جبالها ووديانها وكل شبرٍ فيها گان مسرحًا للمواجهة ..رازح تنعم بالأمن والاستقرار بعد تطهير العمالقـــة لها مــــــــــــــن العصابة الإرهابية

2007-06-30 23:06:00


أخبار اليوم/صعدة/ صفوان الفائشي

في الوقت الذي كان يتم فيه الاعداد للتوصل إلى حلول من شأنها إيقاف المواجهات بين المتمردين وقوات الجيش في محافظة صعدة، نظمت وزارة الداخلية والدفاع ومعهما الإعلام رحلة استطلاعية لوفد من الإعلاميين صوب مديرية رازح احدى المديريات الواقعة أقصى غرب محافظة صعدة، ويقدر سكانها ب«70» ألف نسمة تقريباً، وهي ثاني مديرية في الكثافة السكانية بحسب البرلماني عبدالكريم جدبان أحد مؤسسي التنظيم المشبوه ونواة التمرد المسمى بالشباب المؤمن!رحلة الموكب الإعلامي لم تكن بالرحلة التنزهية أو السياسية كما قد يظن البعض، بل كانت أشبه بمهمة خاصة وذلك للطريق شديدة الوعورة التي قطعها الباصان اللذان كانا يقلان الإعلاميين تجاه رازح تلك المديرية التي كانت مسرح المواجهات بين المتمردين وقوات الجيش من وادٍ إلى آخر ومن قمة إلى أخرى بحسب العقيد حفظ الله السدمي، لتتحول تلك السلسلة الجبلية الممتدة من الحشو وحتى مركز المديرية كما انها تحيط بكامل مديرية رازح، إلى خطوط نارية قلما تهدأ من أصوات زخات الذخيرة المتبادلة بين الطرفين. .

وقد لاحظنا وعلى امتداد الطريق المعبد الذي يمر وسط المديرية بطول «20كم» تقريباً وجود نقاط وتكتلات لأفراد من قوات الجيش بدت عليهم درجة الجاهزية والاستعداد لأي جديد أو طارئ واضحة وجلية وفي الوقت الذي كانت فيه جموع المواطنين افراداً وجماعات تلوح بأكفها في اشارة منها إلى الترحيب بقدوم الوفد الإعلامي شعوراً منها بمسؤولية الطمأنة والتأمين لكل غريب ووافد إلى المديرية خصوصاً وقد كان بعض المواطنين يقف جنباً إلى جنب مع افراد الجيش وتعلو وجه الاثنين ابتسامة تعبر عن معاناة المدني والعسكري من عصابة التمرد والتخريب وان اختلف الزي الذي يلبسه كل منهما فذاك في قريته وبين أهله مسرور مع قليل من التوجس خشية عودة المتمردين، ويؤكد هذا النائب جدبان حيث افاد ان المديريات بما فيها رازح خضعت لحصار شديد من قبل جماعة الإرهاب الحوثية، وأكد للصحفيين ان اهالي رازح استبشروا وفرحوا بقدوم قوات العمالقة.

وتوضح حجم المعاناة آثار الخراب والطلقات النارية التي بدت على الجدران واسوار المراكز الحكومية ودكاكين البيع، كما ان بقية آثار مجنزرات الدبابات على الطريق الاسفلتي الذي عانى سائق الباص منه كثيراً لتقطعه، على شراسة المعارك التي دارت بين الإرهابيين والعمالقة.

* الشرارة الأولى

بمجرد ولوج الباصات منطقة الملاحيظ على حدود رازح والسير باتجاه مديرية شدى بدأ الإعلاميون بفتح مسجلاتهم وكاميراتهم ليبدأ تنفيذ المهمة، حيث قام العميد حفظ الله السدمي- من قوات العمالقة -باطلاع الصحافيين على بعض المناطق بهدف رسم حدود المعركة جغرافياً، ومن ثم تحدث إليهم موضحاً الشرارة الأولى لانطلاق المعركة التي خاضتها قوات العمالقة في 2007/5/1م استطاعت خلالها السيطرة على جبل حزة وجبل القايم، وامتدت المعركة باتجاه عقبة بسباس منذرة بتقهقر المتمردين وانكفائهم، حيث ادى توالي العمليات العسكرية هناك إلى تصفية المتمردين عن العقبة وتطهيرها تماماً من آثارهم عقب اشتباكات عنيفة ومواجهات دامية، ومع ان الإرهابيين لم يتركوا وسيلة اجرامية إلا واتخذوها من حفر الأنفاق التي يصل طولها -بحسب العميد محمد ناصر محمد -إلى «15» متراً، وعربات المياه التي يذكر العميد السدمي ان العناصر الإرهابية استخدمتها لتكون أوكاراً لتنفيذ هجماتها في البداية، وبعدها قامت بتفخيخها بالالغام والاشراك الخداعية.

وقد استطاعت وحدات المهندسين من لواء العمالقة وفي وقت مبكر نزع وتفكيك كل تلك الالغام والمتفجرات قبل ان يقع المواطنون ضحاياها أو افراد الجيش، ويشير العميد السدمي إلى انه وفي 10/5/2007م انتهت المعركة الأولى باحراز وحدات العمالقة تقدماً واضحاً على الأرض لتبدأ المعركة الثانية من منطقة «بركان» والتي تقابلها قمة تسمى «الحجلة» وقد كانت بركاناً حقيقاً انفجر بالإرهابيين رغم كل التحصينات التي اتخذوها من استغلال طبيعة الأرض من مزارع القات والموز ولبسهم ملابس من نفس طبيعة الأرض بهدف التخفي، كما استخدموا منازل المواطنين كثكنات يمارسون هجومهم منها، كما انهم استخدموا المواطنين بما فيهم الأسر كدروع بشرية، إضافة إلى انهم عمدوا إلى توزيع أعدادهم إلى مجموعات قتالية في الأمام تتولى مهمة الهجوم والدفاع ومجموعات أخرى في الخلف تقوم بمهمة التصفية لكل من يحاول الارتداد أو التراجع يكون مصيره القتل- بحسب السدمي- إذ لاقت وحدات الجيش أثناء المعركة عناصر ممن تم أسرهم قال انها أجبرت على قتال الجيش وقد بدا الخوف والاضطراب عليهم خشية قتلهم من قبل المتمردين.

* الخنادق والمتاريس والألغام

ويذكر السدمي ان العناصر الإرهابية اتخذت اساليب قتالية غير معهودة من المواطن اليمني الذي عرف عنه اسلوب المواجهة في التقال، لكن العناصر الإرهابية عمدت إلى حفر الخنادق والاختباء خلف المتاريس واستخدام الاسلاك في التفجيرات وكذلك الألغام وغيرها من التكتيكات التي -بحسب السدمي- لم تستخدم إلا من قبل عناصر وميليشيات مدربة مما يوكد ان المتمردين تلقوا دعماً وسنداً خارجياً.

* النظير آخر معاقل المتمردين

وأشار العميد السدمي إلى ان منطقة النظير والتي تعد المدينة الرئىسية في مديرية رازح كانت آخر معاقل المتمردين حيث كانوا قد اتخذوا من منزل أحد الشخصيات الاجتماعية- بعد سيطرتهم عليه بالقوة -منطلقاً لهجماتهم ضد قوات الأمن والجيش، إلا ان قوات الجيش تمكنت في 2007/5/23م من بسط كامل سيطرتها على هذه المدينة مسقطة كل التحصينات التي اتخذها المتمردون ليأتي يوم 2007/6/9م معلناً بأن مديرية رازح وما جاورها من القرى والوديان كوادي مشرقة والخشوش ووادي الطافة وغيرها مناطق آمنة وخالية من فيروس الحوثي وداء التمرد، وبهذا تكون وحدات الجيش من قوات العمالقة قد انقذت الاسر النازحة من معاناة النزوح والضيم لتعود إلى منازلها آمنة وتعود السكينة إلى ديار المواطنين ومحالهم التجارية. . . الخ، وهذا ما قاله العقيد السدمي، نافياً ان يكون هناك أي نازح بل ان الجميع عادوا إلى منازلهم لأن النزوح كان إلى مناطق قريبة وفور تطهير العمالقة للشرذمة عاد الناس إلى قراهم.

* نسف وتدمير المنشآت الحكومية

وبعد وصولنا المحطة الأخيرة بالنسبة لمهمتنا الإعلامية مركز مديرية رازح، التقينا بأمين عام المجلس المحلي بمديرية رازح ضيف سليمان شاعر، وأثناء قيامنا بمعاينة الدمار الذي خلفه المتمردون بالمنشآت الحكومية كالمجمع الحكومي في المديرية الذي بلغت تكلفة بنائه «162» مليون ريال ولم تستلمه الحكومة من المقاول بعد لكنه دُمّر بالكامل، كما تظهر آثار الطلقات والحرائق على جدران المحكمة ومديرية الامن العام وسكن مدير المديرية ومدرسة واحدة إلا أنها لم تسلم من استهداف المتمردين، حيث يفيد ضيف سليمان ان كل من كان يحمل حقداً على الدولة ومؤسساتها أو يوجد بينه وبين أحد الشخصيات الحكومية عداء أو كان متذمراً من الوضع كان يسارع بالانضمام إلى عصابة التمرد الحوثية ولهذا انتج ذلك الحقد دماراً هائلاً لحق بالمؤسسات والمنشآت الحكومية في رازح، ويضيف سليمان: بعض هؤلاء كان خريج سجون أو حكم عليه بالسجن «5» أو «3» سنوات بسبب المخدرات فكانت ردة فعله انضمامه إلى الشرذمة.

وعن الأسلحة التي تم استخدامها في نسف وتدمير تلك المنشآت يوضح سليمان انهم كانوا يستخدمون غاز الفريون الذي يستخدم في الثلاجات ومن ثم يقومون بفتح اسطوانات الغاز وغيرها ويعيدون تعبئتها بالاكسجين ويضعون في فوهتها كالشمعة ومن ثم يقومون باشعال هذا الجزء فيؤدي إلى انفجار هائل بل ادى في بعض الأوقات - بحسب سليمان- إلى ان يرتفع سطح المبنى المستهدف متراً كاملاً.

* إنزال الأعلام الوطنية عن المباني الحكومية

ويشر -سليمان- إلى ان المتمردين كانوا يصلون إلى أي مبنى مرفوع على سطحه العلم يقومون بانزاله وحرقه.

* لا تعاطف من أحد

ويؤكد سليمان ان البعض من المواطنين كانوا في البداية يبدون تعاطفهم مع المتمردين على أساس ان لهم مطالب شرعية بهدف الحفاظ على حقوقهم، لكن وبعد ان رأى المواطنون اجرامهم وان ليس لهم صلة بالإسلام اصبحوا يكنون لهم عداءً ليس بالعادي والدليل تفاخر المواطنين بكونهم احد ركائز التقدم والنجاح على الارض الذي احرزته قوات الجيش لكن بعض المواطنين كان يبدي قلقاً واضحاً من عودة الحوثيين إلى منازلهم دون محاكمة وأخذ ضمانات أكيدة بعدم استهداف المواطنين.

نعو إلى -سليمان- لسماع حديثه بشأن الأسباب التي ادت إلى اطالة أمد المواجهة مع المتمردين والذي يشير إلى ان السبب في ذلك امتلاكهم صواريخ كتف ورشاشات وبوازيك ومعدلات ثقيلة وغيرها من الاسلحة المتوسطة والثقيلة، إضافة إلى انهم مارسوا نشر الشائعات على نطاق واسع وهو ما جعل المواطنين يخافون قبل مجيء قوات الجيش.

* الحوثي حاول كسب الناس بادعائه الزيدية

ويضيف- سليمان- ان الحوثي حاول كسب الناس بالتضليل بأن ما يجري انما هو استهداف للزيدية، لكن سليمان يقول للحوثي: الزيدية بريئة منه، واعمال عصابته الإرهابية لا يقوم بها مسلم؛ من ترويع المواطنين واجبارهم على خوض قتال ضد الجيش والسطو على منازلهم وممتلكاتهم، وليس هناك حتى ولو نقطة التقاء واحدة بالفكر مع المتمردين.

ويختتم سليمان ملفتاً انتباه من سأله من الصحفيين عن نوعية العملة النقدية التي كان يتداولها المتمردون، حيث قال ومن خلال احتكاكه بهم :لم أعلم في يوم ما ان لديهم ريالاً يمنياً وانما كانت كل فلوسهم سعودية وبمبالغ كبيرة.

ويرجع سليمان ذلك إلى دعم ومساندة كل الحوزات الشيعية في مختلف الدول العربية بما فيها إيران.

* شعار في باطنه الباطل

وعن الشعار الذي كانوا يرفعونه، قال سليمان: الشعار «الموت لأميركا- وإسرائيل» وفي الحقيقة هم يسعون للوصول إلى الحكم كما ان هدفهم الحقيقي هو ضرب البنية التحتية لمحافظة صعدة وارهاق اقتصاد الجمهورية اليمنية ليس إلا.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد