الأسد يلتقي ساسة يمنيين ويقول إن سوريا ستدافع عن نفسها..

لندن: اتخاذ قرار بمهاجمة سوريا لا يتطلب موافقة مجلس الأمن

2013-08-30 16:29:58 أخبار اليوم/ متابعات


تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية محتملة لسوريا، حيث أعلنت وزارة الدفاع البريطانية, أمس, إرسال ست طائرات حربية إلى قاعدتها بقبرص، ونقلت تقارير صحفية فرنسية أن باريس أرسلت فرقاطة لتنضم للأسطول الحربي المرابط قبالة السواحل السورية.
وبينما رُصدت حشود للقوات الأميركية والأردنية المشتركة على طول الحدود الأردنية السورية, قررت روسيا, حليفة نظام دمشق, إرسال سفينتين حربيتين إلى شرق البحر المتوسط.
وقتل نحو 1600 شخص, جلهم من الأطفال والنساء, فيما جرح الآلاف, في هجوم بالأسلحة الكيمياوية قرب دمشق الأسبوع الماضي.
وتتوالى ردود الأفعال الدولية بشأن الضربة العسكرية المتوقعة ضد نظام بشار الأسد في سوريا، فقد رأت فرنسا أن الحل السياسي لن يحدث ما لم يتمكن المجتمع الدولي من وقف القتل ودعم المعارضة، وشددت ألمانيا وبريطانيا على ضرورة "معاقبة" النظام مع تأكيد لندن على أن القانون يجيز مهاجمة سوريا دون موافقة مجلس الأمن الدولي.. وفي المقابل وصفت موسكو التدخل العسكري بأنه "تحد صريح" لميثاق الأمم المتحدة، بينما حثت بكين جميع الأطراف على ضبط النفس.
وعقب اجتماع عقده الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند, أمس, مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، قال هولاند إنه "يجب بذل كل جهد من أجل حل سياسي، لكن هذا لن يحدث إلا إذا استطاع الائتلاف أن يظهر كبديل يتمتع بالقوة اللازمة خاصة على صعيد جيشه".
وأضاف أنه لا يمكن التوصل إلى حل سياسي إلا إذا تمكن المجتمع الدولي من وضع "نهاية مؤقتة لهذا التصعيد في العنف، والهجوم الكيماوي أحد أمثلته".
ونقلت رويترز عن مصدر مسؤول في لندن أن اتخاذ قرار بمهاجمة سوريا لا يتطلب موافقة مجلس الأمن، وذلك تزامناً مع صدور تقرير استخباري بريطاني يقول إن استخدام النظام للسلاح الكيمياوي بات شبه مؤكد.
وفي هذه الغضون قال الرئيس السوري/ بشار الأسد, أمس الخميس, خلال لقاءه وفداً من ساسة يمنيين, إن سوريا ستدافع عن نفسها أمام أي عدوان.
ونقل التلفزيون الرسمي عن الأسد قوله «إن التهديدات بشن عدوان مباشر على سوريا ستزيدها تمسكاً بمبادئها الراسخة وقرارها المستقل النابع من إرادة شعبها, وإن سوريا ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان».
ونشر القيادي في حزب البعث الاشتراكي قطر اليمن، نائف القانص, صوراً على الفيسبوك للقاءات له وسياسيين يمنيين, بينهم امرأة, مع الرئيس السوري/ بشار الأسد.
وطبقاً لوكالة الأنباء الحكومية السورية فإن الوفد اليمني يضم عدداً من قيادات الأحزاب ونواب البرلمان في اليمن.
ونقلت وكالة «سانا» السورية أن أعضاء الوفد اليمني «أكدوا وقوفهم إلى جانب سورية في مواجهة المحاولات الرامية للنيل من موقعها ودورها كحاضن للعروبة والقومية والمقاومة».
وفي سياق ردود الأفعال من مجزرة الكيمياوي بسوريا.. أشار الأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين في فيينا, أمس, إلى أن المفتشين الدوليين سيرفعون تقريرهم له حال خروجهم من دمشق بحلول صباح السبت القادم, وأنه بناء على ذلك سيقطع زيارته إلى النمسا.
وعقدت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي, والتي تتمتع بحق النقض (الفيتو), مجدداً بعد ظهر الخميس جلسة مشاورات مغلقة في نيويورك تتناول الملف السوري.
من جهته قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إن بلاده أرسلت ست طائرات من سلاح الجو الملكي من طراز تايفون إلى قاعدة أكروتيري البريطانية بقبرص.. واعتبر المتحدث أن هذا التحرك مجرد إجراء احترازي لضمان حماية المصالح البريطانية والدفاع عن مناطق قواعد بريطانيا السيادية في فترة تشهد تصاعدا في التوتر بالمنطقة.
 كما أكد أن هذا التحرك هو لقطع دفاعية تعمل في الأجواء ولن تشارك في أي عمل عسكري ضد سوريا.. وتقع قبرص على بعد 200 كلم فقط عن الساحل السوري، كما أن لبريطانيا أيضاً سفنا حربية في البحر المتوسط.
مقابل حشود واشنطن وحلفائها قالت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية أمس الخميس إن روسيا تعتزم إرسال سفينتين إلى قواتها البحرية في شرق البحر المتوسط.
ونقلت الوكالة عن مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة قوله إن سفينة مضادة للغواصات وطراد صواريخ سيصلان في الأيام القادمة بسبب "الوضع المعروف جيداً" في إشارة واضحة إلى الأزمة في سوريا.
إلى ذلك قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن أي إجراء تعتزم الحكومة البريطانية اتخاذه بشأن سوريا سيكون قانونياً.
وأعلن في كلمة أمام جلسة طارئة للبرلمان أن تصويت مجلس العموم على اتخاذ عمل عسكري ضد النظام السوري يجب أن يكون بعد انتهاء خبراء الأمم المتحدة من تقريرهم عن الهجوم الأخير بالأسلحة الكيمياوية في غوطة دمشق.. وقد أيد ذلك زعيم حزب العمال المعارض وأكد أنه ليس ضد تدخل عسكري في سوريا, ولكن يجب الحذر من التداعيات.
وتأتي هذه التطورات في إطار تصويت مجلس العموم للتدخل عسكرياً في سوريا بعدما أجبرت المعارضة العمالية رئيس الوزراء على انتظار تقرير مفتشي الأمم المتحدة قبل اتخاذ أي قرار حول هذا التدخل.
ورفع كاميرون مذكرة حكومية بعد ظهر أمس إلى مجلس العموم على أن يتم التصويت عليها مساءً، تدين "استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا في 21 أغسطس/ آب 2013 من جانب نظام بشار الأسد", الأمر الذي "يتطلب رداً إنسانياً قوياً من جانب المجتمع الدولي قد يستدعي عند الضرورة عملاً عسكرياً يكون قانونياً ومتكافئاً, ويهدف إلى إنقاذ حياة الناس ويمنع أي استخدام مقبل لأسلحة كيمياوية في سوريا".. ولكن للانتقال من هذا الاتفاق المبدئي في حال تبنيه في تصويت اليوم إلى البدء الفعلي في التدخل العسكري، فإن الاقتراح الحكومي يتطلب تصويتاً آخر بعد إعلان نتائج التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة حول الهجوم الكيمياوي المفترض في سوريا.
وبشأن التدخل العسكري البريطاني في سوريا أوضح كاميرون أنه لا يمكن التفكير في ذلك "إذا كانت هناك معارضة عارمة داخل مجلس الأمن الدولي"، مشدداً على ضرورة المرور على الأمم المتحدة للحصول على مشروعية أي عمل ضد سوريا.
وفي مداخلته أمام مجلس العموم قال كاميرون إن النظام السوري استخدم السلاح الكيمياوي بلا أدنى شك, وإن ذلك حقيقة لا يمكن إنكارها.. وفي سياق تبريره لذلك أشار إلى أن النظام السوري يمتلك السلاح الكيمياوي والمعارضة لا تمتلكه.
وأعلن متحدث باسم مكتب رئاسة الحكومة البريطانية، أن حكومة بلاده صاغت قراراً يدين الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية في سورية، ويدعو مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات بموجب الفصل السابع لحماية المدنيين من الأسلحة الكيماوية.
وقال المتحدث:" إنه لطالما كررنا بأننا نريد مجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤولياته بشأن سورية، واليوم نعطي الدول دائمة العضوية فيه الفرصة للقيام بذلك".
وأضاف:" إن هذا القرار سيُعرض خلال اجتماع الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، في نيويورك الليلة الفائتة".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد