الظواهر السلبية في الخارطة السياسية والتساؤلات الباحثة عن إجابات..!!

2008-12-20 04:20:54

تقرير - مركز الشموع الإخباري

تظل الخارطة السياسية اليمنية بحاجةٍ إلى إعادة تشكيل أطيافها وفق أسسٍ وطنية تناسبُ المرحلة والتوجهات الجديدة التي برزتْ على إثر سلسلة المتغيرات الوطنية التي رافقت مسارنا الوحدوي، إذ وخلال سنوات التحولات بكل ما شهدت هذه السنوات من ظواهر سلبية وإيجابية لم يحدث أن فكرت كل الفعاليات السياسية والحزبية في إعادة النظر بخطابها وهيكلها وطريقة إدارتها للنشاط الحزبي الداخلي أو تعاطيها مع القضايا الوطنية والقومية إجمالاً كون هذه الفعاليات حصرت كل نشاطها بقالبٍ سياسي لا يرتقي للمتطلبات الوطنية ولا يتناغم مع معطيات الراهن الحضاري الوطني وما يتطلب هذا الراهن من حَراكٍ تفاعلي يلبّي الغاية الوطنية ويتناسبُ مع كلِّ الظواهر والمتغيرات الوطنية والقومية ويكون ندّاً لمنظومة الظواهر والتحديات التي تواجِهُ المسار الوطني. . فالحراكُ الحزبي الراهن الذي يتمثل في سلوك الحزب الحاكم ومواقفه وخطابه أو ذلك الذي تعبّرُ عنه (أحزاب المعارضة ) وهؤلاء هم المعنيون بالراهن وتحولاته وهم للأسف أبعد ما يكونون عن الراهن ومتطلباته وما يفترض أن تكون عليه مواقفهم من مجمل القضايا الوطنية التي غدت بخطاب الحزب الحاكم كما هي بخطاب أحزاب المعارضة عنواناً للمزايدة والمكايدة ليس إلا، فلا الحاكم يعمل بما يحتم عليه واجبُهُ الوطني ورسالته الحضارية، ولا المعارضة تعمل بطريقة تمكنها من الوصول إلى احترام الشعب وثقته، إذ السائد من السلوك والمواقف التي تسلكها الفعاليات الحزبية المعنية في السلطة والمعارضة، هو سلوكٌ انتحاريٌ لا يخدم السكينة الوطنية ولا الاستقرار الاجتماعي ولا يخدم أهداف وتطلعات الوطن والمواطن وتطلعاتهما الحضارية المشروعة، وهي التطلعات التي توشك أن تتلاشى من الذاكرة الوطنية على خلفية الممارسات التي تمارسها الأطراف المعنية بإدارة الخارطة السياسية الوطنية بحيث غدا رئيسُ الجمهورية بشخصه هو الفاعلُ الوحيد في الميدان فيما البقية تركوا مهامهم جانباً وراحوا ينهمكون في المبارزة خارج دائرة الفعل الوطني وهو ما يُعَدّ شكلاً من أشكال الخيانة الوطنية التي لها أكثر من وجهٍ وطريقةٍ وسبيل. . !!

إنَّ الحزبَ الحاكم هنا ومن خلال المشاهد التي يمارسها والطريقة التي يعالج بها القضايا الوطنية لا يقلّ تخلفاً عن بقية شركاء المشهد السياسي وأقصد بهذا (المعارضة) المقسّمة بين شكلين الأول جعل من ثقافة الكيد عنوان وهوية واتخذ قراره الخالد وهو الرفض المطلق والأزلي لكل ما يعتمل على الخارطة من قبل الحزب الحاكم فيما الوجه الآخر من المعارضة يؤمن بكل قادم من الحزب الحاكم وبطريقة تسيءُ للحزب الحاكم إلى درجة كبيرة، والإساءة يتلقاها الحزب الحاكم من المعارضة بشقيه الحلفاء له والمناوئين له فكلاهما بمواقفهما يكيلان كل أشكال الإساءة ويكملان بعضهما في تشويه الحزب الحاكم الذي بدوره قَبِلَ هذه الإساءة ،وهناك في مكوناته من أدمن على هذه الإساءة وراح يسخرها باتجاه مصالحٍ خاصة، الأمر الذي جعل حلقة التآمر توشك على الاكتمال ليصبح الرئيس ونظامه هما المستهدفان فيما أن من يفترض بهم الاصطفاف خلف الرئيس وانجاز برنامجه وأهدافه وهي برنامج الوطن والشعب هؤلاء في مقدمة المتآمرين على النظام من خلال ممارساتهم القاصرة، فالفاسدون في مفاصل السلطة وداخل مكونات الحزب الحاكم لا يختلفون عن أولئك الفاسدين سياسياً في مكونات أحزاب المعارضة وهؤلاء معاً يستمدون من بعضهم شرعية نفوذهم ووجودهم على الخارطة، الأمر الآخر هناك في الحزب الحاكم وداخل أحزاب المعارضة من يستغل كل الظواهر الشاذة بدءاً من تمرد (الحوثي ) وعصابته وصولاً إلى دعاة الانفصال والحراك الجنوبي المزعوم إلى مواقف بعض المفردات الموزَّعة في بلدان العالم المختلفة ومن هناك يطلقون حكاية النضال فئة (خمسة نجوم) وعبر المواقع الإلكترونية يسردون قصص الزيف والدجل؛ هؤلاء مجتمعون يكمِّلون بعضهم ويستمدون شرعيتهم من التكافل القائم بينهم والإسناد المتبادل فالذين في مفاصل السلطة والحزب الحاكم هم أكثر من يقف وراء هؤلاء المرجفين ومدّعي النضال التاريخي ورافعي شعارات النكد والكيد، وبدعم هؤلاء المرجفين في الداخل والخارج يتوهم بعض العاملين في مفاصل السلطة والحزب الحاكم أنه بمواقفهم هذه سوف يتمكنون من البقاء حيث هم وسوف يظل نفوذهم وابتزازهم للنظام والرئيس بطريقةٍ ربما غدت مكشوفة فيما غدت هناك حكاياتٌ كثيرة ومثيرة تتداول في الوسط الشعبي عن كل هذه التصرفات والمواقف التي تعنون مسارنا الوطني بكل أحداثه وتداعياته وظواهره. . !!

ومن أحداث الفتنة والتمرد في بعض مناطق صعدة إلى الحراك الجنوبي ودعاته إلى ظواهر الشّغَبِ والخطف التي تمارسها بعض القبائل بين حين وآخر كل هذه الظواهر يرى المواطن العادي والبسيط أنها ذات علاقة وثيقة ببعض مراكز النفوذ داخل مكونات الحزب الحاكم والنظام وفي هياكل أحزاب المعارضة كما أنَّ لها قواعداً داعمة وحاضنة في الوسط الاجتماعي والوجاهي. . !!

بيد أن الظواهر السلبية التي تبرز لنا بين الفينة والأخرى من رحم محافظة ( أبين ) فقط هذه الظواهر تجعلنا أمام ألف سؤال وسؤال حول دور الشخصيات الاجتماعية في هذه المحافظة ودور المحافظ وأجهزة السلطة المحلية ودور المسئولين في مفاصل السلطة والنظام والحكومة والحزب الحاكم في احتواءِ رموز الظواهر السلبية من أبناء المحافظة، بل هنا حتى المعارضة لها دور في التواصل والفعل على احتواءِ مثل هذه الظواهر ولماذا هذا الانفلات في تأدية الواجب ولماذا لا تقوم قيادات الأحزاب والسلطات المحلية بدورها في كل المحافظات التي تشهد ظواهراً سلبية وممارسات منافية للدستور والقانون ومقلقة للسكينة الاجتماعية. . !!

ثم أين هو الدور السياسي والفكري والثقافي للحزب الحاكم وأحزاب المعارضة في التوعية والتثقيف وكم ندوة ثقافية وسياسية تقوم بها أو قامت بها هذه الفعاليات المحسوبة على الحزب الحاكم وعلى أحزاب المعارضة داخل هذه المحافظات التي يُعاشُ فيها توترٌ مثيرٌ وموجَّه ومقصود، لكن مصادر تغذيته لم تعد مجهولة فلا جريمة من دون "مجرم" ولا ظاهرة سلبية تقوم تلقائية وليس لها صاحب والقضايا الوطنية المثارة وخاصة السلبية منها والمقلقة للسكينة والأمن والاستقرار الوطنيين كل هذه القضايا لم تولد من فراغ ولم تأتِ مجازفة ولا نصدق أن أبطالها المعلنون هم أبطالها الحقيقيون. . !! فهل يعقل أن الفتنة في صعدة مثلا عصية على الحل لهذه الدرجة؟!!

وهل نصدق أن الحراك الجنوبي وتداعياته خطير لدرجة أن كل الرموز الوطنية العاملة داخل مفاصل السلطة ومع الحزب الحاكم والمعارضة والشخصيات الاجتماعية والوجاهية كل هؤلاء لم يتمكنوا من احتواءِ شلةٍ من المرجفين!! ثم وهذا هو الأهم هل نحن حقا نعيش في كنف دولة ذات سيادة وسلطة وقرار وأجهزة أمنية وعسكرية وقضائية تطبّق كل ما يصدر عن المؤسسات السيادية الوطنية ومهمتها تطبيق القرارات وصيانة الدستور والقانون وردع كل عابث مهما كان وأياً كان. . ؟!!

فقط من يجيب على هذه التساؤلات. .

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد