وصفوا الانتخابات القادمة بالعبث و تمنوا تعليق حذاء الزيدي على عتبة منازلهم .. عمال الحراج بتعز : عندما يصبح فنجان الشاي زادهم اليومي و أضحية العيد فرخة تتقاسمها أسرتان فيما بينهما

2008-12-21 04:25:40

استطلاع / رياض الأديب

من الوهلة الأولى تدرك أن ثمة قاسم مشترك بينكما مجرد ما تلتقي عيونكما مع بعضهما، برهة من الزمن كافية لتدرك مغزى تلك العيون المتجه نحوك و بريق الأمل ينشدها لتعلق فيك بغية أن تنطق لسانك ( عامل بناء) لتجد العشرات و ربما المئات منهم حولك كل يريد الفوز بما يجود عليهم رب العباد من رزق على يديك. . .

عمال الحراج في تعز أناس شتى احتشدوا من مناطق مختلفة و أغلبهم من محافظة تعز ليس لهم من هم إلا إطعام أسرهم من جوع، التحفوا السماء و افترشوا جولة حوض الأشراف كل ينتظر يومه و رزقه الموعود بفارغ الصبر، أدخنة السيارات زادهم اليومي و ابتسامتهم تخفي خلفها ألف حكاية مؤلمة و قصة مفزعة و مع ذلك يبتسمون. . ، الوطن يعز عليهم و المشاركة في الانتخابات القادمة ضرب من المستحيل في ظل وضع أعجز الواحد منهم عن توفير قيمة كيلو من الدقيق في كثير من الأحيان. .

"أخبار اليوم" اقتربت من هؤلاء الناس في محاولة منها لتلمس همومهم عن قرب و خرجت بالتالي :

ليس لدينا جمعية تتبنى مهنتنا

خالد ياسين الأصحبي رجل في عقده الأربعين رب أسرة و أب لعشرة أبناء احترف مهنة تبليط المنازل منذ عقود خلت و سعيد في مهنته إلا أن الأوضاع الاقتصادية الراهنة تؤرقه في معظم الأوقات علاوة عن فترة ما بعد العيد حيث انكمش العمل على آخره و كأنه في أجازة طويلة المدى. .

يرى الأصبحي أن دخله الشهري متقطع فهو تارة يفي بالغرض و أخرى لم يوفر قيمة كيس دقيق حد تعبيره، يضيف أن الوضع المعيشي لأسرته دفع بأحد أولاده إلى التعليم الموازي بغية النفقة على تعليمه فهو يجد في الصباح و يدرس في المساء و يتمنى على ولده أن يكمل تعليمه و يفتح الله عليه بوظيفة محترمة تريحه في حياته. للأصبحي منزل في تعز مكون من غرفتين ورثه عن والده و يتمنى أن تكون هناك جمعية تهتم بحقوقهم و تدافع عنهم أو بقانون ينظم عملهم بدل استغلالهم في كثير من الأحيان من قبل أرباب العمل غير أنه يردف أن تحقيق ذات الأمر يعد صعبا في ظل تزايد العاملين و قلة فرص العمل فلم يبق أمامه إلا أن يتمنى على الحكومة توفير فرص استثمارية في البلاد الأمر الذي سيحل الكثير من مشاكلهم المعقدة.

حلمي أن أصبح محاسباً مرموقاً

محمد خالد الأصبحي شاب يبلغ 22 عاماً لبى نداء والده و أتى ليروي حلمه " لأخبار اليوم " في أن يصبح في ذات يوم محاسباً في إحدى الشركات العملاقة أو موظفاً في الحكومة كونه تخصصه المحاسبة في الكلية التي يدرس فيها، محمد كوالده يقبع في الجولة منذ عدة أيام في انتظار فرصة عمل دخله الشهري يقترب من 20 ألف ريال ولا يتجاوز 40 ألف ريال إن كان الشهر مبارك حد وصفه. و بما أن الشاب ورث المهنة عن والده إلا أنه يأمل من الحكومة أن توفر له فرصة عمل أفضل عندما يكمل تعليمه.

بنى السعودية و عيد بنص فرخة

عبدالله محمد العمري رجل أكل الدهر محاسنه و أتت الأيام على قوته لذا يجد أن حصته في الحصول على عمل تكون ضئيلة مقارنة بالآخرين، الرجل في عقده السادس و يعمل في البناء و الرنج يقسم بالله العظيم و هو يلوح بفنجان لشاي أحمر في يده أنه زاده منذ الصباح الباكر و سيستمر عليه إذ لم يجد شيئاً من رزق لإسكات قرقرة أمعائه. . .

العمري يعاني من كسر في إحدى رجليه و يفتخر أنه ظل يبني السعودية لأكثر من عقدين و نصف من الزمن غير أنه لم يكن يتوقع غدر الأيام التي رمت به إلى أحضان الرصيف المؤلم، يوضح العمري أنه عائل ل 12 فرداً من الأبناء و يجد صعوبة في إطعامهم في الوقت الحالي ليحلف اليمين المغلظة أن أضحية العيد لم تكن سوى فرخة تشارك فيها مع أحد جيرانه زد على ذلك أيجار البيت الذي أثقل كاهلة، يتحامل الرجل بشدة على صندوق الضمان الاجتماعي الذي لم يهتم لحالتهم في حين وصل سعر بيع بطائقه ل 100 ألف ريال لبعض الأسر و أغلبهم من الميسورة حد تعبيره.

لا شفاعة في حجم الروتي

و بما أن الرجل يرى أن المشاركة في الانتخابات ضرب من المستحيل بالنسبة له فإنه يتمنى على الحكومة أن تخفض سعر الكيلو الدقيق الذي بات يتحصل عليه بشق الأنفس. و يضيف أن التراجع الطفيف الذي شوهد في أسعار الدقيق مؤخرا لم يشفع لهم عند أصحاب الأفران في تحسين حجم قطعة الروتي ليختم حديثه حسبي الله و نعم الوكيل.

رزقي يا رب يا كريم

منصور على قائد 25 عاما و هو يزاول مهنة البناء و التبليط غير أنه يرى أن الأوضاع الحالية هي أصعب ما رأت عينه، يردف الرجل البالغ من العمر 52 عاما أن رزقه كل يوم على باب الكريم يوم مضحك و آخر مبكي و يشارك العمري في انتقاده المجالس المحلية بعدم الاهتمام بحالتهم و صرف بطائق الضمان الاجتماعي لهم، يضيف قائد أنه غير متشجع للانتخابات القادمة و يتمنى على الدولة أن تنفق أموال الانتخابات في مشاريع خيرية تسهل عليهم إيجاد فرص عمل من شأنه توفير لقمة عيش كريمة له و لأفراد أسرته.

لا انتخابات و البطن جائعة

قاسم عيده و علي محمد و محمد صالح البعداني جميعهم يتساءلون كيف يذهبون إلى صناديق الاقتراع و بطونهم جائعة و بما أن جميعهم لا يعيرون السياسة أدنى اهتمام قدر إهتمامهم بأن يحظوا بفرصة عمل إلا أن الكل يستهجن موقف الحكام العرب مما يجري في فلسطين و فيما هم يمجدون صمود أبناء غزة، حيا الجميع موقف الصحفي منتظر الزيدي مما فعله حذاؤه بوجه بوش ليتمنى آخرون بينهم العمري أن يشرف منزله بحذاء منتظر الذي سيخصص له أفضل مكان لتعليقه فيه.

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد