استطلاع/محمود عبده الحميدي
محافظة لحج تلك المحافظة التي اشتهرت منذ زمن بالفن والغناء والوجه الحسن وبساتينها التي تفوح منها روائح الفل والكاذي مما جعل كثيراً من الشعراء يتغنون بتلك المحافظة المحروسة ذات الحروف الثلاثية "لحج".
المحروسة التي يحلو لدى بعض العامة من سكانها القدامى إطلاق عليها ذلك الاسم أصبحت اليوم تئن كثيراً جراء ما لحق بها من أناس لم يعرفوا قدر وأهل تلك المحافظة التي أصبحت اليوم روائح القمامة وباعة الأسماك وطفح المجاري والفساد المستشري الذي يزكم الأنوف طفت على روائح الفل والكاذي الذي كان رائحته تفوح على مسافة بعيدة وحلت محله.
"أخبار اليوم" والتي سبق لها أن طرقت العديد من قضايا الفساد في المحافظة تحاول اليوم أن تضع القارئ أمام وضع النظافة في لحج وما وصلت إليه. . وهاكم الحصيلة.
غياب الوعي
في بداية تحقيقنا هذا عن أوضاع النظافة وما تعانيه عاصمة محافظة الحوطة ومديرية تبن سألنا أولاً المواطن/ إبراهيم الزبيري صاحب بقالة في تبن عن النظافة في المحافظة؟
قال: إن أوضاع النظافة صفر، وهذا دليل على غياب الوعي لدى الموطن وكذا صندوق النظافة في المحافظة الذي ما زال مقصراً تجاه النظافة.
ويواصل حديثه فقد التزمنا بتوجيهات الصندوق بوضع برميل القمامة بجانب المحل لرمي المخلفات إلا أن عامل النظافة لا يتم رفع البرميل إلا بمقابل رغم ذلك من اختصاصه.
ويشاطره الرأي أيضاً المواطن وضاح العامري مهندس الكترونيات الذي وصف النظافة في المحافظة بأنها سيئة، فأصبحت القمامة منتشرة في جميع الشوارع والأثرية والأكياس البلاستيكية وغيرها من المخلفات التي أصبحت تزكم الأنوف، وتتم عملية النظافة فقط أيام المناسبات أما بقية الأيام فالحال يظل كما هو عليه حالياً.
ويؤكد أيضاً المواطن/ عبدالحكيم محمد الحكيمي أن المنظر العام للحوطة لا يليق بها أن تكون عاصمة لمحافظة لحج في ظل انعدام النظافة بها وطفح المجاي المنتشر في معظم شوارع عاصمة المحافظة والذي كان بالأحرى على السلطة المحلية الاهتمام بالمنظر الجمالي لعاصمة المحافظة.
ويضيف المواطن أشرف المخلافي بائع ملابس في الشارع العام أن أعمال الحفر ومد الكابلات في الشارع العام لا يصحبها بعد ذلك أعمال الترميم.
أما الشيخ مدين فضل عاقل حارة السعيد قال: أن هناك عملية رصف الأحجار في الحارة وهذا عمل يستحق الشكر ولكن تظل المخلفات والأتربة بعد عملية الرصف في موقعها ولم يتم رفعها أوتصفيتها.
وواصل حديثه بالقول: نحن عقال حارات نعمل بقدر المستطاع بالتعاون مع المقاولين في حالة انسداد المجاري أو تعطل الإنارة حتى يقوموا بإصلاحها.
أما الأخ رشاد الرفاعي عاقل حارة ابن خلدون فيؤكد أن أعمال النظافة لا يصلون الحارة وكذا الإنارة معدومة من أخطره إلى شراء "جلوب" بخمسة ألف ريال لإضاءة الحارة.
رأي عامل النظافة
عامل النظافة فواز علي يقول: نعمل بشكل دائم في تنظيف القمامة في الشوارع العامة وكذا كنس الأتربة أسبوعياً ووضعنا تحسن من حيث الرواتب حيث وصل إلى "23" ألف ريال ولكن المواطن في المحافظة لا يلتزم بعملية النظافة ورمي المخلفات.
مبررات واهية
إزاء ذلك الوضع الذي تعيشه محافظة لحج في غياب النظافة الواضحة حاولنا أن نضع العديد من الاستفسارات أمام الأخ عدنان محمد قطيش مدير عام صندوق النظافة وتحسين المدينة بمحافظة لحج لعلنا نجد الإجابة الشافية أمام ما تعانيه المحافظة.
وسألناه أولاً: كثر الحديث عن النظافة في المحافظة أين دور الصندوق حيال ذلك؟
* نحن تحملنا إدارة عمل الصندوق في 2003م واستطعنا بجهود طاقم العمل أن تنهض بعمل الصندوق حيث كانت الآليات لا تتعدى خمس آليات وخمسة وخمسين عامل بأجور لا تتعدى ستة آلاف ريال، أما الآن فنحن لدينا "27" آلية وعملنا عمليات تحسين ومنها مثلث ننهض وقام أمين عام محلي الحوطة بتأجيره ونحن الآن في المحكمة كذلك قمنا بتبليط الشارع الخلفي للحوطة وعمل مجاري بحارة الكرود وبناء بذورات الشارع العام ونسعى الآن إلى عمل شبكة ري بالتقطير.
الصندوق يعمل بشكل جيد لكنه نتيجة للتداخل في عمل الصندوق مع المجالس المحلية وخصوصاً في العاصمة الحوطة ومديرية تبن وتعطل عمل الصندوق في فترة 20062007م نتيجة ارتفاع أجور العمال وارتفاع سعر المحروقات وقطع الغيار وكذلك بعد مقلب القمامة عن المحافظة لكن تحسن دخل الصندوق في الفترة الأخيرة بعد افتتاح الشركة الوطنية للاسمنت حيث يتحصل الصندوق على "12" مليون شهرياً بواقع عشرة ريال عن كل كيس وحصوله ما بين "42-45" مليون شهرياً من الكهرباء كرسوم نظافة واستطعنا الحصول على دعم مركزي ابتداءً من الربع الآخر من هذا العام بواقع "3" مليون شهرياً.
* لماذا تظل مخلفات البناء في الحارات وعلى الشوارع والأرصفة؟ أين هو دوركم كصندوق نظافة وتحسين في هذه النقطة؟
* لا يتم رفع المخلفات لغياب الضوابط الإلزامية وغياب التعاون والترابط بين المواطن والمجلس المحلي وعقال الحارات مع صندوق النظافة ونحن دائماً نطالب بأن يكون هناك شرطة بيئية لضبط المخلفات وتوعية المواطنين لعدم وضع مخلفات البناء أو الحرائق داخل الحاويات.
وأضاف: نحن دائماً نطالب المجالس المحلي في الحوطة أنه عند فتح مناقصات أو مقاولات لمقاول لتنفيذ مشروع يجب إعطائنا اسم المقاول وأين يعمل من أجل متابعة المقاول لرفع مخلفات البناء.
* طفح المجاري المتواصل في الشارع العام في الحوطة يطرح أكثر من علامة استفهام حول عملكم، كما أن عضو في محلي الحوطة قال إن أعمال المجاري تم سحبها من البلديات إلى صندوق النظافة ما تعليقكم على ذلك؟
* صندوق النظافة تحمل أعمال المجاري في العام 2000م بدون إيجاد بنية تحتية حيث تحملها الصندوق وهي في هذه الحالة بعدم أن كان مكتب الأشغال ليس لديه اعتمادات وسبب طفح المجاري المستمر هو عدم وعي المواطن الذي يعمل على سد غرف التفتيش سواءً بالأحجار أو النيس وأيضاً مقاولين رصف الأحجار في الحارات مخلفات البناء على غرف التفتيش.
وأضاف: نحن ليس لدينا مهندس مجاري ومهندس المجاري التابع لإدارة الأشغال تم تفريغه وتحويله إلى صندوق البنك الدولي ونحن لا نمتلك الإمكانات من بوزات شفط المياه أو فتح انسدادات كما أننا لا نتحصل على رسوم نظافة من فواتير المياه كما هو معمول في محافظات كثيرة.
* باعتبار عملية تحسين المدينة جزءاً من عملكم لماذا لا تكون هناك أماكن للاستراحة والألعاب؟ ولماذا تبدو أكثر حارات الحوطة مظلمة؟
* بالنسبة لأماكن الاستراحة فنحن عملنا مثلث الدباء وكنا واضعين استراتيجية لذلك لكن وضع الصندوق المالي لم يسمح في تلك الفترة حيث قدمنا مقترح للمحافظ لعمل دكاكين داخلية وخارجية تعود إيراداتها لصالح الصندوق وتوفير عدد من الألعاب للأطفال، كذلك هناك حديقة في منطقة جلاجل سوف يتم تأجيرها لمستثمر لعمل حديقة خلال الفترة المقبلة.
وأضاف نحن عملنا على إنارة الحارات وتم التوسعة لكن هناك مجموعة من الشباب يقومون بسرقة الأسلاك الممتدة بين الإنارات وتعطيل "الجلوبات" ونتيجة للوضع المالي لم تستطع توفيرها لكن الآن لدينا "20" جلوب مع "20" مكيف والعيب أن عمال الإنارة لا يتبعون الصندوق وإنما يتبعون مكتب الأشغال وهذا يستوعب تداخل في العمالة والتبعية فعمال مكتب الأشغال في الحوطة لا يقومون بتنظيف سوى سوق القات فقط.
* يلاحظ العديد من المواطنين وخصوصاً أصحاب المحلات التجارية بأن النظافة في لحج هي نظافة موسمية تقتصر على الأعياد والمناسبات الوطنية؟ ما هي وجهة نظركم حيال هذا الموضوع؟
* * بالعكس نحن عملنا هو عمل متواصل ونحن الآن نطالب بضم آليات مكتب الأشغال إلى الصندوق للاستفادة من الحوش والإدارة والآليات، وأضاف نحن عملنا حملة نظافة واحدة كانت في عام 2006م بعد هطول أمطار غزيرة على المحافظة حيث تم "ترفيع" الباعة المتجولين وكان لها مردود كبير ولكن نتيجة للتداخلات في عمل الصندوق مع جهات أخرى يتعرقل عمل الصندوق في النظافة والتحسين فعندما ترصف الشارع كمنظر جمالي وتجد بأن مجموعة من الأكشاك قد وضعت على الرصيف بدون تصريح من قبلنا ولديها تصريح من المجلس المحلي فهذا يعيق من عملنا.
* ما مدى الإزدواجية في العمل بين مكتب الأشغال العامة وصندوق النظافة والتحسين؟ ولماذا لم تسلموا آلياتكم لصندوق النظافة؟
* * نحن سلمنا الآليات لصندوق النظافة والآن هي موجودة في صندوق النظافة ولكن للأسف بأن آليات مكتب الأشغال استخدمت وهي الآت معطلة في الحوش، إضافة إلى ذلك نحن سلمنا حوش مكتب الأشغال ونحن نتعاون مع صندوق النظافة بالعمال والآليات والمعدات ولكنا وجدنا في الأخير أنه يمكن الرجوع إلى القانون الذي أنشى بموجبه صندوق النظافة لمعرفة اختصاصات مكتب الأشغال واختصاصات صندوق النظافة، فالقانون يخول لمكتب الأشغال الصلاحية الكاملة بإعداد البرامج وتنفيذ النظافة.
وأضاف أن قيادة المحافظة أوكلت أعمال النظافة لصندوق النظافة وهذا من حيث تحصيل الرسوم والتمويل وليس التنظيف ولكن الآن حصل العكس، فالصندوق هو الذي يقوم بعملية التنظيف مع العلم أنه كان لدينا أربع آليات وخمسون عامل وكانت النظافة أحسن من اليوم والآن يوجد حوالي "165" عامل أجر يومي و"30" معدة والنظافة أقل من المستوى المطلوب.
وأضاف: حكاية أن الواحد يريد يأخذ صلاحيات ومش قادر يقوم بعمله لا بنظافة ولا بتحسين وأنا هنا لا أريد إلاساءة لأحد لكن من المفروض بأنه هناك برنامج واضحة وقانون وهو الذي ينظم العلاقة ليس بما أريد أنا ولا بما يريد الصندوق فالقانون يعطي الصلاحية لمن تكون وحالياً أعمال النظافة كلها يقوم بها الصندوق.
* هل صندوق النظافة يتبعكم مالياً وإدارياً وفنياً؟
* * صندوق النظافة لا يتبعنا لا مالياً ولا إدارياً ولا نراقب عليه بحكم أننا أعضاء في مجلس إدارة الصندوق في الاجتماعات فنحن نقر المشاريع لكن منذ حوالي العام 2006م لم نقم بأي اجتماع سوى اجتماع واحد في نوفمبر الماضي.
* هناك إشكالية يلاحظها المواطنون والزوار لهذه المحافظة وهي أن شوارع وأرصفة مدينة الحوطة عرضة لأعمال الحفر والشق بصورة دائمة؟ من المسؤول على ذلك؟
* * هذه الأشياء يقوم بها المجلس المحلي في المديريات ومؤسسة المياه ونحن الآن ننسق لإعادة سفلتة وصيانة جميع شوارع الحوطة سواءً بالرصف بالأحجار أو الإسفلت والآن.
اعترافات دون معالجة
كان لنا في نهاية هذا الاستطلاع أن نعرف وجهة نظر المجلس المحلي في مديرية الحوطة حيث التقيت الأخ منصور ظافر أمين عام محلي الحوطة لمعرفة رأيه عن النظافة وسألنا: أولاً:
* كيف تقيمون أعمال النظافة والتحسين في المديرية؟ وما مدى التعاون بينكم وبين إدارة الصندوق؟
* * إن أي تقييم لمستوى النظافة في المديرية يتبين إنه صفر في كل أحياء المدينة، فالنظافة تتم برامجها كاملة تحت إشراف صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة بآلياتها القديمة.
* لماذا لا يطالب المجلس المحلي في المديرية بإنشاء صندوق نظافة وتحسين في إطار المديرية حتى يستطيع القيام بعمله الرقابي والإشرافي على الصندوق؟
* * للمجلس المحلي الكثير من القرارات والتوصيات بضرورة وأهمية تكوين صندوق للنظافة في الحوطة وبإدارة متخصصة للصرف الصحي وباعتمادات كافية، وتحسين ظروف عمالها.
* نلاحظ أن ملاهي الأطفال في فترة العيد تشكل وصمة عار على السلطة المحلية، حيث نجد الأطفال يلعبون أمام براميل القمامة في حارتي الجامع وحيدة.
على أي جهة تقع مسؤولية توفير حديقة ألعاب واستراحة؟
* * إن إيجاد المتنفسات والمنتزهات أصبح اليوم ضرورة، وله خطوط مرسومة في البرامج الاستثمارية للمديرية لدورة العام في الحياة، ومؤخراً تم تحديد أرض زراعية وتسميتها متنفس قيصى وقد استكملت الإجراءات الخاصة بشراء الأصول الزراعية والحيازات الآلية بداخل المتنفس وسيتم تأهيله بحسب ما خططنا له وبما تقتضيه المصلحة العامة لتحقيق الأهداف والمهام المناطة على عاتقنا في سبيل خدمة مديريتنا وخلق نقلة نوعية في برامجنا الاستثمارية، وهنا لا يفوتني أن أسجل شكري وتقديري لأعضاء المجلس المحلي لما بذلوه من جهود حتى أصبح للمديرية متنفس وأن كان متواضعاً فهو يعتبر خطوة متقدمة في ضوء المشاريع المحتمل حدوثها في هذا المجال.
* هناك مشاكل كثيرة ترددت حول مثلث الدبأ ووصلت إلى المحكمة، ما علاقتكم في هذه القضية؟
* * لا عجب أن كثر الجدل حول هذا الموضوع بين المشككين أو المحتارين الذين لا يستطيعون إغفال إيجابيته، وأول ما يذكر من تلك الإيجابيات ما اتصل منها بإيجاد المتنفسات والمنتزهات، ولا غرابة إن قام تحالف في هذا الموضوع بين مراكز قوى تخطط لتحقيق مكاسب سياسية ولا تبالي بالوسائل أو بالخراب الذي يحل بالناس، وبين مراكز قوى تعمل بخلاف النظام والقانون للفوز بكل كسب حرام تسرق ما أمكن سرقته، وتختلس ما أمكن اختلاسه، وتجبي من الباعة ومفترش الأرصفة وأصحاب المطاعم والمحلات التجارية في المديرية جبايات ما عرفها القانون.
وأضاف: من خلال صحيفة "أخبار اليوم" سأضيف بإيجاز لما سبق توضيحه في صحف أخرى حول مثلث الدباء فالموقع عبارة عن حديقة أبرم أشغال الحوطة الجهة المعنية بشأنها اتفاقية عام 2003م عمد مدير عام المديرية في حينها ثم قام مدير أشغال المديرية بتحديد الاتفاقية لتأهيل الموقع كمتنفس واقتصر دورنا على تعميدها أسوة بالتعميد الذي جرى في 2003م ونرفق لكم نسخ من الاتفاقيتين ونسخة من إفادة مدير أشغال الحوطة، ويعرف الرأي العام في المديرية من هم ملاك المزارع والعقارات والسيارات الفارهة.
وختاماً أقول لمروجي الشائعات "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولو إلا كذباً".
