الانتخابات في تعز :بين تشققات المؤتمر وتذمر وهموم المواطن وسباق البرجوازية إلى البرلمان

2008-12-25 03:59:26

تحقيق / رياض الأديب

تبدو تعز في نظر الكثير من المحللين السياسيين و المثقفين أيضا أنها أرضا خصبة لإنتاج أي تغير سياسي له ثقله و وزنه و حتى رائحته على مستوى الدولة، هذه البيئة الخصبة ساهمت في خلق الكثير من الشخصيات النافذة داخل المحافظة التي بدأت بتسلق قاعدة السُلم الاجتماعي على ظهور أهلها الذين أتسموا بطباعهم الهادئة الأقرب إلى الحوار منها إلى منهج العنف.

طباع سكان هذه المحافظة استمدت من وعي أبنائها علاوة على مستواهم الثقافي الرفيع و ذلك خلاف ما قد يظنه البعض من نقاط ضعف أو من خضوع للمساومة في حقوقها كحل أقرب و أوحد للسلم.

إن أي متمعن لما يجري في هذه المحافظة و خاصة مع قرب فترة الانتخابات البرلمانية يدرك من الوهلة الأولى أن المحافظة لم تعد بحاجة لأن تجنح للسلم كما في الفترات السابقة - و القصد هنا الإذعان لأي مرشح يفرض عليهم - خاصة في ظل الفشل الذريع الذي اتسم به أغلب الأعضاء البرلمانيين السابقين من عدم الإيفاء بوعودهم الانتخابية التي قطعوها على ناخبيهم و هو الأمر الذي على ما يبدو فطنت إليه قيادات المحافظة و بدأت بتسمية كذا مرشح في أكثر من دائرة انتخابية بغية لملمة الناخبين للتصويت لصالح مرشح المؤتمر الشعبي العام الجديد و الذي و من المؤكد سيتزين بشعارات و مشاريع جديدة.

كل هذه التناقضات من قبل المؤتمر باتت مفهومة للمواطن في تعز الذي بدأ يتذمر حتى من سماع كلمة انتخابات - و أسباب ذلك الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها - و هو الأمر الذي استنتج من استطلاع سابق نشر على صدر هذه الصحيفة.

قيادات المحافظة لم تفهم الرسالة بعد و أصرت على المضي قدماً في جلب الأغلبية الساحقة لصالح مرشح الحزب الحاكم مستغلة بذلك المقاطعة الغير محسومة من قبل قيادات المحافظة و التي بدأت تلوح مؤخرا في إمكانية العدول عن قرارها في ظل تنازلات مؤتمرية مبهمة. غير أن قيادات المحافظة لم تضع في حسبانها إمكانية التمرد على مشروعه من قبل بعض البرلمانيين و إصرارهم على البقاء على كراسيهم مهما كلفهم الأمر كما حدث في مديرية خدير الدائرة ( 40 ) حين وصل الاختلاف بين المرشح البرلماني السابق أحمد البرطي و مؤيدي المرشح الحالي مراد الزيلعي من قبل قيادات المحافظة حد التحدي و ما أعقبه من إغلاق للمجمع الحكومي في المديرية و تبادل لإطلاق النار بين الطرفين مع رفع الأول لصور الرئيس صالح أثناء محاصرته المجمع بأرتل من السيارات و الشباب المدججين بمختلف الأسلحة.

واقع جعل الكل يتفق أن المصلحة الشخصية طغت على المصلحة المؤتمرية في المحافظة و هو ما ذهب إليه الدكتور ياسر القباطي حين أبعد الأمر عن المطالب القيادية للمؤتمر و جعلها الأقرب إلى مطامع شخصية منوها إلى أن الرأسمالية التي أعمت أغلب القيادات المؤتمرية أصبحت ترى في ذاتها و أموالها أنها الأقرب إلى الفوز و الحصول على كرسي تحت قبة البرلمان منها إلى هموم المواطن و كل ذلك طبعا على حسب المواطن وألامه مستدلا بذلك على استقالة بعض من الوزراء بغية التنافس في الانتخابات رغم أن الحقيبة الأولى أكبر حظا.

الصراع على كرسي البرلمان بمحافظة تعز لم يقتصر على مديرية خدير فهناك أيضا مديرية الصلو فقد كشفت مصادر مؤتمريه بمديرية الصلو ووفقا لما نقله موقع ( مأرب برس ) عن خلافات شديدة وصراعات أجنحة داخل قيادة فرع الحزب الحاكم بشأن الاستعدادات والتحضير للانتخابات البرلمانية القادمة و حسب الموقع فقد دبت خلافات عميقة حول الاتفاق على تسمية المرشح مما أدى إلى صراعات، ولم تتمكن من التوصل إلى حل للاتفاق على مرشح محدد، خاصة وأن قائمة أسماء مرشحين طرحت للتصويت تضمنت اسمين فقط عضو مجلس النواب الحالي عن المديرية أمين محمد هزاع ورجل الأعمال محمد منصور الصوفي، وهو الأمر الذي قوبل برفض تام من قبل رئاسة الفرع بالمديرية.

وأضاف الموقع أن الخلافات احتدمت بشكل كبير وارتفعت الأصوات إلى حد جعلت عدداً من قيادات المؤتمر تهدد بالاستقالة من الحزب.

و طبقا "لمأرب برس" الذي نشر الخبر في وقت سابق أن الخلاف انقسم إلى شقين ، الشق الأول يقود اصطفافا ضد احد المرشحين بزعامة رئيس الفرع والثاني يقود اصطفافا معاكسا ضد المرشح الذي تنوى رئاسة الفرع ترشيحه ويتزعمه عدد من قادة الحزب الحاكم في المديرية.

و ذكر الموقع أن السلطة المحلية بالمديرية فشلت في حل الإشكال وإنهاء الصراع المؤتمري لتمترس كل فريق خلف رأيه الذي تمسك به خاصة بعد رفض تأجيل مسالة حسم اسم المرشح، وانفض الاجتماع دون أي اتفاق مما حدا بطرفي الصراع للتحضير والاستعداد للانتخابات بعيداً عن الآخر.

و ذكر في السياق ذاته أن قيادات في الحزب الحاكم المتصارعة تبذل حاليا مساعي حثيثة للتفاوض مع قادة أحزاب اللقاء في بعض مراكز المديرية وذلك للتنسيق معها أثناء مرحلة الاقتراع مقابل إغراءات كبيره إلا أن قيادة المشترك في تلك المراكز أعلنت مجددا موقفها. وتمسكها بخيار المقاطعه و هو الأمر الذي يحصل في مديرية خدير في الوقت الراهن.

تقول الزميلة نجلاء البعداني في الدائرة ( 34 ) أنها تقدمت للترشح نفسها في الانتخابات بعدما وجدت أن الكثير من أبناء الدائرة يشجعونها للمضي قدوما في ذلك، و أضافت أنها تقدمت باسم المؤتمر الشعبي العام و تأمل قبولها في الحزب ما لم فإن الخيار الأوحد أمامها هو النزول مستقلة، تضيف نجلاء أنها تضمن الفوز خاصة في ظل الإخفاقات التي لم تلبي احتياجات الدائرة من قبل المرشح السابق وترى البعداني أن استحداث المؤتمر المرشحين جدد في المحافظة هو خوفه من سقوط المرشح السابق.

مديرية المسراخ تقدم فيها أكثر من مرشح في حين ينوي الشيخ عبدالمؤمن إسماعيل النزول باسم المؤتمر الشعبي العام خلفاً للنائب الجابري المرشح المستقل وبين المرشحين السابق أو الحالي أو المرشحين الجدد فإن المواطن في ذات المديرية لم يعد يعول كثيرا على نائب برلماني سابق أو حالي.

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد