صعدة.. محافظة إيرانية

2012-11-07 01:59:43 تقرير/ محمد علي المقري


منذ فترة ومحافظة صعدة تقع تحت سيطرة العناصر الحوثية، فهذه العناصر جعلت من نفسها داخل صعدة دولة، وسارت تمارس سلطات الدولة حتى أصبحت هي الحاكم الفعلي لهذه المحافظة، لقد تحولت صعدة من محافظة يمنية إلى محافظة إيرانية.

أهلاً بكم في طهران:
الزائر لمحافظة صعدة مع وجود الشعارات الإيرانية والشيلان الأصفهانية التي ترتديها العناصر الحوثية، وكذلك مع وجود صور أحمدي نجاد وصور حسن نصر الله التي ترفعها هذه الجماعة، وكذلك مع تقليد ميليشيات الحوثي لحركات الحرس الثوري الإيراني، مع كل ذلك من ما يواجه الزائر لهذه المحافظة يشعر وكأنه في العاصمة طهران الإيرانية وليس في محافظة صعدة اليمنية.
عبدالملك الحوثي:
أمير الجماعة الحوثية عبدالملك الحوثي بقدرة إيران ودعمها وتمويلها له تحول من فتى مراهق إلى زعيم سياسي ولا حتى كان يحلم بها على - حد تعبير إخواننا المصريين، لمع وبزغ نجم عبدالملك بعد مقتل أخيه حسين – مؤسس الجماعة- الذي قتل على يد القوات المسلحة في مران، وفي ظل تخاذل وتواطؤ من النظام السابق مع عبدالملك حقق انتصارات قتالية وربح مكاسب سياسية حتى تمكن من إحكام قبضته على محافظة صعدة بالكامل، ساعده في ذلك الدعم اللوجسيتي الخفي الذي كان يقدمه له حين ذاك الرئيس السابق علي عبدالله صالح والذي أظهرت الحقائق فيما بعد أن عبدالملك وجماعته خاتم بيد صالح وما حالة التناغم والتقارب بينهم حالياً إلا خير دليل على ذلك، فالحوثي أصبح أداة بيد صالح يحركها لتنفيذ أجندته الخاصة.
تمدد الحوثي:
بعد أن تمكن الحوثي الصغير عبدالملك من السيطرة التامة على محافظة صعدة وأصبحت كل مديرياتها تحت قبضة يده يتصرف بها كيفما يشاء وكأنها ملك خاص به، بعد ذلك وبعد أن أصبح الملك المعظم أراد أن يوسع نفوذه ويمدد أرجله، فالرجل قد سمن وانتفخ وأزداد وزنه ولم تعد صعدة تتسع له، فهو بحاجة إلى محافظات أخرى يضمها إلى ملكيته، فالحوثي لديه أطماع ولديه مخططات في التمدد والتوسع وهو ينفذ أجندة إيرانية، ولذلك جرب الحوثي التمدد، فتمدد باتجاه الجوف وباتجاه عمران وتمدد باتجاه حجة وهو الآن موجود بمنطقة مستبأ، ومن ساعد الحوثي في تمدده هو غياب الدولة وعدم اتخاذها قرارات صارمة ضده وضد جماعته الإرهابية.
الحوثي قي صنعاء:
ازدادت شوكة الحوثي وعظمته وأصبح يملك قنوات فضائية وصحفاً ومواقع، فسبحان الله فقد أصبح الحوثي بطلاً، وتحول من مجرم قام بقتل الآلاف من العساكر والجنود والضباط والمواطنين إلى قائد سياسي كبير، تعلق صوره وشعاراته داخل العاصمة صنعاء، تحول من مطلوب للدولة إلى ند لها، فالحوثي اليوم يرى نفسه نداً لعبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية، وكيف لا وهو ملك المملكة الحوثية الإيرانية في صعدة والرجل النووي لإيران في منطقة الشرق الأوسط قبل حسن نصر الله، لأن عبدالملك فتى إيران المدلل وهو صناعة إيرانية بامتياز.
تسلط الحوثي:
يشكوا أبناء مناطق مدينة صعدة ومديرياتها كتاف ومران ورازح وغمر وباقم والبقع وعلب وحيدان والمزرق والشعف والطلح والملاحيظ وساقين ومنبه والعمار وقطابر وكل مناطق المحافظة من تسلط وجبروت العناصر الحوثية التي تمارس ضدهم ممارسات غير إنسانية وترتكب ضدهم جرائم وحشية، فمن ليس معهم فهو ضدهم ويقومون بقتله.
الخطر القادم:
الخطر القادم على المنطقة برمتها وليس اليمن لوحدها هم الحوثيون.. تقول الكاتبة الأميركية والمتخصصة بشؤون الشرق الأوسط (باولا روبيرتو) في مداخلة لها في الفيسبوك: إن الحوثيين في اليمن هم الوجه القبيح لإيران في منطقة الشرق الأوسط وهي تريد – أي إيران- من الحوثيين أن يكونوا شوكة إيرانية في حلق السعودية ودول المنطقة، كونهم أصبحوا يملكون جناحاً عسكرياً وقتالياً يوازي ذاك الذي يملكه حزب الله في جنوب لبنان.
هكذا هم الحوثيون إذاً، لقد أصبحوا قوة خارقة مارقة وأصبحوا يشكلون خطراً على اليمن أرضاً وإنساناً، فوجودهم لم يعد مقتصراً على صعدة فقط لقد تسللوا بفكرهم الخبيث الهدام إلى كل منطقة.
الحوثي والبيض:
العمالة والسياسة وجهان قبيحان لا ثالث لهما، ودارت الأيام ومن أجل إغاظة السعودية توجه علي سالم البيض مهرولاً وبأقصى سرعة إلى أحضان إيران، فالبيض لم يجد داعماً لمشروعه الانفصالي غير طهران، وفيها التقى الثنائي التحالف الشيعي-الشيوعي، فمن أجل المصالح تحالف الحوثي والبيض ليبدءا معاً تآمرهم على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ويسرعان في تنفيذ الأجندة الإيرانية ومخططاتها لتمزيق وشرذمة البلاد، فالحوثي يحلم بالوصول إلى كرسي الحكم في الشمال والبيض كذلك يحلم بالعودة إلى كرسي الرئاسة في الجنوب ومن أجل تحقيق ذلك ارتميا في أحضان العاهرة إيران.
الإشادة بإيران:
كان الحوثيون في بداية الأمر ينكرون علاقتهم بإيران ومع مرور الأيام انفضح أمرهم وبعد ذلك أصبحوا يجاهرون بعمالتهم لإيران ويفتخرون بها، وأصبح زعيمهم يشيد بإيران وبقادتها، ومن جانبه الإعلام الإيراني صار يهتم وبشكل كبير بالحوثيين عبر قنواته وصحفه ومواقعه الالكترونية والإعلامية المختلفة.
الاهتمام الإيراني بالحوثيين والدعم المادي والعسكري والإعلامي المخابراتي الذي تقدمه لهم طهران لم يعد خفياً على أحد، فإيران تريد أن تتمدد ووسيلتها الوحيدة في التمدد هي الحوثيون.
صنع في إيران:
من خلال تجولنا بعدد من مناطق صعدة لاحظنا وجوداً مكثفاً للبضائع الإيرانية في أسواق ودكاكين المحافظة بشكل لم نجد له مثيلاً في المحافظات الأخرى.
كذلك قمنا بجولة إلى سوق الطلح الشهير ببيع الأسلحة، فوجدنا تجار سلاح حوثيين يقومون ببيع أسلحة إيرانية مكتوب عليها "صنع في إيران" وقد قيل لنا بأن هذه الأسلحة دخلت إلى صعدة بواسطة البحر عبر ميدي وقدمت كمعونات ومساعدات للحوثيين من أمهم الحنون إيران.
صعدة معصودة:
حول الحوثيون صعدة من مدينة السلام إلى مدينة معصودة، عصدها الحوثيون بجرائمهم وحروبهم وخربوها، فبدل الرمان زرعوا الألغام وبدل العنب نشروا الإجرام.
لقد عصد الحوثيون صعدة وعجنوها عجين، فهي كانت تشتهر بمدينة السلام ولكن مع وجودهم فيها أصبحت مدينة اللئام الحوثيين.
انتهى كل شيء جميل في صعدة، اختفى الفرسك والبرقوق والبرتقال والرمان وظهر بدل ذلك الباروت والغدير والمتعة.
من مدينة زراعية إلى مدينة حربية:
حول الحوثيون كذلك صعدة من مدينة زراعية إلى مدينة حربية، دمرتها حروبهم المستمرة ومناوراتهم العسكرية المتواصلة.
لم يعد أهالي محافظة صعدة يهتمون بالزراعة، لقد تركوها، وانضم غالبيتهم للعمل كعسكر مقاتلين في ميليشيات الحوثي، فالرجل يعطي مرتبات مغرية وبالدولار لكل العاملين والمتعاملين معه.
الأطفال مرافقون للحوثي:
من خلال مرورنا بعدد من النقاط الحوثية لاحظنا عدداً كبيراً من الأطفال مدججين بالأسلحة ووفقاً لما حصلنا عليها من معلومات فإن الحوثيين يقومون بتجنيد الأطفال للعمل لديهم، وكذلك وبحسب المعلومات المؤكدة التي حصلنا عليها فإن غالبية المجندين ضمن الميليشيات الحوثية أطفال لم يتجاوزوا السن القانونية بعد ومنهم من يعمل ضمن الحرس الخاص لمرافقة السيد عبدالملك الحوثي – زعيم الجماعة.
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد