جمال الفكرة والاستغلال السيئ .. إب المهرجان.. وليالي علان

2007-07-29 11:02:07

تحقيق/ عبد الوارث النجري

إب.. جنيف اليمن أو اللواء الأخضر كما يحب ابناؤها تسميتها، جمال رباني ممزوج بتاريخ عريق وتراث ثمين، ليست مدينة إب فقط ولكن كافة مديرياتها، إلا ان مدينة إب تلك الجوهرة المبهرة الجاثمة على البساط الأخطر هي الأجمل والأروع، وكان الشيخ عبدالعزيز الحبيشي صادقاً عندما قال تعرف محافظة إب بالخضرة وتنتهي حدودها بانتهاء الخضرة، وهذا المنظر الرباني الخلاب تتزين به محافظة إب لأكثر من ستة اشهر كل عام، مع بداية ابريل وحتى نهاية السنة وتزين ذلك الاخضرار الممتد على مختلف مديريات المحافظة زخات المطر التي تهطل على جبال ووديان وسهول اللواء الأخضر بشكل يومي خلال فصلي الصيف والخريف، والزائر لهذه المحافظة يتمنى البقاء فيها لاكثر وقت ممكن، ففي الوقت الذي يبهره فيها جمال الطبيعة الذي يشده اليها للبقاء اكثر لتوافق المناظر الخلابة مع اعتدال المناخ على مدار العام هناك ايضاً الكثير من المقومات الطبيعية والمعالم التاريخية والعادات والتقاليد الشعبية التي تؤهل هذه المحافظة الخضراء لتصبح العاصمة السياحية للوطن بشرط افساح المجال امام المستثمرين لإقامة العديد من الحدائق والمتنزهات والفنادق السياحية التي يفتقدها حالياً السائح الزائر لمدينة إب، ولعل مؤثر استكشاف فرص الاستثمار قد اعطى محافظة إب نصيبها في ما يخص عملية الترويج السياحي لما تمتلك هذه المحافظة من مقومات سياحية طبيعية ومعالم اثرية وتاريخية وعلى هذا الاساس جاءت فكرة اقامت المهرجانات السياحية في محافظة إب خلال العطلة الصيفية ببداية الموسم الزراعي وهطول الأمطار إلا ان هذه الفكرة مثلما بدأت بقوة ونجاح وكانت محافظة إب هي السباقة في اقامة مثل تلك المهرجانات السياحية نلاحظ اليوم ان تلك الفكرة الجميلة والهادفة صارت اليوم تتجه نحو الهبوط والركاكة والتقليد والتكرار بسبب استغلال قلعة تلك المهرجانات والاعلان عنها والتسول باسمها لتحقيق المزيد والمزيد من المصالح الشخصية البحتة، اما الهدف الذي تقام لأجله تلك المهرجانات السياحية في إب فاصبح مجرد شعارات جوفاء يروج بها نفر لأهداف خاصة بهم فقط، فالمهرجان الذي كان يقام كل عام في مديرية من مديريات المحافظة بهدف التركيز على ما تمتاز به تلك المديرية من مقومات سياحية وفرص استثمارية وكذا موروثات شعبية وآثار ومعالم تاريخية حتى تعطى كل مديرية وكل عزلة ومنطقة حقها في جانب الترويج السياحي والاستثماري نجد اليوم في المهرجان السياحي الخامس الذي سيدشن في السادس من الشهر القادم اقرت فيه قيادة المجلس المحلي بالمحافظة ان يدشن المهرجان وتقام فعالياته بشكل دائم في عاصمة المحافظة وهذا أول مؤشر لهبوط المهرجانات السياحية القادمة وقتل تلك الفكرة الجميلة التي كانت إب هي السباقة إليها، كذلك نجد أن برنامج فعاليات مهرجان إب الخامس وحسب الجدول الذي حصلنا على نسخة منه نجد تلك الفعاليات غير قيمة ولا تخدم السياحة والنشاط السياحي في المحافظة لا من قريب ولا من بعيد، فهي اما مسابقات ثقافية أو ندوات توعوية خاصة بالبيئة وغيرها إلى جانب قيل انها ستقام تظاهرات تجوب شوارع إب في ايام المهرجان، وهو ما بدأت تحذر منه قيادات محلية وشخصيات اجتماعية في المحافظة، معتبرة ان اقامة مثل التظاهرات مهما كان هدفه وشكلها في الوضع الراهن بعد خطورة ومؤامرة قد يكون منذ ورائها جهات عدائية بالمحافظة والوطن واهدافها غير واضحة، واعتبرت تلك الشخصيات موافقة قيادة المجلس المحلي على تلك الفقرات انما جاء وفق تضليل ومبررات واهية استطاعت تلك البطانة السيئة التي تحيط بالمحافظ ونائبه اقناع قيادة المحافظة بالقبول بها، وذكرت تلك الشخصيات الاجتماعية سلبيات المهرجانات السابقة مثل اثارة ظاهرة الزواج السياحي في المهرجان السياحي الثالث وتغيير السلام الوطني في حفل تدشين المهرجان السياحي الرابع والتي كان لتلك البطانة يدفيها باعتبارها اصبحت هي المستفيد الاول والاخير من تلك المهرجانات الديكورية والغير هادفة وحتى لا تسعى تلك البطانة لتفسير كلامي هذا بانه ضد اقامة المهرجانات السياحية، اتمنى على قيادة محلي إب ان تتطلع على ما نطرحه وكذا العمل لما فيه خدمة المحافظة وابناءها والاستفادة من المهرجانات التي سبقتنا هذا العام حتى لا تكرر الأخطاء ومن يسم قيادة إب وبطانتها وهي تتحدث عن السياحة والاستثمار وتطالب فخامة رئىس الجمهورية في مناسبة وطنية هامة بأن يعلن إب عاصمة سياحسية وتتغنى كل صيف منذ اربع سنوات بمهرجاناتها السياحية ويتم طباعة كتب خاصة بتلك المهرجانات بملايين الريالات، من يسمع ذلك يقول ان هناك جدية من قبل قيادة إب ومن حولها لإنعاش النشاط السياحي والاستثماري في المحافظة، لكن من يزور مكتب السياحة في المحافظة والذي يعتبر هو الجهة الرسمية ذات الاختصاص تتغير لديه تلك الفكرة باتجاه السالب «100%» حيث لا اثاث لا موظفين ملتزمين بالدوام لا نظافة داخل المكتب بل شقة في شارع العدين اشبه بأماكن الأشباح، في الوقت الذي يلمس الزائر لمكتب الاستثمار النعيم على وجه مدير المكتب الذي هو الآخر لم يكن له اي دور في تشجيع المستثمرين بإقامة مشاريعهم داخل المحافظة منذ افتتاح المكتب بل على العكس القيام بابتزازهم بين الحين والآخر بطريقة غير اخلاقية أو قانونية ولدينا ما يؤكد ذلك.

لقد طلب مني الأستاذ امين البعداني -رئىس اللجنة الإعلامية للمهرجان السياحي الخامس في إب ان اكتب ونفطي ذلك المهرجان من خلال الاستطلاعات والتحقيقات حول المناظر السياحية والمعالم التاريخية التي تمتاز بها محافظة إب، رغم اني لا ادرك ما علاقة ذلك بالمهرجان الذي اقرت قيادة إب نقله من مديريات المحافظة إلى مدينة إب بشكل دائم، فالمتحدث عن وادي بنا في مديرية السدة أو وادي الجنات في السحول أو وادي الدور في مديرية العدين لا بد ان يتطرق إلى ان تلك المناظر الطبيعية الخلابة التي تبهر الزائر لتلك الوديان بحاجة إلى اقامة العديد من المنتزهات والفنادق والمطاعم الراقية حتى يستطيع الزائر ان يشعر بالمتعة والراحة عند زيارته لتلك المناظر لا ان يمر عليها مرور الكرام كما ان المتحدث عن الحمامات الطبيعية في مديريتي القفر والعدين لا بد ان يتطرق إلى ما تحتاجه تلك الاماكن من الحفاظ والاهتمام من خلال بناء غرف خاصة بالزائرين لها حتى تظهر بالشكل اللائق والمطلوب ومن يتطرق بالكتابة عن حصن حب ومتحف ظفار يتذكر وعود الوزير السابق للثقافة في بناء دور ثاني لمتحف ظفار وكذا ترميم حصن حب حتى يستطيع الكاتب ان يكون منصفاً لما يتطرق إليه.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد