في المخادر.. ممارسات المشائخ وفساد المسؤلين وراء معانة أبناء المديرية

2008-12-22 03:56:10

استطلاع/عبدالوارث النجري

ما إن يصل الزائر إلى منطقة الدليل حتى تظهر الصورة واضحة عن حال مديرية المخادر من الفوضى والعشوائية والمخالفات وانتشار العصابات وقطاع الطرق وازدحام حركة السير وغيرها، حتى أن القادم إلى المنطقة يظن بأن هذا المركز التجاري الوحيد لمديرية المخادر مرتع خصب للفوضى وملاذ آمن لأصحاب السوابق من السرق والمجرمين. .

وتعد مديرية المخادر من المديريات التي تشتهر بالزراعة التي يعمل فيها نسبة كبيرة من أبناء المديرية، والزائر لمركز مديرية المخادر يدرك بأن هذه المديرية قد حظيت كغيرها من مديريات محافظة إب بتنفيذ العديد من المشاريع الخدمية، ففي مركز المديرية وعلى سبيل المثال حظيت بتنفيذ العديد من المشاريع منها رصف شوارع مركز المديرية وإنارتها وكذا بناء مجمع حكومي للمجلس المحلي وفروع المكاتب التنفيذية في المديرية، هذا إلى جانب وجود مبنى خاص بالمحكمة وآخر خاص بالبريد والاتصالات، إلى جانب تنفيذ العديد من المشاريع في قطاعات المياه والصحة والتربية في مختلف عزل وقرى المديرية وأثناء زيارتنا إلى مبنى المجمع الحكومي وجدنا معظم فروع المكاتب التنفيذية في المديرية مغلقة إلى جانب المكاتب التابعة لأعضاء الهيئة الإدارية في المجلس المحلي، ويكاد مكتب التربية والتعليم ومكتب مدير عام المديرية هما المكتبان الوحيدان الملتزمان بالدوام الرسمي، وعند دخولنا إلى مكتب مدير عام المديرية وجدنا مدير الإدارة التعليمية يصيح وهو يقول أنا وحدي في مكتب التربية أواجه في مديرية المخادر أكثر من خمسمائة شيخ، وبهذه العبارة بدأنا نفتش عن هموم ومشاكل وقضايا هذه المديرية وأبنائها، وفي البداية التقينا بالأخ أحمد مصلح والذي قال لنا مديرية المخادر لا تختلف عن بقية مديريات محافظة إب، فالشيخ لا يزال يفرض سلطته على السلطة المحلية والتنفيذية في المديرية تحت عدة مبررات منها إنه شيخ عزلة كذا أو قرية كذا وتارة تحت مبرر الانتخابات وفوز الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام، وثالثة عملاً بالمثل القائل "أهل مكة أعلم بشعابها"، لهذا نجد أن بعض كبار مشائخ المديرية وإلى وقت قريب كانوا يوجهون مدير أمن المديرية أحبس فلان وأطلق سراح علان، وكذلك هو الأخ أحمد جار الله الذي التقيناه في مركز المديرية وأكد لنا بالقول إن معظم مشاكل المديرية سببها في الأساس خلافات مشائخ المديرية، فهذا الشيخ يتوسط لنقل المدرس إلى مدرسة أخرى، وهذا الشيخ يراجع في المحافظة وبالعاصمة صنعاء لنقل الوحدة الصحية من منطقة كذا إلى قرية كذا، وهذا الشيخ يسعى لنقل مشروع مياه معتمد إلى منطقته وهكذا، الأمر الذي يولد الخلافات والمشاحنات بين المواطنين من عامة الناس، وأضاف بالقول ما تختلف به مديرية المخادر عن بقية مديريات محافظة إب هو كثرة عدد مشائخ المديرية ووجود التنافس الشديد فيما بينهم على عضوية مجلس النواب وعضوية المجلس المحلي بالمحافظة والمديرية، وكل شيخ يريد أن يكون هو الممثل الوحيد عن مديرية المخادر.

ما سبق لا يعني أن مشائخ المديرية المتنافسين على المناصب الحكومية لا يحبون تقديم الخير لمديريتهم، بل على العكس فالكثير منهم قد راجعوا في مؤسسات الدولة لتنفيذ العديد من المشاريع الخدمية لمديرية المخادر، لكن ما يؤسف بالفعل هو سعي بعض المشائخ لحرمان الضعفاء من الناس من أبسط حقوقهم مثل منعهم من المياه وعدم ري مزارعهم وهناك شيخ آخر يمنع ناس آخرين من استخدام بئر مياه خاص بهم دون أي مبررات، والكارثة الحقيقية هي أن يكون المجلس المحلي في المديرية وإدارة أمن المديرية وقيادة المجلس المحلي في المحافظة جمعهم عاجزون عن وقف مثل تلك الممارسات اللاقانونية التي يرتكبها بعض مشائخ المديرية، فمحلي إب يصدر توجيهاته للمجلس المحلي في المديرية والآخر بدوره يغض الطرف عن الكثير من تلك الممارسات، وفي مديرية المخادر هناك الكثير من الفساد المالي والإداري فهناك العديد من المدرسين الموزعين على بعض مدارس المديرية البعض منهم منقطعين والبعض الآخر متلاعبين، وكذلك هو الحال بالنسبة للوحدات الصحية التي صارت شبه مغلقة منذ افتتاحها لعدم توفر الكادر الطبي العامل فيها، ومع ذلك يتم صرف كافة الاعتمادات والمخصصات لتلك المرافق دون رقيب أو حسيب في مديرية المخادر توجد هناك بعض المشاريع الخدمية المتعثرة منذ عدة سنوات، أما الحالة الأمنية في هذه المديرية فكانت وإلى وقت قريب مديرية المخادر الأولى من حيث انتشار الجريمة وخاصة السرقات والقتل وإلى وقت قريب كان خط الدليل القفر ملاذ لقطاع الطرق والمجرمين وكم تم الطرح أكثر من مرة إلى ضرورة إيجاد أكثر من منطقة أمنية في ذلك الخط لأهميته حيث يربط محافظة إب بمحافظة ذمار بمدينة الشرق خاصة وأنه يمر في مناطق نائية وأخرى سياحية وزراعية، أهم ما يشكو من عدم توفره المواطنون هي المياه خاصة وجزء من هذه المديرية جبلية، هذا بالإضافة إلى نضوب المياه الجوفية جراء قيام الكثير من أبناء المديرية بحفر الآبار الجوفية واستنزاف مياهها في ري شجرة القات التي كادت أن تقضي على بقية المزروعات التي تشتهر بها مديرية المخادر التي كانت من المديريات التي تغنى بها الشعراء لجمال خضرتها وهوائها النقي. <

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد