علق القيادي الجنوبي/ علي سالم البيض على الأصوات التي برزت مؤخراً وتقودها العصبة الحضرمية التي تنادي بانفصال حضرموت.. بان هذه مشاريع موجودة لدى أشخاص ولا تحظى بقبول كبير لدى أبناء حضرموت، وقال: هذه المشاريع قبل ظهورها كانت هناك معالجات أكد عليها البرنامج السياسي لمختلف مكونات الحراك الجنوبي، وأوضحناها في أكثر من مناسبة، تنص على أن دولة الجنوب القادمة ستكون دولة برلمانية فيدرالية بين محافظات الجنوب لإعطاء فرصة لكل محافظة تحكم نفسها، وهذا الأمر مجمع عليه من كافة قوى الحراك الجنوبي التحرري.
وطالب البيض -في حوار مع الجزيرة نت- ممن وصفهم برجالات القرار في صنعاء، بالاعتراف بفشل مشروع الوحدة التي قال إن الأشقاء في الشمال أفشلوها، مشيراً إلى أنهم في الجنوب سيبحثون مع رجال القرار في صنعاء طريقة سلمية لإعطاء شعب الجنوب حريته واستقلاله لما من شأن ذلك أن يحافظ على مصالح الشعبين الجارين والحفاظ على القواسم والوشائج والعلاقة المميزة، - حسب تعبيره - معرفاً ذلك بأنه الحكمة التي يجب أن يتحلوا بها لأن هذه الفرصة قد لا تتكرر، ونترك جميعنا في عدن وفي صنعاء مسألة التوحد المتكافئ للأجيال القادمة إن أرادوا-حد قوله-.
ورفض البيض مصطلح الانفصال، موضحاً بالقول: لم نكن في أي يوم محافظة أو إقليماً تابعاً للجمهورية العربية اليمنية، نحن كنا دولة ذات سيادة معترفاً بها من كل المنظمات الدولية ومن كل دول العالم وهي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، دخلنا في مشروع توحد مع أشقائنا في الجمهورية العربية اليمنية، هذا المشروع أفشلوه وغدروا بدولتنا وبشعبنا وشنوا حربهم علينا واحتلوا الجنوب، اليوم نحن نطالب بتحرير بلدنا واستقلالها، وهو حق مكفول. فمن هذا المنطلق جميعنا نرفض مصطلح "الانفصال" لأنه لا ينطبق علينا.
وأكد أنهم في الجنوب ليسوا شركاء في المبادرة الخليجية و"مؤتمر الحوار اليمني "؛ لأن ذلك - بحسب تعبيره - لا يعني شعب الجنوب لا من قريب ولا من بعيد.
وحول ما إذا اتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات عقابية ضد أطراف ترفض المشاركة بمؤتمر الحوار.. قال البيض:" لا أعتقد أن إجراء بهذا الغباء سيتخذ في مجلس الأمن الدولي كي يجبر شعب الجنوب على التخلي عن حقه الشرعي والقانوني في السيادة على أرضه وفرضه حلولاً على هذا الشعب لا تلبي مطالبه، ولا أعتقد أن هناك إجراءات عقابية ستكون أكثر من وضع شعب الجنوب تحت الاحتلال الهمجي الاستيطاني المتسلط عليه وعلى ثرواته وأرضه، وبالنسبة للخيارات السياسية فشعب الجنوب خلاق وسيجد ما يمكن عمله، فهو شعب حي وليس عقيماً، وسيذهل العالم بإبداعاته كما أذهله في الأيام الماضية وبابتداعه مبادئ التسامح والتصالح والتآزر والتضامن كقاعدة انطلاق أساسية لثورته التحررية".
واستغرب البيض من تصريحات السفير الأميركي بصنعاء والذي اتهمه بتلقي دعماً مالياً من إيران، وعلق قائلا:" كان الأجدر بالسفير أن يهنئ الشعب الجنوبي وما وصل إليه من مستوى عال في نضاله السلمي، وأن يؤيد مطالبه المشروعة في التحرير والاستقلال التزاماً من دولته التي يفترض أنها ترعى فعلياً حق الشعوب في التحرر والإنعتاق من الاحتلال، ونعد ما قاله خروجاً عن الحصافة واللياقة الدبلوماسية.
ولوح البيض بأعمال أخرى غير النضال السلمي في ظل تخاذل المجتمع الدولي والإقليمي وعدم تجاوبه مع مطالب الجنوبيين، مضيفا:" نحن ندرك خطورة المرحلة وندرك أن شعب الجنوب قد صبر كثيراً وهو يعاني من ويلات الاحتلال, وهو شعب صبور نعم ولكن قد نجد أنفسنا جميعا في موقف قد لا نستطيع فيه السيطرة على الأمور إذا فاض الأمر، ولا أعتقد أن مثل هذا التعامي والتغاضي على ما يجرى لشعب الجنوب يخدم أحدا، ففي الأخير لدينا مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه هذه الشعب الذي يتحلى بضبط النفس وهو من ابتدع النضال السلمي.
وعن ما إذا كان هناك تواصل بين البيض ودول مجلس التعاون الخليجي.. قال البيض:" حاولنا في فترات سابقة أن نتواصل مع أشقائنا في دول الجوار وأعني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وبعثنا إليهم ممثلين وقمنا بإرسال عدة رسائل لهم في قممهم ومناشدات، ونحن في الحقيقة نأمل فيهم ومنهم الشيء الكثير لما يربطهم مع شعب الجنوب من أواصر قربى وجوار ودين، وقد كانت لهم وقفة رائعة مع شعب الجنوب أثناء حرب الاحتلال في صيف 1994 وكنا نتمنى منهم مواصلة جهودهم استنادا إلى قرارات اجتماع مجلس وزراء دول مجلس التعاون في أبها في المملكة العربية السعودية في 4 و5 يونيو/حزيران 1994 والتي أكدت في مضمونها عدم فرض الوحدة بالقوة.
وأعرب عن أمله في أن تقوم المملكة ودول الخليج بدور كبير في دعم حق شعب الجنوب القانوني في تحرير بلده والسيادة على أرضه حسب تعبيره، وأضاف: نحن دائما ما نمد يدينا لكل محب للسلام والحرية ولكل منصف يحب إحقاق الحق وإعادته إلى أصحابه أن يساعد هذا الشعب العريق والتواق إلى علاقات متينة مع كل جيرانه لما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.