مأساة خريجين يعيشون في أرض يمنية تدعى الأعروق بحيفان تعز.. الدراجات النارية وبيع القات مهنة تنتظر كل خريج

2009-02-02 00:00:13

استطلاع / جميل العريقي

كنا في إحدى حلقاتنا الماضية قد تحدثنا عن خريجي أبناء عزلة مساره أعروق بمديرية حيفان بمحافظة تعز وعن قضية البطالة والعاطلين عن العمل واليوم نواصل طرح هذه القضية والتي فتحت "أخبار اليوم" صفحاتها وأتاحت الفرصة للمواطنين للتعبير عن همومهم وأحزانهم وطرح مشاكلهم من خلالها لتقوم بتوصيلها إلى الجهات المختصة لعلها ترق وتشفق وتحس بمشاعر هؤلاء الشباب الذين اصبحوا ضحايا للبطالة والفقر بعدما تاهت بهم السبل وانسدت في وجوههم كل الأبواب وتبخرت درجاتهم الوظيفية وذهبت أدراج الرياح ذهاباً من غير إياب وودعتهم وداع ما بعده لقاء أبناء مساهر تصطادهم البطالة عام بعد عام، شباب يموتون ببطء، اشتعلت رؤوسهم بالشيب من كثرة المعاناة والهموم وانتظار وظائف الدولة التي أصبحت كمن يتمنى الوصول بيده لملامسة سطح قمر الناصفه من الأرض فجعلت أبناء مساهر يلجؤون إلى مهنة بيع القات في الأسواق ومزاولة بعض الأعمال الخاصة والحرف وقيادة الدراجات النارية في الأسواق معرضين حياتهم للمخاطر والحوادث اليومية التي لعلها تكون مصدر لكسب لقمة العيش بعد أن تقطعت بهم السبل في الحصول على وظيفة تقيهم سقم العيش، حيث غاصة ملفاتهم داخل غرف الخدمة المدنية وتبخرت فوق مكتب الوزارة فقضيتهم تذكرني بقصيدة الشاعر / عبدالله عبدالوهاب نعمان حين قال فيها " أشرب نداء عيني واقتات الألم . وماشي بلا دنيا واحيا في عدم" حيفان بلد المثقفين والمتعلمين ومنطلق أشهر رجال المال والأعمال والبارزين من أبنائها اليوم في صداع مرير مع البطالة والفقر وملفات التخرج التي مضى على بعضها سنين عجاف فمن يصدق إن بعضهم لا يذكر متى كمل التعليم وما نوع تخصصه فبعد ما أصبحنا ننعم بالوحدة اليمنية المباركة، وبالمنجزات التي كنا نحلم وقد بشرتنا كلمات رئيس الجمهورية الحاثة على توظيف الشباب والقضاء على البطالة واستئصالها اين ما وجدت إلا إن قضية توظيف أبناء مساهر ما زالت كما هي لغز حير الشباب والخريجين الذي اصبحو قدوه سلبية للأجيال القادمة فقضية توظيفهم وقضية غزة أصبحت محور حديث الناس في كل مكان في المقايل ومجالس القات وفي الطرقات يتساءلون أين أبناء مساهرهم من التوظيف؟ ألم يعودوا محسوبين على الدولة؟ ومن السبب في عدم توظيفهم؟

كان يحلم من المؤتمر أن يوظفه

في هذا السياق تحدث للصحيفة المواطن / فيصل علي محمد نعمان " الزحاج" من أبناء عزلة مساهر أعروق خريج دبلوم متوسط عام 97/ 98م تحدث قائلاً أنا من خريجين معهد الهجر العالي قبل أثنى عشرة سنة وبنفس العام قدمت ملفي للخدمة المدنية وكنت متحمساً للوظيفة أجري وأتابع وأخسر "طلعة نزله" من القرية إلى تعز ومن ثم إلى صنعاء بقيت على هذا الحال حوالي ست سنوات أجري وأركض وخسرت وتعبت دون جدوى وذهبت كل تلك الخسارة والتعب سدىً وبعدها قلت في نفسي سوف اترك الأمر لله عز وجل ورجعت إلى قريتي وبقيت أجدد ملفي في الخدمة كل سنة وأنا الآن أعمل في بيع القات من أجل أن اصرف على أسرتي التي كانت تحلم بتوظيفي والنفقة عليها من خلالها حيث كانت لي أهداف كثيرة حلمت بها منذ صغري برغم دوري الكبير الذي لعبته في المنطقة لخدمة المؤتمر الشعبي العام في مجال الإعلام وبالتحديد في الدائرة 42 الخاصة بنا لكن لن تجدي تلك الهتافات والشعارات التي قمت بها في التسعينات ولم يتقدم لمساعدتي أحد من أجل الحصول على الوظيفة رغم هذه كله إلى الآن مضت أكثر من أثنى عشر سنة وأنا ما زلت بدون وظيفة أعمل في المقوات منذ مدة وفي الأخير أرجو من السلطة المحلية مساعدتنا ومديد العون لنا من أجل التوظيف" .

تحدي الإعاقة

أما المواطن جمال أحمد منصور "معاق" فمنذ تخرجه لم يتوظف حتى الآن تحدث لنا قائلاً فقال/ "أصبت بالإعاقة الجسدية ولم أقدر أكمل دراستي العليا حيث كسرت ساقي وأعاني أيضاً من حالة نفسية منذ صغري بحثت عن أي وظيفة على قدر مستواي العلمي فلم أجد ولجأت بعدها إلى بيع "الحبحب" في السوق رغم الإعاقة التي أعاني منها لكن لن يرحمني أحد ولن يسمح لي بمزاولة هذه المهنة من أجل أن أصرف على نفسي وعلى أسرتي فمن سيجلب لي المصاريف إذا قعدت في البيت راضياً بما كتبه الله وأضاف المعاقون وإذا كانوا خريجين الجامعات المختلفة والمعاهد والعائدون من الخارج بعد المنح الذي حصلوا عليها لم يتوظفوا الآن فيكف نحن المعاقون الذين جعلنا القدر نقف عاجزين أمام تكملة التعليم والحمد لله على كل حال نحن راضين بما كتب الله لنا. إما المواطن / مختار ناشر عبده البرحي من أبناء قرية العقبة عزلة مساهر تحدث إلينا فقال " أنا خريج دبلوم عالي عام 2001م -2002م .

بعدما تخرجت من المعهد أديت الخدمة سنتين في مأرب في مجال العسكرة وبعدها قدمت ملفي للخدمة المدنية في العاصمة صنعاء إلى اليوم لم يرى ملفي النور بعد التعب والخسارة والإرهاق والآمال التي كنت أطمح إليها وبعدها قدمت ملفي للخدمة المدنية في العاصمة صنعاء والآن كما تروني أعمل سائق دراجة نارية في ميدان السياكل الصيني بسوق الراهدة لا حول لنا ولا قوة من حقنا المسؤولين في الجهة المختصة التي يتوجب عليها مراعاة ضروفنا وسنين تعليمنا داعياً بيت هائل إلى بعض الشباب من أبناء منطقتهم.

أما نحن ما ينظر إلينا إلا وقت الانتخابات فقط. وللقاء خريج آخر تحدث المواطن / علي هائل عبدالله حمود تحدث إلينا فقال " أنا خريج عام 2001-2002م دبلوم متخصص قدمت في الخدمة المدنية بعد التخرج ولكن إلى اليوم ما زلت بدون وظيفة فهذه الأيام أصبحت الوظائف صعبة ولا يحظى ويفوز بها إلا أصحاب الوساطات، أما نحن مساكين لا نحلم إننا سوف نتوظف أو ننال درجة التوظيف يوم ما.

لمعرفة وجهت نظر غير الباحثين عن الوظيفة التقت الصحيفة بالعاقل / محمد عبده الأجرب الذي طلب من الدولة النظر إلى مال هؤلاء الشباب من الباحثين عن وظيفة" ولم يحالفهم الحظ في التوظيف رغم مرور سنين لا تحصى على تخرجهم تخرجهم أكثر من ثمان سنوات وهم بدون وظائف نريد الدولة تبحث عنهم ليس فقط أيام الانتخابات"الوظائف قادمة وما عليكم إلا طرق الباب.

أما العاقل فاروق محمد عبدالجبار كانت له وجهة نظر أخرى في هذه المشكلة حيث قال " الوظائف آتية في الطريق والمشاريع جاهزة للتنفيذ وماشيين حسب الخطة تمام لأن عندنا ديمقراطية وقريباً إنشاء الله قبل الانتخابات أو بعدها ستنزل الوظائف لهؤلاء الخريجين والعاطلين عن العمل وكل واحد يأخذ نصيبه من التوظيف وكل عزله لها نصيب من وظائف الدولة بس عليهم المتابعة والمناشدة وطرق باب الدولة ومن يطرق الباب ويكرر الطرقات يستجاب له والتكرار يقطع الحجر حيث قال في الأخير من يطرق باب الدولة لا يحرم من الإجابة ونحن مستعدين للوقوف إلى جانبهم ونطالب لهم بوظائف ونساعدهم من أجل التوظيف .<

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد