يعاني اليمنيون المغتربون في السعودية, معاناة مستمرة داخل سجون المملكة منذ سنوات في ظل إهمال وتقاعس حكومي ممثلة بوزارتي المغتربين والخارجية التي لا تقوم بواجبها تجاه رعاياها المعتقلين, الذين يتلقون معاملات سيئة وغير قانونية من قبل سلطات الرياض, إضافة إلى عدم إحالتهم إلى المحكمة في حال ارتكابهم جريمة.
اكتظاظ
وتكتظ سجون السعودية بآلاف اليمنيين, معظمهم بتهم الاشتباه بقضايا غير جسيمة ويبقونهم داخل السجون لعدة أشهر وتصل لسنوات دون إحالتهم إلى القضاء لمحاكمتهم في حال عليهم قضايا، في ظل عدم متابعة سفارتنا في المملكة لمواطنيها المعتقلين في تلك السجون.
ويشكو اليمنيون المسجونون في المملكة من مسئولي سفارتنا في الرياض من عدم متابعة قضاياهم رغم رفع عدة شكاوى لهم وعدم النزول الميداني إلى السجون لمتابعة معاناة مواطنيها أسوة بما تقوم بها بقية السفارات مع مواطنيها.
وشكا عدد من اليمنيين المعتقلين في سجن "بن برمان" بجدة في اتصال لـ"هموم الناس" من معاناتهم جراء استمرار حجزهم بدون قضايا وعدم إحالتهم إلى المحاكم, كون معظمهم محجوزين بتهم الاشتباه أو قضايا لا تستدعي الاعتقال داخل السجن لفترة طويلة دون التحقيق معهم وإحالتهم لجهات الاختصاص.
عنبر (9) بن برمان   
يحتجز في ذلك العنبر المئات من اليمنيين منذ عدة أشهر منهم لم يتم التحقيق معه وحجزه تم منذ ما يقارب الثمانية أشهر مما زاد من معاناتهم داخل السجن وبعده عن أسرته، حيث أن البعض يعانون من أمراض ويحتاج لتلقي العلاج في المستشفيات, لكنهم يحرمون من ذلك دون مبرر قانوني.
وفي اتصال هاتفي لـ"هموم الناس" يستغرب المواطن يمني (أ-ش) من الإهمال المتعمد لمسئولي السفارة اليمنية في الرياض لمواطنيها وعدم التجاوب مع الشكاوي والمناشدات المستمرة التي يوجهها للسفير وبقية مسئولي السفارة، وقال: يزداد عدد اليمنيين داخل السجون السعودية يومياً دون تهم لمعظمهم وسفارتنا يستلمون الرواتب الشهرية بالدولار دون قيامها بواجبها.
وأضاف: لو كانت سفارتنا تقوم بمهامها في متابعة قضايا مواطنيها لما وصل الحال إلى ما وصل إليه حال اليمنيين في السعودية، مشيرا إلى أن اليمني يحس بالغبن حين يرى سفارات الدول تتابع وتدافع عن مواطنيها والسفير اليمني لا يقوم بدوره الذي عين له.
قصص
وسرد الشاب اليمني المحتجز بدون تهمة قصص المئات من اليمنيين المعتقلون داخل السجون والمعاملة الغير قانونية التي يتعرضون لها، وقال : السبب أن وزارتي الخارجية والمغتربين لا تسألان عن مواطنيها وخاصة السفارة في الرياض التي تقوم بأخذ الرسوم فقط دون القيام بواجبها..
 ومن تلك القصص أن مواطناً مريضاً أجريت له عملية قبل عدة أشهر ويحتاج عودته إلى مستشفى الملك فهد جراء مضاعفاتها نتيجة سجنه وعدم تلقيه الرعاية الصحة، وترفض إدارة السجن معالجته في تلك المستشفى، مؤكداً أنه منذ أكثر من ثمانية أشهر لم يقم أي موظف من سفارتنا بزيارة وتفقد السجون داخل المملكة العربية السعودية.
 وناشد المواطنون القابعون في سجون المملكة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق النظر لمعاناتهم وإخراجهم من السجون ومحاسبة وزارتي الخارجية والمغتربين والسفارة اليمنية في الرياض نتيجة تقصيرهم بواجبهم تجاه مواطنيهم الذين يتعرضون لمعاملات سيئة وغير إنسانية.