تحتضن عصر اليوم الأحد ساحة العروض بمديرية خور مكسر محافظة عدن احتفالاً كرنفالياً لإحياء الذكرى السابعة للتصالح والتسامح، فقد استقبلت محافظة عدن عصر أمس الآلاف من أبناء محافظات شبوة ولحج وأبين والضالع، استعداداً للمشاركة في المهرجان.. حيث وصلت ظهر أمس المسيرة الراجلة القادمة من شبوة التي باتت ليلتها الماضية في مدينة زنجبار، وكان في استقبالها حشود كبيرة من أبناء محافظة أبين وقد ساهمت الأسر في محافظة أبين في توفير الغذاء الكافي للمسيرة الراجلة القادمة من محافظة شبوة، ثم واصلت المسيرة رحلتها إلى محافظة عدن.. حيث اصطف الآلاف من أبناء محافظة عدن على قارعة الطريق ابتداء من جولة العريش حتى نقطة العلم لاستقبال الحشود القادمة من محافظتي أبين وشبوة وكذا المسيرة القادمة من محافظتي لحج والضالع اللتين التحمتا مع مسيرة شبوة، واتجهتا بعد ذلك إلى ساحة العروض بخور مكسر التي سينظم فيها المهرجان.
وكان أبناء الحوطة ـ رجالا ونساء وشباباً ـ قد استقبلوا الآلاف القادمين من محافظة الضالع ومديريات ردفان الأربع والذين سيشاركون في مهرجان التصالح والتسامح بمحافظة عدن.
وعلى صعيد متصل قالت مصادر مطلعة لـ"أخبار اليوم " إن المسيرة القادمة من الضالع وردفان قد تعرضت لإطلاق نار من جهة مجهولة في منطقة العند ـ مدخل مدينة لحج ـ أدى إلى إصابة شخص بجروح تم نقله إلى مستشفى ابن خلدون، كما تعرض أحد المواطنين ويدعى عبدالفتاح محمود شرف لإطلاق النار أثناء مروره بجانب النقطة العسكرية المرابطة في جولة جبل حديد بمحافظة عدن، مشيرة إلى أن مجاميع من أبناء البيضاء سيشاركون في هذه الفعالية.
إلى ذلك قال الشيخ/حسين عمر بن شعيب ـ رئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان التصالح والتسامح بمحافظة عدن لـ "أخبار اليوم" ـ إن الوافدين من محافظات أبين ولحج وشبوة والضالع فاق التصور وسيصل عدد المشاركين في المهرجان قرابة المليون، لافتاً باأن المشاركين قد أقاموا مساء أمس في ساحة العروض أمسية فنية قدمت فيها الأهازيج الغنائية و القصائد الشعرية, وأنهم سيواصلون برنامجهم الصباحي اليوم من خلال إلقاء الشعر والكلمات من قبل المشاركين.
وأكد أن المهرجان الخطابي والكرنفالي سيبدأ فعالياته عقب صلاة عصر يومنا هذا الأحد، وسيمتد إلى قبل صلاه المغرب وأنه سيقدم خلال المهرجان الكرنفالي فعاليات للبراعم الذين سيقومون بتوزيع الورود وإطلاق البالونات في السماء مع الحمام البيضاء سيكتب عليها عبارات التصالح والتسامح والعبارات التي تجسد روح وقيم التصالح والتسامح..
وأوضح أنه عقب المهرجان الكرنفالي سيلقى البيان السياسي باللغة العربية والانجليزية, والذي سيؤكد على تجسيد روح قيم التصالح والتسامح بين الجنوبيين ودفن صراعات الماضي التي مازالت مؤثرة في تعامل الجنوبيين فيما بينهم وإيصال رسالتين إلى المجتمع الدولي والإقليمي للالتفات للقضية الجنوبية.
وأضاف بأن البيان قد أكد على نبذ الشخصنة والمناطقية والحزبية المقيتة، وأشار إلى أنه قد تم التنسيق مع الجهات الأمنية بمحافظة عدن من أجل إقامة المهرجان في ساحة العروض، منوهاً بأن هناك لجنة أمنية شكلت من قبل اللجنة التحضيرية للمهرجان وقد تم التوقيع على محضر بين أمن عدن واللجنة التحضيرية وتم الاتفاق على إغلاق جولة طارق وجولة بدر في خور مكسر ومنع إدخال السلاح والسيارات إلى ساحة المهرجان، مؤكداً أنه عند انتهاء المهرجان سيتم تصفية الساحة بشكل كامل من قبل اللجنة المنظمة للمهرجان، معبراً عن تهانيه لشعب الجنوب بمناسبة الذكرى السابعة لتصالح والتسامح، مطالباً من الجميع المشاركين في المهرجان أن يرسموا لوحة تلاحم وتآزر وتضامن واحد ليجسدوا روح وقيم الأخوة بين أبناء الوطن الواحد وأن يجسد أيضاً هذا المهرجان روح التسامح والإخاء بين المسلمين جميعاً.
وفي سياق متصل باللجنة التحضيرية ذكرت مصادر مطلعة للصحيفة أن هناك استياء من قبل قيادات بارزة في الحراك الجنوبي وفي مقدمتهم القياديان دكتور/ناصر الخبجي وشلال علي شايع، موضحة بأن سبب انزعاج هذه القيادات يأتي بعد أن تم استبعاد وتجاهل قيادات بارزة في الجنوب محسوبة على الحراك، من المشاركة في اللجنة التحضيرية لفعالية التصالح والتسامح.
من جانبه دعا التكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي إلى جعل يوم التصالح والتسامح يوماً لتجسيد وتعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية والى تعزيز ثقافة التنوع والتعدد والتوافق والقبول بالآخر.
وقال التكتل ـ في تصريح صحفي أدلى به ناطقه الرسمي/شاهر مصعبين ـ "إن هذا الزخم الجماهيري الجنوبي الذي تشهده مختلف بقاع الجنوب وانطلاق المسيرات الراجلة من مختلف محافظات الجنوب ومديرياتها صوب العاصمة عدن يأتي في سياق نهج التصالح والتسامح الذي أطلق أبناء الجنوب مسيرته قبل سبع سنوات تعبيراً عن رغبتهم الأكيدة في طي ملفات الماضي وتعزيز وحدتهم الوطنية والتطلع بعين المستقبل نحو الحياة الحرة والكريمة، البعيدة عن ثقافة الكراهية وتوسيع رقعة الشراكة الوطنية فيما بينهم والتعايش واحترام الآخر.
و إذ أعاد التكتل التذكير بقبوله "إدارة العملية النضالية السلمية بصورة تشاركيه والارتكاز على قاعدة ثقافة التنوع والتعدد والتوافق والقبول بالآخر انتقد استبعاده عن المشاركة في اللجنة التحضيرية العليا لمهرجان التصالح والتسامح لكنه عاد وقال إنه, تعاطى مع هذه المسألة بروح تصالحية تسامحية تفسح مجالاً واسعاً أمام الآخر ليقوم بواجب ما تصدى له رغم اشتمامه لرائحة الإقصاء والتهميش النتنة.. داعياً إلى ضرورة التخلص من هذه الرائحة في مستقبل أيام النضال الوطني الجنوبي السلمي الذي يتطلب تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية وتوسيع انتشار وتجذر ثقافة التنوع والتعدد والتوافق والقبول بالآخر كشرط لتحقيق الانتصار للقضية الجنوبية.
وقال: إن تحقيق الغايات السامية من وراء التصالح والتسامح لن يتأتى إذا ما وجدت عقليات ترغب بتحيير واستغلال ما تفعله الجماهير وما تصبوا إليه واحتسابه كانجاز لهذا أو ذاك فذلك يبعد كل البعد عن القيمة الإنسانية والوطنية لمعنى التصالح والتسامح ولا يكرس إلا نتائج شكلية سريعة الزوال وتعود بنا إلى المربعات الأولى لماضي المآسي المرير الذي كلنا خبرنا وطأته وآلمه وتجرعنا كؤوس مرارته العلقمية وهو ما نربأ بكل أخوتنا من التورط في شراكه ودعوتهم وللارتقاء إلى المصاف الإنسانية والوطنية للتصالح والتسامح.