عام دراسي جديد بين هموم الأسر وجهود لا تحل

هموم العام الدراسي

2013-09-05 17:22:31 هموم الناس / خاص


ويظل الأمل والتفاؤل الكبير للطلاب وأسرهم في نجاح العام الدراسي ضرورة الاهتمام بشكل أكبر عن السنوات الماضية بنظافة المدارس وتجهيزها التجهيز الأمثل لاستقبال الطلاب وتفعيل دور المكتبات المدرسية وإعادة دورها الريادي في تشجيع الطلاب على القراءة والمطالعة وإنهاء العقبات التي تقف أمام الطلاب في دراستهم ومنها إنهاء مشكلة الإنطفاءات الكهربائية على المناطق الحارة التي تتسبب في فرار الطلاب من الفصول الدراسية نتيجة درجة الحرارة المرتفعة وما يحدث في الفصول من اختناقات والحد من الازدحام وتوفير المناهج الدراسية وعدم إثقال كاهل الأسر بالمستلزمات غير الضرورية وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع.
في حين يعبّر الطلاب (عبدالرحمن ومحمد وإبراهيم وفاطمة ورينا واحمد وحاتم وعبدالجليل (في المرحلة الأساسية) عن سعادتهم بعودتهم وذهابهم إلى مدارسهم وأشاروا إلى أنهم سيحققون آمالهم وتطلعاتهم التي لن تتحقق الا بالمثابرة والجد والاجتهاد.
كل عام
كما جرت العادة في بداية كل عام دراسي أن يستقبله الأبناء بالأفراح، والآباء بالأتراح، فالهموم هي نفسها ومشاكلنا مستنسخة رغم أننا كل عام نتحدث عن خطط واستراتيجيات لها أول وليس لها آخر.
همومنا التربوية أنواع، فبعضها مرتبط بمصاريف الدراسة، وغلاء أسعار الدفاتر والقرطاسية والملابس التي تكسر الظهور.. و نعتقد أن وزارة التربية كان بوسعها تخفيض بعض العبء عن الآباء إذا ما فكرت باستثمار جزء يسير من ميزانيتها في استيراد القرطاسية وإبرام عقود تصنيع الزي المدرسي، وفتح مراكز بيع في المحافظات بأرباح رمزية جداً، وبالتالي فإنها ستتحول إلى منافس قوي في السوق يحافظ على التوازن السعري.
جزء آخر من الهموم مرتبط بالإدارات المدرسية التي تغفو طوال العطلة ثم تفيق عشية اليوم الأول لبدء العام الدراسي لتستهل عملها بصورة عشوائية غير محددة بخطط استيعاب على أساس محل السكن، وكفاية الأبنية، وغير ذلك.. فمازلنا نرى حتى اليوم الطلاب يتجمهرون أمام أبواب المدارس حاملين الملفات، ولا أحد يكترث لهم غير الحارس الذي لا يجيد القراءة والكتابة.. فيما هناك من يركضون خلف المدير أو الوكيل الذي يصر على عدم تعليق إعلان يتضمن إرشادات للطلاب في كل ما يتعلق بالتسجيل أو التنقلات برغم مرور خمس أيام منذ الإعلان على بداء العام الدراسي ،فيما لا تزال بعض مدارس الأرياف وفي بعض عواصم المحافظات لم تبدأ بعد عامها الدراسي.
وكل مدرسة تذهب إليها سيطلب منك المدير الحصول على رسالة وتوصيات من المجلس المحلي أو حزبيه وغيرها من الهموم والتعقيدات لأسر أثقل كاهلها الوضع وغلاء المعيشة ونحن نتحدث عن تعليم مجاني ندعوا إليه الجميع.. وهناك أيضاً هموم مرتبطة باستراتيجيات التعليم والخطط الطويلة الأمد، فالكثير من المشاريع التوسعية يتم تنفيذها خلال أيام الدراسة وليس العطلة.. كما أن تحديد الاحتياجات من الأثاث المدرسي والكتب وتجهيزات المعامل إلى جانب الكادر التعليمي والوظيفي لا يتم إثارتها إلاَّ خلال العام الدراسي وليس في العطلة.. وهل تصدقون أن بعض الآباء حتى اليوم عجز عن العثور على مدرسة في العاصمة تقبل تسجيل ابنه الصغير قريبة من منزله فيما أخر لم يعثر على مدرسة لتسجيل أبنائه في القسم الأدبي؟..
الجزء الآخر من الهموم هو ما ستبدأ به نقابات المعلمين من دعواتها المتكررة للإضرابات التي.. تتوجه من الأحزاب وتتلقى توجيهاتها ليس لخدمة المعلم والعملية التعليمية والرقي بها بل من أجل مماحكات سياسية والضغط ومضاعفات هموم فقراء لا يستطيعون تعليم أبنائهم في مدارس خاصة.. وما يطلبه المجتمع من المدرسين ومدراء المدارس ومدراء مكاتب الارتقاء الى مستوى المسؤولية والحرص على مستقبل أبنائنا طلبة وطالبات.

متطلبات
معظم المدارس الابتدائية بلا حمامات وعلى الطفل الصغير أن يجلس محصورا طوال الحصة وعليه أيضا أن يركز ويفهم المدرس من أول صيحة، فالمرحلة الابتدائية هي الأساس إن صلحت صلح باقي التعليم وان فسدت فسد كل شيء.
وفيها ان تحبب التلميذ في الدراسة وإما أن تطفشه.
كما يرسل إلي هذه المدارس اقل المدرسين تأهيلا في حين تخصص الدول المتقدمة باحثين وعباقرة للتعامل مع عقول الأطفال اللينة في هذا السن واجتذابهم إلى التعليم.
وترى الأطفال متكدسون داخل الفصول بالعشرات و المدرس بينهم أشبه بمن جمع الجن وعجز عن تفريقهم وتجده وهو يردد المنهج بصوت مبحوح كمن يتلو طلاسم في قرية من الهنود الحمر وبين الحين والآخر ينعشهم بالقراءة بعده بصوت عال حتى يشغلهم عن التفكير باللحظة التي سيفرج فيها عنهم ويخلي سبيلهم من الفصل.
و تجد الأطفال الصغار وهم ينظرون إلى بعضهم البعض أشبه بالتائهين والأستاذ يبحث عن قدرة خارقة يستطيع أن يلفت بها نظر الطالب لكنه يعجز فلا يجد أمامه سوى الصياح والضرب على الطاولة إن وجدت بالعصا، وأصبح حتى المدرس ينتظر متى يدق الجرس ليذهب في تحسن وضعه وهمومه.
ويجب أن لا ننسى أن أكثر من مليونا طفل يمني بلا تعليم بسبب الفقر أو حاجتهم إلى العمل لإعالة أسرهم او بعد المسافة إلى المدرسة، أو الافتقار إلى وسيلة انتقال، أو مدارس النوع الواحد في المناطق الريفية، وانخفاض مستويات تدريب المدرسين ومؤهلاتهم، والفروق في الالتحاق بالتعليم بين البنين والبنات، وضعف القدرات المؤسسية من الوزارة وحتى مستوى المدرسة، وضعف المشاركة المجتمعية الالتحاق بالتعليم بين البنين والبنات، وضعف القدرات المؤسسية من الوزارة وحتى مستوى المدرسة، وضعف المشاركة المجتمعية...فهل أخذت الوزارة بكل هذه الهموم؟

معايير
فيما جهت الإدارات المدرسية رسالة إلى وزارة التربية والتعليم تطالب فيها بوضع معايير علمية لعملية الالتحاق بالقسمين العلمي والأدبي دون ترك ذلك حسب رغبة الطلبة لأن ذلك سيشكل نوعا من الفوضى فالعديد منهم يتخذها مجرد تجربة وبعد نصف عام دراسي تزداد طلبات النقل والشكاوي من الصعوبات بالإضافة إلى ما يشكله ذلك من ضعف في المخرجات التعليمية والتي يغدو النجاح فيها تحصيل حاصل، أضف إلى ذلك تحديد المقرر والمحذوف من منهج الصف التاسع والشهادة العامة مبكرا في بداية العام الدراسي لا إعلان ذلك قبل موعد الامتحانات النهائية بفترة محدودة لما له من أثر وضغط على المدرس والطالب في الوقت الذي من المفترض فيه المراجعة والإيفاء الكامل بما هو مقرر.

إيقاف مدراء وعجز
في الأمس القريب قيل بأن نائب وزير التربية والتعليم الدكتور الحامدي ومعه وكيل محافظة تعز الجنيد ومدير مكتب التربية والتعليم/ عبد الكريم محمود أطلعوا على سير الدراسة في عدد من مدارس مديريتي المسراخ والمعافر ومدى الالتزام والانضباط في العملية التعليمية وكذا توزيع المناهج الدراسية ونسبة العجز فيها.
ووجه الحامدي بإيقاف خمسة مدراء مدارس بمديرية المعافر وتكليف الوكلاء بتسيير الدراسة فيها حيث اتضح من خلال الزيارة ان بعض من تلك المدارس مغلقة بشكل تام وبعضها لغياب المدرسين وعدم انتظام الدراسة فيها ،ونعتقد أنه لو كان أوقف مدير المكتب معهم سيكون رسالة قويه لكل مقصر في العملية التعليمية.
الجدير بالذكر ان المحافظة تعاني من نقص في المناهج الدراسية في (38) عنوان للمرحلتين الأساسية والثانوية.

منظمة راعية
هذا وكانت منظمة رعاية الأطفال قد دشنت الأربعاء الماضي حملة العودة للمدرسة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمفوضية السامية لشئون اللاجئين.
وأوضحت ـ في بيان صادر عنها ـ أن هذه الحملة تهدف إلى تشجيع الأسر على الدفع بأبنائها إلى الالتحاق بالمدارس باعتبار العملية التعليمية مسؤولية مجتمعية.
وأشار البيان إلى أن هذه الحملة تأتي ضمن برامجها الهادفة إلى دعم العملية التعليمية والإسهام في تلبية متطلبات واحتياجات الطفل في جانب التعليم، كما تسهم في دعم الاسر للدفع بأبنائهم وتشجيعهم على الالتحاق بالمدرسة من خلال توزيع الحقيبة والزي المدرسي، وكم يتمنى الناس ان تكون تلك المعلومات حقيقية ،وان تزور تلك المنظمات الأسر في الريف أو على الأقل تخصص كل عام محافظات معينه لتصل إلى كل بيت ولا تقتصر في نشاطها على مناطق تتوافر فيها الخدمات، وتهمل مناطق لم تعرف عن التعليم شيء سوى ما يسمعونه عبر المذياع ومناطقهم لا تعرف المدارس وأن وجدت لا تعمل وكان الأمر لا يعنى أحدا، أعضاء مجالس محلية و شخصيات اجتماعية وافراد مجتمع عجزوا عن نقل معاناتهم، والدفع بالطلاب الى المدرسة.. يحتاج إلى رفع نسبة الوعي بأهمية التعليم كحق اساسي من حقوق الطفل وتشجيع أفراد المجتمع على الدفع بأبنائهم وبناتهم الى المدارس يحتاج حملة حقيقية على الواقع لا شعارات نضل نرددها من المكاتب..

مهرجان الأول من نوعه
منذ أسبوع وبرعاية رئيس الجمهورية واشراف وزارة التربية والتعليم، نظمت مجموعة الجيل الجديد معرض التعليم ومهرجان العودة للمدرسة، خلال الفترة من 27 اغسطس الى 20 سبتمبر الجاري في العاصمة صنعاء والذي أتي بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد 2013/2014م، المعرض المقام في مركز اكسبو للمعارض الدولية شارك فيه كبريات الشركات والبيوت التجارية المصنعة والوكيلة لأشهر الماركات العالمية، حيث وفرت جميع مستلزمات العودة للمدرسة لرواد المعرض تحت سقف واحد، حد قول القائمين على المهرجان.. ولكن مهرجان في محافظه وحيده لا يخدم سوى عدداً محدود من قاطني العاصمة، بينما باقي الناس في باقي المحافظات لم يكن أمامهم سوى الاستسلام للواقع ولا يخدم أحد من الفقراء سوى من يمتلكون سيارات فارة قادرة على الوصول والشراء من ذلك المعرض.. والفقراء لهم الله وبقايا مخلفات ورق العام الماض.
 وقيل إنه يتزامن مع انعقاد المعرض عقد فعاليات للملتقى التربوي والتعليمي الأول، والذي سيناقش واقع التعليم الأساسي والثانوي، من خلال دورات وندوات وورش عمل تنفذها مؤسسات تربوية وتعليمية رائدة وبإشراف خبراء وأكاديميين وتربويين، مع عرض نماذج ناجحة من الميدان التربوي والتعليمي من أجل التطرق الى التحديات والصعوبات التي تواجهها العملية التعليمية والتربوية في بلادنا ورفع التوصيات والحلول المنبثقة عن فعاليات الملتقى الى الجهات المعنية للمساعدة في تذليل الصعوبات والمساهمة في حلها، وهذا ما نتمناه ويتمناه الناس أن يتحقق حتى لا تضل توصيات المؤتمرات حبيسة الأدراج تنتظر من يفعلها، نتمنى من كل القطاع الخاص للقيام بواجبه للقيام بخطوة متقدمة نحو تعزيز الشراكة بما يخدم المجتمع البسيط من الناس ومعالجة همومهم.

الناس والدراسة
منذ عقود طويلة ومنذ أن فتحت المدارس أبوابها يرتبط شهر سبتمبر بقدوم كل عام دراسي جديد تضاف فيه هموم جديد لكل أسرة تبحث منذ عقود عن حالة من الاستقرار دون ان تجدها.
وتعلن الأسر الكثير مع قدوم شهر سبتمبر حالة من الاستنفار القصوى في انتظار تمكنها من الحصول ما يتيسر من ثياب مدرسية وبضعة دفاتر وحقائب.
وسط عدد من الأسواق العامة ومناطق عدة يمكنك مشاهدة عشرات الآباء والأمهات وهم يجرون عصرا أو صباحا أو مساء عددا من أطفالهم لأجل شراء ملابس العام الدراسي وكتبه ودفاتره، بطعم هموم عام دراسي كل عام.
فأم أحمد امرأة في العقد الرابع تجر طفليها الاثنين احدهما يبلغ من العمر 12 سنوات والآخر 8 سنوات.
تقول إن الهموم هي نفس الهموم والغلاء يقتل كل شيء في حياة الناس لكنها تشيد بحالة من التخفيضات التي شهدتها الأسعار هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة ولا يهمها جودة ما تشتريه.
وتضيف :" لدي اثنان من الأبناء أطوف بهما لأجل شراء ملابس الدارسة والتي على الأقل ستخسر مبلغ لا يقل عن الـ8000 لكي تشتري لكل واحد منه ملابسه وكتبه.
فيما هناك أسر لديها مالا يقل عن خمسة أبناء في سن الدراسة ومرتب عائلها لا يتجاوز الـ 30 الفا, فما الذي يمكن أن تعمله -الله يصبّر الناس.
فيما مالك كشك تحدث عن عزوف الأهالي هذا العام عن شراء مستلزماتهم الدراسية منه وكذا المحال الصغيرة موضحا ان ذلك يعود للوضع الاقتصادي المتدهور كل عام.
يقول "الشرعبي" مالك الكشك, بتنا نخسر وبشدة بسبب غياب سياسية اقتصادية منصفة فهم أ حد قوله ـ يشترون من الوكلاء بأسعار غالية وحينما يريدون بيع مستلزمات الدراسة يجدون بعض المراكز التجارية تطرح بضائع مماثلة ولكن بأسعار غالية وهو ما يكبدهم الكثير من الخسائر الفادحة، حد قوله.
إلا أن محمد ـ أب لثلاثة أبناء في مستويات دراسية مختلفة ـ يرى أن المخاوف لا تتصل بقيمة ما يتم شراؤه من مستلزمات دراسية أو غيره, لكنه يرى أن المخاوف تكمن أساساً في ضعف العملية التعليمية في البلد وسقطوها إلى منحدر سحيق خلال السنوات الماضية.
ويضيف مشكلتنا في كل شيء مشكلة مع غلاء مستلزمات الدراسة و مشكلة تكمن في الضعف الشديد للمستوى الدراسي والتعليمي، المدارس صارت أماكن لتفريخ الجهل.
فيما صارت الكثير من الاسر الميسورة تلجأ إلى المدارس الخاصة لأنها لا تثق بالتعليم الحكومي والمصيبة ان المدارس الخاصة باتت أيضاً عبارة شقق سكنية للمتاجرة لا أكثر ولا اقل حد قول محمد.
وترى المعلمة نهى ان الكثير من الأسر باتت لا تهتم بدراسة أبنائها و ما إذا كانت تعمل بصورة صحيحة ام لا وتضيف ان الكثير من الاسر باتت تساعد ابنائها على عملية الغش الحاصلة مستدلة بحالة الغش التي عانت منها مدارس الجمهورية خلال السنوات الماضية وهو ما صرح به وزير تربيتنا حد قول المدرسة نهى.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد