سوء التغذية وأطفالنا..

آثر ذلك على الأسرة والمجتمع اليمني ..شهادات ودراسات دولية

2012-12-21 05:35:35 استطلاع ومتابعة / محي الدين الأصبحي – إبراهيم الغزالي


في الوقت الذي تعاني فيه الشعوب القريبة والجارة من التخمة ويموتون من أمراض السمنة المفرطة، تموت شعوب أخرى من شدة الجوع وسوء التغذية .
في اليمن السعيد الذي أصبح تعيساً على أبنائها في هذا البلد الحبيب، يعاني الكل من سوء التغذية، لكن فئة الطفولة مهددة بالموت وقد ينقرض الجيل بسبب عدم توفر لقمة العيش .


أطفال يموتون جوعاً..
المدير الإقليمي لمنظمة اليونسيف في الشرق الأوسط ـ ماريا كاليفيس ـ في مؤتمرها الصحفي، تؤكد أن ما يحصل لليمن السعيد هو أن 700 ألف طفل يمني تحت سن الخامسة يواجهون سوء التغذية، منهم 500 ألف يواجهون خطر الوفاة بسبب سوء التغذية.

وهذا المنطق المرير أدى بولادة ثورة شعبية مطلع العام 2011 ، لكن هذه الثورة لم تكتمل ، أكتمل بعدها الجوع الزاحف الذي يهدد الطبقة الوسطى ويدخلها في درب الكارثة الغذائية الحقيقة، ويضمها ضمن طابور الرصيف الممدود من الجياع .
وتصنف اليمن حالياً كثاني أعلى دولة في العالم بمعدلات سوء التغذية بعد أفغانستان، ويبلغ عدد سكان اليمن حالياً أكثر من 25 مليون نسمة ، ويمثل عدد الأطفال من إجمالي عدد السكان حوالي27 بالمائة، حسب إحصائيات رسمية يمنية .

حقائق مرعبة..
أكد السيد جيرت كابيليري، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة"اليونسيف " في اليمن في مقابلة معاً شينخوا .. " أنه لا يقل عن267 ألفا طفل دون سن الخامسة من العمر يعانون من سوء التغذية الحاد (الهزال)،وهذا معدل يقترب من المستويات التي نشهدها في أفغانستان والصومال".
أكد كابيليري، بأن العوامل المسببة لأزمة سوء التغذية لدى الأطفال في اليمن تتمثل في عدم توفر العناصر الغذائية اللازمة لنمو الطفل في الطعام ، وندرة المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي الغير ملائم، ونقص أو غياب الخدمات العامة في المناطق الريفية، والأمية لدى الأبوين والأمهات على وجه الخصوص، وضعف الوعي الصحي العام، والمعدلات المنخفضة جداً من الرضاعة الطبيعية الخالصة للأطفال خلال الـ 6 الأشهر الأولى من العمر، إلى جانب الممارسات التقليدية الضارة مثل زواج الأطفال والفقر

حقيقة ملموسة
وبحسب برنامج الغذاء العالمي - في تقرير له نشر مؤخراً- أشار إلى أن أكثر من10 ملايين يمني يواجهون انعدام الأمن الغذائي ما يقارب من 44٪ من عدد سكان اليمن، نصف هؤلاء يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد (يقارب المجاعة) وبعض المحافظات وصل مستوى الجوع فيها إلى 60٪ تقريباً من عدد سكانها، هذه أرقام تمت طبقاً لإحصائيات في ديسمبر 2011 ومن المتوقع الآن أن تكون كل هذه الأرقام قد ارتفعت نتيجة استمرار كل مقومات الأزمة ،كما أن الأرقام التي تتضمنها التقارير الدولية حول الأزمة الإنسانية في اليمن تشير إلى أن ما يقارب من مليون طفل يمني معرضون للموت بسبب الجوع، وعدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية في اليمن أكبر بثلاث مرات من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية في الصومال، ونسبة الوفيات بين الأطفال أقل من 5 سنوات هي واحدة من أعلى المعدلات في العالم، في حين يأتي اليمن الثاني عالمياً كأعلى معدل لسوء التغذية بين الأطفال أقل من 5 سنوات.

الفقر والبطالة..
يمثل أهم عامل مؤثر بقوة على اتساع رقعة البطالة وتفشي الفقر ليطال نسباً كبيرة من أفراد المجتمع اليمني وبالتالي ارتفاع نسبة الجريمة بفعل معدل النمو المتزايد القائم على الزيادة السكانية وهذا بالتأكيد يوفر بفعل البطالة مباشرة الزيادة القتل وأعمال السلب والنهب وعامل مشجع للفساد والجرائم المخلفة بالشرف ،كما أنه يسهم في تفاقم العديد من المشكلات كتزايد ضغوط الطلب على الاحتياجات والخدمات الأساسية وخاصة التعليم والصحة والسكن والغذاء ،وزيادة ضغوط العرض في سوق العمل وارتفاع نسبة الإعالة والبطالة والفقر،هذا الانفجار السكاني يعوق إحداث تغيير ملموس في نوعية الحياة للسكان، فماذا بوسع اليمن الجديد غير استجابة التحدي.
في الأخير ينبغي تفعيل كل السياسات والبرامج التي تم اعتمادها من قبل الحكومة في إصلاح القطاع الصحي وبقية القطاعات الأخرى وهي :إستراتيجية الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، والسياسة السكانية وبرنامج العمل السكاني، وخطط وإصلاح القطاع الصحي، وتنفيذ السياسات الإستراتيجية للتخفيف من الفقر للوصول إلى حلول ناجحة في مواجهة هذه المشكلة ،كما يتوجب على المخططين وصناع القرار إمعان النظر في هذه الجوانب بالذات ومضاعفة الجهود والاستفادة من الوقت وخبرات الغير حتى لانضع أنفسنا فجأة، لأن الزيادة السكانية ليست مشكلة خلفت آثاراً سلبية أجهضت مختلف القطاعات الخدمية وحسب ولكن امتدت آثارها لتأكل الأخضر واليابس وجعلت الناس لا يلمسون آثاراً للتنمية المختلفة .

أطفال بلا مناعة..
.... عبدالعزيز محمد الصبري ـ صحفي وناشط حقوقي : الأسباب التي تؤدي إلى نقص التغذية عند الطفل ـ على حد علمي ـ أول سبب نقص التغذية عند الأم الحامل، إذا يعتبر مجتمعنا اليمني المرأة فيه هي المسؤولة عن كل تدابير المنزل وبهذا تكون المرأة على مدى اليوم مشغولة ولا تهتم برعاية جنينها الموجود في بطنها.
ثانياً: من المعروف أن معظم نساء اليمن يتناولن القات والتدخين أثناء الحمل وهذا أنا أعتقد أنه سبب كافي أن يولد المولود منقوص التغذية.
الحاجة إلى دراسة..
يقول عصام القيسي
سوء التغذية الجسدية مثل سوء التغذية العقلية، كله يسبب الهزال والضعف وانعدام التوازن لكن إلى أي حد، هذا يحتاج إلى دراسات...
نقص تركيز..
سمية الصلوي ـ منسقة مشاريع إعلامية ـ ترى بأن سوء التغذية لدى الأطفال يؤثر بشكل سلبي عليهم وهذا التأثير يستمر إلى ما لانهاية .. تجد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية طريقة نموهم غير طبيعية وهذا الذي يحصل.. الكثير من أطفال اليمن للأسف تلاقيهم نحيلين قصيري القامة وكمان أعمارهم لا تدل على أشكالهم بتاتا .. كما أن سوء التغذية يؤثر على تحصليهم العلمي وقدرتهم على التركيز واستيعاب المعلومات، فإذا أردنا جيل قوياً مثقفاً لابد أن نغذيهم أولاً جسدياً وبعد ذلك معرفياً ..

ومن المسبب بنقص التغذية للطفل هي فترة ما بعد الولادة وخاصة في المناطق الريفية، إذ تكون الأم مجهدة من شدة المخاض ولا وجود للمستشفيات أو المرافق الصحية التي تهتم بالتوليد والاهتمام بالأطفال بعد الولادة وتوفير غذا صحي للطفل ..
وبسبب انعدام التوعية أيضاً: تنشر ظاهرة الفطام المبكر عند الأطفال وقد قال تعالى "والوالدات يرضعن أطفالهن حولين كاملين" وفي اليمن يكون عمر الطفل لا يتجاوز الستة الأشهر وقد فطم
..وهذه الظاهرة منتشرة وبكثرة وأنا ممن حدثت عندهم سوء التغذية أثناء الطفولة وهو بسبب الفطام بعد ستة أشهر من الولادة.
سبب للعدوانية..

الإعلامي ـ فياض النعمان ـ أكد بأن سوء التغذية لدى الأطفال يؤدي إلى تقليل معدلات الذكاء لديهم وزرع العدوانية في السلوك الاجتماعي لديهم ويتسبب بآثار مباشرة على السلوك النفسي والاجتماعي للطفل .
كما أن سوء التغذية يلعب دورا سلبياً كبيراً في امتناع الأسر من إلحاق الذكور والفتيات بالتعليم يوثر على مستواهم التعليمي والذي بدوره يؤثر بطريقة مباشرة أيضاً على عجلة التنمية .
واهتمام الدول النامية بهذه المشكلة ومكافحتها من خلال المنظمات المحلية المتخصصة أو الدولية التي تعمل على اجتثاثه من معوقات الدول الفقيرة، قد يخلق مشاريع مستدامة وتحريك عجلة التنمية ورقي التعليم وازدهارها ورسم مستقبل أفضل لها ولأطفالها وشبابها على المدى الطويل .

هذه الظاهرة منتشرة وبكثرة وأنا ممن حدثت عندهم سوء التغذية أثناء الطفولة وهو بسبب الفطام بعد ستة أشهر من الولادة
ومن وجهة نظري أعتقد أن نقص التغذية عند الأطفال له تأثير كبير في المجتمع، حيث تكون عملية النمو عند الأطفال هزيلة وانعدام الوعي وقلة الذكاء والكثير من المؤثرات التي تعمل على تربية جيل لا يصلح لأي شيء..

تأثير الأزمة..

سارة عبده ـ رئيس قسم الدراسات والتطوير بإدارة التسويق الهيئة العامة للبريد ـ أوضحت بأن أطفال اليمن يعانون من سوء التغذية، حيث أن سوء التغذية في اليمن وخاصة للأطفال يعد أحد أعلى معدلات سوء التغذية في العالم. فواحد من كل ثمانية أطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات يواجه مخاطر الموت من أمراض الطفولة الشائعة بسبب سوء التغذية، وأكثر من نصف الأطفال دون سن الخامسة يعانون من تأخر النموّ أو توقفه. وواحد من كل عشرة أطفال لا يصل سن خمس سنوات. في الماضي كانت المشاكل الاقتصادية تعد سبباً وحيداً ولكن الآن ساهمت الصراعات التي يشهدها اليمن على مدى العامين الماضيين في أزمة إنسانية حادة وعقدت الوضع الصحي للأطفال.
الآثار النفسية من مبدأ التخصص..

الدكتور / عبد الخالق خميس- نائب مدير مركز الإرشاد التربوي والنفسي وأستاذ مساعد بجامعة صنعاء يعتبر عامل سوء التغذية من العوامل الهامة في عمليات النمو النفسية والجسمية والعقلية الأكاديمية ، لذلك، فإن الاهتمام بهذا العامل منذ بداية الحمل ومراحل الولادة والطفولة إلى المراهقة والتي هي من أهم المراحل حيث تأتي مرحلة الحمل لكي تأخذ هذه المرحلة الاهتمام لدى الطرفين بدءا بالأم وانعكاس أهمية التغذية على الجنين ، حيث الجنين داخل الرحم محتاج للنمو السليم ، فإذا حصلت الأم على الغذاء المناسب والمتكامل لكي يتغذى الجنين بصورة سليمة تساعده على اكتمال فترات نمو ولمختلف أعضاءه بالشكل السليم، ساعد ذلك في إيجاد طفل سليم يتمتع بصحة نفسية وعقلية وجسمية سليمة .
أما الأم فهي أيضاً مصدر التغذية للجنين، فإذا اتبعت نظاماً غذائياً متكاملاً فيه من اليود والكالسيوم والفيتامينات والبروتينات وغريها من المواد الأساسية للجسم ساعد ذلك على أن تكون في حالة صحية جيدة بعيدة عن الانفعالات والأمراض المختلفة، لأن ذلك سيعكس سلباً على النمو السليم للطفل مما يؤدي لظهور الكثير من الأمراض النفسية والعقلية والتخلف العقلي وغيرها من الأمراض، لأن بعض الأمراض ناتجة عن نقص مواد معينة ، لذلك سيؤثر ذلك على أي مرحلة من مراحل العمر لدى الشخص وقد تظهر أعراض أمراض عضوية مختلفة، أي لها علاقة مباشرة بخلل في المخ والجهاز العصبي وهذا بدوره يؤدي إلى ظهور أمراض عقلية خطيرة جداً مستقبلاً على حياة الشخص وهذا سينعكس أيضاً على حياة الأسرة والمجتمع وتنشئة جيل يعاني من الأمراض والعاهات الدائمة ، مما يؤدي إلى التأثير على المستوى الاقتصادي والعلمي والثقافي للمجتمع بشكل عام وسيتيح ذلك على المستوى المادي للشخص والمجتمع، لأنه يحتاج هذا الشخص إلى مواد مادية للعلاج أو غير ذلك وستقل حاجته لخدمة المجتمع وإذا انتشرت مثل هذه الانعكاسات ستؤثر كثيراً على مستقبل البلد ونموه وتطوره وعلى الشخص نفسه بصفة خاصة .

دعوات استنفار


كما دعا مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير ـ جمال عبد الله السلال ـ المجتمع الدولي إلى ضرورة تقديم الدعم اللازم لليمن من أجل التغلب على الكارثة الإنسانية هناك والمتمثلة في وجود أكثر من 12 مليون يمني يعانون مشكلة إنعدام الأمن الغذائي منهم مليون طفل يواجهون خطر الموت، بالإضافة إلى مشكلة في انعدام وجود المياه النظيفة، ما أدى إلى تفشي عدد من الأمراض والأوبئة كالملاريا وحمى الضنك، إضافة إلى ارتفاع مستويات الفقر والبطالة بشكل مخيف .

وطالب السلال ـ خلال كلمته التي ألقاها في اجتماع دول منظمة التعاون الإسلامي بنيويورك قبل أيام المجتمع الدولي بضرورة المساهمة في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2013 للمساعدة في المضي قدماً بالعملية السياسية.
وأكد السلال استعداد بلاده التام للعمل مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية “الاوتشا” وبقية مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في اليمن لحشد الدعم اللازم لليمن.
دراسات تؤكد
وأكدت دراسات استقصائية أجريت في محافظات حجة والحديدة، عن وجود 30-40 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية ، ويعاني 43 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة من نقص الوزن على المستوى الوطني، ، وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 967000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، وأشارت إلى أن معدلات سوء التغذية الحاد في مناطق معينة من البلاد تتجاوز نسبة 30 في المائة، وهو ضعف مستوى حالات الطوارئ.
مظاهر سوء التغذية التي تفشت في الآونة الأخيرة في عدد من المحافظات التي يرتفع فيها أعداد الفقراء كانت متوقعة منذ سنوات، فالكثير من المنظمات الدولية التي لامست أوضاع الشرائح الفقيرة على أساس إنساني حذرت منذ العام 2008م ولكن تحذيراتها قوبلت بتجاهل السلطات اليمنية حينها ، فتكررت التحذيرات عشرات المرات ولكن تم التعامل معها من منظور مادي لا إنساني، فقد وظفت تلك التقارير لجلب المزيد من المساعدات المالية، دون أدنى اعتبار لمخاطر تفشي الظاهرة على النمو والتنمية .
32% من الأطفال مصابون
فبينما تتحدث التقارير المؤكدة عن ارتفاع عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد إلى 267 ألف طفل دون سن الخامسة من أصل مليون طفل يعانون من سوء لتغذية ، تشير وكالات الإغاثة الدولية, إلى أن قرابة نصف سكان اليمن - 25 مليون نسمة - يعاونون من سوء التغذية الحادة وهم اليوم يتضورون جوعًا، ودقت وكالات الإغاثة ناقوس الخطر خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب الأزمة الغذائية في اليمن.
وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن المنظمات الأممية تحتاج إلى 590 مليون دولار؛ لكي تتمكن من تلبية الاحتياجات الإنسانية الحالية في اليمن, غير أنها لم تتلق حتى اليوم سوى النصف تقريبًا, وفقًا لتقرير المبادرة.
وتعيد منظمة اليونيسيف تفشي سوء التغذية في اليمن لأكثر من مليون طفل إلى مضغ القات الذي يلعب دوراً مهيمناً في الحياة اليومية في اليمن أحد أسباب سوء تغذية الأطفال الذي يفقد الشهية لدى الأطفال والأمهات الحوامل، كما يحرم إدمان اليمنيين للقات من الغذاء من جميع الجوانب.
واعتبرت المنظمة إصابة مليون طفل يمني بسوء التغذية الحاد أمراً خطيراً يهدد اليمن بكارثة إنسانية حقيقية ، في ظل اتساع تفشي الخطر إلى أكثر من منطقة، حيث قدرت عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية بنسبة 32% في بعض مناطق البلاد، وصنفت الوضع الصحي لأطفال اليمن بالخطير.
حالة تعافي من سوء التغذية الحاد
في يوليو الماضي أعلن عن تمائل الطفل عدي، البالغ من العمر 4 سنوات و10 أشهر، والذي يبلغ وزنه 10 كيلوغرامات فقط، للشفاء من سوء التغذية الحاد، وحظى إعلان تماثله للشفاء بصدى إعلامي محلي وإقليمي ودولي كبير ، إلا إن الرعاية الطبية التي حضى بها عدي في مستشفي السبعين بصنعاء لم يحضى بها مئات الآلاف من المصابين بسوء لتغذية في مختلف المحافظات

 . استجابة صحية منعدمة
إنحسار القدرات الصحية في اليمن على مواجهة الظاهرة زاد قلق المنظمات الدولية، فاليمن لتي يتجاوز جمالي سكانه الـ 26 مليون نسمة حسب التقديرات الأولية يبلغ عدد المستشفيات لكل عشرة ألف نسمة من السكان 0.1% وعدد المراكز ولوحدات الصحية لكل عشرة ألف نسمة من السكان وحدتين صحيتين فقط ، بل إن إحصائية صادرة عن وزارة الصحة عام 2010 م تشير إلى إن 3 أطباء لكل عشرة الفت سمة من السكان بالإضافة إلى تركز معظم الأطباء بنسبة 70% في المناطق الحضرية .
ولذلك فان وضعاً صحياً متهالك لن يستطيع مواجهة تفشي الظاهرة على المدى القصير والمتوسط ، حيث كشف عشرات الحالات المصابة بسوء التغذية التي تم نقلها إلى المستشفيات بحثاً عن دواء افتقار اليمن الشديد لأطباء متخصصين في معالجة سوء التغذية ،

شهادة دولية ومشكلة مركبة ..
وحسب منظمة اليونيسيف فان القليل من المستشفيات اليمنية تعالج حالات سوء التغذية ، بالإضافة إلى أن أكثر المواطنين اليمنيين غير واعيين بالمعنى الحقيقي لسوء التغذية وما ينجم عنه من أمراض خطيرة تهدد حياة أطفالهم.
بالإضافة إلى تأكيد اختصاصي التغذية بان الرضاعة الطبيعية ضرورية للصحة إن تحسين ممارسات تغذية الطفل هو جزء لا يتجزأ من التدخلات التغذوية للأطفال المصابين بسوء التغذية .
مشكلة مركبة
يشير سوء التغذية إلى الاستهلاك غير الكافي، أو الزائدِ أو غير المتوازنِ من المواد أو المكونات الغذائية ، والتي تسفر عن ظهور بعض من اضطرابات التغذية المختلفة، اعتماداً على أيٍّ من تلك المكونات الغذائية هو من يمثل عنصر الزيادة أو النقصان في الوجبة الغذائية.
وما تعانيه اليمن مشكلة مركبة تتمثل بانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية حيث ساهمت تلك المشكلة بتصنيف اليمن من ضمن العشر الدول الأسوأ عالمياً في معدلات انعدام الأمن الغذائي، وفي المرتبة الثالثة عالمياً في سوء التغذية، فنحو (58%) من الأطفال تحت سن الخامسة يعانون حالة التقزم، و(13,2%) من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد ومصابون بالهزال.
الجدير بالإشارة إلى إن اليمن شهدت على مدي 100 عام مجاعتين الأولى كانت في ثلاثينات القرن الماضي ولكنها كانت نتيجة القحط وتراجع إنتاج الحبوب فلجأ الناس إلى أكل الشجر وبحث المزارعين عن الحبوب في أعشاش الحمام في الجبال ، ولكن الجوع اليوم ليس سوى نتيجة لاستهلاك منتجات ومواد استهلاكية غير مجدية غذائياً .




المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد