بينما الأمن والبلطجية يقتلون ثلاثة متظاهرين..

مصر تنتفض من جديد في جمعة "الحسم" لاسترداد الثورة والجيش يقابل المسيرات بالمدرعات

2013-08-31 16:55:55 أخبار اليوم/ خاص


انطلقت في القاهرة وعدد من المدن الرئيسية بعد صلاة الجمعة, مظاهرات حاشدة من معارضي الانقلاب العسكري في إطار ما أطلق عليه "جمعة الحسم" وذلك في ظل إجراءات أمنية مكثفة وتحذيرات من الجيش والشرطة بلغت حد تهديد الأخيرة باستخدام الرصاص الحي.
ومع توقع اتساع نطاق وحجم الاحتجاجات مع اقتراب المساء, فقد شهدت أحياء (مدينة نصر ـ شبرا الخيمة ـ مدينة المهندسين) بالقاهرة مظاهرات حاشدة، في حين تركزت أبرز المسيرات خارج العاصمة في (أسيوط بصعيد مصر, وفي الإسماعيلية بمنطقة القناة, والدقهلية بالدلتا).
وشهدت محافظة الفيوم في شمال الصعيد, مظاهرات حاشدة بعدما خرجت مسيرتان من أمام مسجدي عبد الله وهبي والمعلمين عقب صلاة الجمعة، في حين خرجت مسيرة طلابية من أمام جامعة الفيوم باتجاه ميدان المسلة.
وخرجت المظاهرات, تلبية لدعوة من التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب ـ الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين, ويضم مختلف القوى الرافضة للانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/ تموز الماضي.
ودعا التحالف ـ في بيان أصدره أمس ـ الشعب للاحتشاد من أجل الدفاع عن "ثورته المسروقة وحريته المسلوبة" مؤكداً أن المصريين سيواصلون احتجاجاتهم "بكل أشكالها المتصاعدة والسلمية حتى استرداد ثورة 25 يناير المجيدة بكل مكتسباتها".
في المقابل، انتشرت قوات الأمن بشكل مكثف في القاهرة والمدن الرئيسية, فضلا عن مداخل المدن, حيث انتشرت الآليات المدرعة، وفرضت أطواقاً أمنية في محيط المنشآت الحيوية خصوصا بوسط العاصمة حول مقرات وزارة الداخلية ومجالس الشعب والشورى والوزراء.
كما تم إغلاق الطرق المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية بشرق القاهرة, وميدان النهضة بغربها, واللذين كانا لأسابيع مقر الاعتصام الرئيسي لأنصار مرسي قبل أن يتدخل الأمن بالقوة لفض الاعتصام في عمليات راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى.
وتأتي هذه المسيرات وسط أنباء عن اشتباكات بين المتظاهرين من جهة وقوات الأمن أو بلطجية مجهولين من جهة أخرى، تحدث التلفزيون الرسمي عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عشرات آخرين في سلسلة مواجهات جرت بالقاهرة والمحافظات..
 ففي القاهرة الكبرى، خرجت عدة مظاهرات للتنديد بالانقلاب ولعودة الشرعية، واستبقتها الشرطة بإغلاق الطرق المؤدية إلى منشآت مهمة بوسط القاهرة أبرزها مجلس الوزراء والشعب..
وحاول آلاف المتظاهرين التوجه إلى قصر الاتحادية الرئاسي, لكن قوات الأمن حالت دون وصولهم إليه، وهو نفس ما حدث للمظاهرة التي نظمتها حركة "أحرار" في شارع جامعة الدول العربية الشهير بمدينة المهندسين, حيث قامت الشرطة بإلقاء قنابل الغاز لمنع المتظاهرين من التقدم إلى ميدان مصطفى محمود, وتحدثت الحركة عن مقتل ستة من أعضائها خلال تلك المسيرة.
كما تصدى الأمن أيضا لمسيرة حاشدة انطلقت من عدة مساجد بمحافظة الجيزة، والتقت في شارع الهرم مرددة هتافات مناهضة لوزارة الداخلية ومناديه بسقوط حكم العسكر، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بعودة الشرعية وصورا للرئيس مرسي فضلا عن أعلام مصر وشعارات ترمز لرابعة العدوية.
وشهدت أحياء (شبرا وغمرة وحلوان والمعادي وعين شمس) بالقاهرة مظاهرات حاشدة، في حين كثفت قوات الجيش والشرطة وجودها على كورنيش النيل بمنطقتي المعادي وحلوان بجنوب القاهرة تحسبا لتوجه المتظاهرين إلى مقر المحكمة الدستورية العليا.
وفي الإسكندرية ـ ثانية كبريات المدن المصرية ـ قامت قوات الأمن بمحاصرة محيط مسجد القائد إبراهيم لمنع المتظاهرين من الوصول إليه، علما بأن هذه المنطقة تعد أبرز المناطق التي تشهد مظاهرات مؤيدة لمرسي بالفترة الأخيرة.
وامتدت مظاهرات جمعة الحسم إلى منطقة القناة بمحافظاتها الثلاث السويس والإسماعيلية وبورسعيد مظاهرات مماثلة جابت شوارع المدن واتجهت إلى الميادين الرئيسية للمطالبة برحيل "حكم العسكر" والإفراج عن المعتقلين ومحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين والمعتصمين.
كما شهدت بعض محافظات الدلتا مظاهرات ضخمة كان أبرزها في (طنطا ـ عاصمة الغربية, والمنصورة ـ عاصمة الدقهلية, ودمنهور ـ عاصمة البحيرة, والزقازيق ـ عاصمة الشرقية) وتطورت المظاهرات إلى اشتباكات بين المتظاهرين وبلطجية مما أدى إلى مقتل شخص، ليرتفع عدد ضحايا يوم أمس إلى ثلاثة حيث سقط قتيل في بورسعيد وآخر بالقاهرة فضلا عن عشرات المصابين.
واستبقت وزارة الداخلية نشر قواتها ببيان شديد اللهجة بثه التلفزيون الرسمي أمس، وحذرت فيه على لسان المتحدث باسمها من أن قوات الأمن ستطلق الرصاص الحي "في حال خرجت مظاهرات تنظيم الإخوان عن السلمية وتم التعدي على منشآت حكومية".
من جهة أخرى, أعلنت وزارة الداخلية مقتل شخصين أحدهما شرطي، إثر قيام مسلحين بإطلاق النار على نقطة شرطة جراج النزهة شرقي القاهرة من جانب سيارتين مجهولتين، وفقا لبيان صدر الجمعة عن الوزارة.
من جانبه, استعد الجيش لمظاهرات الجمعة عبر تكثيف انتشار مدرعاته بمداخل المدن، كما قام رئيس الأركان اللواء/ صدقي صبحي, بزيارة شمال سيناء وتفقد الأوضاع الأمنية بالمحافظة التي شهدت عشرات الهجمات على مواقع وقوات الجيش والشرطة بالأسابيع الماضية.
في الجانب الآخر, عبّرت قوى مؤيدة لمرسي عن مخاوفها مما وصفته بالمحاولات التحريضية التي استبقت مظاهرات اليوم. وقالت الجماعة الإسلامية في بيان وصلت الجزيرة نت نسخة منه إن القنوات التلفزيونية الموالية لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك تحاول الادعاء بعدم سلمية مظاهرات اليوم, واعتبرت ذلك نوعا من التمهيد لقمع أمني محتمل لهذه المظاهرات.
وأكدت الجماعة الإسلامية أنها دعت المتظاهرين إلى تجنب المنشآت الحيوية والشرطية، والعمل على حماية الكنائس، مشيرة من جهة أخرى إلى أنها رصدت مجموعة من البلطجية أمام قسم شرطة إمبابة بمحافظة الجيزة تستعد لعرقلة المسيرات التي ستخرج من المنطقة رفضا للانقلاب.
كما أكدت الجماعة على حق الشعب في التظاهر السلمي، وقالت إن سلامة المتظاهرين مسؤولية السلطات القائمة الآن، والتي ينبغي عليها خصوصا حماية المتظاهرين من استهداف القناصة فوق أسطح المباني "سواءً كانوا من بعض القطاعات الأمنية خارج السيطرة أو من بعض المأجورين أو البلطجية".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد