ذكر تقرير أميركي حديث صادر عن موقع "استراتيجي بيغ العسكري" الأميركي أن المعضلة الحقيقية التي تواجهها اليمن تتركز حول القوة الاقتصادية ومن يسيطر على أجزاء الاقتصاد وميزانية الحكومة، مشيراً إلى أن أنصار صالح كانوا يجنون المكاسب بشكل جيد خلال عقود من حكمه, لكنهم تكبدوا خسائر اقتصادية كبيرة بعد إجبار صالح على التنحي عن السلطة في عام 2012.
وأوضح التقرير أنه في الوقت الذي لم يعد صالح رئيساً، لكنه لا يزال زعيم حزب سياسي كبير ولديه الكثير من المؤيدين بما في ذلك الآلاف من المسلحين. لذلك صالح وأصدقاؤه يبذلون جهوداً للحفاظ على غنائمهم التي غنموها إبان حكمه على مدى عقود.
وقال التقرير: إن الحكومة اليمنية الجديدة تتكون من سياسيين يمنيين لا يختلفون كثيراً عن صالح وأصدقائه.
الطاقم الجديد يتوقع أن ينهب ممتلكات صالح على مدى السنوات القليلة القادمة، فهذا ما يقوم به من هم في السلطة في اليمن.
الكثير من اليمنيين يريدون حكومة أكثر كفاءة ومصداقية مثل تلك التي توجد في الغرب, لكن أصحاب المصالح الخاصة في اليمن يعارضون ذلك، لأن الغربيين يقاضون المسئولين الفاسدين ويضعون الكثير منهم في السجن وهذا ليس أسلوباً يمنياً, فالكثير من اليمنيين المسلحين مستعدون للموت حفاظاً على التقاليد اليمنية القديمة.
وذكر التقرير أن المفاوضات التي قادها مشائخ القبائل في الجنوب منتصف الأسبوع المنصرم، اسفرت عن إطلاق سراح 21 جندياً تم اعتقالهم خلال هجوم على مركز للشرطة في 20 سبتمبر. لم يتم دفع فدية، لكن المشايخ الذين شاركوا في المفاوضات تم تمويلهم من قبل الحكومة.
وأضاف التقرير: المشايخ يتعرضون لضغوط متزايدة من قبل أتباعهم للحد من عنف القاعدة والانفصال في الجنوب. هذا النوع من العنف لا يجلب سوى المزيد من القوات وفرض مزيد من القيود على الحركة والتجارة. الناس يعانون من الجوع ويفتقرون للأشياء التي هم بحاجة إليها، مثل الرعاية الطبية الطارئة.
التعاون مع الحكومة أصبح أمراً خطيراً. وفي كثير من الأحيان يقوم الانفصاليون والقاعدة باغتيال المشايخ الذين يساعدون القوات الأمنية.
وتحدث التقرير عن عملية الاغتيال التي تطال كوادر القوات الجوية والدفاع الجوي.. حيث قال التقرير: القوات الجوية هي مكروهة بشكل خاص من قبل الإرهابيين الإسلاميين لأن القوات الجوية اليمنية والطائرات بدون طيار الأميركية هي السبب الرئيسي في مقتل العديد من الإرهابيين، مضيفاً: إن قتل ضباط القوات الجوية هي محاولة لإجبار سلاح الجو على تخفيف الهجمات على القاعدة ومنع الأميركيين من المجال الجوي اليمني. القاعدة لم تعد قادرة على السيطرة على مدن أو مناطق بسبب الدعم الجوي الذي يسند الجنود والشرطة اليمنية.
كما أن الأميركيين مكروهون أيضاً من قبل القاعدة, لأن طائراتهم تراقب المناطق الريفية والصحراوية إلى حد كبير, حيث تتخذها القاعدة ملجأ لها، ناهيك عن قيام الطائرات بدون طيار بإطلاق صواريخ دقيقة للغاية.