أدى تجدد المواجهات المسلحة القبلية في منطقة الأمرور بمحافظة حجة منذ صباح أمس إلى مقتل المواطن " محمد علي عبده القاعدي" بقرية المزعالة، في ظل تعنت الطرفين للإذعان لكافة الوساطات القبلية والقبلية الرسمية التي تدخلت خلال الفترة الماضية.
وقال الشيخ ناصر جهلان – أحد وجهاء الأمرور – في تصريح لـ"أخبار اليوم"، بأن المواجهات عادت بقوة، في ظل غياب كامل للأجهزة الأمنية أو الدولة بشكل عام التي – قال جهلان- بأنه بات من الضروري أن تقوم بواجبها في فض النزاع وإيقاف هذا التعنت من الطرفين والذي للأسف الشديد يزيد في أعداد القتلى والجرحى ومزيد من التوتر الأمني في المنطقة الذي بدوره يعيق ممارسة الناس لحياتهم الطبيعية الآمنة.
وأضاف جهلان بأن تفائلاً كبيراً ساد بين الأهالي خلال الأسبوع المنصرم، عندما بدأت الحياة تعود إلى شبه ما كانت عليه سابقاً، من خلال جلبهم للمياه من الوادي وإدخال احتياجاتهم إلى منازلهم دون أي نقاط مسلحة أو أي تقطع من الطرفين، لتعود فجأة الأوضاع إلى الأسوأ، معبراً عن استياءه من الأوضاع التي تعيشها المنطقة عموماً من عدم استقرار في مختلف الجوانب.
ويفرض مسلحون قبليون حصاراً خانقاً على قرية المزعالة بشاهل حجة منذ أربعة أشهر من قبل ؛ حيث نتج عن هذا الحصار مقتل وإصابة العشرات أغلبهم من النساء والأطفال إجراءات يتخذها المحافظ رغم أوامر وزارة الداخلية والنائب العام له بتكليف حملة أمنية لفك الحصار.
وقتل القاعدي ظهر أمس برصاص مسلحين أثناء مباشرة القرية المحاصرة بوابل من الرصاص وبأسلحة مختلفة، حيث أصيب بطلقة رشاش معدل اخترقت ظهره وظل ينزف تحت الحصار حتى مات ولم يتمكن الأهالي من إسعافه نظراً لكثافة الرصاص ولطبيعة الحصار المفروض.
ويقول أهالي القرية المحاصرة إن محافظ حجة علي بن علي القيسي اكتفى بالصمت نتيجة للدعم القبلي الذي تتلقاه العصابات المسلحة بالمال والسلاح تحاشياً لنفوذ تلك المجاميع القبلية بالمحافظة.
وتشهد منطقة الأمرور التابعة لمديرية الشاهل منذ أكثر من أربعة أشهر في خلاف على أرض سبق وأن تم الترافع لدى المحاكمة على مدى عشر سنوات تقريباً، لتظهر المواجهات المسلحة مؤخراً بين الطرفين في ظل صمت من أجهزة الأمن إزاء ما يجري من قتل للحياة بشكل عام، أبرزها مقتل العشرات وجرح أمثالهم معظمهم من الأطفال والنساء...
واغلقت عزلة الأمرور في مديرية الشاهل كل مدارسها نتيجة توسع اعتداء العصابات على العزلة بعد أن كان محصوراً في محاصرة قرية المزعالة.
ويتساءل أبناء حجة هل ستظل قضية المزعالة بمنطقة الأمرور عصية على الدولة وأجهزتها الأمنية والمدينة المختلفة، أم أن هناك تواطؤاً من قيادة المحافظة لتمرير مخططات أطراف أخرى سبق أن رفضها أبناء المنطقة لتكون المواجهات المسلحة كعقاب لأبناء الأمرور إزاء هذا الرفض.
ويناشد الأهالي رئيس الجمهورية ووزير الداخلية بسرعة فك الحصار عنهم والقبض على العصابات المسلحة التي تمارس بحقهم جرائم وحشية على مرأى ومسمع من الجهات الأمنية في المديرية والمحافظة ومن المحافظ القيسي.
