شهدت مدن في عدد من المحافظات الجنوبية أمس حشوداً غفيرة لأنصار الحراك الجنوبي لإحياء جمعة "ماضون نحو التحرير والاستقلال" كما أطلق عليها.
وفي هذا السياق أكد الشيخ فضل الجابري -خطيب الجمعة التي أحياها الحراك بمدينة الحوطة عاصمة لحج -أن الجنوبيين ماضون نحو التحرير والاستقلال لانتزاع الحق المغتصب منذ عام 94م .
وأشار الشيخ الجابري في خطبته بساحة التحرير والاستقلال إلى أن ما وصفه بالمحتل اليمني عمل على تدمير كل مقومات الحياة المدنية على أرض الجنوب من خلال العديد من الحروب منها العسكرية والثقافية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وكل مقومات الدولة الجنوبية.
وتطرق الشيخ فضل الجابري في سياق خطبتيه الى ما يحدث في صنعاء من حوار وصفه بالمزعوم وقال أن هذا الحوار لن يستطيع طمس القضية الجنوبية ولن يجد له طريقاً في ارض الجنوب ..قائلا أن قوة الإيمان بالقضية سوف ننتزع الحق في التحرير والاستقلال وحفظ العرض وصيانة النفس واستعادة الحق المغتصب..
كما وجه الشيخ الجابري في ختام خطبته رسالة إلى العالم بقولة " يا مجلس الأمن أيها الأمم المتحدة شعب الجنوب هو الشعب الذي حمل الحضارة والقيم الأخلاقية والإنسانية إلى مختلف أنحاء العالم وهو الشعب الذي امتزجت حضارته بحضارات الأمم فشعب الجنوب يتوق إلى الحرية والاستقلال وان شعب الجنوب ماضٍ نحو التحرير والاستقلال " .
كما طالب كل المنظمات الجنوبية والإقليمية والدولية رفع دعوى ضد كل من اصدر فتاوى التكفير ضد أبناء الجنوب إلى محكمة الجنايات الدولية..
الساحة الأمامية لمنصة الشهداء بمدينة الحبيلين حضرتها حشود من أنصار الحراك في ردفان.
وفي خطبة الجمعة التي ألقائها الشيخ حسين بن شعيب رئيس الهيئة الشرعية للإفتاء الجنوبية ، سرد فيها ما قال عنها أساليب المكر والخديعة التي دأب عليها الداعون إلى ما يسمى بالحوار اليمني ,قائلا بان " إبرام العديد من العهود والمواثيق والاتفاقيات التي سرعان ما كانوا لها ناكثين ، وقال إن من العبث أن نحاورهم على وأد قضيتنا العادلة والمخطط لذبحها مبكرا.
وأضاف بان الوحدة التي يطربونا بها ويطبلون لها قد انتهت عام الحرب على الجنوب فالحرب أنهت مشروع الوحدة والى الأبد ، فوحدة معمدة بالدم لا تستقيم.. بالله عليك كيف يستقيم -حسب تعبيره .
وتعجب بن شعيب قائل : العجب بان الورقة الدينية استخدمها هؤلاء كورقة سياسة قذرة ، مشيراً الى مقولة " من يدعون إلى الانفصال فانهم يدعون إلى الكفر والموت" واعتبار الوحدة اليمنية فريضة شرعية ,مردفا: فوحدتهم يسموها بما شاءوا فليس العبرة بالمسميات إن العبرة بما يفرض على واقع الحياة ، متسائلا هل في عرفكم ودينكم إن شعب بأربعة ملايين يطالبون باستعادة عزتهم وكرامتهم ودولتهم ، انفصاليون كفار.
وتطرق بن شعيب إلى اللجان الشعبية وعرفها بأنها الفئة التي تحاول سلطات الأمن بثها بين أبناء الجنوب وهي لا تريد أن يهدأ بال الجنوبيين إلا بزرع الفتن فيما بينهم ، مضيفا: ونحذر مثل تلك الألاعيب التي قد تجاوزها الشعب الجنوبي .
من جانبه قال خطيب جمعة "نحو التحرير والاستقلال" في مديرية يافع رصد إن الحراك الجنوبي الذي كان له الشرف في سبق ثورات الربيع العربي قد تميز عن هذه الثورات بأنه ناتج عن الاستعمار البغيض الذي يرضخ تحته الشعب الجنوبي .
وأشار الشيخ طارق الكلدي -الذي كان يتحدث في خطبة الجمعة بمركز المديرية -إلى أن سلطة ما بعد يوم السابع من يوليو العام 1994م قد مارست الاستعمار بكل معانيه وقيمه وأخلاقه ، وقال: "إن بعض الجرائم التي ارتكبها الأمن اليمني في الجنوب كانت أبشع مما ارتكبته بعض القوى الاستعمارية التي احتلت هذه المنطقة أو غيرها من البلدان التي تعرضت لغزو عسكري".
ودعا الشيخ طارق الشعب الجنوبي إلى الصمود والتمسك بمبادئ ثورتهم الساعية إلى الانعتاق من هذا الاستعمار ، محذرا من الانجرار وراء بعض النزعات الشخصية والمشاريع المشبوهة التي تسعى إليها قيادات جنوبية مستغلة اسم الحراك الجنوبي وزخم الثورة في الساحات -حد قوله.
الشيخ الكلدي لم ينسَ أن يجدد رفض أبناء الجنوب قاطبة لما يحاك من مسرحيات في صنعاء لتوصف بـ الحوار الوطني "في محاولات متكررة لاحتواء قضية شعب الجنوب و"التعميش" على ثورته السلمية التي انطلقت شرارتها لاستعادة الدولة لا للبحث عن مناصب أو أراض أو تسويات لا تسمن ولا تعني من جوع" -حسب تعبيره.
إلى ذلك أدى انصار الحراك بمدينة الشحر خطبتي وصلاة الجمعة بالساحة العامة للاحتفالات (ساحة الحرية) حيث أحياها الشيخ محمد عبدالله باحداد اكد فيها أن القضية الجنوبية هي قضية تحرير واستقلال وهي قضية عادلة بامتياز .
وحث أبناء المدينة على مقاطعة المستوطنين من أبناء الشمال وقال أن سلاح المقاطعة سلاح فعال من شأنه سيعمل على رحيلهم طوعياً من ارض الجنوب، كما أستنكر مسلسل اغتيال الضباط والجنود الجنوبيين ونوه بأن ما يقارب 75كادراً جنوبياً من الأمن اغتيل من مجهولين. .
كما ندد بانقطاع التيار الكهربائي المتواصل المتعمد على أبناء الجنوب عامة والشحر خاصة وأعتبره وسيلة متعمدة لإخضاع المواطنين للأمن اليمني وطالب أبناء الجنوب بعدم تسديد فواتير الكهرباء والماء التي لا يعلم إلى أين تذهب تلك المبالغ المدفوعة من قبل المواطنين.