الجراد الصحراوي يغزو وادي وصحراء حضرموت وتحذيرات من تأخير مكافحتها

2013-10-09 20:23:46 أخبار اليوم / جمعان دويل

بدأت أسراب كبيرة من الجراد غزو وادى وصحراء حضرموت, مهددة بكارثة اقتصادية في حالة لم يتم تدارك الأمر من قبل السلطة المحلية بمحافظة حضرموت.

مكتب وزارة الزراعة والري بوادي وصحراء حضرموت قال إنه بدأ حملات الرش لمكافحة الجراد بالشريط الصحراوي الممتد من مديرية رماه شرقاً حتى مديرية العبر وزمخ ومنوخ غرباً لما يشكله من خطورة اقتصادية على المحاصيل الزراعية ومناطق الرعي للبدو الرحل بتلك المناطق ومنع انتشاره وتكاثره حتى لا يشكل اكثر خطورة على المحافظات والدول المجاورة.

وقال المهندس عمر سالم بامحيمود مدير عام مكتب وزارة الزراعة والري بوادي وصحراء حضرموت "بأن الجراد الصحراوي من أكبر الآفات الزراعية التي تحصد الأخضر واليابس ولهذا فإن الجراد الصحراوي يعتبر آفة دولية وليست وطنية لأسباب أن أسراب الجراد لها القدرة على عبور البحار والدول, ولذا فإن مسألة مكافحتها يعتبر شاناً دولياً تتبناه منظمة الأغذية والزراعة العالمية بميزانيات سنوية وهناك خريطة للعالم تظهر فيها مواقع النمو والانتشار الرئيسية مثل هذه المناطق (النمو والانتشار) وهي المناطق الصحراوية كما هو حاصل بوادي حضرموت بالمديريات الصحراوية ( مديرية رماه شرقا حتى مديرية العبر و زمخ ومنوخ غربا)".

آفة خطرة على الزراعة

مكتب الوزارة بالوادي اعتبر ظهور الجراد الصحراوي آفة خاصة إذا استمر نموها وانتشارها في هذه المناطق, مؤكدا أن ذلك يشكل خطرا على الزراعة بالوادي أولاً وعلى اليمن وللدول المجاورة ثانيا وسوف نعتبر من المصدريين لهذه الآفة للضرر بالآخرين في حالة عدم مكافحتها, مؤكدا بأن مكافحة الجراد الصحراوي مهم جدا وعلى الجميع المشاركة بفعالية من مواطنين ونحالين وبدو رحل وأصحاب الثروة الحيوانية وكذلك السلطة المحلية بالمديريات الصحراوية وبالوادي والصحراء.

وأوضح بامحيمود بأن الجراد ينمو وينتشر في ظروف بيئية مطرية في هذه المناطق الصحراوية وهي في نفس الوقت بيئة لتربية النحل والثروة الحيوانية لوجود المرعى بشكل افضل وقال " لذا نحن حريصون على هذه الثروات المحلية ونحن من يشجع ذلك وبالتالي لابد من تقارب وجهات النظر بيننا وبين الملاك لتلك الثروات وأهالي المنطقة لوضع الحلول للقضاء على تلك الآفة بحيث لا يكون ضرر ولا ضرار لكي يستفيدوا من المرعى وزيادة إنتاجهم من تلك الثروات من خلال الإشعار المبكر لمكتب وزارة الزراعة بوجود اسراب الجراد وظهور هذه الحشرة بعد الفقس من بيضها في الاسبوع الاول الذي يسمى بالحوريات (الدَباء) ونحن بدورنا سنتحرك بأسرع ما يمكن في القضاء والمكافحة بمبيدات آمنة لا تضر النحل ولا الثروة الحيوانية وخاصة في بداية ظهور الحوريات (الدَباء).

وحذر أنه في حالة لم يتم التعاون والإبلاغ سريعا وظهر الجراد في أسبوعه الرابع والخامس سوف نضطر بالرش والمكافحة بالمبيدات الكيماوية, وهي عملية تأخذ وقتا ويتأخر عملية المكافحة لأبعاد النحالين نحلهم إلى مواقع أخرى ولفترة أسبوع وهذا الأمر الذي يسبب لنا الإحراج ومشاكل مع فرق المكافحة والأهالي".

مناشدا الجميع بالتعاون "كونه اذا لم نقم بعملية المكافحة فأن الجراد سوف ينهي المراعي وبأسرع وقت فحينها لم تتم الاستفادة من تلك المراعي وسوف ينتقل الجراد بأسراب كبيرة للضرر بمديريات ومحافظات أخرى ودول أخرى والسبب لعدم التنسيق والتعاون أو عدم معرفة تأثير هذه الآفة وما تسببه من خسائر زراعية كبيرة للدول".

خسائر اقتصادية

مدير إدارة وقاية النبات بمكتب الزراعة والري بالوادي والصحراء المهندس / عاشور مفتاح الزبيري والمشرف الفني لحملة مكافحة الجراد قال "بأن خطورة الجراد تكمن في تحركات تجمعاته الكبيرة من مكان لآخر ومن بلد لأخر لذلك فهو يهدد الأمن الغذائي, وتعتبر صحراء وادي حضرموت من ضمن مناطق التكاثر الصيفي والتي تشمل أيضاً مأرب والجوف وشبوه, وكان أخر غزو لأسراب الجراد في محافظة حضرموت في عام 2007م".

وقال " في 14 / 8 / 2013 م وصلنا بلاغ من مدير مكتب الزراعة والري بمديرية القف عن وجود جراد في منطقة قف العوامر وفي تاريخ 22 / 8 / 2013م وبتكليف من مدير عام مكتب الزراعة والري بالوادي والصحراء تم التحرك إلى مديرية القف وبمرافقة مدير مكتب الزراعة بالمديرية ومن خلال النزول تبين أن الجراد ناضج جنسياً وفي حالة تزاوج ووضع البيض خاصة وان الظروف البيئية مناسبة للتكاثر, حينها قام مدير عام الزراعة برفع رسالة إلى وزارة الزراعة بسرعة التدخل كون الوضع خطير ويحتاج إلى المكافحة, وفي 6 / 9 / 2013م نزل فريق مسح ميداني من مركز الجراد بصنعاء لتحديد المساحات المصابة وحالة الجراد ومن خلال النزول تبين أن البيض التي تم وضعها في 22 / 8 / 2013 م بدأت بالفقس وان أعمار الحوريات ( الدَباء ) في العمر الأول والثاني والثالث وهو الوقت المناسب للمكافحة, وبعد ذلك تك رفع رسالة إلى وزارة الزراعة لتوفير الإمكانيات اللازمة للمكافحة, تم توفير هذه الإمكانيات في 15 / 9 / 2013 م وحينها بدأت حملة المكافحة, واستخدمت في الحملة 11 آلة رش ميكرونير منها محمولة على السيارة وظهرية ويدوية بمشاركة 15 مشاركا, وكانت إجمالي المساحة المرشوشة حوالي 2048هكتار موزعة على مديريات وادي وصحراء حضرموت, وتقدر إجمالي المساحة المصابة في المناطق التي تم زيارتها بحوالي 50 كيلو متر مربع".

 وحذر المهندس/ عاشور الزبيري بأن خطورة هذا الجراد تكمن في حالة عدم المكافحة أو ترك بعض المناطق بدون مكافحة في تشكيل اسراب من الجراد وهذه الاسراب سوف تهاجر من مناطق التكاثر مثل ( قف العوامر ، قف الكثيري ، حوارم ، القيعان ، الخشعة . رخية ... الخ ) وسوف تغزو المزارع وتتغذى على المحاصيل الزراعية وسوف تسبب خسائر اقتصادية كبيرة وخاصة وان الموسم الزراعي قد بداء في وادي حضرموت وتواصل رحلتها إلى مناطق التكاثر الشتوي في سهل تهامة والمناطق الساحلية من خليج عدن والبحر العربي وبمجرد أن تصل إلى هذه المناطق سوف تقوم بوضع البيض في حالة توفر الظروف البيئية المناسبة للتكاثر ".

وحذر المواطنين في وادي حضرموت من أكل الجراد لأنه قد يكون محمل بمتبقيات المبيدات التي سوف يكون لها ضرر على الإنسان, مشيراً إلى أنه قد بدأت الحملة الثانية الآن لمكافحة الجراد بعد التنسيق مع السلطة المحلية بتلك المديريات والأهالي وهي تواصل عملية الرش من خلال فرق المكافحة.

المعوقات

مشرف حملة مكافحة الجراد الزبيري أوضح بأن ابرز المعوقات والمشاكل التي تعترض سير حملة الرش ومكافحة الجراد هو انتشارها في مناطق واسعة ومترامية الأطراف ووعورة الطرق والتضاريس فيها وصعوبة الوصول إليها, وكذلك المشاكل الاجتماعية المتمثلة بالأوضاع الأمنية بصفه عامة, ورفض ومنع النحالين والبدو لعملية المكافحة باستخدام أي مبيدات كيماوية أو الحيوي نظراً لتخوفهم على ثروتهم الحيوانية والمناحل والتي تعتبر مصدر دخلهم الرئيسي, وبالتحديد في منطقة وادي ثتم والقيعان وقف الكثيري, وعدم توفر الخدمات الأساسية في بعض المناطق مثل المياه والمطاعم والاتصالات".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد