عقد الرئيس/ عبد ربه منصور هادي ـ رئيس الجمهورية ـ أمس لقاءً موسعاً لأعضاء مجلسي النواب والوزراء في القاعة الكبرى بدار الرئاسة وذلك بحضور رئيس مجلس النواب/ يحيى علي الراعي ونائبي رئيس المجلس/ حمير عبدالله الأحمر ومحمد علي الشدادي.
وجاء لقاء الرئيس بأعضاء مجلسي النواب والوزراء بعد يوم من خلاف تطور إلى ملاسنة بين رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام/ سلطان البركاني ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور/ محمد السعدي ووصلت إلى الاشتباكات بالأيدي وقوارير المياه في قاعة البرلمان, أثناء مناقشة تقرير البرلمان حول موازنة الدولة للعام الجاري 2013م.
وفي هذا الصدد ذكرت مصادر مطلعة لـ"أخبار اليوم" بأن رئيس الجمهورية وبخ النائب البركاني بطريقة غير مباشرة أثناء اللقاء، مشيرة إلى أن البركاني حاول التحدث من أجل الدفاع عن نفسه إلا أن الرئيس أسكته وأمره بالقعود.
وفي اللقاء هاجم الرئيس هادي من يقف وراء تجار السلاح ومسعري الحروب وقال إن تجار الأسلحة تقف ورائهم قيادات سياسية وعسكرية.
ولفتت المصادر إلى أن الرئيس خاطب ياسر العواضي ـ نائب رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمرـ بطريقة غير مباشرة بأن البلاد تريد صحافة بناءة تؤيد وتدعم الوفاق وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتساند حالة التوافق وليس صحافة تحاول زرع الخلافات أو صحافة تأتي من وراء الشارع، لافتة المصادر إلى أن العواضي حاول التحدث والدفاع عن نفسه إثر ذلك فأسكته الرئيس.
وعلق الرئيس عما شهدته أمس الأول قاعة مجلس النواب وقال إن المرحلة لا تطلب إرضاء أشخاص أو أحزاب بقدر الإخلاص للبلاد, منوهاً بأن الوقت لا زال مبكراً عن الدعايات الانتخابية.
وأضاف الرئيس: أنا اجتمع مع السلطتين التشريعية والتنفيذية وأقول لكم: إذا لم تقفوا معي في هذه المرحلة فلن أستطيع أن أفعل شيئاً، متابعاً: الحكومة يجب أن تعتبر الخلاف انتهى من الآن فقام السعدي وقال : أنا عن نفسي فالموضوع بالنسبة لي انتهى.
وأشار الرئيس هادي إلى أنه لم يعد هناك داعٍ لأن يعقد عبده الجندي مؤتمره الصحفي الذي اعتاد أن يعقده كل أربعاء من كل أسبوع.
ووفقاً لوكالة "سبأ" للأنبا خاطب الرئيس هادي مجلس النواب قائلاً :"على الأخوة في مجلس النواب أن يستشعروا أنهم في مواقعهم تحت ظروف استثنائية ولا داعي أبداً لأن يكونوا قسمين حاكماً ومعارضة فهم جميعاً من أجل مهمة وطنية واحدة ووجودهم يمثل الوحدة الوطنية ويجسد ها بكل معانيها".
واختتم هادي كلمته بالقول "نسحب أي إساءة من نائب إلى نائب أو احتكاك يؤدي إلى الشقاق والخلاف وعلى الجميع أن يكبروا بحجم هذه الانجازات وبحجم هذا الوطن الكبير".
واعتبر الرئيس عبد ربه منصور هادي أن اليمن قد تجاوز الكثير من العقبات والصعاب في طريق استكمال المرحلة الانتقالية وهو اليوم على وشك الولوج إلى المؤتمر الوطني الشامل والذي سيتم الإعلان عن موعد انعقاده قريباً.
ونوه الرئيس إلى أن رئيس مجلس الأمن الدولي وجميع أعضاء المجلس سوف يزورون اليمن ويعقدون جلسة استثنائية وهي رسالة دولية وأممية كبيرة تؤكد دعم العالم للتسوية السياسية في اليمن وما علينا نحن هنا إلا أن نغلق صفحة الماضي بكل ما لها وعليها ونفتتح صفحة جديدة ناصعة البياض ونكتب عليها مستقبل اليمن الجديد وعدم الانشداد إلى الماضي بكل صوره.
وتطرق الأخ الرئيس/ عبد ربه منصور هادي إلى نتائج مؤتمري الرياض ونيويورك في شهر سبتمبر الماضي. وقال" إن حوالي ما يربو عن ثمانية مليارات دولار ستخدم التنمية في اليمن وترفع من مستوى البنية التحتية والمتمثلة بالمياه والكهرباء والتعليم والصحة والطرقات .. وكل ما يرتبط بتحسين حياة الإنسان اليمني ورفع مستوى معيشته".
وأكد أنه تلقى رسائل من مجلس التعاون الخليجي تؤكد وقوفه إلى جانب اليمن حتى خروجه من محنته تماما.
وقال الأخ الرئيس" وفي هذا المنحى لا يمكن أن ننسى وقوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية مع اليمن في أشد الظروف حلكة وهذه مكرمة لن ينساها اليمنيون على الإطلاق".
وأضاف الرئيس: التصالح والتسامح صفة رائعة وإنسانية وأخلاقية حميدة واليمن كله دخل في مشاكل منذ الخمسين السنة الماضية من صراع إلى صراع والتصالح والتسامح مطلوب من المهرة وحتى صعده ".