المشترك أدان وطالب بالتحقيق وتكتل أعيان تعز أكد أنها كشفت الجهات التي تعمل على زعزعة أمن تعز واستقراره..

مدرعتان و9أطقم عسكرية تقتحم مقر إصلاح تعز وتنهب محتوياته وتعتقل حراسه

2013-09-27 16:48:07 أخبار اليوم / خاص


بالتزامن مع احتفالات بلادنا بالعيد الواحد والخمسين لثورة 26 سبتمبر المجيدة, اقتحمت مجاميع من الأمن والجيش, فجر أمس الخميس, المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمدينة تعز.
وقال أمين عام التجمع اليمني للإصلاح بتعز الدكتور/ حبيب بجاش, في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" إن مدرعتين وتسعة أطقم عسكرية اقتحموا في الساعات الأولى من فجر أمس الخميس مقر الإصلاح, ونهبوا محتوياته, وعبثوا بأجهزة وأوراق ومكاتب المبنى, واعتقلوا سبعة من حراس المبنى.
وأوضح بجاش "أن الحراس عند اقتحام القوة للمبنى لم يبدوا أي مقاومة, كون المقتحمين من قوات الجيش والأمن, ويرتدون البزات العسكرية, وسمحوا لهم بالدخول وأخبروهم بأن هذا مقر الإصلاح, إلا أنهم واصلوا الاقتحام والعبث بمحتويات المبنى".
وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن العشرات جاءوا عند الساعة الثالثة فجراً على متن تسعة أطقم مدرعين بأسلحتهم الشخصية والبوازيك والرشاشات بزي الأمن المركزي والحرس الجمهوري والشرطة العسكرية, وأطبقوا الحصار على المقر من جميع الجهات, وباشروا بالاعتداء على حراس المبنى بالضرب, ومن ثم اعتقالهم.
وأضاف الدكتور/ حبيب بجاش أن مساعد مدير الأمن, ومبعوثاً من قيادة محور تعز, حضرا إلى مقر الإصلاح صباح أمس, ونفيا علمهما بما حدث, أو الجهة التي تقف وراء اقتحام المكان.. متسائلاً:" إذا كانت قيادة محور تعز وأمن المحافظة لا يعلمون, فمن يعلم؟".
وأكد بجاش أن اقتحام مقر الإصلاح أمس كان مرتباً ومخططاً له مسبقاً, مستشهداً بعملية تنفيذ الاقتحام والقوة الكبيرة التي حضرت, دون أي أسباب تذكر.
وقال:" تلقينا وعوداً من قيادة المحور وإدارة الأمن بالكشف عن الأفراد الذين اقتحموا المقر والجهة التي أمرت بذلك فور الانتهاء من التحقيقات".. مشيراً إلى أن قيادة اصلاح تعز ستلتقي اليوم الجمعة قيادة المحور وإدارة أمن المحافظة لمعرفة تطورات الحادثة, وكذا معرفة نتائج التحقيقات.
واستغرب بجاش التناقض المعيب لدى قيادات أمن تعز, قائلاً:" ففي الوقت الذي أكدوا لنا عدم معرفتهم بحادثة الاقتحام أصدرت اللجنة الأمنية بالمحافظة بياناً أكدت فيه واقعة الاقتحام, وقالت إنها رصدت 2 مسلحين في شارع جمال, أحدهما يحمل سلاحاً نوع "معدل شيكي" بجوار شركة النفط اليمنية, وأثناء ملاحقته من قبل الحملة الأمنية المشتركة فر هارباً إلى المبنى".
وأكد أن ذلك التناقض يكشف أيضاً أن ما تم من اعتداء واقتحام للمقر كان مخططاً له ومعداً مسبقاً, مشيراً إلى أن الحادثة مؤشر سيئ وبداية غير طبيعية لمخطط أعمال عنف.
مصادر أمنية مسئولة في محافظة تعز أكدت لـ"أخبار اليوم" أن عملية اقتحام مقر الإصلاح مخطط معد له منذ أسبوع.
وقالت المصادر "إن اللجنة الأمنية التي يرأسها محافظ المحافظة/ شوقي أحمد هائل, شكلها أول ما تم تعيينه محافظاً للمحافظة من قوات الحرس الجمهوري سابقاً بتعز ومن شرطة النجدة والأمن المركزي", مشيرة إلى أن المخطط سار بعكس ما تم رسمه.
وأوضح المصدر الأمني "أن المخطط كان بأن يتم اقتحام المقر وأن ترد حراسة المقر على الأمن ويتم إطلاق النار, وبعدها تقوم الحملة بحرق المقر, ويكون رد أفراد حراسة المبنى مبرراً وذريعة للأمن من أجل إحراق المقر وإشعال فتيل العنف والفتنة والمواجهات بالمحافظة".
إلى ذلك أكد القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف السابق أن اقتحام مقر الاصلاح بتعز رسالة من السلطة.
وقال في منشور له على صفحته بالفيس بوك أمس" إن اقتحام قوات الأمن والجيش لمقر الاصلاح بمحافظة تعز رسالة من السلطة لحزب الإصلاح".
من جانبها عبرت أحزاب اللقاء المشترك عن إدانتها واستنكارها الشديدين لما تعرض له مقر الإصلاح بمدينة تعز من تطويق قوات أمنية وعسكرية للمقر واقتحام واعتقال بعض حراسه, ما يعد استفزازاً وتعكيراً للصفو الأمني بمدينة تعز.
واستنكرت الأحزاب, في بيان صحفي لها, هذا الإجراء غير المقبول, مطالبة الجهات المختصة بالتحقيق في الأمر, ومعاقبة المتسببين.
من جانبه اعتبر مشترك تعز "أن هذا تصرف بوليسي أهوج ينبئ عن طيش من أمر بمثل هذه التصرفات الرعناء, كما يدل على مدى الجهل بالنظام والقانون اللذين قامت الثورة الشبابية الشعبية في 11 فبراير 2013م من أجل استردادهما".
وحمل بيان مشترك تعز السلطة المحلية والجهات المعنية مسؤولية هذا الاعتداء, منوهاً إلى أنه ينم عن نية مبيتة لمن قام بهذا الاعتداء الذي يستهدف أمن المحافظة واستقرارها, خاصة وأن أحزاب المشترك ما فتئت تنادي وتطالب بفرض هيبة الدولة واستتباب الأمن بالمحافظة, وتعرض مجتمعة على الدوام استعدادها التام لدعم ومساندة السلطة المحلية وأجهزتها الأمنية لحفظ الأمن والاستقرار"- حسب البيان.
إصلاح تعز, أيضاً, أصدر بياناً حول حادثة اقتحام مقره, وقال فيه:" في تمام الساعة الثالثة أحاطت مدرعتان وتسعة أطقم عسكرية من الحرس والأمن المركزي والشرطة العسكرية بمقر التجمع اليمني للإصلاح (المكتب التنفيذي) بمحافظة تعز, وراحت هاتان المدرعتان والأطقم السكرية تأخذ وضع الاستعداد وتوجه الأسلحة نحو المقر من اتجاهات مختلفة, فيما داهم العشرات من الجنود والضباط المبنى وقاموا بالاعتداء بالضرب العنيف على حراسة المقر الذين التزموا بضبط النفس, واعتقلوا سبعة منهم, بالإضافة إلى إتلاف بعض الأجهزة والحواسيب ونهب كاميرات وهواتف شخصية تابعة لحرس المقر وموظفي المركز الإعلامي".
وأكد الإصلاح أن الحادثة تثبت أن قيادة بعض الوحدات بالمحافظة ماتزال مرتهنة للرئيس السابق, وتنفذ توجيهاته وأوامره.. معبراً عن أسفه لتصريح قيادة المحور بنفي علمها بالأمر.. وقال:" إذا كان الأمر كذلك فمن الذي أصدر الأوامر لهذه المدرعات والأطقم بالتحرك بهذا العدد والحجم, والقيام بهذا العمل الجبان الذي يعمل على تهديد الأمن الاجتماعي وينشر الفوضى, الأمر الذي نطلب معه توضيحاً وموقفاً من وزيري الدفاع والداخلية إزاء هذه التصرفات الهمجية".. معتبراً ما جرى عملية همجية تستهدف أمن واستقرار البلاد.
وفي سياق متصل وقف التكتل الوطني لأعيان تعز الأحرار أمام حادثة الاقتحام, ووصفها بالسابقة الخطيرة.. مطالباً اللجنة الأمنية, وعلى رأسها المحافظ- رئيس اللجنة الأمنية, ومدير الأمن نائب رئيس اللجنة, بالقيام بواجبهم وإلقاء القبض على المجرمين الذين قاموا بارتكاب هذه الجريمة، وإحالتهم إلى القضاء في محاكمة عاجلة، مع معاقبة من كان وراءهم.. وقال:" إذا لم تقم اللجنة الأمنية بدورها المسئول فلا قيمة ولا مبرر لوجودها بالمحافظة".
وأضاف التكتل في بيان له, تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه:" إن هذه الجريمة التي تعد فضيحة بحق هذه الجهات أكدت بما لا يدع مجالاً للشك من هي الجهات التي تعمل على زعزعة أمن تعز واستقراره".
وناشد التكتل رئيس الجمهورية ووزيري الدفاع والداخلية بشكل خاص, وحكومة الوفاق بشكل عام, الاهتمام بهذه المحافظة المستهدفة أمنياً من قبل معسكرات وجهات أمنية يفترض بها أن تكون هي الحافظة للأمن بالمحافظة, وأن يكون ولاؤها لله والوطن, وليس لفئة أو عصابة أو أسرة.. مؤكداً أن المخطط الذي يستهدف تعز خطير وقد بدت خيوطه وكُشفت بعض أطرافه..
ودعا ناشد كل القوى الوطنية والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني بمحافظة تعز إلى اليقظة وتوحيد كلمتهم من أجل محافظتهم وتفويت الفرصة على كل جهة تريد تنفيذ مخططاتها الهدامة في تعز انتقاماً من هذه المحافظة ومواقفها الثورية والوطنية الرائدة.
"أخبار اليوم" تواصلت أمس بمدير أمن تعز العميد الركن/ محمد صالح الشاعري أكثر من مرة إلى هاتفه الشخصي, وإلى مقر إدارة الأمن, لأخذ تصريح حول الحادثة, إلا أنه رفض الرد, وأمام تكرار اتصالات الصحيفة لجأ مدير الأمن إلى إغلاق جميع هواتفه.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد