أصيب بعد ظهر أمس الأربعاء أربعة مواطنين بمدنية تعز, إثر اشتباكات مسلحة حدثت بين قوات الأمن ومسلحين بالقرب من سوق شعبي وسط مدينة تعز.
وأفاد شهود عيان قيام مجموعة من المسلحين بإطلاق النار بصورة عشوائية في سوق "الجهيم" الخاص ببيع القات لأسباب مجهولة مما أثار الخوف والهلع لدى مرتادي السوق.
وطبقاً لمصادر محلية فإن جنوداً من قسم شرطة الشماسي - القريب من السوق - توجهوا للمكان الذي شهد عملية تبادل إطلاق النار مما أدى إلى مقتل جندي وإصابة امرأة وطفل ومواطن، وتمكن أفراد الأمن من القبض على أحد الاشخاص المسلحين فيما تمكن البقية من الفرار.
من جانب آخر واصل صباح أمس مجلس تنسيق النقابات ونقابات المجتمع المدني اعتصامه أمام مكتب التربية والتعليم لليوم الثالث على التوالي للمطالبة بإقالة مدير عام التربية تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء الذي يرفضه محافظ تعز شوقي هائل تحت ذريعة رفض المحاصصة والتقاسم الحزبي فيما يتهمه شباب الثورة بالتحجج بالكفاءة والمعايير الوطنية وسيلة لممارسة الإقصاء في حق شباب الثورة والقوى المؤيدة لها وهو حق يراد به باطلاً حسب تعبير ناشطين في حركة "عائدون من أجل التغيير". 
وكان محافظ تعز قد شن يوم أمس هجوماً هو الأول على قوى سياسية لم يسميها تسعى للسيطرة على تعز ووضعها تحت الوصية, مستدلاً على ذلك بإغلاق مكتب التربية والتعليم بالمحافظة بما يهدد مستقبل 58 الف طالب موزعين على مستوى مدراس مديريات المحافظة، في حين أن مدارس تعز تجري فيها العملية التعليمية دون توقف.
وقال شوقي هائل - في الندوة التي أقامتها جامعة تعز يوم أمس بعنوان "مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبناء اليمن الجديد" - قال إن محافظة تعز لن تكون تحت وصاية أحد بسبب تظافر جهود أبناء تعز, مردفاً: يجب على تلك الأحزاب أن تسيطر من خلال تقديم كوادرها المتميزة وتقديم خدمات للمواطن وخدمة المحافظة.
وفيما يتعلق بمكتب التربية والتعليم قال المحافظ "لم نتفق مع الوزارة على تكليف رؤساء الشعب, ونحن في انتظار صدور قرار جمهوري بتعيين مدير لمكتب التربية, لكن ذلك لم يتم, ونحن بانتظار ما ستسفر عنه القضية المرفوعة ضد المحافظة من قبل المتنافسين لشغل المنصب, مشيراً إلى أن من قاموا بإغلاق المكتب يريدون حرمان أبناء تعز من الدراسة".
 ويأتي خطاب شوقي هائل ليكشف انشغاله بالمهاترات الحزبية والجانبية وتجاهله لقضايا و هموم المحافظة التي تعيش منذ فترة انفلاتاً أمنياً مخيفاً، عوضاً عن معاناة تعز وأبنائها الدائمة في قضية المياه التي يرى أبناء تعز أن المحافظ شوقي لو تفرغ لها قدر تفرغه للمهاترات الحزبية فإنه سيحقق نتائج ملموسة لحل هذه المشكلة المزمنة.
بدوره رئيس جامعة تعز الدكتور/ محمد الشعيبي, تطرق إلى أهمية الحوار وقال إن مؤتمر الحوار الوطني يمثل علامة فارقة في تاريخ اليمن و هو المسلك الوحيد والآمن لإخراج الوطن من المزالق والمخاطر ولحل الخلافات والنزاعات المجتمعية، فالكثير من الصراعات لا تحل إلا بالحوار، وبداية مرحلة جديدة يشارك فيها الجميع في رسم الخريطة السياسية واتخاذ القرار بعيداً عن سياسية الاستحواذ، مؤكداً على ضرورة المشاركة في إنجاح الحوار الذي يعتبر عملاً وطنياً سيعالج قضايا الوطن ويحافظ على أمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره.
من جانبه نصح الدكتور/ عبدالله محمد سعيد القدسي - وهو أحد المشاركين في الندوة- نصح محافظ تعز شوقي هائل بتجنب الخطاب المتشنج الذي يؤجج الشارع وعدم المزواجة بين السلطة والمال واختيار أحدهما لأن ذلك هو الفساد بعينه في حين اعترض عليه بعض الحاضرين في القاعة والمحسوبين على النظام السابق, في مؤشر على تأزم العلاقة بين محافظ تعز وأحزاب المشترك وعلى وجه الخصوص حزب الإصلاح.