وسط انتعاش المدارس الخاصة

العام الدراسي الجديد .. متطلبات مدرسية كثيرة للأبناء بتكاليف مالية كبيرة يدفعها الآباء

2012-09-28 00:54:16 تقرير / فتحي الطعامي


بدأ العام الدراسي الجديد يطلع برأسه على الطلاب في جميع المراحل الأساسية والثانوية الذين سيعودون إلى محاضنهم التربوية والى البدء في عام الجديد ومع ما يبذله الأبناء من جد واجتهاد ومواظبة إلا أن بداية الدراسة تشكل هما كبيرا وهاجسا مخيف للآباء الذين يترقبون الطلبات المدرسية لأبنائهم كما هو الحال في كل عام حيث الآباء أنفسهم أمام معضلة تدبير مستلزمات المدرسة من دفاتر وأقلام وشنط وملابس مدرسية جديدة خلفا لملابس السنة الماضية التي لم تعد صالحة للاستعمال كما يقول أغلب الأبناء .. هنا يجد الآباء أنفسهم بين أمرين أحلاهما مر إما الوفاء باحتياجات أبناءهم بتكاليفها الباهظة والتي قد تصل لأب مثل قاسم صالح من ( 30 – 40 ) ألف ريال ربما يتم تدينها من أي شخص أو من أرباب العمل حرصا منه على مواصلة أبناءها للدراسة وإما الأمر الأخر وهو الأسوأ ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها..) كما يقول المواطن محمد علي وهو أب لثلاثة أطفال ..
تكاليف مالية باهظة للمستلزمات المدرسية
شكا لنا كثير من الآباء من تلك المستلزمات التي أرهقت كاهلهم وأصبحت هما يطاردهم كلما دخلوا إلى المنزل، إلا ويجد أبناءه يسألونه أين الدفاتر والشنط والأقلام و.... يا أبي المدرسة طلبتها والمدرسين قالوا لنا تعالوا بها بكرة ...
يقول المواطن حسن علي وهو أب لخمس أبناء أكبرهم في الأول الثانوي والأخير ثالث ابتدائي يقول ( انه يجد نفسه كل عام محاصرا بتلك الاحتياجات من قبل أبنائه يريد أن يشتري الملابس الجديدة لـ 5 الأبناء بتكلفه وقدرها ( 25000 ) خمسة وعشرين ألف ريال في أقل تقدير، إضافة إلى الدفاتر ورسوم التسجيل الجديد والشنط المدرسية خاصة لمن هم في المرحلة الابتدائية ليصل المبلغ الى ما يقارب أذا أضيف إليه السابق إلى خمسون ألف ريال (50,000)..
ويضيف حسن علي ما ندري أيش نعمل أحنا نشتي أبنائنا يتعلموا ويدرسوا والحال قده معروف .. ما فيش معنا إلا نستلف الدفاتر والأقلام من الدكان وعلى ظهر الراتب والملابس نأخذ سلفة من العمل وعلى ظهر الراتب أيضاً ..
أما المواطن عبد الله الدب فهو يحاول أن يقنع أبنائه بضرورة الاستفادة من ملابس السنة الماضية لهذا العام، كونها ما تزال صالحة ويمكن أن تخدم.
ويضيف الدب يا أخي أحنا نطالب الدولة وهي تعرف حالنا بعد الله وتعرف كم هو الراتب اللي ما يغطي لنا الأكل والشرب إلا بالدهفة.. نطالبها اليوم بتوفير الدفاتر والأقلام والشنط للطلاب مش هم قالوا مجانية التعليم أحنا نتمنى أن نشوف المجانية ذي ...
كثير هم الآباء الذين يعانون من تلك التكاليف الكبيرة والباهظة، لكن الأسوأ من ذلك أن لا يجد بعض الآباء ثمرة لتلك المبالغ والجهد الذين يبذلونه لكي يتحصل أبناءهم على تعليم جيد ..

بسبب تدني التعليمي الحكومي انتعاش للخاص
الجهات الرسمية ممثلة بوزارة التربية والتعليم تقول أنها تبذل جهود مضنية للارتقاء بالتعليم وبتحسين المخرجات وتأهيل الكادر التعليمي.. حديث طالما سمعنا طوال السنوات الماضية لكن الواقع يقول أن هناك قصور في الوضع التعليمي في البلد بحاجة اليوم إلى مراجعة وهو الأمر الذي يقوله الكثير من الآباء عن وضع التعليم وعن حال أبناءهم الذين قد يصلون إلى الثانوي وحالهم متدني ..
كان هذا في الماضي قال أحد المسئولين أما اليوم فإن الوزارة والحكومة ومكاتب التربية تعمل جاهدة لأن يكون هذا العام نموذجيا وهي اليوم تبذل الجهود استعدادا للعام الدراسي الجديد ...
ومع ذلك الاستعداد الذي تبذله الجهات التعليمية في المحافظة والذي من شأنه التهيئة لعملية تربوية ناجعة إلا أن العديد من الآباء من ذوي الدخل المتوسط يرون في التعليم الحكومي مكان غير مناسب لتعليم أبنائهم فهو (التعليم الحكومي ما يزال قاصراً ومتواضعاً ولا يخرج الطلاب فيه بحصيلة علمية جيدة الأمر يدفعهم نحو العزوف عن تدريس أبنائهم في المدارس الحكومية والدفع بهم نحو المدارس الخاصة والتي أصبحت تتزايد وتتكاثر كل عام) والسبب في وجهة نظرهم الازدحام الشديد للطلاب في المدارس الحكومية، مما ينتج عنه مستوى تعليمي من التحصيل العلمي للتلاميذ، ناهيك عن قلة الكادر المتخصص في بعض الأحيان وفي المقابل تبذل المدارس جهودا للارتقاء بمستوى التلاميذ مقابل الرسوم التي تتحصله من أولياء الأمور ..
فالمواطن إبراهيم - أب لطفلين- حرص على إدخالهم في إحدى المدارس الخاصة رغم التكلفة العالية كما يقول حرصاً منه على وضع ولديه التعليمي خاصة في صفوفهم الأولى (الابتدائية).
يقول إبراهيم أنه دفع هذا العام ما يقارب من مائة ألف ريال هي رسوم ولديه للمدرسة (الخاصة) وهو مبلغ كبير مقارنة براتبه الحكومي.. إضافة توفير ملابس الدراسة والدفاتر والأقلام.. والتي قد تصل إلى ثلاثون ألف.
ويضيف (كنا زمان ندرس في المدارس الحكومية ولا يصل الطالب في الصف الثاني والثالث الابتدائي إلا وقد أجاد القراءة والكتابة كان هناك مدرسين أكفاء ومنهج جيد ومتابعة جادة أما اليوم فإن الوضع التعليمي يتدهور كل يوم ومخرجات التعليم يعرفها الجميع حتى المسئولين فلم يعد وضع التعليم يخفى على أحد.. فبعض الطلاب يصلون إلى المرحلة الإعدادية وهم لا يفرقون بين (ظ و ض).
التعليم اليوم يحتاج إلى مراجعة جادة من قبل الدولة فهو أساس بناء أي مجتمع وإذا كان على أساسه هش فإن الدولة تكون أكثر هشاشة ..
ومع كل تمنياتنا لأبنائنا الطلاب بعام دراسي جيد يستفيدون فيه من العلوم والمعارف والسلوك والقيم نأمل من الجهات المعنية العمل على تلافي الأخطاء ووضع الخطط الناجعة التي من شأنها الارتقاء بالوضع التعليمي والتربوي كبوابة للارتقاء بالبلد.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد