لحج.. غياب لخدمات الأجهزة الرقابية والأمنية

2012-11-27 04:28:30 كتب/ ماهر الشعبي


في لحج.. لا ماء ولا مرافق صحية تواكب متطلبات الناس ولا خدمات ولا تعليم وهذا الأخير بات في خبر كان، حيث أصبح الطالب يتخرج من الثانوية لا يجيد القراءة والكتابة، فقد غزا الغش مدن وقرى المحافظة, الكهرباء هي أخرى تغذي مركز المحافظة بينما تنعدم في مديريات المحافظة حتى كهرباء الريف التي بدأ تدشينها قبل ثلاث سنوات في عدة مديريات لم تدم أكثر من ثلاثة أشهر وأجهز عليها بعد ذك.


مظاهر الفساد زادت حدتها في المحافظة وبطرق كثيرة وعديدة، وهو ما ظهر في أغلب المؤسسات والدوائر والمكاتب الخدماتية العامة المختلفة والتي هي على علاقة مباشرة مع المواطن، كانت لها آثارها السيئة والمدمرة ونتائجها السلبية، المنعكسة على مختلف أداء ومرافق المؤسسات والأجهزة الرسمية بالمحافظة, الأمر الذي زاد من حدة المظاهرات والاعتصامات المطلبية لدى سكان مختلف مديريات ومناطق المحافظة, بعد أن وصلت الأوضاع إلى هذا المستوى وتم إغلاق معظم المرافق الخدمية في مديريات المحافظة, إضافة إلى وصولها إلى الحقوق والمعاملات والإجراءات المتعلقة بروتين الحياة اليومية للمواطنين بالمحافظة, مما دفعهم إلى تجمهر شبه يومي، أمام مبنى السلطة المحلية.
وبحسب عدد من الشباب فقد كشفت تلك الموجة الغاضبة من الاحتجاجات والمظاهرات التي تعيشها مناطق ومديريات المحافظة، عن مدى فشل شاغلي المناصب العامة والمؤسسات الخدماتية بالمحافظة، وهو ما قاد إلى هذه المظاهرات، حيث أن كل هذه الأمور شكلت منظومة تخريب وفساد كبير سببت مزيداً من التأخير والإهمال التي تسلكها هذه القيادات، ولم يتمكنوا من إيصال هذه المعاناة التي كانت بسبب مجموعة من المسئولين الفاسدين بالمحافظة إلى جهات الرقابة والمحاسبة لرد اعتبار المواطن المسكين الذي لا حول له ولا قوة.
مخاوف
ويبدي الكثير من أبناء المحافظة مخاوفهم من توسع رقعة المشاكل في المحافظة, وما تبعثه من قلق, بسبب حالة الاحتقان التي تعيشها مختلف مناطق ومديريات المحافظة التي تمتاز عن غيرها بوجود تمثيل مناطقي لكل مديرية ومنطقة في مبنى المحافظة المركزي, ويتجاوز عدد وكلاء المحافظة 15 وكيلاً رغم هذا العدد من الوكلاء إلا أن مشاكل المحافظة باتت في تزايد مستمر, وهؤلاء يمثلون مختلف المديريات والمناطق الجغرافية فيما ـ بالمقابل - حدة المظاهرات ورقعة الاحتجاجات المطلبية لأبناء المحافظة.
أسباب
ويرجع المراقبون أسباب المشاكل التي تحدق بالمحافظة إلى فشل الأجهزة الرقابية والأمنية والإدارية في القيام بدورها الحقيقي في مكافحه الفساد, وتورطها في الإسهام الكبير في انتشاره, وظهور الرشوة والتسيب الأمني والإداري الحاصل في المحافظة, مما أسهم في مضاعفة الأعمال المخلة بالأمن والنظام, عدم واستقرار المحافظة, والتسبب في استفحال أعمال العنف والتخريب وقطع الطريق باستمرار, وإثارة الخوف, والتسبب في قيام الأشخاص بإغلاق المكاتب الخدمية, أكثر من مرة لغرض الحصول على مطالبهم الخاصة.. وبذلك يتم عرقلة مصالح المواطنين, في وقت لا تحرك فيه السلطة وأجهزتها الأمنية ساكناً, أو العمل على حزم الأمور التي تزداد تدهوراً يوماً بعد يوم.
15 وكيلا
يجمع الغالبية العظمى من أبناء محافظة لحج أن السلطة المحلية لم تستطع عمل شيء لخدمة المواطنين ومعالجة الأوضاع, بسبب كثرة الفساد المستشري فيها, والخلافات الإدارية المزمنة بين قيادتها المحلية,وازدياد حدة صراع المصالح بين مسئولي المحافظة مؤخراً وبشكل أكبر, وصل إلى العراك بالأيدي, والتهديد بالأسلحة داخل مبنى المحافظة مرات عدة وعجز قيادة المحافظة, حتى الساعة في إصلاح الخلل القائم بينها وبين قيادات المديريات التي تعيش حالة من الغليان الشعبي والمطلبي, احتجاجاً على جملة من المطالب المختلفة, وصل الأمر في تجاهلها وإهمالها, إلى مراحل تهدد بتفجر الأوضاع المحلية بالمحافظة- حسب ما يؤكده الأهالي ـ، مردفين أن 15 وكيلاً لدى المحافظة إلا أن الاهتمام بهم كمواطنين صفر.
تراجع مستمر
ما من يوم يمر إلا ومحافظة لحج في تراجع مستمر على مختلف الأصعدة، فلم تشهد المحافظة أي تقدم يذكر في خدماتها إذ أن معظم هذه الخدمات باتت شبه معدودة ومحصورة في مركز المحافظة ذاتها، أما بقية المديريات فقد انسلخت عنها بسبب ترك المحافظة تلك المديريات عرضة للتسيب والتخريب المنظم وقطع المركز الدعم والخدمات التي كان يفترض به أن يوليها الاهتمام اللازم كبقية محافظات الجمهورية لتتحول تلك المديريات إلى مديريات معزولة تماماً عن مركز المحافظة، بل وصل الأمر إلى دعوات أطلقت في تلك المديريات منادية بالاستقلال, بل إن بعضاً من هذه المديريات أصبحت شبه مستقلة بسب الفراغ الأمني والخدماتي، كما هو الحال في طور الباحة ومديريات ردفان وغيرها.
هجوم الصبيحي
منذ زمن بعيد حُرمت لحج من قيادة سلطة محلية وتنفيذية تدير أمور مواطنيها بشكل جيد ومكاتب تنفيذية وخدمية وأمنية، باستثناء اللواء محمود الصبيحي - وهو الرجل الذي يفتخر به كل أبناء لحج فهو الذي وقف لمسلحي القاعدة بالمرصاد وأصبح اسمه يثير الرعب ليس في نفوس مسلحي القاعدة فحسب بل السلطة المحلية أيضاً- في وقت سابق شن الصبيحي هجوما لاذعاً على قيادة السلطة المحلية في اجتماعهم مع وزير الدفاع، وقال: لحج تدار بالعلاقات الشخصية والتأثير الشخصي للمحافظ أما كهيئات ومؤسسات موجودة على المديريات أو في مكاتب تنفيذية في المحافظة فليس لها وجود وان أي شخص يقول إن هذا موجود في المحافظة فهذا كذب.
وأضاف قائد محور العند في الاجتماع الذي جمعه بقيادة السلطة المحلية ووزير الدفاع أن من يقول إن الجانب الأمني في المحافظة قد تحسن..فهذا كذب أيضاً، فالجانب الأمني فيها صفر.
وأردف في مقطع فيديو ـ تحصلنا على نسخة منه: "ليش نكذب على أنفسنا، فالمديريات خارج عن سلطتنا وعن هيبة الدولة وأن الدولة ضائعة هنا، وأتحدى أي واحد يأتي يؤكد ويقول بوجود دولة أو موجود أمن في أي مديرية من مديريات المحافظة".
وتساءل مستنكراً: من يتحمل هذه المسئولية؟ إننا نتحدث الآن أمام الأخ الوزير وبكل صراحة أنا لا يشرفني أن أحمل هذه الرتبة.. إن النساء مرعوبات بداخل البيوت والجميع يتفرج ولا أحد يحرك ساكناً من منكم، قال هذا منكر لا أحزاب سياسية ولا مكاتب تنفيذية ولا سلطات محلية ولا أمن".
وأكد قائد محور العند مخاطباً قيادة السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية والأجهزة الأمنية: إني لا ألومكم الآن وإنما حبيت أعطيكم وضعكم لكي يخرج الأخ الوزير وعنده صورة واضحة أننا مسئولون وبجهود ذاتية وإذا أردنا أن نصحح الوضع يجب أن نحدد من المسئول الحقيقي, وبالتالي فالمسئول هو الأساس.
وأردف: عندنا جيش جرار داخل المحافظة، لكن إمكانيات الدولة تبعثر دون استفادة وان ثلاثين مليوناً هي الدعم في الجانب الأمني، أنا أؤكد لكم أننا وزعناها على المواطنين ليحموا أنفسهم بأنفسهم.
وهذا اعترافاً صريحاً من أكبر مسئول أمني في المحافظة بعدم قدرة السلطة المحلية والتنفيذية على مسايرة الأمور بلحج, ناتج عن فساد هذه القيادة التي تركت المحافظة تدور في حلقة مفرغة.
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد