مظلومية الطفل مُضاعفة وإرادته تبعث أملاً ورغبه بالتعليم رغم المعاناة

2013-09-12 16:43:40 هموم الناس / خاص


بالرغم من حجم مظلوميتنا, إلا أن مظلومية أطفالنا مضاعفة لطفولتهم ببراءتها بصورة عامة, وحيث الفقر في بلادنا كمعطى واقعي اليوم ومنذ أكثر من 33 عاماً غدا صناعة سياسية لمصالح بعينها, فلا توجد جهة أو قوة وطنية تخفف من الألم بإنصاف القضية الحقوقية العامة لمجتمعنا وعلى رأسها الاهتمام بالطفل وبنائه بشكل سليم وعلمي..
فلا يوجد في بلادنا قانون أو جهة اعتبارية تتصدى لمن يمارسون نهب ثروات الشعب من محدثي النعمة, وصناعة القطائع ومحاولة عرقلة ووضع مصدات حتى لا يكون هناك دولة يمنية مدنية مستقرة.. لذلك فهناك ما يستوجب اليقظة الكاملة بقيام المواطنين الشرفاء من أحرار المجتمع برفض التبعية وتغييب واستبعاد الإنسان واستحقاقاته وتضحياته في مرحلة جديدة وخطيرة, في ظل غياب الدولة..
ففي بلادنا يجد كثيرون من المواطنين أنفسهم في ظل وضع ملحق بمراكز القوى والنفوذ والصراعات الظلامية وتأثيراتها التعاقبية يجدون وجودهم مجرد مطايا بيد هذا أو ذاك.. لذلك يرفضون الاستبداد من أي نوع, وحيث كبرياء اليمني تلازمه وبخاصة كلما تسنت له عوامل موضوعية لاستئناف الثورة التصحيحية تجده غالباً يجدد رفض التبعية لأحد أو أي من النافذين ومراكز الفساد بالتقاسم, ولا يتبقى غالباً سوى عدد غير قليل من أرباع وأنصاف مثقفين وأبواق للحكومات يبقون يجملون قبح قياداتها من أجل رفع رصيد الشيخ فلان أو الجنرال علان أو الوزير الفذ نتيجة الإفصاح عن مواهبه في التقطع والنهب والقتل داخل الوظيفة العامة دونما حياء.
إن ما تعكسه صورة الطفل اليمني هنا يعطي دلالة واقعية أنه وبقدر آلامه واحتياجاته المعيشية والاقتصادية التي تقذف به إلى الشارع العام بغاية تطلب العيش, وإن بأقل الأساليب كلفة في كسب الرزق, بكرامة, فإنه أيضاً في الآن ذاته كما تعكس شخصيته وكأبلغ دلالة على الإرادة الحرة يملك الرغبة والطموح في التعلم, حتى لو رافق ذلك نمطا من الكد وتحمل الفقر الصناعي وإن دون فهم واع أو مدرك بعد لمعادلة الفقر وعلاقته بالسياسة في بلادنا.
وأطفالنا كما في دلالة الصورة هو الحاضر والمستقبل الضائع وهو اللحظة الآن التي ما يزال الوعي يبحث لنفسه فيها عن خيارات للحياة وحلول نظيفة خارج الحسابات الضيقة للسياسيين والأصوليات التي يتجرون عبرها ومن خلالها لنهب عاطفة الشعب وعقله لا لشيء سوى ليزداد رصيد الشيخ الفلاني هنا أو رصيد العقيد أو الجنرال الفلاني هناك, أو ليتراكم رصيد "السيد" في الجهة الأخرى من أكمة الصراع, وحسابات وتحالفات السياسة الضيقة وأدواتها في بلادنا, وكل ذلك على حساب مجتمع ومستقبل أجيالنا التي ضحت كثيراً, ولا زالت حكومتها وحاكموها وأحزابها وقواها السياسية التي تتصدر المشهد على خلفية ثورة تحولت إلى صراعات بين أطراف استثمرها كل منهم بطريقته الانتهازية, فيما التضحيات والدماء ضريبة يدفعها الشعب دائماً, فهل تختلف المعادلة لاعتبارات وطنية في قادم الأيام هل ينتظر الشعب ما تمخض عنه "الحوار الوطني الشامل) من مخرجات, أم أن الحوار هو الآخر قد تمخض عنه فئران صراع سيكون من صالحهم مزيد تمديد المراحل الانتقالية وهكذا انتقالية تنطح انتقالية؟!.
إنه وبالرغم من بلوغ الناس حد اليأس في العموم مما يجري من لامبالاة تجاه تشويش حياتهم وخطفها من قبل حلفاء الأمس واليوم فقد يتعمق انعدام ثقة الشعب كنتاج طبيعي بحاكميه, من المستبدين على الدوام, وما حالة وصورة نموذج تبرز فيه أحد الأطفال يمتهن الدروس كراغب في التعليم, رغم العوامل التي تحاصره بالمشكلات وأطنان المعاناة, سوى دلالة على واقع يئن من وطأة الظلام والظلام في حين تتسع مظلوميته الوطنية جنوبا وشمالا أيضا ودونما إصغاء أو استجابة وجدية سياسية بضمانات لحل مشاكلنا وإعطاء اطمئنان للشعب بأن الأمور تنجلي عتماتها, أو ستنجلي قريباً.
إن الإنسان اليمني تاريخياً غير مستقر وهو لديه طموح في الاستقرار والحياة والتعايش ولديه رغبة جارفة للتعليم, والوصول إلى غاية المعرفة والرقي, بيد أن أصحاب مراكز النفوذ لا يريدون أن يتركوا له شيئا من الثروات الوطنية والموارد الطبيعية التي يملكها الشعب, فيما بقيت منذ عقود نهباً للمتكسبين بالاحتيال وإهانة كرامة اليمنيين وهويتهم في الداخل والخارج.
وفي الوقت الذي تزخر بلادنا بثروات في البر والبحر بخاصة علاوة على ثروات أخرى بينها الغاز والنفط ومعادن أخرى في باطن الأرض والجبال والهضاب الجاثمة في الأرض اليمنية والتي تمتاز بها الطبيعة بغناها وتنوعها تعدد مناخاتها, فإلى متى ستبقى ثرواتنا تنهب ليل نهار وبحماية عسكرية تؤمن سنداً يحمي اللصوص لمزيد تبديد الثروة بدلاً من حماية موارد الشعب وصون كرامته وهويته التي تداس في الداخل وعلى منافذ حدوده الطبيعية أيضاً مع الجيران وبخاصة مع "المملكة الشقيقة", حسب تقارير ومصادر.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد