الغموض يلف سقوط سوخواي

2013-03-07 15:57:51 أخبار اليوم/ تقرير خاص


ما يزال الغموض يلف واقعة سقوط الطائرة سيخواي 22 الروسية على حي الكويت جوار ساحة التغيير وسط العاصمة صنعاء، فيما تشير مصادر إلى خلافات نشبت بين الخبراء الروسين والفريق اليمني بشأن نتائج التحقيقات.

كشفت لجنة التحقيقات في حادثة سقوط الطائرة سيخواي 22 في 19 فبراير الماضي أثناء طلعة تدريبية يقودها الطيار/ محمد علي شاكر - 31 - عاماً ان الطيار لم يكن له يد في السقوط وأن ذلك كان خارجاً عن إراداته وأن السبب هو خلل فني مصنعي، محملة الشرطة المصنعة مسؤولية الكارثة التي وقعت في حي سكني وسط العاصمة, راح ضحيتها 10 مواطنين وأكثر من 17 جريحاً وتضرر العديد من المنازل والمحلات التجارية، وشددت على أن تتحمل الشركة الضامنة كافة التعويضات وفقا لتقارير اللجنة، وكذا تعويض المتضررين من نتائج الكارثة من قبل الجهات لمختصة.
وفي المؤتمر الصحفي التي عقدته لجنة التحقيقات أمس الاربعاء في مقر قيادة القوات الجوية بصنعاء - استعرض رئيس اللجنة مدير العمليات بالقوات الجوية العميد طيار ركن عبد الكريم الصعر شرحاً مفصلاً حول مسارات هبوط الطيران الحربي فوق العاصمة صنعاء والخطوات التي يتخذها الطيارون في كل عملية هبوط، نافياً مسؤولية الطيار في الكارثة.
وفي المؤتمر الصحفي لإعلان النتائج الأولية لسقوط الطائرة سيخواي ظهرت لأول مرة لجنة التحقيق في سقوط طائرة الانتينوف 62 بعد اربعة اشهر من سقوطها، حيث سقطت الطائرة في 21 نوفمبر الماضي على حي الحصبة وبداخلها 10ملاحين بينهم ضباط كبار.
 وقال رئيس لجنة التحقيق التحقيق في كارثة طائرة "الانتينوف إن 62 العقيد طيار ركن/ إبراهيم الشامي - نائب مدير التدريب بالقوات الجوية والدفاع الجوي – قال إن السبب في طائرة "الانتينوف " هو تعرض محركها الأيمن للحريق بسب تسرب الوقود وذلك ما أفصحت عنه نتائج التحقيقات الأولية، مشيراً إلى استمرار عملية التحقيق والتحليل للصندوق الأسود والتي تجري حالياً في روسيا، نافياً أن تكون الطائرة قد تعرضت لأي طلق ناري - حسب ما روجت له بعض وسائل الإعلام حينها.
وكانت طائرة سيخواي22 الروسية جاءت ضمن سرب طائرات يحتوي 18 طائرة مستخدمة تم شراؤها العام الماضي في علمية وصفت بانها صفقة فساد وأنها وصلت في تاريخ 4/7/2012 وأن هناك أسراباً أخرى في طريق الوصول تم شراوها ايضاً ضمن الصفقة المشبوهة.
وهو ماجعل لجنة التحقيق توصي بإعادة النظر في العقد المبرم مع الشركة ووقف استلام الطائرات المتبقية ما لم تتوفر كل شروط وضمانات السلامة وفق شهادات رسمية صادرة عن مكتب التصميم، بالإضافة إلى مراجعة العقد المبرم بين الشركة ومصنع التعمير ومعرفة جميع بنود التعمير.
الجدير ذكره أن هذا المؤتمر الذي عقدته لجنتة تحقيق سقوط الطائرة سيخواي22- كان من المفترض أن يعقد الاثنين الماضي إلا أن خلافات نشبت بين الفريق اليمني والفريق الروسي في التحقيق وتبادل الاتهامات حول مسؤولية سقوط الطائرة حيث يحاول فريق الخبراء الروس من الشركة المصنعة إرجاع السبب إلى الطيار وعدم حنكته إلى تحطم الطائرة وسقوطها على المدنيين، وهو ما ينكره الفريق اليمني الذي يؤكد أن سبب السقوط خللاً مصنعياً, محملاً المسؤولية الشركة المصنعة.
ويشير مراقبون أن هذه الخلافات حالت دون الوصول الى نتائج حقيقية حول سقوط الطائرة، في ظل استمرار الخلافات بين الطرفين لكشف الاسباب عن تحطم الطائرة، وأن إعلان النتائج الاولية أمس الأربعاء في مؤتمر صحفي ليس الا مجرد تخدير للرأي العام الذي يتطلع إلى معرفة نتائج حقيقية لسقوط الطائرات واتخاذ الإجراءات اللازمة للسلامة، ومحاسبة المتسببين في هذه الكوارث الانسانية.
ليبقى الغموض هو سيد الموقف في سقوط طائرات لم تعد صالحة لأي مهمات نظراً لقدمها وأخرى تم استقدامها في صفقات فساد مشبوهة, تم شراؤها أيام اللواء الركن/ محمد صالح الاحمر اثناء وقوفه على راس قيادة القوات الجوية اليمني وتمت إقالته في ابريل الماضي من قبل الرئيس هادي، وتعيين الجند في مهمة القيادة بدلاً منه.
وخلال السنوات الماضية, هناك العديد من الطائرات المقاتلة من سلاح الجو اليمني سقطت وهي في مهمات تدريبية أو قتالية، حيث تكشف إحصائية عن خسارة القوات الجوية اليمنية 25 طائرة عسكرية و أكثر من 17 طياراً ومساعد طيار و(23) مدرباً وفنياً وملاحاً خلال الـ8 سنوات الماضية، كما تظهر الإحصائيات سقوط وتحطم أكثر من 20طائرة عسكرية وتدمير (4) في حوادث تفجيرية واحتراق طائرة أخرى في عملية تفجيرية، إلا أن السيناريو الوحيد المتكرر عقب سقوط كل طائرة وتردده الجهات الرسمية ووزارة الدفاع:" أن خللاً فنياً وراء الحادث"، و" أن الطائرة دخلت في حالة انهيار مفاجئة وهو التصريح الذي اطلقته وزارة الدفاع عقب سقوط سوخواي 22 جوار ساحة التغيير.



الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد