التقى الرئيس/ عبدربه منصور هادي أمس وفد قيادة التجمع المدني الجنوبي الديمقراطي برئاسة الأستاذ/ احمد محمد القعطبي.
وقدم وفد التجمع ـ في اللقاء للرئيس هادي ـ مشروع الرؤية الوطنية للتجمع والتي تجسد قضية الهوية المشتركة وإقامة الكيان اليمني المدني الجامع بأبعاده الوطنية والاجتماعية المختلفة، معلنين الحضور والمشاركة في المؤتمر الوطني الشامل للحوار ضمن التجمعات الوطنية الجنوبية التي تنشد الحلول الكاملة ضمن اليمن الموحد باعتبار الحوار يمثل الوسيلة الوحيدة لحل مجمل الخلافات والتباينات للوصول إلى رؤية جامعة تسهم في بناء الوطن وسلامة مجتمعه والحفاظ على أمنه واستقراره.
وفي تصريح لرئيس التجمع المدني الجنوبي الديمقراطي/ أحمد محمد القعطبي لـ"أخبار اليوم" قال إن الرؤية تضمنت تشخيصاً للوضع الراهن وكيف برزت القضية الجنوبية، كما تطرقت إلى المسببات والتصرفات من قبل النظام السابق، وهو ما ألحق الأذى في أبناء الجنوب والمناطق الجنوبية، سواء كان ذلك من خلال إزاحة كثير من العناصر والكوادر من مناصبها وترك كثير منها دون أعمال وحرمان الكثير من الوظائف، مشيراً إلى سلوك منظم لنهب الأراضي الخاصة وأراضي وعقارات الدولة ومصادرة مؤسسات القطاع العام والأملاك والشركات والتوكيلات العامة والخاصة، وأنه وللأسف الشديد فقد كان هناك استحواذ على صناعة القرار وممارسته بعيداً عن روح الشراكة والمواطنة المتساوية والفرص المتكافئة..
ونوهت الرؤية ـ بحسب القعطبي ـ إلى سياسة الإقصاء والتهميش للقيادات والكفاءات الجنوبية الجنوبية في الإدارة الفعلية لشؤون البلاد، وكذا في الوظائف القيادية بمختلف أجهزة وهيئات الدولة المدنية والعسكرية، وكذا فرض قيم تقليدية غير مدينة.
وقال أحمد القعطبي إن كثيراَ من القرارات التي كانت صدرت بعودة العسكريين تم تعطيلها بشكل متعمد وتعطيل استحقاقاتهم من حيث العودة إلى العمل أو من حيث الرتب العسكرية والأمنية وأن الأعداد التي عادة كانت محدودة جداً.
وتتخلص رؤية التجمع المدني الجنوبي الديمقراطي بأنه لا يمكن تجاوز أو إغفال استحقاقات الحل العادل للقضية الجنوبية وبدون ذلك سيستحيل بناء الدولة المدنية الحديثة.
وحول أبرز الحلول التي تضمنتها الرؤية، قال إنها تمثلت في دولة اتحادية بين أقليمين وبمقاطعات فيدرالية في إطار كل إقليم وعلى أن يكون هناك نظام حكم برلماني من غرفتين تشريعيتين ـ حد قوله أحمد القعيطي.
وأكد أنه ما لم يتم تسوية وضع القضية الجنوبية وحل كثير من القضايا خاصة النقاط العشرين المرفوعة للرئيس هادي لتهيئة الأجواء للحوار فإنه سيكون من الصعب إقناع الجنوبيين بالدخول في الحوار.
ولفت إلى أن القضايا يجب أن تطرح على طاولة الحوار الوطني وبالتالي الوصول إلى رؤى مشتركة فيها.
وقال القعطبي إنهم في التجمع المدني الجنوبي مستعدون للمشاركة في الحوار إذا طلب مشاركتهم لكنه قال إنهم لا يعرضون أنفسهم لذلك وأن كانوا داعمين للحوار.
وكان من ضمن الوفد الذين التقوا رئيس الجمهورية:
"الدكتور/ جعفر خامري ـ مسؤول العلاقات التنظيمية بالتجمع، ووجدي شفيق أمان ـ مسؤول الشؤون المالية، وسعيد علي عبيد ـ مسؤول الشؤون الإعلامية، وأحمد الحمزي ـ مسؤول العلاقات الداخلية بالتجمع.
وفي سياق متصل قالت وكالة الانباء اليمنية سبأ": إن الرئيس/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ثمن جهود الأخوة قيادة التجمع الحميدة ونشاطهم الملحوظ خلال الفترة الماضية من خلال لقاءاتهم ونقاشاتهم مع مختلف قوى المجتمع لبلورة هذه الرؤية الجامعة الهادفة إلى توحيد الصفوف والإسهام الفاعل في بناء المجتمع والوطن من خلال الاقتناع بأن خيار الحوار هو الحل الوحيد والمخرج الأمثل لمناقشه قضايا البلد لإيجاد الحلول لمختلف قضايا الوطن من خلال نهج الحكم الرشيد، والمساهمة في بناء الوطن بعيداً عن المركزية والإقصاء ليشعر الجميع بأنهم سواسية في الحقوق والواجبات لا ظالم ولا مظلوم، وهذا كله ما نعول عليه لإرساء معالم الدولة المدنية الحديثة عبر مؤتمر الحوار القادم الذي يرسم ملامح ومستقبل اليمن الجديد، وستكون مخرجاته هي المحددة لطبيعة منظومة الحكم الجديد ومكوناته على أساس الحكم الرشيد والدولة المدنية الحديثة".