اليوم يعمق الجنوبيون وحدتهم ويصنعون مستقبلهم ويرسمون لوحة رائعة, يرسلون - من خلالها -رسائل وحدوية قوية لكل من تسول له نفسه النيل من الوطن واستغلال مطالب أبناء الجنوب لتمرير مخططات خارجية تسعى للنيل من الوطن اليمني بأيدي أبنائه.
الحشود الكبيرة التي تأهبت منذ الثلاثاء وبدأت تتوافد منذ فجر أمس الأربعاء من كل محافظات الجنوب من "أبين ولحج والضالع وحضرموت وشبوة " صوب عاصمة اليمن الاقتصادية عدن للاحتفال بالذكرى الأولى لانتخاب الرئيس/ عبدربه منصور هادي رئيساً لليمن في 21 فبراير.

مخطط لنشر الفوضى
بدأت عناصر مسلحة محسوبة على الحراك الجنوبي فصيل علي سالم البيض المسلح بالانتشار في عدة مناطق من المحافظات الجنوبية من أجل منع وصول الحشود المشاركة في الاحتفال على الرغم من انتشار أمني كبير في عدن وسبق ذلك شن حملة أمنية واعتقال عدد من قيادات الحراك الجنوبي بينهم السفير السابق قاسم عسكر والشيخ/ حسين عمر بن شعيب - أحد مؤسسي اتحاد علماء المحافظات الجنوبية ويقول مراقبون سياسيون إن الأعمال الاستفزازية للطرفين وقيام الأجهزة الأمنية باعتقال عدد من قيادات الحراك الجنوبي ينذر بصدامات دامية وفوضى عارمة وفتنة شاملة, ويتوقع المراقبون - من خلال الأحداث التي شهدتها عدن وعدد من المدن الجنوبية أمس وأمس الأول من خلال الإعداد للفعالية- يتوقعون بأن هناك مخططاً لنشر الفوضى في مدينة عدن اليوم بالتزامن مع تنظيم الفعالية الاحتفالية بذكرى 21 فبراير.
وقام مسلحون من عناصر الحراك أمس باختطاف رئيس دائرة الشباب بمجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية الناشط "فاروق صالح علي" بمحافظة الضالع بينما كان برفقة حشود متجهة إلى عدن للمشاركة في احتفالية الثورة بذكرى 21 فبراير، وأفرجوا عنه بعد ساعات من اختطافه.
ونقل عن فاروق قوله "إن مجموعة مسلحة ملثمين أوقفوه وأجبروه على مرافقتهم تحت تهديد السلاح وذهبوا به إلى وسط سوق الضالع، وبعد حديث معهم عن سبب تصرفهم قالوا إنهم يرفضون مشاركة أبناء الضالع الجنوبيين في أي فعالية في عدن لا ينظمها الحراك".


الحراك يرحب بمليونية الثورة
قالت اللجنة المنظمة للفعالية الثورية المليونية بمحافظة عدن إن الوفود القادمة من محافظتي حضرموت وشبوة والمهرة للمشاركة في الفعالية وصلت مدينة عدن مساء أمس, واستقبلهم أهالي زنجبار بمحافظة أبين بـ21 جملاً تحمل أشخاصاً يحملون الأعلام الوطنية ورافقتهم حتى مشارف عدن للمشاركة في الاحتفاء بسقوط نظام صالح وتنصيب هادي رئيساً للجمهورية اليمنية بعد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في الـ21 من فبراير العام الماضي.
وقال رئيس اللجنة الإعلامية/ أنيس منصور إن قيادات في الحراك الجنوبي رحبت بإقامة "مليونية الثورة" واعتبرتها مهمة لظهور الصوت الوحدوي, مشيراً إلى أنه تواصل مع "بعض قيادات الحراك فوجدهم عقلانيين ومؤمنين بوجود الصوت الجنوبي الوحدوي"... وقالوا إن "هذا الصوت يخلق معادلة جنوبية ممتازة، وأن هناك تياراً متطرفاً مسلحاً هو الذي عامل دوشة فقط".
وأشار منصور إلى وصول ثلاثة دبلوماسيين بريطانيين مع مترجم يمني إلى عدن لمتابعة فعالية 21فبراير، ومن المتوقع حضورهم في المهرجان.
وأدانت اللجنة المنظمة للفعالية الثورية المليونية اعتقال بعض الناشطين في الحراك, من قبل قوات الأمن، معتبرة تلك الاعتقالات تصنع من أصحابها أبطالاً، ولا تفيد المهرجان بشيء..
وقالت اللجنة المنظمة للحفل - في بيان لها - "ناسف لما وصل له فصيل الحراك المسلح والمتطرف من هيستيريا وتصرفاتهم الرعناء وتهديداتهم المتنوعة ونؤكد لهم أننا نكن لهم كل الحب والتقدير فهم إخوتنا وقضيتهم قضيتنا جميعاً وإنه لا أحد وصي على الشعب وندعوهم للتعقل وتحكيم العقل ورفض العنف فاليمن اليوم يمر بمرحلة جديدة لا تقبل الأقوال بمفردها إذا لم تكن متزامنة مع الأفعال لأن الشعب عرف طريقه واستوعب ماله وما عليه من حقوق وواجبات يجب أن يلتزم بها الجميع حاكماً ومحكوماً تجاه البلد برمته.. فليس هناك مجال بعد الآن يترك لعابث ومداهن يقف ضد مصالح الشعب كل الشعب.. وقد تابعنا بجلاء الموقف الدولي من الوحدة والحوار والقضية الجنوبية ".
وأضافت اللجنة " نقول للأحزاب والقوى اليمنية إن المزايدة باسم "الجنوب" لا يقبلها أحد، فنحن عندما ثرنا أردنا أن نعيد الاعتبار لليمن ونثبت للعالم أن الفساد والاستبداد في اليمن واحد، وأن جميع اليمنيين يرفضون أساليب الإقصاء والظلم الذي وقع في المحافظات الجنوبية وتعامل نظام صالح السابق مع الجنوب كمهزوم وليس كشريك وتقسيم الجنوب إلى مربعات عسكرية له ولحاشيته ومشروع التوريث العائلي الذي أسس له صالح وقضت الثورة الشبابية عليه".
ووصلت أيضاً إلى عدن مواكب من محافظات أخرى في الجنوب ولا تزال المواكب في طريقها حتى وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء.
وكان الآلاف من شباب الثورة من محافظة الضالع توافدوا أمس على عدن للمشاركة في مليونة الثورة لإحياء الذكرى الأولى لتحقيق أهداف الثورة الشبابية وإسقاط صالح سلمياً وديمقراطياً, وقالت اللجنة إن وفود الضالع ولحج وأبين ستصل فجر اليوم بالإضافة إلى احتشاد أبناء عدن من جميع المديريات.

 

• القاضي الهتار يستنكر اعتقال الشيخ بن شعيب ويطالب بالإفراج عنه

استنكر القاضي/ حمود الهتار- وزير الأوقاف والإرشاد السابق - اعتقال وحبس العالم الفاضل الشيخ حسين بن شعيب بعدن.
وقال الهتار ـ في بيان له تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه ـ "أن اعتقال بن شعيب تم من قبل السلطة بناء على أوامر إدارية من اللجنة الأمنية بمحافظة عدن بسبب أنشطته السلمية وآرائه الفقهية في بعض المسائل السياسية ودون أمر من القضاء بالمخالفة لنصوص الدستور والقوانين النافذة والمواثيق الدولية التي كفلت للإنسان حرية التعبير عن رأيه في حدود الدستور والقانون.
وأضاف القاضي الهتار "كان الواجب على سلطة الوفاق منذ تشكيلها أن تجمع آراء الشيخ بن شعيب وغيره وترد عليها وتواجه الحجة بالحجة وأن تتحاشى اعتقال وحبس الأشخاص بالمخالفة لنصوص الدستور والقوانين النافذة لأنه يضع القائمين به تحت طائلة المسئولية الجنائية فضلاً عن أنه يعكر أجواء الحوار الذي تستعد اليمن للولوج فيه.
وأكد أن من حق كل مواطن أن يعبر عن رأيه في أي قضية من القضايا دون الإضرار بالآخرين أو المصالح العليا للوطن .
وطالب الهتار رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والنائب العام التدخل بالتوجيه بالإفراج عن الشيخ بن شعيب وغيره من ذوي الأنشطة السلمية الذين لم يرتكبوا أعمال عنف أو يحرضون عليه التزاماً بالنصوص الدستورية والقانونية وتهيئة لمناخات الحوار, كما طالب أعضاء الحراك بالمحافظة على السلمية وتجنب أعمال العنف.