سنوات من العبث والإهمال .. إب .. غياب الرقابة وعبث المسؤولين

2007-08-04 09:48:26

موضوعنا اليوم قد يختلف قليلاً عن المواضيع السابقة ولكنه لا يقل أهمية عن أي موضوع وقضايا في حياتنا وسوف نتناول في هذه الأسطر قضية تحدث عنها الكثير والكثير قبل ذلك ولكن هذه الأحاديث تخفت أو تختفي ولا تظهر سوى في مناسبات محددة فقط، وهذه القضية التي سوف نتناولها اليوم هي ما يجري وما جرى في محافظة إب البائسة والتي اصبحت وكأنها اثر بعد عين. . حيث شهدت محافظة إب احتفالات اعياد الوحدة المباركة في هذا العام والتي رصدت لها مليارات كثيرة تضاربت الأقوال حولها فتجد محافظ المحافظة يذكر في يوم ذكرى الوحدة ان قيمة هذه المشاريع تجاوزت المائتين مليار ريال ولكن وفي ذات الحفل تحدث رئىس الجمهورية معقباً على ما أورده المحافظ حيث قال ان قيمة هذه المشاريع هو «84» مليار ريال فقط، كل هذه المليارات وزعت على مختلف القطاعات والمديريات في محافظة إب بحسب اقوال المسؤولين ليبرز لنا تناقض آخر حيث اصدرت وزارة الصحة العامة كتيباً صغيراً ذكرت فيه ما انجز وما يجري انجازه في مجال الصحة بالمحافظة واوردت ان قيمة هذه المشاريع بلغ «67» مليارريال!! فهل يعقل ان يرصد للصحة وحدها هذا المبلغ والذي لم يتجاوز ثلثي ما قاله رئىس الجمهورية.

تحقيق/ معمر محمد البتول

الجانب الثاني والذي سوف نتناوله في هذه السطور هو قضية العبث والفساد والإهمال التي اصبحت واضحة للعيان في كافة المرافق والأجهزة الحكومية خاصة في ظل قيادة السلطة المحلية في إب بداية من محافظ المحافظة والذي نلتمس له العذر وذلك لانشغاله بمواضيعه وقضاياه الخاصة، ومروراً بالأمين العام والوكلاء وبقية المسؤولين في هذه المحافظة المغلوبة على امرها مما يمارس فيها من ممارسات لا تضاهيها ممارسات اخرى في اي محافظة اخرى، ولكي لا يكون هذا الكلام بعيداً عن المصداقية والوضوح قمنا بالنزول إلى الشارع الإبي لنتناول مع عدد من المواطنين الحديث حول ما يجري وما تعيشه هذه المحافظة ونبدأها مع الاخ خالد المقري- طالب جامعي حيث يقول معلقاً حول ذلك بالقول ان المشاريع التي اقيمت في محافظة إب هي عبارة عن مكياج تجميلي فقط، مشيراً إلى عدم وجود كفاءات أو اشراف حقيقي على هذه المشاريع، مضيفاً ان المسؤولين في إب غلبوا مصالحهم الشخصية والذاتية على المصلحة العامة.

وتطرق إلى قضية الفساد بالقول ان الفساد منتشر من اعلى مسؤول إلى اصغرهم، ونوه انه لن يزول هذا الفساد والعبث إلا بزوال قيادة السلطة المحلية خاصة وان المجلس المحلي اصبح بلاء على ابنائها.

ودعا خالد المقري ابناء إب ان يقفوا صفاً واحداً لمواجهة ومحاربة هذا الفساد والعبث، واشار في حديثه مع «أخبار اليوم» إلى ان الوساطة والمحسوبية اصبحت المعيار والأساس في التوظيف أو غير ذلك من المعاملات الحكومية، مطالباً رئىس الجمهورية بتشكيل لجنة للتحقيق فيما يجري مع المحافظ والامين العام.

ومن جانبه قال الأخ عادل محمد عبده محمد -ناشط سياسي ان الحديث عن اوضاع المحافظة حديث ذو شجون ويحتاج إلى مجلدات عدة، مضيفاً ان ما يقوم به المسؤولون في إب اصبح امراً لا يطاق ولا يحتمل، واصفاً اياهم بالمرتزقة وانهم يشكلون لوبي للفساد والعبث.

واشار في هذا الحديث إلى ان السلطة المحلية اصبحت معزولة وبعيدة عن هموم ومشاكل ابناء المحافظة الذين يعانون الويلات خاصة في هذه الأيام ومع نزول المطر، متطرقاً إلى ما حدث من تهدم لعدد من البيوت والمنازل في إب من جراء هذه السيول والتي جرفت حتى الإسفلت.

وفي هذا السياق اشار الأخ احمد العماري -عامل إلى ان المسؤولين في إب اصبحوا دولة بمفردهم وكأنهم فوق القانون وفوق كل شيء، متطرقاً إلى ما يقوم به المسؤولون من جبايات للأموال بدون وجه حق، مضيفاً ان مسألة التوظيف اصبحت حكراً على مجموعات واسر معينة، كما اشار العماري في هذا الحديث إلى ان ما اعلن عنه من مشاريع وانجازات خلال فترة اعياد الوحدة انها مشاريع وهمية وكاذبة، حيث لا نلمس شيئاً من ذلك، موضحاً بالقول حتى ما قيل عن زيادة الطاقة الكهربائية ب«30» فولت غير صحيح فكل يوم تزداد ساعات الانطفاء في إب.

إلى ذلك بدأ الأخ حسن محمد علي -موظف بدأ حديثه باطلاق آهات تدل على مقدار ما فيه من ألم وغبن مما يحدث في إب، مؤكداً ان كل المبالغ التي رصدتها الدولة للمشاريع اثناء احتفال الوحدة قد ذهبت هباءً منثوراً - حسب وصفه-، مشيراً إلى ان الحديث حول هذه القضية ليس له فائدة ما لم يتم تغيير المسؤولين في هذه المحافظة المنكوبة بأمثال هؤلاء المسؤولين الذين اصبحوا لا يهتمون بشيء سوى الحصول على المزيد من الأموال من أي مكان.

وتطرق في هذا إلى ما تم رصده للمستشفيات في إب والثورة وناصر ورغم كل هذه الملايين إلا ان هذه المستشفيات ما زالت كما هي ولا يوجد اي تقدم في الخدمات الطبية فيها، منوهاً إلى قضية المياه حيث قال حتى الماء الذي كان لا ينقطع اصبح لا يأتي إلا بالقطارة هذه وغيرها احاديث ادلى بها عدد من المواطنين في محافظة إب وقد اجمعت كل هذه الأحاديث حول ما يقوم به المسؤولون في إب من ممارسات يندى لها الجبين بداية من الفساد والعبث والإهمال مروراً بالنظرة المناطقية والشللية لهؤلاء المسؤولين في قيادة السلطة المحلية في هذه المحافظة التي اصبحت مرتعاً للفساد والعبث بلا حدود حتى غدا هؤلاء المسؤولون وكأنهم بلاء ابتليت به هذه المحافظة من سوء ادارة وجبايات غير قانونية ونهب للمال العام واحتكار التوظيف بين مجموعات محددة لا يخرج عنها إلا ما ندر.

هذه القضايا وغيرها الكثير والكثير مما يعانيه ابناء إب من هؤلاء المسؤولين ومن الأمور الهامة والتي خرجنا بها من هذه الأحاديث الصريحة مع عدد من المواطنين في إب برزت مسألة تزايد المطالبات بتغير قيادة المحافظة حيث نجد ان جميع من اجرينا معهم الأحاديث يؤكدون على فشل المحافظ، اضافة إلى ضرورة اعادة النظر في المجلس المحلي الذي يثير هذه التصريحات إلى انه لا يمثل هؤلاء المواطنين.

كما نلاحظ عدم فاعلية هذا المجلس المحلي الذي ليس له اثر سوى في اخذ الأموال حيث تضاف رسوم مجالس محلية بعد كل فاتورة أو سند أو اي معاملات رسمية وكل هذه الأموال علمها عند الله.

ونجد ان ما تم الإعلان عنه من مشاريع رافقت اعياد الوحدة قد ذهبت ادراج الرياح كلها مع ملياراتها الكثيرة ويدل ذلك على عدم قدرة قيادة المحافظة على الإشراف أو انجاز اي شيء يذكر في اي مجال من مجالات الحياة.

وبعد كل تلك الأحاديث التي تعبر عن آراء ابناء محافظة إب نستنتج ان من الأهمية القصوى والضرورة ان يتم تغيير قيادة المحافظة إلى جانب محاسبة والتحقيق مع بقية المسؤولين في المجلس المحلي أو المكتب التنفيذي الذي اصبح بؤرة للفساد لا مثيل لها.

وهنا نصل إلى نهاية ما قمنا به من مشوار في شوارع مدينة إب التي اصبحت شبه ترابية والتي التقينا فيها عدداً من ابنائها ليدلوا بدلوهم ويتحدثوا بكل صدق وصراحة مع «أخبار اليوم» والتي بدورها ستقوم بنشر هذه الأحاديث والشكاوي ورفعها إلى أعلى الجهات. . إلى ان نلتقي في قضية أخرى وحوار آخر.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد