أكد رئيس الجمهورية ـ عبدربه منصور هادي ـ أن الشعب اليمني كان وسيظل دائماً مع الوحدة ولا عزة ولا رفعة لليمن إلا بالوحدة.
وأوضح الرئيس خلال لقاءه أمس ـ بدار الرئاسة ـ أعضاء الأمانة العامة لـ " اتحاد القوميون العرب " يتقدمهم أمين عام الاتحاد القومي الأخ عبدالملك المخلافي.. أوضح بأن" أن الأمور مضت في أجواء سادتها عمليات إقصاء وتهميش وظلت احتقانات متعددة الأوجه وصولا إلى الأزمة الكبرى التي نشبت في مطلع العام 2011 ".
وقال:" نحن هنا في اليمن تقاتل الجنوب مع الجنوب وتقاتل الشمال مع الشمال وتقاتل الشمال مع الجنوب حتى الثاني والعشرين من مايو من مطلع العقد الأخير من القرن الماضي عند إعادة وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية وبعدها برزت الاختلافات الإيديولوجية نتيجة عدم التجربة الديمقراطية في الماضي وعدم القبول بالجلوس في مقاعد المعارضة ووصلاً إلى حرب صيف 94.
ونوه إلى أنه وفي ظل اشتداد المعركة بين مختلف الأطراف كانت القوى السياسية تتحاور من أجل الخروج من الأزمة لأن الحوار هو الطريق الصحيح ويأتوا إليه حتى المتحاربين بعد الحوار، فقلنا لماذا لم نتحاور ونتجنب الانجرار إلى الحرب الأهلية وتكاتفنا جميعاً من أجل البحث عن المخرج السليم والمشرف وكانت المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة هي الطريق الصحيح والحل الوحيد للخروج المشرف من الأزمة والظروف الصعبة والتي كانت بندها الأول هو العمل من أجل الحل على أساس أمن واستقرار ووحدة التراب اليمني".
وفي اللقاء قدم الرئيس هادي رؤيته الخاصة للمتغيرات التي شهدتها اليمن والعالم العربي، حيث قال "إن طبيعة مجريات الأحداث في اليمن منذ نشوب الأزمة مطلع عام 2011 والتي تركت آثاراً كارثية وانقساماً في الجيش والأمن وحتى المجتمع كانت نتيجة اختناقات في القضايا والأزمات المرحلة".
وأضاف" نحن هنا في اليمن منذ الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر للأسف الشديد عانينا من الانقلابات والانقسامات والخلافات وترحلت نتائجها مجتمعة إلى هذا الظرف الصعب وربما ذلك نتيجة ثقافات الحرب الباردة وعدم القبول بالأخر وتوريد الصراعات وعدم الاستفادة من تجارب الآخرين".
وأشار الرئيس هادي إلى أن ما حدث في الوطن العربي هو نتائج عدم وجود العدل والإنصاف والصدق مع النفس ومع الأخر.
وتابع الرئيس قائلا: " نحن على وشك الدخول لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي لن يستثني أحداً وسيكون المؤتمر الوطني الشامل هو جوهر عملية التغيير وأساسها، حيث ستكون مخرجاته المكون لطبيعة النظام الجديد على أساس الحكم الرشيد والدولة المدنية الحديثة وقيام الدستور والنظام الانتخابي.
وتطرق الرئيس إلى أنه في أوج الأزمة قد تراسل مع زعماء الدول الخمس ومع أصحاب الجلالة والسمو وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي كان حريصاً أشد الحرص على أمن واستقرار اليمن وكانت النتائج ايجابية جداً مع مراعاة موقع اليمن الاستراتيجي في الركن الجنوبي من شبه الجزيرة العربية وخليج عدن وباب المندب وما تمثله هذه النقطة الجيواستراتيجية من حيوية على المستوى الإقليمي والدولي وهو ما ساعد أن العالم يقف مع اليمن من أجل تجنيبه ويلات الانزلاق إلى الحرب الأهلية.
 إلى ذلك استقبل الرئيس عبدربه منصور هادي ـ رئيس الجمهورية ـ بمكتبه بدار الرئاسة أمس أمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور/عبد اللطيف الزياني الذي وصل إلى صنعاء للمشاركة في جلسة مجلس الأمن الدولي التي ستعقد في صنعاء.
وفي اللقاء الذي حضره سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدى اليمن، نقل الزياني للرئيس تحيات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي وتأكيدهم على المساندة والدعم القوي للرئيس عبدربه منصور هادي لما يبذله من جهود في سبيل إخراج اليمن من "الأزمة" إلى بر الأمان من خلال الخطوات التي استطاعت اليمن أن تحققها في فترة زمنية وجيزة في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014 و 2051 والرامية إلى بناء يمن جديد يحفظ وحدته وأمنه واستقراره،مؤكداً مواصلة الجهود والدعم لليمن في مختلف المجالات، حسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
واعتبر رئيس الجمهورية "أن وقوف مجلس التعاون الخليجي مع اليمن ومنذ الوهلة الأولى لنشوب الأزمة كان وسيظل محل تقدير واعتزاز لدى كل أبناء اليمن للوقوف مع أشقائهم في وقت الشدائد والمحن".
من جهته قدم الدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي هدية تذكارية للرئيس بمناسبة هذه الزيارة.
وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور/عبد اللطيف الزياني وصل إلى صنعاء أمس في زيارة لليمن تستغرق عدة أيام، يشارك خلالها في جلسة مجلس الأمن الدولي التي ستعقد في صنعاء.