في 2009 اعترف وزير الصحة بتسجيل 777 حالة ولم يفعل شيئاً..

حمى الضنك.. قاتل يواصل حصد أرواح أبناء الحالمة منذ 13 عاماً

2012-11-08 01:02:02 أخبار اليوم/ خاص


يشكو مواطنون وأطباء من تزايد حالات الإصابة بمرض " حمى الضنك ",في محافظة تعز, وسط صمت رسمي وتقليل من أرقام الضحايا دون أن يتحرك أحد لإنقاذ أرواح، إذ يقول أطباء إن المرض الذي وصفوه بـ"الموت" يواصل حصدها منذ 13 عاماً.
وتتضارب التقديرات بشأن أعداد المصابين جراء تعدد الروايات الرسمية وغير الرسمية, ففي حين يقول ناشطون أنهم سجلوا 375 حالة في عدد من المستشفيات,يقلل في المقابل مدير مكتب الصحة في المحافظة من هذا الرقم ويؤكد أن المصابين لم يتجاوزوا 37 شخصاً.
ويؤرخ سكان المحافظة بداية تدشين ما أسمّوه مهرجان " الموت ", بشهر سبتمبر من كل عام,حيث اعتادت المدينة التي توصف بالحالمة أن ترزح تحت هذا الوباء منذ عام 1994,وهو العام الذي سجّلت فيه البلاد دخول مرض جديد اسمه " حمى الضنك".
وتصنّف إحصاءات رسمية,الفترة ما بين 2005 و 2009 بالأسوأ,بعدما بلغت نسبة الإصابة بالمرض بـ300 في المائة, واعترف وزير الصحة السابق د. عبدالكريم راصع, أمام مجلس النواب في 16 ديسمبر من عام 2009 أن وزارته رصدت 777 حالة بمرض حمى الضنك في تعز.
وارتفعت الأصوات المطالبة بإعلان المدينة "منطقة منكوبة", بعد حصد المرض للناشط السياسي عمار الكناني - أحد أبرز الشباب الناشطين في الثورة, إثر إصابته بهذا المرض لمدة يومين أُسعف إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة في 14 سبتمبر الماضي.
ويرى الدكتور وليد الوتيري أن الحل الأمثل للمشكلة الصحية في محافظة تعز هو وجود قيادة وإدارة صحية جيدة ونزيهة تستخدم الموارد المتاحة في تقديم خدمات ممكنة للمواطن الذي يموت كل يوم أمام المستشفيات دونما أدنى رعاية تقدم له.
ويعتقد أطباء أن المشكلة في قطاع الصحة بتعز لا تكمن في ضعف الموارد,وإنما بوجود الفساد الذي يقولون إنه ينخر جسر القطاع منذ سنوات بسبب سوء الإدارة.
ويعلق الدكتور عبد الرحيم السامعي في تصريح لـ"الجمهورية", على حال مكتب الصحة بالقول: "لا توجد إحصاءات رسمية صحيحة لدى المكتب".
ويتساءل الصحفي محمد الشرعبي,عن مصير دعم برنامج الاتحاد الأوربي المقدم لإصلاح قطاع الصحة بتعز والمقدّر بـمليون ومائتي ألف دولار,مشيراً إلى أن البرنامج انتهت مدته دون أن نرى نتائجه على أرض الواقع.
حقائق أساسية
وتعرف منظمة الصحة العالمية حمى الضنك بأنها عدوى فيروسية تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة أنثى من جنس الزاعجة مصابة بالعدوى.. ويتفرّع فيروس حمى الضنك إلى أربعة أنماط مصلية (DEN1 وDEN2 وDEN3 و DEN4).
وتظهر أعراض المرض خلال فترة تتراوح بين 3 أيام و14 يوماً (من 4 إلى 7 أيام في المتوسط) عقب اللدغة المُعدية.. فيما يشبه أنّ حمى الضنك مرض الأنفلونزا ويصيب الرضّع وصغار الأطفال والبالغين.
ولا يوجد علاج محدّد ضدّ حمى الضنك، أمّا حمى الضنك الوخيمة فهي من مضاعفات المرض التي قد تؤدي إلى الوفاة، غير أنّه يمكن غالباً إنقاذ أرواح المصابين بها بتشخيص المرض في مراحل مبكّرة وتدبير العلاج بالعناية اللازمة من قبل أطباء وممرضين متمرّسين.
وينوء إقليماً جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ بأكثر من 70% من عبء حمى الضنك.. وسُجّلت في الأعوام الأخيرة زيادة سريعة في نسبة وقوع المرض ووخامته في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.
وسجّل إقليماً أفريقيا وشرق المتوسط كذلك عدداً أكبر من فاشيات المرض في السنوات العشر الأخيرة، كما أبلغ في عام 2010، عن انتقال المرض بشكل واطن في بلدين من بلدان الإقليم الأوروبي.
وقد أسهم كل من التوسّع العمراني والحركة السريعة للأشخاص والسلع والظروف المناخية المناسبة ونقص العاملين المدرّبين في استفحال حمى الضنك على الصعيد العالمي.
كما أنها من أنواع العدوى المنقولة بالبعوض وهي تتسبّب في مرض وخيم يشبه الأنفلونزا وتتسبّب، أحياناً، في حدوث مضاعفة قد تؤدي إلى الوفاة تُدعى حمى الضنك النزفية، لقد شهدت معدلات وقوع حمى الضنك زيادة هائلة في العقود الأخيرة، لقد أصبح خُمسا سكان العالم معرّضين لمخاطر الإصابة بهذا المرض.
وتنتشر حمى الضنك في المناخات المدارية وشبه المدارية في شتى أنحاء العالم، وفي المناطق الحضرية وشبه الحضرية بالدرجة الأولى.
وحمى الضنك النزفية من أهمّ الأسباب الكامنة وراء إصابة الأطفال بحالات مرضية وخيمة ووفاتهم في بعض البلدان الآسيوية، لا يوجد علاج محدّد ضدّ حمى الضنك، غير أنّ خدمات الرعاية الطبية المناسبة كفيلة، في غالب الأحيان، بإنقاذ أرواح المصابين بالنوع النزفي الوخيم السبيل الوحيد إلى توقي سراية فيروس حمى الضنك هو مكافحة البعوض الحامل للمرض.
وتنتشر حمى الضنك في المناخات المدارية وشبه المدارية في شتى أنحاء العالم، وفي المناطق الحضرية وشبه الحضرية بالدرجة الأولى.
وتم الكشف، لأوّل مرّة، عن حمى الضنك النزفية، وهي مضاعفة قد تؤدي إلى وفاة من يتعرّض لها، في الخمسينات خلال أوبئة هذا المرض التي ألمّت بالفلبين وتايلند، أمّا اليوم فقد بات المرض منتشراً في معظم البلدان الآسيوية وأصبح من أهمّ أسباب دخول أطفال تلك البلدان إلى المستشفى ووفاتهم.
تنجم حمى الضنك عن أربعة فيروسات منفصلة يوجد بينها ترابط وثيق، والشفاء من العدوى التي يسبّبها أحد تلك الفيروسات يوفّر مناعة ضدّ ذلك الفيروس تدوم مدى الحياة، غير أنّه لا يوفّر إلاّ حماية جزئية وعابرة ضدّ العدوى التي قد تظهر لاحقاً بسبب الفيروسات الثلاثة الأخرى، وهناك بيّنات دامغة على أنّ التعرّض لعدوى حمى الضنك بشكل متكرّر يزيد من خطر الإصابة بحمى الضنك النزفية.
عبء عالمي
لقد شهدت معدلات وقوع حمى الضنك زيادة هائلة في شتى ربوع العالم في العقود الأخيرة، فقد أصبح 5ر2 مليار نسمة- خمسا سكان العالم تقريباً- معرّضين لمخاطر الإصابة بهذا المرض.. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية حالياً إلى احتمال وقوع 50 مليوناً من إصابات حمى الضنك كل عام في جميع أنحاء العالم.
وقد شهد عام 2007 وحده وقوع 890000 حالة أُبلغ عنها في إقليم الأمريكتين، علماً بأنّ 26000 حالة منها كانت من حالات حمى الضنك النزفية.
الجدير بالذكر أنّ المرض أصبح متوطناً في أكثر من 100 بلد في أفريقيا والأمريكيتين وشرق المتوسط وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ، علماً بأنّ إقليمي جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ هما أشدّ الأقاليم تضرّراً من المرض، ولم تشهد إلاّ تسعة بلدان، قبل عام 1970، وقوع أوبئة حمى الضنك النزفية، وقد ارتفع ذلك العدد بأكثر من أربعة أضعاف بحلول عام 1995.
وانتشار المرض في مناطق جديدة لا يرافقه ارتفاع في عدد الحالات فحسب، بل كذلك حدوث فاشيات مدمّرة، فقد أبلغت فنزويلا، في عام 2007، عن وقوع أكثر من 80000 حالة منها ما يزيد على 6000 حالة من حمى الضنك النزفية.
وفيما يلي بعض الإحصاءات الأخرى:
خلال وقوع أوبئة حمى الضنك كثيراً ما تبلغ معدلات الإصابة بعدوى حمى الضنك بين أولئك الذين لم يتعرّضوا للفيروس من قبل 40% إلى 50%، ولكنّها قد تبلغ 80% إلى 90% في بعض الأحيان.
ينبغي إحالة نحو 500000 من المصابين بحمى الضنك النزفية إلى المستشفيات كل عام، علماً بأنّ عدداً كبيراً من أولئك المرضى هم من الأطفال. والجدير بالملاحظة أنّ 5ر2% من المصابين يقضون نحبهم في آخر المطاف.
يمكن أن تتجاوز معدلات إماتة حالات حمى الضنك النزفية 20% إذا لم يتلق المصابون العلاج المناسب، وتوسيع فرص الحصول على خدمات الرعاية الطبية من قبل العاملين الصحيين ممّن لهم دراية بذلك المرض- الأطباء والممرضون القادرون على التفطّن لأعراضه وعلاج آثاره- من الأمور التي تسهم في تخفيض معدلات الوفيات إلى أقلّ من 1%.
يُعزى انتشار حمى الضنك إلى اتسّاع النطاق الجغرافي للفيروسات الأربعة المسبّبة للمرض ونواقلها من البعوض، علماً بأنّ الزاعجة المصرية التي تنتشر في المناطق الحضرية تمثّل أهمّ أنواع تلك النواقل، ويؤدي ارتفاع عدد أسراب البعوض في المناطق الحضرية إلى زيادة أعداد الناس الذين يتعرّضون لتلك النواقل، لاسيما في الأماكن الملائمة لتكاثرها، مثل الأماكن التي يكثر فيها تخزين المياه وتنقصها خدمات التخلّص من النفايات الصلبة.
× نقلاً عن الصحوة نت
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد