرة من ابنة عمه التي حصلت على 98% وتريد أن تصبح طبيبة.
يقول محمد بغضب: "أسرتنا جالسين يدلعوا البنات ويشقوا بنا".
ولا يدري نادر الذي حصل على معدل 75% ماذا يقول لأبيه الذي يريد منه معدلا عالياً ويريده ان يكون طبيباً ويشدد على ذلك منذ بدء نادر عامه الدراسي.
ويبدي نادر رضاه عن معدله ويقول انه يكفي لان يجعله يدرس آداب انجليزي الذي يحبها كثيراً، لكنه يخشى إن يجبره ابوه على إعادة السنة رغبة في حصوله على معدل يؤهله لدخول كلية الطب.

ذوي الاختصاص
ويرى الاختصاصيون النفسانيين والاجتماعيون أن على الآباء أن يخففوا من الضغط على أبنائهم وان يتيحوا لهم فرصة اختيار أحلامهم وتحديد مستقبلهم وتم عليهم أن يساعدوا أبنائهم في اختيار ما يريدوه، حتى لا يصبحوا عقبة في طريق مستقبلهم ويصبح الأبناء فاشلين.
وينصح الاختصاصيون ألا يصطدم الأهالي بأبنائهم إذا لم يحصلوا على المجموع المتوقع، وألا يوجهوا لهم نقداً لاذعاً يزيد من الشعور بالإحباط والحزن وخيبة الأمل لديهم، حتى لا تكون هناك أضرار نفسية وخيمة على نفسية الطالب، وألا يضعوا أبنائهم في موضع المقارنة مع آخر حصل على معدل مرتفع خصوصا إذا كان من نفس العائلة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد