أكدت مصادر محلية بمحافظة صعدة لـ"أخبار اليوم" أن ميليشيات حركة التمرد الحوثي اغتالت, يوم أمس الخميس, اثنين من الطلاب الدارسين بدار الحديث في منطقة دماج أثناء ما كانا في طريقهما إلى منزليهما في دماج.
وأوضحت المصادر أن ميليشيات التمرد الحوثي قامت, مساء أمس, باللحاق بالطالبين "عبدالله بن تركي عربص، وعبدالمجيد بن عبدالله حميد عزيز", وهما يستقلان دراجة نارية، وإيقافهما في منطقة "الحجرين" وسط دماج، وقاموا بمحاولة انتزاع سلاحهما الشخصي, إلا أن الطالبين رفضا؛ كونهما من أبناء محافظة صعدة، وليسوا من خارجها, وجميع أبنائها يتجولون بالسلاح، فسمحت لهما عناصر الحوثي بالمرور، وما إن عبرا عدة أمتار حتى أمطرت عناصر الحوثي عليهما الرصاص واغتالوهما غدراً.
وأشارت المصادر إلى أن اللجنة الرئاسية المكلفة بإزالة التوتر في منطقة دماج بمحافظة صعدة، قد علمت بالحادثة ولم تعمل شيئاً حيالها, وتجاهلت مطالب أبناء دماج وطلاب دار الحديث بتسليم القتلة إلى الجهات الحكومية المختصة بصنعاء.. وبعد مرور ساعتين من حادثة الاغتيال اتصل أحد أعضاء اللجنة بالمعنيين في دار الحديث وقالوا إن الحوثيين يقولوا إن لديهم قتلى من عناصر الحركة, في محاولة من الحوثيين واللجنة إلى إخفاء طابع المواجهة المسلحة بأنها قد وقعت بين الطالبين وعناصر الحوثي, إلا أن المعنيين في دار الحديث طلبوا من اللجنة إطلاعهم على جثث قتلى الحوثيين إن كانت هذه المعلومة صحيحة, إلا أن اللجنة لم تقم بذلك أيضاً, وادعت أنها أبلغت من الحوثيين بهذا الأمر, ولم تتأكد منه بعد.
المصادر ذاتها أكدت أن أبناء دماج يشكون عدم حياد اللجنة الرئاسية في التعامل مع الوضع القائم في دماج والحصار الذي تحاول أن تفرضه ميليشيات الحوثي على دماج.. حيث يفيد عدد من أهالي دماج بأن اللجنة بعد أن فرضت عليهم وعلى الطلاب ترك المواقع والنقاط الدفاعية لهم, طلبت منهم إخلاء منطقة تسمى "الوطن" بدماج وتسليمها للحوثيين، الأمر الذي دفع بالشيخ/ يحيى الحجوري, عميد دار الحديث بدماج، للحديث مع اللجنة الرئاسية, وطلب منهم أن يتقوا الله في أهل دماج وطلاب العلم وعدم الانحياز لجماعة الحوثي.. حيث لم تقم اللجنة بالزام الحوثيين بإخلاء جميع النقاط والمواقع التي استحدثوها وسط وحول دماج.
ويأتي حادث اغتيال الطالبين "عربص، عزيز" من قبل الحوثيين، كجريمة جديدة وخرق جديد للهدنة منذ وصول اللجنة الرئاسية منذ نحو أسبوع تقريباً، الأمر الذي يؤكد تقاعس اللجنة الرئاسية عن القيام بالمهمة المناطة بها، عوضاً عن انحيازها التام- وفق ما يراه أبناء دماج- لحركة التمرد الحوثي المسلحة بصعدة.