فيما تقرير أميركي يعتبر الضربات الأميركية أفضل وسيلة مع الإرهابيين..

برمان: القاعدة في اليمن قدمت تنازلات ووقعت صلحاً لكن أميركا ضغطت على اليمن لرفضه

2013-05-07 03:19:08 أخبار اليوم/ترجمة خاصة



في بادرة خطيرة تؤكد أن الإدارة الأميركية عازمة على مواصلة سياستها في الحرب على الإرهاب في اليمن باستخدام طائرات بدون طيار، اعتبر موقع "استراتيجي بيج" العسكري الأميركي أن عمليات الطائرات بدون طيار بدأت تشل حركة القاعدة في اليمن، وأن هذه الحملة أكثر فعالية بكثير من البحث عن الإرهابيين ومهاجمتهم حيثما يختبئون.
وأشار الموقع ـ في تقرير نشره أمس ـ إلى أن الاعتماد على القوات البرية هي وسيلة أكثر دموية، لاسيما من حيث الخسائر في صفوف المدنيين، مؤكداً بأن الإرهابيين لم يعد ينجحوا في الدفاع عن أنفسهم ضد تكتيكات الطائرات بدون طيار.
وفي الوقت الذي كثفت فيه المنظمات الحقوقية داخل اليمن وخارجه من حملتها ضد هذه العمليات الأميركية خاصة في أميركا نفسها، ذهب الموقع إلى القول إن القاعدة أمام عجزها في مواجهة تكتيكات الطائرات بدون طيار، فإن أقصى ما يمكن أن تعمله القاعدة هو أن تقود بعض جماعات المصالح الخاصة للضغط على وسائل الإعلام والسياسيين لتحريم استخدام الطائرات بدون طيار على أساس أنها جريمة حرب.
وفي أول رد فعل على هذا التقرير علق الناشط الحقوقي وأحد المناهضين لسياسة الإدارة الأميركية للحرب على الإرهاب في المنطقة المحامي/عبد الرحمن برمان، علق عليه بالقول: إن الولايات المتحدة بدا موقفها في الفترة الأخيرة ضعيفاً ومحرجاً أمام العالم، وسقطت مسميات أنها بلد الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، خاصة وأن هذه الطائرات بدون طيار أظهرت الوجه الحقيقي لأميركا حتى أنها أنهت مزاعم أميركا أنها بلد الديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيراً إلى أنه ومن خلال مثل هذه التقارير التي تقف وراءها جهات استخباراتية أميركية ـ حسب قوله ـ تحاول أميركا ـ بعد أن خسرت جزءاً كبيراً من شعبيتها ـ تعيد شعبيتها، مشيراً إلى أن هناك وسائل إعلامية تابعة للاستخبارات الأميركية تتولى مهمة تحسين صورة الإدارة الأميركية، مؤكداً أن الإدارة الأميركية تنفق مبالغ طائلة لتحسين صورتها سواء داخل رأي الشارع الأميركي أو أمام الرأي العام الخارجي، خاصة في هذه الآونة بعد أن صعدت المنظمات الحقوقية داخل أميركا من حملتها المناهضة لحملة الطائرات بدون طيار.
وذكر المحامي برمان أن هناك جامعات أمير كية تجري أبحاثاً حول موضوع الطائرات بدون طيار في اليمن منذ ثلاثة أشهر بعد أن قامت بنفس العمل في باكستان، مؤكداً أن نتائج هذه الأبحاث والدراسات أكدت أن هذه الحملة للطائرات بدون طيار وسعت من دائرة غضب الشارع الباكستاني والإسلامي بشكل عام.
وقال: أنا لا أتفق مع القول بأن هذه العمليات ستشل حركة القاعدة، بقدر ما ستعطي القاعدة أنصاراً جدد، ومتعاطفين جدد، وتجعل من أعمال القاعدة أمام الكثير من الناس بأنها أعمال مشروعة في ظل استمرار عمليات الطائرات بدون طيار، كون الأمر سيؤخذ عند الكثير بأنه من باب الدفاع عن النفس.
واستبعد الناشط الحقوقي/عبد الرحمن برمان ـ في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" ـ استطاعة أميركا لشرعنة هذه الحملات والعمليات من خلال نشر مثل هذه التقارير، خاصة وأن هناك إجماعاً عالمياً على تحريم هذه الضربات ومن كل فقهاء القانون والمنظمات الدولية، والتأكيد على أن هذه الأعمال هي قتل خارج إطار القانون، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة أكدت أنها ستجري تحقيقات حول الضربات الأميركية في باكستان واليمن وأن المقرر الخاص بالقتل خارج القانون، أكد ـ في محاضرة بإحدى الجامعات الأميركية ـ على أن هذه الضربات تعتبر جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب واستهدافاً للمدنيين، وأعتقد أن أميركا غير قادرة على إقناع العالم بأن هذا الأمر مباح.
وحول ذكر التقرير بأن الإعلاميين والسياسيين يدركون بأن البدائل لضربات الطائرات بدون طيار ستكون أكثر فتكاً، أفاد برمان أن البدائل لن تكون كذلك لأن البدائل يجب أن تكون التنمية التعليم، الحوار مع هذه الجماعات، مضيفاً: الولايات المتحدة هي جزء من الذين عارضوا الحوار مع القاعدة في الأيام الماضية، حيث كانت القاعدة قد عرضت ـ خلال الفترة القليلة الماضية ـ الحوار وقدمت تنازلات كبيرة، وكان هناك ضغط أميركي ضيع لليمن فرصة المصالحة مع هذه الجماعات المسلحة، التي كانت قد أعلنت واستعدت عبر زعيم القاعدة، في جزيرة العرب/ناصر الوحيشي، الذي وقع على اتفاق صلح، وكان عندهم استعدادات كبيرة على ذلك، ونحن التقينا بعدد من أنصار القاعدة وأكدوا أنهم لديهم استعداد كبير جداً للعودة للاندماج في المجتمع مؤكداً أنها كانت فرصة كبيرة بعد نجاح الثورة الشبابية الشعبية في اليمن، أدركت القاعدة أن عملها المسلح والدماء التي سفكتها كانت تثبت عرش النظام السابق، وأن الثورة السلمية التي قادها الشباب أثبت لأنصار القاعدة بأن نظريتهم خاطئة، مؤكداً أن أميركا لا تريد أن تنهي مبرر وجودها في المنطقة كونها تسعى لأن يكون هناك عناصر مسلحة، ولا تريد أن تنمو القاعدة أو تنتهي معاً.
وأشار إلى أن الحكومة اليمنية تنفذ السياسة الأميركية في تصالحها مع القاعدة وأن هذا شيء لا يختلف عليه اثنان، منوهاً إلى تصريحات رئيس الجمهورية السابقة التي أكد خلالها أن الضربات تتم بعد أخذ الأذن منه وأنه يسمح بتلك الضربات الأميركية، مبدياً إعجابه بالتقنية والدقة العالية للطائرات بدون طيار، مؤكداً أن الضحايا التي خلفتها الضربات الأميركية ستكون شاهدة على كل من ساهم وسهل تنفيذ هذه الضربات وسيأتي اليوم الذي سيحاسب فيه..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد